غوتيريش يدق ناقوس الخطر من قمة كوب 30: الفشل في كبح الاحترار «خطيئة أخلاقية» تهدد بدمار شامل
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
قال غوتيريش إنّ حتى تجاوزاً مؤقتاً لحد 1.5 درجة مئوية «قد يطلق العنان لدمار واسع وتكاليف هائلة تمس كل الدول».
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن فشل الدول في منع ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية يُعد تقصيراً أخلاقياً خطيراً، لأن تجاهل الأزمة المناخية يعني التسبب في معاناة وموت ملايين البشر حول العالم.
وجاءت تصريحاته خلال افتتاح قمة المناخ “كوب 30” المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية، حيث شدد على أن الوقت يوشك على النفاد لإنقاذ كوكب الأرض من آثار التغير المناخي الكارثية.
تحذير من عواقب كارثية لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئويةوقال غوتيريش إنّ حتى تجاوزاً مؤقتاً لحد 1.5 درجة مئوية «قد يطلق العنان لدمار واسع وتكاليف هائلة تمس كل الدول»، مشيراً إلى أن ذلك قد يدفع النظم البيئية نحو نقاط تحوّل لا رجعة فيها، ويعرّض مليارات البشر لظروف معيشية غير صالحة، ويزيد من التهديدات للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف أن كل جزء من الدرجة الزائدة يعني «مزيداً من الجوع، والنزوح، والمعاناة الاقتصادية، وفقدان الأرواح والنظم البيئية»، مؤكداً أن الدول النامية، التي ساهمت بأقل قدر في أزمة المناخ، هي الأكثر تضرراً، واعتبر أن ذلك يمثل «فشلاً أخلاقياً» من جانب الدول الغنية، وليس تضامناً.
Related الكوكب يغلي والكربون يهيمن... تحذير عالمي من فشل الطبيعة في السيطرة على المناخمن كوب 30 إلى البيت الأبيض.. هل ستمهد رحلة الشرع الدولية لحقبة جديدة في سوريا؟قادة العالم يجتمعون في بيليم البرازيلية لمواجهة أزمة المناخ.. وواشنطن تتغيّب عن القمة شركات الوقود الأحفوري في مرمى الانتقاداتوجّه غوتيريش انتقادات حادة إلى شركات النفط والغاز والفحم، متهماً إياها بـ«تضليل الرأي العام وعرقلة التقدم المناخي»، وقال إن هذه الشركات «تحظى بدعم مالي وسياسي ضخم» وتستخدمه بما يضر مصالح البشرية جمعاء.
وأضاف: «إنفاق المليارات على جماعات الضغط وخداع الناس وعرقلة التقدّم ليس فقط قصير النظر، بل هو تدمير ذاتي. المراهنة على الوقود الأحفوري هي رهان ضد الإنسانية وضد اقتصاداتكم نفسها».
وحذّر من أن كل دولار يُنفق لدعم الوقود الأحفوري هو دولار «يُسحب من صحتنا ومستقبلنا المشترك».
تقدّم محدود ومخاوف من تباطؤ الجهودوأشار الأمين العام إلى تحقيق بعض التقدم في الخطط الوطنية للحد من الانبعاثات، لكنه شدد على أن وتيرة التنفيذ لا تزال بطيئة للغاية، وإذا ما نُفذت التعهدات الحالية بالكامل، فإن العالم سيظل على مسار يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.3 درجة مئوية، وهو ما يبقي الكوكب في «منطقة الخطر».
ورغم هذه المخاطر، اعتبر غوتيريش أن الوضع اليوم أفضل مما كان قبل عقدين، بفضل اتفاق باريس للمناخ عام 2015، والثورة المتسارعة في مجال الطاقة النظيفة. لكنه حذّر في المقابل من تراجع عدد من القوى الكبرى عن التزاماتها المناخية مع صعود التيارات اليمينية القومية، خصوصاً في الولايات المتحدة.
تمويل المناخ.. التزامات بعيدة عن الواقعوفي ظل تصاعد الكوارث المناخية حول العالم، جددت دول الجنوب العالمي مطالبها من الدول الصناعية الغنية بتوفير دعم مالي لمساعدتها على التكيّف مع الظواهر المناخية المتطرفة، وتمويل التحول نحو الطاقة النظيفة.
لكن الالتزامات المالية، وفق غوتيريش، ما تزال بعيدة جداً عن مبلغ 1.3 تريليون دولار سنوياً الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر “كوب 29” في باكو. ودعا الأمين العام الدول المتقدمة إلى تقديم خطة واضحة للوصول إلى هذا الهدف.
بريطانيا: العمل المناخي "فرصة رابحة للجميع"وفي السياق نفسه، من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمام القمة أن بلاده «منخرطة بالكامل» في مواجهة أزمة المناخ، لأنها تمثل «فرصة رابحة للجميع»، سواء عبر خفض فواتير الطاقة أو خلق وظائف جديدة، مشيراً إلى أن الخطط البيئية قد تدر على الاقتصاد البريطاني تريليون جنيه إسترليني خلال خمس سنوات.
وسيوجّه ستارمر انتقاداً مبطناً لشخصيات مثل بيل غيتس وتوني بلير، اللذين دعيا إلى إبطاء وتيرة العمل المناخي، قائلاً:
«هل يمكن لأمن الطاقة أن ينتظر؟ هل يمكن لدافعي الفواتير أن ينتظروا؟ وهل يمكننا الفوز بسباق الوظائف الخضراء إذا تباطأنا؟ بالطبع لا».
وأضاف: «لا يمكنك حماية الوظائف والمجتمعات بالتمسك بالوضع القائم، ولا مواجهة تحدٍ مثل التغير المناخي بالبقاء مكانك. بل بالتحرك معاً واحتضان التغيير واغتنام الفرص».
