بني سويف تحتفل بتذكار القرعة الهيكلية لقداسة البابا تواضروس الثاني
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
تقدم نيافة الحبر الجليل الأنبا غبريال، أسقف بني سويف، باسم مجمع الآباء الكهنة والمكرسات والشمامسة والخدام والخادمات وكل شعب الإيبارشية، بخالص التهاني إلى قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة تذكار القرعة الهيكلية في ٤ نوفمبر ٢٠١٢، التي تم فيها اختيار قداسته أبا وراعيا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
                
      
				
وأكد نيافة الأنبا غبريال أن الكنيسة تتذكر هذا اليوم المبارك بشكر وتسبيح للرب الذي أعطى شعبه راعيًا بحسب قلبه، ليرعى بالمعرفة والفهم، متمنيًا لقداسة البابا دوام الصحة والعمر الطويل، وأن يثبته الله على كرسيه سنين عديدة وأزمنة سالمة هادئة، وأن يمنح الكنيسة زمانا مملوءا سلاما وفرحا بصلواته وطلباته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأنبا غبريال أسقف بني سويف الكهنة الأنبا تواضروس الثاني الأرثوذكسية الكنيسة
إقرأ أيضاً:
قداسة البابا توضروس الثاني.. قرعة السماء والوطن
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى عزيزة على قلوب المصريين جميعًا، هي تذكار القرعة الهيكلية التي جرت في الرابع من نوفمبر عام 2012، واختارت قداسة البابا تواضروس الثاني البابا رقم 118 على كرسي مار مرقس الرسول، وهو اليوم نفسه الذي يوافق عيد ميلاده الثالث والسبعين. يومٌ جمع بين ميلاد الأب واختيار السماء، ليغدو الرابع من نوفمبر رمزًا لتجلي العناية الإلهية على الوطن بأسره.
في صباح ذلك اليوم المهيب، ترقبت أنظار المصريين لحظة فريدة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حين امتدت يد طفلٍ معصوب العينين لتسحب ورقة حملت اسم الأنبا تواضروس، الأسقف العام لإيبارشية البحيرة آنذاك. مشهدٌ بدا كأنه توقيع من السماء على عهدٍ جديد بين الكنيسة والوطن، عهدٌ يقوم على المحبة والإيمان وخدمة الإنسان.
ومنذ جلوسه على الكرسي المرقسي في الثامن عشر من نوفمبر، قاد البابا تواضروس الكنيسة بروح الأب والمعلم، فكان صوته الحكيم في زمنٍ اهتزت فيه الثوابت، ومواقفه درعًا من وعي في مواجهة محاولات الفوضى والعبث بالهوية الوطنية. وفي أحلك المراحل التي مرّت بها مصر الحديثة، وقف قداسته ثابتًا مؤكدًا أن حماية الوطن واجب مقدس، مرددًا عبارته الخالدة التي أصبحت وجدانًا وطنيًا:
"وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن."
جملة لم تكن شعارًا بل عقيدة وطنية، كشفت معدن الكنيسة المصرية في لحظات الاختبار.
قداسة البابا لم يكن رجل دينٍ فقط، بل قائد وطني آمن بأن الكنيسة جزء من نسيج الدولة المصرية، وأن رسالتها لا تنفصل عن رسالة الوطن. ومن هذا الإيمان تولدت رؤيته التي جمعت بين التسامح والحكمة، فحوّل المقر البابوي إلى بيتٍ مفتوح للحوار، ومنارةٍ للوحدة، تحتضن كل الرموز الدينية والسياسية والفكرية.
وفي ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشكلت ملامح مرحلة جديدة من الوعي الوطني، جمعت بين إرادة البناء وروح التلاحم، فكان اللقاء المتكرر بين الرئيس والبابا ترجمةً لثقة متبادلة ومشروع وطني متكامل. وقد عبّر الرئيس السيسي غير مرة عن تقديره لقداسته قائلًا: “قداسة البابا تواضروس شخصية وطنية عظيمة، وقف إلى جوار وطنه في لحظات دقيقة من تاريخه، وأثبت أن المصريين جميعًا نسيج واحد لا يتجزأ.”
