أكد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "سيف ماجانجو"، أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد سكان الفاشر من إعدام بإجراءات موجزة، وقتل جماعي، واغتصاب، وهجمات على العاملين في المجال الإنساني، ونهب، واختطاف، وتهجير قسري، تعد من جرائم الإبادة البشرية .

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أشارت المفوضية إلى شهادات فارين من الفاشر إلى طويلة بعدما ساروا لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، بالإضافة إلى مقاطع فيديو وصور صادمة تظهر انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان.

قال"سيف ماجانجو"، إن الاتصالات مقطوعة والوضع على الأرض فوضوي، مما يجعل من الصعب الحصول على معلومات مباشرة من داخل المدين". 

وأضاف: "نقدر أن عدد القتلى - من المدنيين ومن أصبحوا عاجزين عن القتال خلال هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وطرق خروجها وكذلك في الأيام التي تلت الاستيلاء عليها - قد يصل إلى المئات ".

وأوضح المسؤول الأممي أن شركاء المفوضية الإنسانيين أشاروا إلى تعرض ما لا يقل عن 25 امرأة للاغتصاب الجماعي عندما دخلت قوات الدعم السريع مأوى للنازحين بالقرب من جامعة الفاشر .

وتابع قائلا:- "يؤكد شهود عيان أن أفراد قوات الدعم السريع انتقوا النساء والفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، مما أجبر النازحين المتبقين - حوالي مائة أسرة - على مغادرة الموقع وسط إطلاق النار وترهيب السكان المسنين".

كما أشار إلى "التقارير المقلقة عن مقتل مرضى وجرحى داخل المستشفى السعودي للولادة" وفي مبان مختلفة تقع في حيي الدرجة الأولى والمطار، والتي كانت تُستخدم مؤقتًا كمراكز طبية.

وقال سيف ماجانجو"، إن المفوضية وثقت عمليات قتل واعتداء على العاملين في المجال الإنساني والمتطوعين المحليين الذين يدعمون المجتمعات الضعيفة، وأكدت أن قوات الدعم السريع تحتجز ثلاثة أطباء في الفاشر .

وقال المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان إن هناك تقارير أيضا عن انتهاكات خطيرة في سياق استيلاء قوات الدعم السريع على بارا في شمال كردفان، بما في ذلك الإعدام بإجراءات موجزة المزعوم لخمسة من متطوعي الهلال الأحمر.

ودعا "ماجانجو"، إلى تحقيقات "مستقلة وسريعة وشفافة وشاملة في جميع هذه الانتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها، وأضاف أن المفوض السامي لحقوق الإنسان، "فولكر تورك"، كرر دعوته للدول ذات النفوذ على أطراف النزاع إلى التحرك العاجل لوضع حد للعنف، "ووقف تدفق الأسلحة الذي يغذي الانتهاكات التي لا نزال نشهدها، وضمان حماية فعالة للمدنيين".
على الصعيد الإنساني، وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" الوضع بأنه "مروع"، إذ لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة مقطوعا، "ويواصل السكان اليائسون الفرار نحو طويلة ومدن أخرى بحثا عن الأمان". وقدّرت المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما لا يقل عن 62 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها بين 26 و29 من الشهر الجاري، وسط انعدام الأمن.
وذكر "دوجاريك" أن الأمم المتحدة تعمل مع شركائها المحليين في طويلة لتسجيل الوافدين الجدد لتقديم الدعم الطارئ لهم. إلا أنه شدد على أن "الفجوات الهائلة لا تزال قائمة، بما في ذلك في مواد الإيواء والأدوية ولوازم رعاية المصابين بالصدمات، والمساعدات الغذائية، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي".
ودعا "دوجاريك" مجددا إلى تأمين ممر آمن للنازحين، وحماية من تبقى منهم في الفاشر، وإتاحة وصول إنساني كامل ودون عوائق إلى دارفور وجميع المناطق الأخرى المحتاجة في السودان .
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في ولاية شمال كردفان لا يزال ينذر بالخطر، حيث تقدر المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما يقرب من 36 ألف شخص من بلدة بارا شمال عاصمة الولاية، الأُبيّض، هذا الأسبوع.