تأتي قمة “كوب 30” في وقتٍ يواجه فيه العالم أزمات جيوسياسية متصاعدة، من حروب وصراعات، ما يصرف انتباه العديد من الدول عن التحديات المناخية. ومع ذلك، يحذر المراقبون من أنّ تجاهل هذه الأزمة العالمية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الفوضى البيئية والاقتصادية في السنوات المقبلة.
قادة العالم يجتمعون في بيليم البرازيليةيجتمع قادة العالم في مدينة بيليم البرازيلية، في قلب غابة الأمازون، لمحاولة زيادة الجهود العالمية ضد تغير المناخ بعد مرور عشر سنوات على اتفاق باريس، ضمن القمة التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ "COP30"، المقرر بين 10 و21 نوفمبر الجاري.
وتشارك في القمة 170 دولة، بينما يغيب معظم قادة مجموعة العشرين، ويُمثل الجانب الأوروبي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى الأمير وليام، بهدف خفض انبعاثات الميثان وتحقيق أهداف التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
وفي المقابل، غابت الولايات المتحدة، حيث وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب علم المناخ بأنه "خدعة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة الوقود أنطونيو غوتيريش المناخ تلوث الهواء
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب دراسة حركة حماس قوات الدعم السريع السودان إسرائيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب دراسة حركة حماس قوات الدعم السريع السودان الوقود أنطونيو غوتيريش المناخ تلوث الهواء إسرائيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب دراسة حركة حماس قوات الدعم السريع السودان تكنولوجيا فرنسا غزة المناخ ضحايا طب الوقود الأحفوری درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
إجماع بقمة المناخ على فشل العالم في الوفاء بالتزاماته
أقرّ القادة المجتمعون في قمة المناخ التي تحتضنها مدينة بيليم البرازيلية اليوم الخميس بأن العالم فشل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بما يتوافق مع اتفاق باريس الذي أبرم قبل عشر سنوات.
ولبّى حوالي 50 رئيس دولة وحكومة دعوة الرئيس البرازيلي لزيارة هذه المدينة الواقعة في منطقة الأمازون تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ "كوب 30″، الذي يعقد بين 10 و21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء مناخ: العودة إلى هدف 1.5 درجة مئوية مازال ممكناlist 2 of 2قمة المناخ تبدأ اليوم بالبرازيل في غياب قادة كبرى الدول الملوثةend of listوشاركت وفود من كل الدول تقريبا في المؤتمر، لكن واشنطن لم ترسل وفدا، في وقت وصف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب علم المناخ بأنه "خدعة".
وفي كلمة له قبيل انعقاد المؤتمر، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن العالم فشل في الوفاء بالتزاماته للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى 1.5 درجة.
وقال أمام قادة الدول المشاركة إن عقودا من المماطلة والتجاهل أدت إلى "فشل في البقاء تحت مستوى 1.5 درجة" من ارتفاع حرارة الأرض مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية منتصف القرن الـ19. وأضاف "هذا فشل أخلاقي وإهمال قاتل".
بدوره، حذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من أن "النافذة المتاحة" للتحرك بشأن المناخ "تُغلق سريعا"، وانتقد "القوى المتطرّفة التي تروّج لأخبار مضللة لأهداف انتخابية" وتسهم في تدهور البيئة.
من جهته، أعرب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي عن أسفه لأن التمويل الدولي للمناخ "غير كاف وغالبا ما يكون غير مستهدف بشكل جيد".
ارتفاع غير مسبوقوفي السياق، رجحت الأمم المتحدة أن يكون عام 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرا على الإطلاق، مختتمة أكثر من عقد من الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وشددت في الوقت نفسه على أنه لا يزال من الممكن عكس هذا الاتجاه.
إعلانوقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن "الموجة المقلقة من درجات الحرارة الاستثنائية استمرت في 2025 الذي يُتوقع أن يكون العام الثاني أو الثالث الأكثر حرا على الإطلاق".
وستطلق البرازيل صندوقا استثماريا لحماية الغابات، إضافة إلى التزامها بزيادة إنتاج الوقود "المستدام" أربع مرات. كما ترغب العديد من الدول في توسيع التزاماتها بخفض انبعاثات غاز الميثان.
Chegou o dia.
A COP do Brasil.
A COP da Amazônia.
A COP 30.
A Amazônia, que por tanto tempo foi vista só de longe, agora é o centro do mundo, com seu povo, sua cultura, sua força e sua voz. E a gente mostra que cuidar da floresta é cuidar de gente. ????????
Vamos fazer história.… pic.twitter.com/AQFBMnFnSn
— Lula (@LulaOficial) November 6, 2025
إفشال خطة عالميةوتشارك 170 دولة في مؤتمر المناخ، لكن الولايات المتحدة -ثاني أكبر ملوث في العالم- لن ترسل وفدا يمثلها، وهو أمر يريح أولئك الذين يخشون أن تضع إدارة ترامب عراقيل كما فعلت أخيرا لإفشال خطة عالمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة جراء النقل البحري.
ومن الجانب الأوروبي، سيتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمير وليام يومَي الخميس والجمعة. وانسحب الرئيس النمساوي بسبب تكاليف الإقامة، في حين سيغيب عن القمة معظم قادة مجموعة العشرين.
وما زالت العديد من الدول النامية غير راضية عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تمويل المناخ العام الماضي في باكو، وتريد إعادة طرح هذه القضية على الطاولة.
من جهته، يريد الاتحاد الأوروبي وتحالف الدول الجزرية الصغيرة قبل كل شيء أن تُبذل جهود إضافية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بالتخلص من الوقود الأحفوري.