الأمم المتحدة: النزاعات الإقليمية تدمر الأنظمة البيئية
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
حذرت الأمم المتحدة من أنّ النزاعات المسلحة حول العالم، من غزة إلى أوكرانيا وغيرهما، لم تتسبب في موت ودمار واسعين فقط بل أدت إلى تدمير الموارد الطبيعية كأنظمة المياه والأراضي الزراعية والغابات.
وتؤثر هذه النتائج على سبل العيش، وتغذي موجات النزوح وعدم الاستقرار المستمر، بل وتدوم آثارها حتى بعد نهاية القتال.
تداعيات طويلة الأمد
تتولى سيراليون رئاسة مجلس الأمن الدورية هذا الشهر، وترأست ألجالي جلسة نقاش حول تأثير النزاعات المسلحة على البيئة والمخاطر الأمنية الناتجة عن تغير المناخ. جاء ذلك في وقت يشهد فيه العالم مزيداً من النزاعات المسلحة مقارنة بأي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعيش فيه مليارا شخص – أي ربع البشرية – في مناطق متأثرة بالصراعات.
وقالت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "الأضرار البيئية الناجمة عن النزاعات تواصل دفع الناس نحو الجوع والمرض والنزوح، بما يزيد من حالة عدم الأمان". وأوضحت أن النزاعات تؤدي إلى التلوث والنفايات وتدمير الأنظمة البيئية الحيوية، مما يخلف آثاراً طويلة الأمد على الأمن الغذائي والمائي والاقتصاد والصحة. في الوقت نفسه، "يؤدي تغير المناخ إلى تأجيج التوترات" وقد يسهم في نشوب النزاعات في ما يتعلق بموارد المياه أو الأراضي.
فقدان المحاصيل والتلوث والفيضانات
وأشارت أندرسن إلى أمثلة عدة، منها دمار غزة الذي أدى على مدار عامين من الحرب إلى فقدان 97% من الأشجار المثمرة، و95% من الشجيرات، وأكثر من 80% من المحاصيل الحقلية السنوية. وأضافت: "النظم البيئية للمياه العذبة والبحرية تلوثت بالذخائر، والمياه غير المعالجة، وغيرها من الملوثات، ويجب الآن إزالة أكثر من 61 مليون طن من الركام بحذر لتجنب مزيد من التلوث". أما في أوكرانيا فقد تسبب تدمير سد كاخوفكا في يونيو 2023 في غمر أكثر من 600 كيلومتر مربع من الأراضي بالمياه، ما أدى إلى فقدان المواطن الطبيعية والنباتات والأنواع بسبب الغمر طويل الأمد للأنظمة البيئية.
التحرك القانوني
وخلال اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة، وفي ظل اعتراف متزايد بالحاجة إلى تحرك عالمي. أوضح أستاذ القانون تشارلز جالو، عضو لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة، أن هناك جهوداً لتعزيز الإطار القانوني الدولي لحماية البيئة، منها 27 مبدأً اعتمدتها اللجنة في 2022، لتعزيز الحماية البيئية قبل وأثناء وبعد النزاعات، بما في ذلك حالة الاحتلال.
و قدمت ماراناثا دينات من منظمة الإغاثة العالمية رسالة من هايتي، حيث تتضافر آثار التدهور البيئي وتغير المناخ وعدم الاستقرار السياسي، مما يقوض السلام والأمن والتنمية المستدامة. وأكدت ضرورة "تعزيز الروابط بين العمل الإنساني، والتكيف مع المناخ، وبناء السلام" لتعزيز القدرة على الصمود، ودعم التلاحم الاجتماعي، وتحقيق الاستقرار الدائم.
واستعرضت أندرسن سبل دعم المجتمع الدولي للدول المتأثرة بالنزاعات، بدءاً من إعادة بناء قدراتها في إدارة البيئة، ليُمكّن ذلك الحكومات من إدارة مواردها الطبيعية للتنمية المستدامة والتعافي الاقتصادي والتكيف مع التغير المناخي، ما يقلل من الفقر والجوع والاعتماد على المساعدات.
