الجزيرة:
2025-11-02@22:21:24 GMT

كاتب غزي: خرجنا من الحرب لكن الحرب لم تخرج منا

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

كاتب غزي: خرجنا من الحرب لكن الحرب لم تخرج منا

بعد عودته إلى منزله في مدينة غزة عقب وقف إطلاق النار، يروي الصحفي الغزي رامي أبو جاموس في يومياته، شهادة إنسانية مؤلمة تكشف أن نهاية الحرب لا تعني نهاية معاناة مواطنيه المنكوبين.

وإذا كان أبو جاموس -كما يروي في يومياته على موقع أوريان 21- من بين المحظوظين لأنه عاد إلى بيته، فإن كثيرين غيره لم يعودوا إلا إلى الدمار، بعد أن سويت أحياؤهم بالأرض، ودمرت البنية التحتية فيها بالكامل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: مجزرة الفاشر السودانية نموذج مألوف من العنف المتوقعlist 2 of 2غارديان: جماعات إسلامية تقترب من باماكو فهل تنجح في تحويل مالي للحكم الإسلامي؟end of list

يقول أبو جاموس "كنا محظوظين، بعد وقف إطلاق النار المعلن في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025، عدنا إلى بيتنا، في شقتنا بشارع شارل ديغول. كانت لا تزال سليمة، ولكن في الشمال جرف مخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان بالكامل. حي تل الهوا في الجنوب لم يعد موجودا. يبدو كأن زلزالا هائلا سوى كل شيء بالأرض".

المباني سويت بالأرض جراء القصف الإسرائيلي في خان يونس وكل قطاع غزة (الفرنسية)

ويضيف الصحفي أن كثيرين يسألونه كيف تبدو الحياة بعد وقف إطلاق النار، وهل بدأ الناس يستنشقون الهواء؟ فيجيب دائما بالمقارنة نفسها كما يقول: "نحن مثل جريح استيقظ لتوه بعد عملية جراحية، يخرج ببطء من ضباب التخدير، لا يشعر بعد بالألم، لا يعرف ما الذي حدث، لا يعرف مدى خطورة جرحه، ولا هل سيتمكن من الوقوف؟ ولا هل سيتمكن من المشي مجددا؟".

الأزمات تستمر

نحن في هذا الوضع -كما يقول الكاتب- "كأننا كنا في خلاط، في إعصار يدور، توقف الخلاط فجأة، توقف الإعصار، لكننا ما زلنا في الدوار، لقد خرجنا من الحرب، لكن الحرب لم تخرج منا. يكفي أن تمر سيارة لأظن أني أسمع صفير صاروخ يهوي. ما زال أزيز المسيّرات عالقا بأذني، وصفارات سيارات الإسعاف، وأزيز طائرات إف-16 وأصوات القنابل".

بدأ وقف إطلاق النار ولكن الأزمات الإنسانية تستمر، حيث المياه شحيحة -كما يقول الكاتب- والكهرباء مقطوعة، والناس يطبخون على الحطب وسط ركام منازلهم، والأسعار مرتفعة بشكل جنوني، والمساعدات التي تدخل القطاع محدودة وتخضع لرقابة الجيش الإسرائيلي، وغالبا ما تحول إلى تجارة خاصة لا تصل للفقراء.

تحولت دير البلح إلى ما يشبه "العاصمة الجديدة" لقطاع غزة، تتركز فيها المنظمات الدولية والمخازن التجارية لأنها كانت أقل المدن تضررا، أما في مدينة غزة، فلا تزال الحياة شبه متوقفة، ولا يزال التعليم متعطلا، والمدارس والجامعات مدمرة.

إعلان

عادت المولدات الكهربائية للمستشفيات والمنظمات، وقد "ركب أحد جيراننا في البناية مولدا نستخدمه بين الحين والآخر لضخ الماء، ولأول مرة منذ عودتي، نفتح الحنفية وينساب منها الماء، ليس باستمرار بالطبع، لكن هذا شيء جديد"، كما يقول أبو جاموس.

شبه حياة طبيعية

وينبه الكاتب إلى أن هذا الوضع الشبيه بالحياة الطبيعية يمنح الناس وقتا لفهم مدى ما عانوه خلال عامين من المجازر، مشيرا إلى أنهم يحاولون قياس حجم الكارثة، وعمق جراحهم وحزنهم، وبدؤوا يتحدثون عن المستقبل، ولكنهم يكتشفون كل مرة أنه غير موجود.

