القاهرة - صفا

برز مؤخرًا في جمهورية مصر العربية التجمّع الفلسطيني الرياضي في كإحدى المبادرات الوطنية الجامعة الهادفة للحفاظ على الروح الرياضية الفلسطينية، وإبقاء الأسرة الرياضية متماسكة رغم مرارة النزوح، والشتات في ظلّ الظروف القاسية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني جرّاء حرب الإبادة على قطاع غزة.

وبرعاية، ودعم مباشر من عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية تمكّن هذا التجمع من تشكيل نموذجًا يُحتذى به في الصمود، والإرادة، والالتفاف حول الهوية الفلسطينية، جامعًا الرياضيين الفلسطينيين في مصر تحت مظلة واحدة تُجسّد الأمل، والوحدة.

ويقول هنية: "الرياضة الفلسطينية ليست مجرد منافسة داخل الملاعب، بل هي رسالة حياة وصمود، ومن خلال هذا التجمع نؤكد أن شعبنا رغم الألم والدمار سيبقى متمسكًا بالحياة والإنجاز، لأننا نؤمن أن الرياضة هي أحد أوجه النضال الحضاري، والإنساني لشعبنا".

وأضاف: "على مدار عامٍ ونصف تقريبًا من حالة النزوح التي عاشتها أسرُنا من المرضى، والجرحى، وعوائل الشهداء، وكل من اضطر لمغادرة وطنه خلال حرب الإبادة إلى أرض مصر العظيمة، كان لزامًا علينا — نحن الأسرة الرياضية — أن نحافظ على تواصلنا، وتلاحمنا، وأن نلتقي معًا في إطارٍ رياضي وإنساني يجمعنا ويُعبّر عن وحدتنا".

وتابع: "جاء هذا التجمّع الرياضي الذي ضمّ نخبةً كبيرة من الرياضيين واللاعبين، ومن ذوي الشهداء والجرحى الرياضيين، ليكون رسالة صمود وإصرار على الحياة، لقد بُذلت جهودٌ كبيرة ومخلصة لإقامة الفرق الرياضية وتنظيم الملتقيات الاجتماعية، وتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة الرياضية عبر الزيارات والأنشطة المستمرة".

وأوضح أنه جرى تأسيس فِرَق مختلفة تضم القدامى، والفريق الأول، والناشئين لكرة القدم، تأكيدًا على أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي رسالة وطنٍ، وشعبٍ، ورسالة من شُرّدوا بأن علم فلسطين سيبقى خفاقًا عاليًا مهما طال الغياب.

ولفت أن لهذا التجمّع أيضًا بصمة فنية مميزة، بمشاركة لاعبين برزوا بنجوميتهم في الدوري المصري، والقطري، والليبي، ليؤكدوا أن هذا الجهد المتواضع هو أقل ما يُقدَّم وفاءً للوطن، وللرياضة الفلسطينية التي لا تعرف الغياب.

الهدف

ويسعى التجمع إلى الحفاظ على تماسك الأسرة الرياضية الفلسطينية داخل مصر، واستثمار طاقات الرياضيين والكوادر الغزية في عمل منظم يخدم المجتمع، ويُعزز الروح الوطنية.

ونجح التجمع في توحيد الجهود ضمن إطار ثقافي، واجتماعي، ورياضي متكامل، يعكس الوجه المشرق لفلسطين رغم كل ما تواجهه من معاناة.

كذلك، شهدت الفترة الماضية تنظيم لقاءات اجتماعية وإنسانية، وتقديم مساعدات مالية وعينية للأسر الفلسطينية المتضررة بالتعاون مع مؤسسات وهيئات داعمة.

كما حرص التجمع على تقديم واجب العزاء لشهداء، ورياضين ارتقوا خلال الحرب، ومنهم الرياضيان المخضرمان إسماعيل المصري، وناجي عجور، اللذان أقيم لهما بيت عزاء تكريمًا لمسيرتهما المشرّفة.

ولم يغفل التجمع عن دوره الإنساني في مساندة الجرحى، والمرضى، وتنظيم زيارات تضامنية متكرّرة لهم، إلى جانب أنشطة مخصصة للأطفال، والناشئين بهدف التخفيف من آثار الحرب النفسية، والاجتماعية عليهم.

