فرسان غزة.. فريق شبابي يضيء الطريق بالإبداع والعمل التطوعي
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
غزة– في قلب المعاناة التي تخنق قطاع غزة، حيث تتقاطع رائحة الغبار مع أنين النزوح، وُلدت فكرة "فرسان غزة"، وهو فريق شبابي تطوعي خرج من رحم الألم، لا يملك سوى الإصرار على أن يكون الإنسان إلى جانب الإنسان.
ووسط الدمار وركام البيوت، اجتمع شبان وشابات بدافع المسؤولية الإنسانية، ليكونوا سندا لأهلهم ودعما للصامدين في وجه الحرب، وليقولوا بفعلهم قبل كلامهم إن "الحياة لا تزال ممكنة".
بدأت الحكاية عام 2024، في خضم حرب الإبادة على غزة، حين اجتمع بعض الأصدقاء في مركز مدمر وسط مدينة غزة، وقرروا أن يحوّلوا عجزهم إلى فعل، عبر مجموعة أنشطة صغيرة للأطفال، لم تكن سوى محاولة لبث الفرح في عيون اعتادت الخوف.
ومع تزايد الحاجة في المخيمات والملاجئ، توسع النشاط شيئا فشيئا، حتى صار الفريق يعمل على برامج دعم نفسي وتوعية ومساعدات ميدانية للفئات الأكثر هشاشة، لم يكن في أيديهم كثير من الموارد، لكنهم امتلكوا شيئا لا يُشترى ألا وهو إرادة الحياة.
يقول قائد فريق "فرسان غزة"، معتصم المحلاوي، للجزيرة نت إن "الفكرة وُلدت من شعور بالعجز أمام ما يراه يوميا من وجع الناس في الشوارع، كان الدافع بسيطا لكنه نقي، قررنا أن نكون نقطة نور وسط هذا الظلام، فانطلقنا فعليا بعد العدوان الأخير حين قلنا معا: لننتصر للإنسان".
ويرى معتصم أن الهدف الحقيقي للفريق ليس مجرد توزيع مساعدات أو تنظيم فعاليات، بل إعادة الحياة للناس ولو جزئيا، وزراعة الأمل في أرواح أنهكتها الحرب.
ويعمل الفريق على خلق مساحات آمنة للأطفال والنساء للتعبير واللعب والتعلّم، ويؤمن بأن كل لحظة حياة تستحق أن تُعاش مهما كانت الظروف.
يقول معتصم بابتسامة متعبة "نستخدم كل ما هو متاح، أحيانا نعيد تدوير المواد لنصنع منها شيئا يُستخدم من جديد، لأن الإبداع صار وسيلتنا الوحيدة للبقاء".
إعلانأما الدعم الذي يتلقونه فمحدود للغاية، ومعظم الجهود تطوعية خالصة، لكنهم يصرون على الاستمرار لأن ما يهمهم -كما يقول أحد المتطوعين- "أن يشعر الناس أننا بجانبهم، لا أننا نساعدهم من بعيد".
وخلال الأشهر الماضية، نفذ الفريق ورش دعم نفسي للأطفال، وجلسات رسم وتفريغ انفعالي، ولقاءات نسائية للحديث عن الصمود والقدرة على التكيّف في أوقات الخطر.
وتؤكد المتطوعة هناء أبو عطايا، التي تشرف على عدد من هذه الورش، أن الفكرة الأساسية هي مساعدة الأمهات على السيطرة على الخوف ونقله إلى طمأنينة.
تضيف للجزيرة نت: "أشرفت على ورشة للأمهات عن كيفية التعامل مع الأطفال وقت القصف، وكيف تمنح الأم أبناءها الأمان رغم الخطر، الهدف أن نشعرهم أن الحياة مستمرة حتى في أسوأ الظروف"، وتوضح أن الفريق يختار المواضيع بناء على احتياجات المناطق المهمشة، بعد استماع مباشر للناس وتحديد ما ينقصهم.
ورغم ما تراه هناء يوميا من مآس، فإن الفن -كما تقول- يمنحهم جميعا طريقة مختلفة للشفاء.
وتتذكر بحزن طفلة صغيرة جلست في إحدى الورش لترسم بيتها، وقالت "هنا كنت أنام، وهنا مات أخي"، لم تجد هناء كلمات تواسيها، فاكتفت باحتضانها، وشعرت أن الرسم كان أصدق من كل العبارات.
