وزير الطاقة والبنية التحتية: نمو الطلب العالمي على النفط والغاز مدفوع بتوسع مراكز البيانات الضخمة
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
أكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" يواصل نموه وتطوره من حيث نوعية المشاركات ومحاور النقاش التي يشكل فيها الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة محوراً رئيسياً في نسخته الحالية من خلال تقديم حلول تقنية مبتكرة تسهم في خفض التكاليف وتعزيز كفاءة قطاع الطاقة العالمي.
وقال، إن دولة الإمارات تُعد من بين أفضل دول العالم في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن شركة "مايكروسوفت" وضعت الدولة في المركز الأول عالمياً من حيث استخدام الذكاء الاصطناعي بنسبة 59.4% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 15%.
وأوضح أن هذا النمو يعكس زيادة عدد مراكز البيانات حول العالم والتي تتطلب قدرات طاقة أكبر من المتاحة حالياً، ما يفرض متغيرات جديدة على إستراتيجيات الطاقة العالمية في ظل انخفاض تكلفة إنتاج طاقة الرياح وتخزين الكهرباء في البطاريات الأمر الذي يفتح المجال أمام توسع أكبر في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. وفيما يتعلق بتوقعات الطلب العالمي على النفط والغاز خلال العام المقبل، أوضح معالي سهيل المزروعي، أن المشاركين في فعاليات "أديبك 2025"، أكدوا أن الطلب على الكهرباء تضاعف أربع مرات لتلبية احتياجات مراكز البيانات العملاقة التي تُنشأ حول العالم ولا سيما في الولايات المتحدة والصين ودول أخرى، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعد جزءاً من هذا السباق العالمي كونها من الدول الرائدة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن مراكز البيانات الضخمة تتطلب كميات كبيرة من الكهرباء والتبريد وهو ما يستدعي تنويع مصادر الطاقة لتغطية هذه الاحتياجات بما في ذلك الوقود الأحفوري.
وتوقع المزروعي، أن يشهد الطلب على النفط والغاز نمواً في المديين المتوسط والبعيد لدعم هذه المراكز وهو ما أدركته دولة الإمارات مبكراً بتوجيهات قيادتها الرشيدة من خلال تعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة بجميع أنواعه ومصادره.
وأكد، أن دولة الإمارات بصفتها عضواً فاعلاً في منظمة "أوبك" و"أوبك بلس"، تواصل الإسهام في دراسة أوضاع السوق والتنسيق بين الدول الأعضاء في ظل التوقعات بارتفاع الطلب المستقبلي على جميع أنواع الطاقة سواء الأحفورية أو المتجددة. وأشار إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً برفع كفاءة الطاقة في المباني من خلال إطلاق مبادرات ومشاريع نوعية في المباني الاتحادية إضافة إلى التعاون مع إمارات الدولة لتعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة بما يسهم في تحقيق وفورات تصل إلى نحو 30% من الاستهلاك، مؤكداً أن هذه الجهود تشكل جزءاً محورياً من تحسينات إستراتيجية الطاقة الوطنية. وأكد معاليه أن دولة الإمارات حققت تقدماً نوعياً في تنفيذ إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 في خطوة تعكس التزامها الراسخ بتحقيق الحياد المناخي وتعزيز أمن واستدامة منظومة الطاقة انسجاماً مع رؤية "نحن الإمارات 2031" وتوجهات القيادة الرشيدة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة. وقال إن دولة الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في بناء منظومة طاقة متكاملة تقوم على التنويع والكفاءة والاستدامة، ما أسهم في رفع مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء الوطني إلى أكثر من 30% عام 2024 وتوسيع القدرات المركبة للطاقة المتجددة لتتجاوز 6.8 جيجاوات حالياً مع مشاريع قيد التنفيذ سترفع السعة الإجمالية إلى 22 جيجاوات بحلول عام 2031. أخبار ذات صلة
