الدعم السريع تعلن موافقتها على الهدنة الإنسانية برعاية الرباعية
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
أكدت القوات أنها تتطلع إلى تطبيق الاتفاق والشروع في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان، بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب..
التغيير: الخرطوم
أعلنت قوات الدعم السريع، في بيانٍ الخميس، موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية التي طرحتها دول الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر)، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي “تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السوداني” ولضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين.
وأكدت القوات أنها تتطلع إلى تطبيق الاتفاق والشروع في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان، بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب وإنهاء معاناة السودانيين وتهيئة البيئة الملائمة لسلامٍ عادل وشامل ودائم.
وأعربت قوات الدعم السريع عن شكرها وامتنانها لدول الرباعية “لقيادتها الجهود الصادقة والمكثفة من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف الحرب المدمّرة الدائرة في السودان”، وفق البيان.
وتأتي هذه التطورات وسط استمرار القتال بين الجيش والدعم السريع في عدد من المدن، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي دفعت أكثر من 10 ملايين شخص إلى النزوح داخل البلاد وخارجها، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتبذل مجموعة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، مصر) جهودًا دبلوماسية مكثفة لإنهاء النزاع في السودان، تشمل تقديم مقترحات هدنة إنسانية عاجلة لعدة أشهر، تليها خطوات نحو وقف دائم للقتال ومسار سياسي شامل، مع التأكيد على منع التدخلات الخارجية ودعم المدنيين والمساعدات الإنسانية.
وحتى الآن، لم يصدر عن الجيش السوداني أي تصريح رسمي يحدد موقفه النهائي من الالتزام بالهدنة الإنسانية المقترحة، فيما أعلن مجلس الأمن والدفاع، عقب اجتماعه في الخرطوم بتاريخ 4 نوفمبر 2025، استمرار التعبئة والاستعدادات للعمليات المقبلة ضد قوات الدعم السريع، وتشكيل لجنة لوضع «رؤية لاستعادة السلام والأمن في السودان».
الوسومالهدنة الأولمبية جهود الرباعية حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الهدنة الأولمبية جهود الرباعية حرب الجيش والدعم السريع الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع السوداني: الجيش سيواصل القتال بعد مقترح الهدنة الأميركي
الخرطوم- أعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة قوات الدعم السريع، بعدما ناقش مجلس الأمن والدفاع مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار.
وقال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن"التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".
وأضاف عقب اجتماع المجلس في الخرطوم "نشكر إدارة ترامب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام"، متابعا: "تجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع".
ولم تُعلن أي تفاصيل عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء أن الحكومة الأميركية "ملتزمة تماما" بإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في السودان، لكنّها أقرّت بأن "الوضع الميداني معقد جدا في الوقت الراهن".
امتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر.
وبعد وساطة في نزاعات أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات الدعم السريع المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.
وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني إذ تستعد قوات الدعم السريع لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب.
وروى عدد من الناس الذين فروا من الفاشر لوكالة فرانس برس مشاهد الخوف والعنف الذي مارسته قوات الدعم السريع.
وقال محمد عبدالله (56 عاما) لفرانس برس إن مقاتلي الدعم السريع أوقفوه أثناء فراره من الفاشر السبت، بعد ساعات على سقوطها.
وأكد أن عناصر الدعم السريع "طلبوا منا هواتفنا وأموالنا وكل شيء. قاموا بتفتيشنا بشكل دقيق".
وأثناء توجهه إلى طويلة، على مسافة 70 كيلومتر غربا شاهد "جثة في الطريق يبدو وكأن كلبا نهشها".
- خارج السيطرة -
أجرى الموفد الأميركي الخاص لإفريقيا مسعد بولس اجتماعات في القاهرة الأحد مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والإثنين مع جامعة الدول العربية.
وخلال المحادثات شدد عبد العاطي "على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد" وفق بيان للخارجية.
والتقى بولس الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وقدم له "شرحا مفصلا (...) حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية داخلية"، وفقا لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الاثنين.
وانخرطت "المجموعة الرباعية"، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، منذ أشهر في جهود دبلوماسية بهدف التوصل لهدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرا.
وفي أيلول/سبتمبر اقترحت "الرباعية" هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر بعد إنهاء النزاع، لكن السلطات المتحالفة مع الجيش رفضت الخطة فورا آنذاك.
وعقب هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الاستراتيجية، برزت تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واعتداءات على عمال الإغاثة ونهب واختطاف خلال الهجوم.
وعبرت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين عن "قلقها البالغ وانزعاجها الشديد" إزاء هذه التقارير، محذرة من أن هذه الأعمال "قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وفي كلمة ألقاها في منتدى في قطر الثلاثاء دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء الأطراف المتحاربة إلى "الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لكابوس العنف هذا - الآن".
وأضاف أن "الأزمة المروعة في السودان... تخرج عن السيطرة".
- لا لقتل الأطفال -
في تظاهرة في الخرطوم الخاضعة لسيطرة الجيش، شارك أطفال الاثنين في احتجاج مناهض لقوات الدعم السريع.
ورفع أحد التلاميذ لافتة كُتب عليها بخط اليد "لا لقتل الأطفال، لا لقتل النساء".
وكتب على لافتة أخرى "الميليشيا تقتل نساء الفاشر دون رحمة".
ورغم نداءات دولية متكررة، تجاهل طرفا النزاع، وكلاهما متهم بارتكاب فظائع، الدعوات لوقف إطلاق النار حتى الآن.
وتتهم الأمم المتحدة الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهي اتهامات لطالما نفتها الإمارات.
في المقابل، يتلقى الجيش السوداني دعماً من مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، وفقا لمراقبين.
ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر أن تمنحها تحكما كاملا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليا، إذ يسيطر الجيش على شمال البلاد وشرقها ووسطها على امتداد نهر النيل والبحر الأحمر، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على الغرب وأجزاء من الجنوب.
Your browser does not support the video tag.