سياسة إسرائيل تهدف إلى إبقاء غزة في حالة اللاسلم واللاحرب لدفع سكانها إلى الهجرة القسرية

تعود بعض الأشياء إلى العمل شيئا فشيئا -كما يقول الكاتب- وقد بدأت الحكومة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ممارسة عملها، أعادت وزارة الداخلية فتح مكاتب الأحوال المدنية وسجلات الولادات والوفيات، وباتت المحاكم الشرعية قادرة على تسجيل الزيجات، وهم يعيدون النظام للأسواق التي كانت فوضوية، وكأن الحياة تستأنف من جديد.

ويصف الكاتب حالة الخوف الدائم وعدم الاستقرار التي يعيشها السكان تحت تهديدات متكررة من القادة الإسرائيليين باستئناف الحرب أو إعادة تقسيم القطاع، معتبرا أن سياسة إسرائيل تهدف إلى إبقاء غزة في "حالة اللاسلم واللاحرب" لدفع سكانها إلى الهجرة القسرية.

وأورد أبو جاموس تأملات مؤلمة حول مستقبل غزة، متسائلا عن جدوى الحديث عن إعادة الإعمار أو الحياة الطبيعية في ظل واقع بلا ماء ولا كهرباء ولا مدارس، وبلا أمل حقيقي، لأن الحرب -كما يقول- ما زالت تسكن في النفوس حتى بعد أن صمتت المدافع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات وقف إطلاق النار أبو جاموس کما یقول

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: شهر العسل بين اليمين الأميركي وإسرائيل انتهى

أماط الباحث في الشؤون السياسية، بن لوربر، في مقال بصحيفة "ذا هيل" اللثام عن تصدعات داخل اليمين الأميركي المؤيد لإسرائيل والحركة الصهيونية، لافتا إلى أن معاداة السامية وسط هذا التيار لم تعد خافية، بل أصبحت واضحة للعيان.

وقال إن معاداة السامية برزت إلى الواجهة داخل حركة "ماغا" (اجعلوا أميركا عظيمة مجددا) الشعبوية المناصرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المنصرم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤرخ فرنسي: لماذا ما فتئ ترامب يتحدث عن الحروب الصليبية؟list 2 of 2إيكونوميست: هذا هو الثمن الذي يتعيّن على أوروبا دفعه لردع بوتينend of list

وأوضح أن الأمر بدأ يوم الاثنين حين استضاف المعلق والمذيع المحافظ تاكر كارلسون في برنامجه الحواري السياسي المسائي "تاكر كارلسون الليلة" على قناة فوكس نيوز المتعصب القومي الأبيض نيك فوينتس لمناقشة قضايا تتعلق بإسرائيل والمنظمات اليهودية.

وأشار لوربر -الذي يعمل باحثا أول في مركز "بوليتيكال ريسيرش أسوشييتس" للبحوث السياسية بولاية ماساتشوسيتس- إلى أن الحوار أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط المحافظة فيما إذا كان يجب السماح لأمثال فوينتس بالدخول تحت مظلة حركة ماغا.

وأضاف أن الجدل تفاقم عندما دافع رئيس مؤسسة هيريتدج اليمينية المحافظة كيفن روبرتس عن كارلسون، داعياً إلى مناظرة فوينتس لا نبذه، ومؤكداً أن على المحافظين أن يضعوا الولاء لـ"المسيح أولاً، وأميركا دائماً" فوق أي دعم تلقائي لإسرائيل، مهما كانت الضغوط التي يتعرضون لها من "الطبقة الشعوبية" العالمية.

ووفقا للمقال، فإن كثيرين رأوا في تصريحات روبرتس نغمة معادية للسامية توحي بوجود "لوبي صهيوني عالمي" يهدد "القومية المسيحية".

واعتبر الكاتب أن ذلك يعد تحولاً حاداً في موقف مؤسسة هيريتدج التي كانت قد أطلقت قبل عام مشروع "إستير"، الهادف إلى استخدام سلطة الدولة لقمع النشاط المؤيد لفلسطين في عهد ترامب.