كما أكد المزروعي أن مشاريع الطاقة الشمسية والنووية والهيدروجين منخفض الانبعاثات أصبحت ركائز أساسية في منظومة الطاقة الوطنية تعزز قدرة الدولة على تحقيق توازن فعّال بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، لافتاً إلى أن حجم الاستثمارات الوطنية في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة يعكس ثقة الدولة في هذا القطاع الحيوي باعتباره محركاً رئيساً للتنمية المستدامة، ومجالاً واعداً للشراكات والاستثمارات المستقبلية. وأشار إلى أنه تم خلال عام 2024 اعتماد تحديثات شاملة على إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 بما يواكب التحولات العالمية في هذا القطاع ويرفع من مستوى الطموح الوطني؛ حيث تم رفع مستهدف إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة إلى 35% بحلول عام 2031 بدلاً من 32% وزيادة الطموح في الطاقة المتجددة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بحلول عام 2031 مقارنة بعام 2022. ولفت معاليه إلى أن الاستراتيجية المحدثة للطاقة دمجت مخرجات الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050 ضمن منظومة التخطيط الشامل للطاقة لجعل الهيدروجين أحد المحاور الرئيسة في تحقيق الحياد المناخي مع التركيز على تعزيز الربط الكهربائي الإقليمي والدولي وتوسيع الاستثمار في تخزين الطاقة والشبكات الذكية، بما يرسخ مكانة الدولة مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً في الطاقة النظيفة. وأكد المزروعي أن دولة الإمارات تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل طاقة مستدام يقوم على الابتكار والشراكة الدولية ويوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، مجسدةً بذلك رؤيتها في أن تكون نموذجاً عالمياً في التحول الطاقي الذكي والمستدام.
في سياق متصل، شارك معالي سهيل المزروعي في المائدة الوزارية المستديرة بعنوان "تعزيز أمن الطاقة والمرونة من خلال التنويع" ضمن فعاليات "أديبك 2025"، حيث استعرض أبرز ملامح إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تقوم على أربعة محاور رئيسية هي التنويع، والمرونة الاحتياطية، والكلفة المعقولة، والقدرة على الصمود، بما يدعم رؤية الدولة طويلة الأمد للتنمية المستدامة وضمان إمدادات طاقة موثوقة من خلال التخطيط المتكامل، والتعاون الإقليمي، والابتكار.
وأكد المزروعي أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها لاعباً رئيسياً في منظومة الطاقة العالمية، من خلال نهج متوازن يجمع بين تعزيز أمن الطاقة وتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، في إطار التزامها بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وأوضح أن خفض الانبعاثات الكربونية وأمن الطاقة هدفان متكاملان لا يتعارضان، مؤكداً أن الدولة تعتمد نموذجاً متقدماً في المواءمة بين الاستدامة والمرونة عبر تنويع مصادر الطاقة وتبني أحدث التقنيات والابتكارات.
وقال معاليه:"تُثبت استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 أن إزالة الكربون تعزز أمن الطاقة من خلال رفع كفاءة المنظومة وتعزيز استدامتها ومرونتها، بما يرسخ أسس مستقبل منخفض الكربون وآمن الطاقة، وتتبنى دولة الإمارات مزيجاً متنوعاً يشمل النفط والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة والطاقة النووية، حيث يؤدي كل منها دوراً استراتيجياً ومتكاملاً، ويُعد الاستثمار في الطاقة المتجددة محوراً رئيسياً ضمن الاستراتيجية". وأكد، أن الابتكار والتعاون الدولي يشكلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق طموحات الدولة في بناء منظومة طاقة مستدامة ومرنة وآمنة للأجيال القادمة، تعزز النمو الاقتصادي والصناعي، وتدعم مسيرة الدولة نحو تحقيق الحياد المناخي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النفط الغاز مراكز البيانات البيانات سهيل المزروعي تحقیق الحیاد المناخی الإمارات للطاقة 2050 الذکاء الاصطناعی أن دولة الإمارات الطاقة المتجددة مراکز البیانات النفط والغاز أمن الطاقة بحلول عام من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان دعم لمكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة
صرح الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن التعاون المصري اليوناني في مجالات الطاقة المتجددة يكتسب أهميته من العلاقات الوطيدة والمتميزة والممتدة والشراكة بين الدولتين، وفي ضوء الأهمية الاستراتيجية للمشروع كونه جسرا لنقل الطاقة النظيفة من مصر إلى الاتحاد الأوروبي، والذي قام بإدراج المشروع ضمن قائمة مشروعات الربط الكهربائي الذي يقوم بتمويلها الاتحاد، مؤكدا التوجه الاستراتيجي لدعم وتعزيز مشروعات الربط الكهربائي والتكامل مع شبكات الدول المجاورة.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ديمتريس كوبولوزيس رئيس مجموعة شركات "كوبولوزيس" اليونانية القائمة على تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا عبر اليونان، والوفد المرافق، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، لبحث ومتابعة مستجدات التنفيذ وتطور الأعمال في مشروع الربط الكهربائي بين شبكة الكهرباء في مصر، وبين شبكة الكهرباء الأوروبية عبر الربط الكهربائي مع اليونان، وكذلك استكمال التمويل من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي، ودعم وتعزيز أوجه التعاون والشراكة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة.
وأوضح وزير الكهرباء، أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان يمثل أهمية بالغة لتحقيق التنمية المستدامة، ويأتي في إطار استراتيجية عامة للربط الكهربائي مع الشبكة الكهربائية الأوروبية لتصبح مصر مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة، وجسرا لنقل وتبادل الكهرباء بين قارات العالم الثلاث.
وأشار إلى أهمية مشروعات الربط بصفة عامة ومشروع الربط مع اليونان بصفة خاصة، انطلاقا من رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتفعيلاً لسياسة الحكومة التي تهدف إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض استخدام الوقود التقليدي وهو ما يقوم عليه مشروع الربط مع اليونان، لتعظيم العوائد وحسن إدارة واستغلال مصادر الطاقات المتجددة.
وأكد أن هناك رغبة وعملا من قبل الحكومتين في مصر واليونان لإنهاء المشروع، نظرا لما سيحققه من فوائد اقتصادية للبلدين.
واستعرض اللقاء آخر المستجدات وتطورات مشروع الربط الكهربائي المصري الأوروبي من خلال مشروع الربط المباشر مع اليونان والتفاوض مع عدد من الشركاء الأوروبيين ومن بينها بنك الاستثمار الأوروبي والبنوك اليونانية التي أبدت استعدادها لتمويل المشروع في ضوء اتفاق التعاون الذي تم توقيعه منذ أسابيع بحضور وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، والطاقة والبيئة في اليونان، لإنهاء الدراسات الفنية والاقتصادية لمشروع الربط الكهربائي.
وناقش اللقاء مستقبل الطاقات المتجددة وتعظيم العوائد والاستفادة من الموارد الطبيعية في مصر، حيث يقوم المشروع على تصدير 300 ميجاوات من الطاقة المتجددة من مصر إلى أوروبا من خلال إقامة عدد من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في إطار استراتيجية الدولة وخطة عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة الخاصة بالتوسع في مشروعات الطاقات المتجددة.
كما شمل اللقاء مناقشات مطولة حول أماكن إقامة المشروعات ومد خطوط نقل الطاقة المولدة، وكذلك نتائج الاجتماعات بين مشغلي الشبكة الكهربائية في مصر واليونان وبين مطور المشروع، وتطوير وتدعيم الشبكة الموحدة في البلدين ومدى الاستعداد لاستيعاب القدرات الجديدة لنقل الطاقة إلى الشبكة الكهربائية الأوربية.
اقرأ أيضاًوزيرا الكهرباء والري يبحثان التنسيق والتعاون لتعظيم عوائد المحطات الكهرومائية
وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يبحث سبل تعزيز التعاون مع شركة هواوي
وزير الكهرباء يعلن خطوات تنفيذية لإنشاء مجمع متكامل للخامات الأرضية النادرة