وعلى الصعيد الرياضي، أقام التجمع مباريات ودّية، وبطولات رمزية مع فرق مصرية تحمل أسماء شهداء الرياضة الفلسطينية، وساهم في الحفاظ على لياقة اللاعبين الفلسطينيين، وتمكينهم من مواصلة مشوارهم الاحترافي، حيث احترف عدد منهم في الخارج، وانضم آخرون إلى الفرق المصرية، والمنتخبات الوطنية الفلسطينية.

كوادر مميّزة

ويضم التجمع في صفوفه كوادر رياضية فلسطينية مميّزة لها بصمات واضحة في مسيرة الرياضة الفلسطينية، من بينهم محمد عمر المصري، وأنور الغلاييني، ومصطفى نجم، وإبراهيم أبو الشيخ، ومحمود قشطة، إلى جانب عدد كبير من قدامى الرياضيين المخضرمين الذين أسهموا في دعم النشاط الرياضي الفلسطيني عبر العقود الماضية.

وتعمل هذه الكوادر بتنسيق وتكامل لتشكيل نواة حقيقية للنهوض بالرياضة الفلسطينية في الخارج، وترسيخ مبادئ العمل الجماعي، والمسؤولية الوطنية.

وأثبت التجمع الفلسطيني الرياضي في مصر أن الرياضة قادرة على أن تكون جسرًا للتواصل والوحدة بين أبناء فلسطين في الوطن، والخارج، وأنها مساحة نقية تجمع القلوب حول فلسطين مهما بعدت المسافات.

وفي ختام كلمته، شدّد هنية على استمرار دعم هذا التجمع ومتابعته قائلاً: "ما يجري في مصر من تلاحم للرياضيين الفلسطينيين هو مشهد وطني مشرّف، سنواصل دعم هذه المبادرات لتبقى الرياضة الفلسطينية حيّة في كل مكان، ولتبقى رايتنا مرفوعة رغم كلّ ما نمرّ به من آلام".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: فلسطين مصر رياضة غزة تجمع رياضي الریاضة الفلسطینیة الأسرة الریاضیة فی مصر

إقرأ أيضاً:

بمشاركة 13 فريقاً.. افتتاح بطولة «قدامى الرياضيين» في طرابلس

انطلقت صباح اليوم الأحد، وعلى أرضية ملعب الاتحاد العسكري في طرابلس، فعاليات بطولة قدامى الرياضيين لوحدات الجيش الليبي في نسختها الثانية، تحت شعار “الرياضة تجمعنا”، وذلك برعاية رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي وإشراف الاتحاد الرياضي العسكري فرع المنطقة الغربية.

وشهدت البطولة مشاركة 13 فريقًا يمثلون مختلف الوحدات العسكرية، بحضور مدير إدارة التوجيه المعنوي اللواء نوري الشنوك، ومدير الاتحاد الرياضي العسكري العميد عبدالناصر عون، وعدد من الضباط وضباط الصف بالإضافة إلى رياضيين قدامى.

وافتتحت البطولة بمباراة قوية جمعت بين فريق الاتحاد الرياضي العسكري وفريق إدارة التوجيه المعنوي، حيث انتهت المباراة بفوز الاتحاد العسكري 4-1.

وفي اللقاء الثاني، فاز فريق جهاز البحوث التطبيقية على إدارة الشرطة العسكرية بخمسة أهداف دون مقابل، ليعلن عن استعداده للمنافسة على اللقب.

وتأتي هذه البطولة في إطار سعي رئاسة الأركان العامة لتعزيز الروح الأخوية بين منتسبي الجيش الليبي وتأكيد أهمية الرياضة في تعزيز الانضباط والعمل الجماعي.

مقالات مشابهة

  • مواقف وطنية لا تُنسى.. أبو العينين صوت قوي في مواجهة مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
  • هل تقود عملية نيون إلى توافق بين الفرقاء السودانيين؟
  • "السبورتيكي".. عصابات رقمية جديدة تهدد الرياضيين في روسيا
  • صمود و الكتلة الديمقراطية يتفقان على إنهاء الحرب والانتقال للحكم المدني
  • بمشاركة 13 فريقاً.. افتتاح بطولة «قدامى الرياضيين» في طرابلس
  • في القدس.. عائلات بين كابوس التهجير الوشيك ومعركة البقاء
  • رسالة تضامن من وزير الشباب والرياضة إلى الرياضيين والفِرق بالفاشر
  • ردود أفعال الرياضيين المغاربة بعد دعم مجلس الأمن لخطة الحكم الذاتي بالصحراء
  • وعد "بلفور".. صمود غزة محطة أخرى من عقود تساقُطِه