طباعة شارك مفوضية الأمم المتحدة الدعم السريع الفاشر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفوضية الأمم المتحدة الدعم السريع الفاشر قوات الدعم السریع الأمم المتحدة المتحدث باسم

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذّر من توسع نطاق "الفظائع" في السودان

الخرطوم- حذّر مسؤولان في الأمم المتحدة الخميس 30 اكتوبر 2025، من "فظائع" ترتكب أيضا في منطقة كردفان السودانية المحاذية لدارفور حيث سيطرت قوات الدعم السريع للتو على مدينة الفاشر الرئيسية.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر لمجلس الأمن إن الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في دارفور كانت خارج سيطرة الدعم السريع، "شهدت بالفعل مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية، وقد انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة، مع تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية" بعد دخول قوات الدعم السريع.

وأضاف "لا نستطيع سماع الصراخ، ولكن بينما نجلس هنا، يستمر الرعب. تُغتصب نساء وفتيات، ويُشوّه أشخاص ويُقتلون، في ظل إفلات تام من العقاب".

كما حذّر من أن "المقتلة لا تقتصر على دارفور"، معربا عن قلقه خصوصا إزاء الوضع في كردفان المجاورة.

وأشار إلى أن "القتال العنيف في شمال كردفان يتسبب في موجات جديدة من النزوح ويهدد الاستجابة الإنسانية، بما في ذلك حول عاصمتها الأُبيِّض".

بدورها، لفتت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا أما أكيا بوبي إلى تقارير تشير إلى "فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا في شمال كردفان، بعد سيطرتها على المدينة مؤخرا".

وأوضحت أن "ذلك يشمل أعمالا انتقامية ضد من تعتبرهم متعاونين، كثيرا ما تكون بدوافع إثنية".

وأكدت أنه "قُتل ما لا يقل عن 50 مدنيا في الأيام الأخيرة في بارا، نتيجة للقتال والإعدامات الميدانية. ويشمل ذلك إعدام خمسة متطوعين في الهلال الأحمر".

وحذّرت من أن "كردفان هي على الأرجح المسرح المقبل للعمليات العسكرية للمتحاربين".

وأضافت المسؤولة الأممية أن "هجمات الطائرات المسيّرة التي يشنها كلا الجانبين تضرب مناطق وأهدافا جديدة. ويشمل ذلك النيل الأزرق والخرطوم وسنار وجنوب كردفان وغرب دارفور، ما يشير إلى اتساع نطاق النزاع على الأرض".

ووصفت الوضع "الفوضوي" في الفاشر حيث "لا أحد في مأمن"، مشيرة أيضا إلى أنه من الصعب تقدير عدد الضحايا في المدينة.

أدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية حالية، وفق الأمم المتحدة.

اندلع النزاع في نيسان/أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة بين الحليفين السابقين: عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش والزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب 2021، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

مقالات مشابهة

  • آلاف المدنيين في “خطر داهم” بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع
  • أمريكا تدين جرائم الدعم السريع في مدينة الفاشر السودانية
  • الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات مروعة واغتصابًا جماعيًا في الفاشر
  • قوات الدعم السريع تعتقل جزار القرن.. من هو أبو لولو؟
  • مجازر الدعم السريع في السودان.. انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب
  • الأمم المتحدة تحذّر من توسع نطاق "الفظائع" في السودان
  • بالفيديو.. مندوب السودان في الأمم المتحدة يكشف عن استخدام غاز مميت للاعصاب عبر طيران اجنبي في الفاشر ويتساءل في مجلس الامن .. اين مجلسكم ؟ لا تفاوض مع الدعم السريع والمجد للبندقية
  • دول مجلس الأمن تدين فظائع الفاشر: "الدعم السريع" ارتكبت إبادة جماعية
  • مجلس الأمن يدين جرائم الدعم السريع بحق المدنيين في السودان