ودعت إلى زيادة الاستثمارات في التكيف المناخي، مشيرة إلى أحدث تقرير حول فجوة الانبعاثات الصادر مؤخراً عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي أكد أن العالم يواجه صعوبة في حصر ارتفاع الحرارة في 1.5 درجة مئوية. وقالت: "بينما نتوجه إلى مؤتمر المناخ COP30 في بيليم، يجب أن نرفع الطموح في كل من التكيف والتخفيف. كل جزء من الدرجة يحدث فرقاً، وكل جزء من الدرجة نتجنب ارتفاعه يعني خسائر أقل للناس والأنظمة البيئية، وفرصًا أكبر للسلام والازدهار"
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النزاعات المسلحة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من تدهور خطير بغابات نصف الكرة الشمالي
ذكر تقرير جديد أصدرته الأمم المتحدة أن ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات القياسية تهدد عقودا من نمو الغابات في نصف الكرة الشمالي، مما قد يحول أحواض الكربون الحيوية إلى مصادر لانبعاثات الكربون.
وكشف التقرير -الذي أصدرته اللجنة الأممية الاقتصادية لأوروبا قبل مؤتمر المناخ العالمي "كوب 30" بالبرازيل- أن الغابات في أوروبا وأميركا الشمالية والقوقاز وآسيا الوسطى تتباطأ في قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: أزمة المناخ تفاقم حرائق الغابات الناجمة عن الصواعقlist 2 of 4انبعاثات حرائق الغابات تسجل مستويات قياسية في أوروباlist 3 of 4كيف يحصل "التعاقب البيئي" بعد حرائق الغابات؟list 4 of 4الحرائق والزراعة تسبب خسائر قياسية للغابات الاستوائيةend of listوحذرت المنظمة من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية فقد تصل هذه الغابات إلى نقطة تحول مناخي، حيث تبدأ في إطلاق المزيد من ثاني اكسيد الكربون أكثر مما تمتصه، ومن شأن هذا أن يقوض الجهود المبذولة لتلبية اتفاق باريس للمناخ.
وتعمل هذه الغابات على خفض الانبعاثات للحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، حيث تعوض حالياً جزءاً كبيرا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها الإنسان من الوقود الأحفوري وإزالة الغابات.
وتحتوي الغابات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية على حوالي نصف مخزون الكربون في العالم. وقالت تاتيانا مولسيان الأمينة التنفيذية الأممية للجنة الاقتصادية لأوروبا -في بيان- إن الرسالة واضحة "ما حققناه على مدى العقود الثلاثة الماضية أصبح الآن معرضا لخطر شديد بسبب حالة الطوارئ المناخية".
ويُسلّط التقرير الضوء على هشاشة غابات القطب الشمالي، والمعروفة أيضا باسم التايغا، والتي تضمّ ما يقرب من نصف غابات العالم القديمة، وتخزّن كميات كبيرة من الكربون. وتواجه هذه الغابات تهديدات متزايدة جراء ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات.
ويشير التقرير إلى أن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يضم أكثر من 42% من غابات العالم، ونحو نصف غاباتها الأساسية، ولكنه يتعرض بشكل متزايد للحرائق والآفات والجفاف، وفقا للتقرير.
إعلانوقد أدت هذه العوامل إلى امتصاص الغابات في أوروبا لثاني أكسيد الكربون أقل بنحو الثلث سنويا -الفترة 2020-2022 مقارنة بالفترة 2010-2014- وفقا لدراسة أجراها مركز الأبحاث المشترك التابع للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، تقول مولسيان "لا يمكننا تحمّل خسارة أقوى دفاع طبيعي لكوكبنا، إن تصاعد حرائق الغابات والجفاف يدفع غاباتنا إلى نقطة تحول حرجة".
وتلعب الغابات، التي تغطي الغابات ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض، دورا حيويا في استقرار المناخ عبر امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتخزينه بالكتلة الحيوية والتربة، مما يساهم في الحد من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما أنها تنظم هطول الأمطار وتنتج الأكسجين اللازم للحياة، وتساعد في تلطيف المناخ وتخفيض التلوث من خلال تنقية الهواء من الملوثات الجوية.
وفي سياق حماية الغابات من عوامل الطقس المتطرف، تسعى البرازيل في المؤتمر الأممي لتغير المناخ الذي سيعقد بمدينة بيليم الأمازونية لإطلاق "مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد" (تي إف إف TFFF) لتوفير التمويل للدول التي تلتزم بالحفاظ على الغابات في أنحاء العالم.