أما المتطوع محمود زعتر، فيرى أن التحدي الأكبر ليس في تنظيم الفعاليات، بل في إيجاد مساحات آمنة للناس وسط بيئة مدمرة، يقول "نبدأ دائما بالاستماع، ونحاول أن نفهم احتياجات الناس أولا، ثم نبحث عن مكان يمكن أن نجتمع فيه، حتى لو كان تحت شجرة، بعدها نوزع المهام بسرعة ونبدأ العمل".
يروي محمود للجزيرة نت قصة شاب فقد منزله، لكنه أصر على مساعدتهم في تنظيم ورشة للأطفال، وقال لهم "أنا ما عندي بيت، بس عندي طاقة أعطيها"، ويضيف بابتسامة حزينة "هذا الموقف غيّر نظرتي للحياة، إذ أدركت أن العطاء لا يحتاج إلى بيت، بل إلى قلب".
الفريق لا يكتفي بالأنشطة النفسية، بل يطلق بين الحين والآخر مشاريع إنسانية متكاملة، مثل توزيع الطرود الغذائية والمياه النظيفة على الأسر النازحة، وتوفير أدوات مساعدة لذوي الإعاقة مثل الكراسي المتحركة والعكازات.
كما نظم مبادرات للأمهات بعنوان "أم بأمان" تتضمن حقائب ولادة وعناية بالأم والطفل، ومشروع "تمكينكِ" للفتيات واليافعات الذي يقدّم جلسات دعم نفسي وتثقيف صحي وتدريب على مهارات الحياة، مثل القيادة وإدارة الوقت.
وحتى الجرحى الذين فقدوا أطرافهم، وجدوا ضمن الفريق من يفكر فيهم، عبر مبادرة لإنتاج أطراف صناعية بسيطة بمساعدة مهندسين وورش محلية، يحرص الفريق أيضا على تنفيذ فعاليات دمج مجتمعي لذوي الاحتياجات الخاصة، وورش توعية لكبار السن والنساء عن الصحة النفسية والتعامل مع الأزمات والتربية الإيجابية، مؤمنين بأن الدعم النفسي هو الركيزة الأولى لإعادة بناء أي مجتمع محطم.
تفاعل الناس مع أنشطة الفريق كان لافتا، فالأطفال ينتظرون الفعاليات بفارغ الصبر، والنساء يقطعن المسافات الطويلة رغم التعب، والشباب يتطوعون للمساعدة دون مقابل.
إعلانيصف معتصم هذا التفاعل بقوله "الناس عطشى لأي مساحة فيها دفء، لأنهم يحتاجون فقط لمن يقول لهم: لستم وحدكم".
ومن بين خطط الفريق القادمة مشروع "حكايات من الركام"، الذي يهدف إلى توثيق قصص الأطفال والنساء من خلال الفن والرسم والكتابة، يعلّق معتصم "نؤمن بأن الحكاية هي أول خطوة نحو الشفاء، وأن من يروي ألمه يصبح أقوى".
صوت المستفيدينعلى الطرف الآخر من الصورة، يحكي المستفيدون قصصهم التي تبدو كامتداد لرسالة الفريق؛ الشاب علي مقداد يقول إنه سمع عن "فرسان غزة" من أحد جيرانه في النزوح، فشارك في ورشة للكتابة عن الشباب في زمن الحرب، ويضيف بابتسامة خجولة "كتبت عن طموحاتي والصعاب التي نواجهها، ومن وقتها صرت أؤمن بأن هناك أملا؛ الورشة كانت مثل نافذة وسط الجدار".
أما سارة شلبي، وهي أم نازحة، فتصف مشاركتها في ورش الفريق بأنها كانت بمثابة حضن إنساني وسط الخوف، وتقول "كنت أبحث عن مكان أتكلم فيه بدون خوف؛ وجدت فيهم دفئا إنسانيا. صرت أضحك أكثر وأتكلم مع أولادي وأشعر أنني لست وحدي، كانت الورشة مثل جلسة شفاء جماعي".
وبينما تتحدث، يركض طفل صغير يحمل لوحا ملونا، هو عبد الله الحناوي ذو السبعة أعوام، الذي يقول بعفوية تُلخّص الحكاية كلها "لعبنا لعبة الألوان، ورسمت بيتنا الجديد اللي بتمنى يصير".
في النهاية، لا يبدو أن "فرسان غزة" مجرد فريق تطوعي، بل أشبه بجسر من الأمل يمتد فوق بحر من الخراب، إنهم ليسوا مؤسسة كبيرة ولا يملكون تمويلا ضخما، لكنهم يملكون ما هو أعمق من ذلك: الإيمان بأن النهوض من الرماد ممكن، وأن العطاء لا يحتاج إلى موارد بقدر ما يحتاج إلى إنسانية.