وذكر أن ترامب سارع إلى تنفيذ كثير من هذه الأهداف، فاعتقل ناشطين مثل محمود خليل، وابتزّ جامعات مثل كولومبيا، وهدد المنظمات المناصرة لفلسطين بدعاوى قضائية وتصنيفات إرهابية وسحب صفة الإعفاء الضريبي وغيرها.

إعلان

لكن لوربر قال إن داعمي المشروع رفضوا آنذاك إدراج مكافحة معاداة السامية اليمينية ضمن أهدافهم، زاعمين أن الخطر الحقيقي يأتي فقط من اليسار.

تبدل المواقف

وللدلالة على تبدل المواقف اليوم، أفاد الباحث السياسي في مقاله بأن حاخامات وشركاء يهود في مشروع "أستير" -مثل يعقوب منكن- عبّروا عن استيائهم من اصطفاف هيريتدج مع شخصيات معادية للسامية.

وحذروا في الوقت نفسه من عواقب بعيدة الأمد. كما أعرب قادة الحركة الصهيونية المسيحية الدينية السياسية -مثل لوك مون من مشروع (فيلوس)- عن قلقهم من تراجع نفوذهم داخل المعسكر اليميني، في ظل تنامي الانتقادات لدعم واشنطن لإسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي تحليله لجذور التحالف الثلاثي الذي جمع لعقود إسرائيل واليمينين اليهودي والمسيحي الأميركي تحت راية "القيم اليهودية المسيحية" والدفاع عن "العلاقة الخاصة" بين واشنطن وتل أبيب، يرى بن لوربر أن هذا التحالف كان قائماً على خلط متعمّد بين نقد إسرائيل ومعاداة السامية، مما أدى إلى تكميم الأصوات وإضعاف الحريات الأكاديمية والسياسية.

ومع تنامي النزعات القومية البيضاء، بدأ هذا التحالف يتصدّع من الداخل، بحسب الكاتب الذي يشير إلى أن معاداة السامية تجد بيئتها الطبيعية داخل اليمين، إلى جانب العنصرية ضد السود وكراهية المهاجرين والمثليين، مضيفا أن معظم جرائم الكراهية في العقد الماضي ارتكبها أنصار اليمين المتطرف.

ومضى الباحث السياسي إلى القول إن القوميين البيض مثل فوينتس يعيدون إنتاج "خرافات" قديمة عن مؤامرة يهودية تقف خلف التقدمية والدعم الأميركي لإسرائيل، وهي أفكار تغذي الحركات السلطوية منذ أكثر من قرن.

وحذر من أن التحالف اليهودي مع القوميين المسيحيين ينقلب على أصحابه، إذ أخذ التيار اليميني المتشدد يتبنى خطاباً معادياً لليهود يهدد استقرار هذا التحالف نفسه.

وضرب مثلا على ذلك بفعاليات يمينية حديثة، اتهم فيها طلاب جامعيون إسرائيل بالتحكم في ترامب، واليهودية بـاضطهاد المسيحية، في مؤشر على تراجع البعد اليهودي من فكرة القيم اليهودية المسيحية المشتركة.

وخلص لوربر إلى أن انشغال المحافظين اليهود بمهاجمة اليسار صرفهم عن الخطر الحقيقي داخل صفوفهم، مما يهدد أمن اليهود بل والديمقراطية الأميركية على السواء، وفقا للكاتب.

مقالات مشابهة

  • نبيل الكوكي: خرجنا بأفضل نتيجة ممكنة أمام فريق كبير
  • كاتب إيطالي: هل تحقق القاعدة سابقة وتسيطر على دولة مالي؟
  • السامعي يطمئن على صحة الكاتب والصحفي خليل العُمري
  • كاتب أمريكي: شهر العسل بين اليمين الأمريكي وإسرائيل انتهى
  • كاتب أميركي: شهر العسل بين اليمين الأميركي وإسرائيل انتهى
  • جماهير ولاية الخرطوم تخرج في مسيرات هادرة وتقيم صلاة الغائب على شهداء الفاشر وبارا
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس حفل تخرج الدفعة الخامسة والخمسين من معهد التربية الدينية بالسكاكيني
  • وفاة الكاتب والشاعر إسكندر حبش
  • كاتب إسرائيلي: الحرب أثبتت الحاجة لتوقيع المزيد من التطبيع في المنطقة