وأكد الرئيس السيسي، أن العلاقة الراسخة بين الأزهر الشريف والكنيسة القبطية هي ركيزة أساسية من ركائز الهوية المصرية، التي تصون وحدة الأمة وتحميها من رياح الفرقة والانقسام.
وفي مشهد متكامل نادر، تجلت السماء بإبداعها في إعداد رجالٍ للوطن، ليكونوا درعًا له في لحظاته الفارقة. وكأن القدر شاء أن تجتمع ثلاث قامات روحية ووطنية في زمنٍ واحد:
الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد البناء والعبور، وقداسة البابا تواضروس الثاني صوت الحكمة والاتزان، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رمز الاعتدال والتسامح.
ثلاثية صنع الله التي شكّلت حائط الصد في وجه رياح الفوضى، وأعادت للوطن توازنه وهويته.
البابا تواضروس الثاني، المولود في الرابع من نوفمبر عام 1952 بمحافظة البحيرة، جمع منذ نشأته بين العلم والإيمان، تخرّج في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، ثم لبّى نداء الرهبنة فكرّس حياته للعبادة وخدمة الإنسان. ومن خلال مسيرته المتدرجة في الفكر والتواضع والعمل، هيأته السماء لقيادة الكنيسة في زمنٍ كان الوطن في أشد الحاجة إلى صوتٍ عاقلٍ وقلبٍ كبيرٍ.
وفي كل مواقفه، جسّد البابا تواضروس معنى القيادة الهادئة التي تبني بالصبر، وتواجه بالصمت الواعي، متسلحًا بالإيمان الذي لا يعرف الخوف، وبوطنيةٍ لا تعرف المساومة. ومن خلاله، ترسخت صورة الكنيسة كرمز وطني فاعل، لا مجرد مؤسسة دينية.
لقد أثبتت التجربة أن الكنيسة القبطية والأزهر الشريف جناحان متكاملان للهوية المصرية، يحملان معًا ميراث التنوير والتسامح، ويشكلان معًا أحد أهم روافد التكوين الحضاري لمصر التي باركها الله. ومن هذا التناغم بين السماء والأرض تولدت روح مصر، تلك التي جعلت منها وطنًا للمحبة والسلام.
ومن رؤيتي ككاتب صحفي ومواطن مصري، أؤمن أن السماء تُبدع في إعداد أبنائها وتختار رجالها بعناية لتلك اللحظات التي تُصاغ فيها مصائر الأمم. وعلى رأس هؤلاء في تاريخ مصر الحديث يقف الثلاثي المضيء: الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقداسة البابا تواضروس الثاني، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. رجالٌ اجتمعوا في زمنٍ واحد ليعيدوا للوطن وعيه، وللأمة توازنها، وللهوية المصرية رسوخها الأبدي.
وفي ذكرى القرعة الهيكلية وميلاد الأب الروحي للكنيسة القبطية، نُجدّد العهد بأن تبقى مصر وطنًا واحدًا يجمع أبناءه تحت راية واحدة، وأن يظل الأزهر والكنيسة معًا ضمير الأمة وسياجها الروحي، ورمزًا خالدًا لقدرة هذا الوطن على النهوض من كل عاصفة، لأنه وطن تحرسه السماء.
البابا تواضروس للكهنة الجدد بالإسكندرية: "لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين".. الأمانة طريق الحكمة
البابا تواضروس: وفد الكنائس العالمي أشاد بجهود الرئيس السيسي في وقف الحرب على غزة
البابا تواضروس الثاني: مؤتمر «مجلس الكنائس العالمي» علمي وليس لا هوتيًا