في كل نشاط لهم، تُزرع بذرة حياة جديدة في أرض أنهكتها الحرب، وبين الركام، يرفع هؤلاء الشبان راية واحدة تقول ببساطة وعناد "لننتصر للإنسان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات غوث فرسان غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا كان يقول النبي في الصباح؟.. 19 دعاء يملأ يومك بالأرزاق
لاشك أنه ينبغي معرفة ماذا كان يقول النبي في الصباح ؟، حيث علينا ألا نفرط في سُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن نقتدي به، وليس هناك بداية ليومنا أفضل من هديه الشريف، لذا ينبغي معرفة ماذا كان يقول النبي في الصباح ، وهو ما يعرف في السُنة النبوية الشريفة بـ أذكار الصباح يعد من الأدعية الواردة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والتي أوصانا بها لفضلها العظيم، كما أنه –صلى الله عليه وسلم- حرص وداوم على استفتاح يومه بترديد دعاء الصباح ، والذي من شأنه أن يكفر كل الذنوب، فيبدأ الإنسان يومه وقد تخلص من كل الذنوب والمعاصي التي تثقل عاتقه وتوقعه في المزيد، وهكذا تتضح أهمية معرفة ماذا كان يقول النبي في الصباح لعل به تتغير أيامنا إلى أحلاها ويملأها الخير والبركة.
حدد مجمع البحوث الإسلامية، ماذا كان يقول النبي في الصباح ، موصيًا بالحرص والمداومة على ترديد أذكار الصباح والمساء يوميًا، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثنا على ترديد 11 كلمة والدعاء بها في الصباح وتكرارها ثلاث مرات، وهي : « رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا».
واستشهد «البحوث الإسلامية» على ماذا كان يقول النبي في الصباح بما ورد في مسند أحمد، أنه قال رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
دعاء النبي في الصباح• سبحان الله العظيم وبحمده؛ مئة مرّة.
• سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ (مئة مرة أو أكثر).
• اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا.
• اللهمَّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموتُ وإليك النُّشورُ.
• رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نبيًّا.
• حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(سبع مرات).
• لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
• بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ ، في الأرضِ ، ولا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ (ثلاث مرات).
• سُبْحَان الله عَدَدَ خَلْقِهِ، سبحان الله رِضَا نفسه، سبحان الله زِنَةَ عَرْشِهِ، سبحان الله مِدَادَ كلماته ثلاث مرّات.
• يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيثُ ، و أَصلِحْ لي شأني كلَّه ، و لا تَكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عَينٍ أبدًا.
• اللهمّ عافِني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهمّ عافني في بصري، لا إله إلّا أنت ( ثلاث مرّات).
• لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ يُحيِي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ (عشر مرات).
• سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ(مئة مرّةٍ أو أكثر).
أذكار الصباحوردت أذكار الصباح في السُنة النبوية الشريفة ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل وحرص عليها وحثنا على المحافظة عليها، وترديدها كل صباح ، وهي :
• أصبَحنا على فطرةِ الإسلامِ وكلمةِ الإخلاصِ ودينِ نبيِّنا محمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وملَّةِ أبينا إبراهيمَ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- حنيفًا مسلمًا وما أنا منَ المشرِكينَ.
• اللهمّ أنت ربي لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدُك وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ أعوذ بك من شرّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتكَ عَلَيَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفرُ الذنوب إلّا أنت.
• اللَّهمَّ فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ ومالِكَهُ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشَّيطانِ وشركِهِ وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ.
• أصبحنا وأصبحَ الملكُ لله والحمدُ لله لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له المُلك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، رَبِّ أسألُك خير ما في هذا اليومِ وخَيرَ ما بعدَه، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذا اليوم وشَرِّ ما بعدهُ، رَبِّ أعوذ بك من الكسل وسوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعوذ بكَ من عذابٍ في النارِ وعذابٍ في القبر.
• اللهمّ إنّي أسألك العافيةَ في الدُنيا والآخرة، اللهمّ إنّي أسألك العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهمّ استر عوراتي وآمن رَوْعَاتي، اللهمّ احفظني مِن بين يَدَيَّ ومِن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتاَل مِن تحتي.
• أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وكَلِمةِ الإخلاصِ، ودِينِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِلَّةِ أبِينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ.
• اللَّهُمَّ إنِّي أصبَحتُ أنِّي أُشهِدُك، وأُشهِدُ حَمَلةَ عَرشِكَ، ومَلائِكَتَك، وجميعَ خَلقِكَ: بأنَّك أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، وَحْدَك لا شريكَ لكَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ (أربع مرات).