دماء اللاما والإبل تفتح آفاقا لعلاج اضطرابات الدماغ (تفاصيل)
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة إن جزيئات بروتينية صغيرة مشتقة من دم حيوانات اللاما والإبل قد تكون مفيدة في علاج اضطرابات الدماغ مثل مرض ألزهايمر بآثار جانبية أقل.
وتعد هذه الأجسام النانوية المضادة (المعروفة باسم الجسم الضدي أحادي النطاق) شكلا من أشكال الأجسام المضادة في الجهاز المناعي، وقد تم اكتشافها لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي في عائلة الإبل التي تضم الجمال واللاما والألبكة.
ويبلغ حجمها نحو عُشر حجم الأجسام المضادة التقليدية ولم يتم العثور عليها في أي ثدييات أخرى.
وبينما تركز الأساليب العلاجية الحالية لأمراض مثل السرطان غالبا حول الأجسام المضادة، كان لهذه العلاجات تأثير محدود في علاج اضطرابات الدماغ، حيث تواجه جزيئات الأجسام المضادة صعوبة في عبور حاجز الدم الدماغي الطبيعي في الجسم.
ولكن نظرا لحجمها الأصغر بكثير، يقول الباحثون إن لأجسام النانو القدرة على أن يتم تطويرها لتصبح علاجات أكثر فعالية لأمراض الدماغ مع آثار جانبية أقل.
وقال فيليب روندارد من المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا: "أجسام النانو المستخلصة من عائلة الإبل تفتح عصرا جديدا من العلاجات البيولوجية لاضطرابات الدماغ وتحدث ثورة في تفكيرنا حول العلاجات".
وأضاف الدكتور روندارد، وهو أحد مؤلفي الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة Trends in Pharmacological Sciences: "نعتقد أنها يمكن أن تشكل فئة جديدة من الأدوية بين الأجسام المضادة التقليدية والجزيئات الصغيرة".
كما أظهرت دراسة سابقة في الفئران أن أجسام النانو يمكنها استعادة العجز السلوكي لمرض انفصام الشخصية.
وأوضح البروفيسور بيير أندريه لافون من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي الميزة الثورية لأجسام النانو المستخلصة من الإبل، قائلا: "تمتاز هذه البروتينات الصغيرة بقدرة فريدة على الذوبان، ما يمكنها من اختراق الحاجز الدماغي الدموي بشكل طبيعي دون الحاجة إلى وسائل مساعدة". وأضاف أن هذه الخاصية تجعلها متفوقة على الأدوية التقليدية ذات الجزيئات الصغيرة، التي توصف بأنها "كارهة للماء"، ما يحد من فعاليتها ويحمل مخاطر أعلى للآثار الجانبية.
وأكد لافون أن هذه الطبيعة الكارهة للماء في الأدوية التقليدية تؤدي إلى ثلاث إشكاليات رئيسية: أولا، تقليل كمية الدواء التي تصل إلى الدماغ فعليا، وثانيا، زيادة احتمالية ارتباط الدواء بأنسجة غير مستهدفة، وثالثا، ارتفاع معدلات الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. فيما تفتح أجسام النانو المجال أمام علاجات أكثر أمانا وفعالية لأمراض الدماغ المستعصية.
ويقول الباحثون إن أجسام النانو أيضا أسهل في الإنتاج والتنقية والهندسة، ويمكن ضبطها بدقة لتناسب أهدافها مقارنة بالأجسام المضادة التقليدية.
ومع ذلك، يشيرون إلى أن هناك عدة خطوات ضرورية قبل التمكن من اختبار أجسام النانو في التجارب السريرية البشرية لاضطرابات الدماغ.
ووفقا للفريق البحثي، فإن تحسين توصيل أجسام النانو وضمان سلامتها يمثلان تحديات رئيسية.
وقال الدكتور روندارد: "بخصوص أجسام النانو نفسها، من الضروري أيضا تقييم ثباتها، والتأكد من طيها بشكل صحيح، وضمان عدم تجمعها. وسيكون من الضروري الحصول على أجسام نانو ذات درجة سريرية وصيغ مستقرة تحافظ على النشاط أثناء التخزين والنقل طويل الأمد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اضطرابات الدماغ الزهايمر لجهاز المناعي الإبل الجمال الأجسام المضادة
إقرأ أيضاً:
التمويل الإسلامي يفتح آفاقاً استثمارية بـ 5,5 تريليون دولار حول العالم
أكد تقرير "الصيرفة الإسلامية للشركات: آفاق جديدة للنمو والاستثمار"، الصادر عن بنك ستاندرد تشارترد أن الصيرفة الإسلامية شهدت تحولاً ملحوظاً من قطاع متخصص محدود النطاق إلى ركيزة رئيسية في المنظومة المالية العالمية، إذ تمتد حالياً عبر أكثر من 80 دولة بإجمالي أصول تتجاوز 5 تريليون دولار أمريكي، ولكن رغم هذا النمو الكبير، ما تزال هناك بعض الالتباسات المتعلقة بمفهومه ومبادئه وهياكله وآلياته السوقية، مما يشكّل تحدياً أمام القيادات المؤسسية الساعية إلى الانخراط في هذا المجال أو الاستثمار فيه، حيث أن 65% من الشركات المهتمة بالحلول المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تفتقر إلى المعرفة المسبقة أو الخبرة العملية في مجال الصيرفة الإسلامية.
وذكر التقرير ان محدودية الإلمام بمنتجات التمويل الإسلامي تمثل عاملاً رئيسياً يحدّ من قدرة الشركات على الاستفادة من الأصول الإسلامية العالمية التي تبلغ قيمتها 5,5 تريليون دولار أمريكي، والتي من المتوقع ان ترتفع إلى 7.5 تريليون دولار بحلول عام 2028. كما أشار التقرير إلى أن عدد الشركات المُصدِرة للصكوك قد تضاعف تقريباً منذ عام 2020، مما أدى إلى زيادة حجم الإصدارات بنسبة 38% ليصل إلى 58.8 مليار دولار في عام 2024.
قال خورام هلال، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخدمات المالية الإسلامية في ستاندرد تشارترد
"لقد أصبح التمويل الإسلامي أحد أسرع مصادر رأس المال نمواً على مستوى العالم، غير أن مستوى الوعي المؤسسي به لم يواكب وتيرة هذا النمو بالشكل الكافي، فالشركات التي تبادر إلى تطوير قدراتها في هذا المجال ستتمكن من النفاذ إلى أسواق رأسمالية متخصصة تتجاوز أصولها التريليونات من الدولارات، والاستفادة من تسعير تفضيلي في الأسواق ذات الإقبال المرتفع، إلى جانب الحوافز الحكومية المتاحة في الاقتصادات سريعة النمو. كما ستتمكن من الوصول إلى رؤوس الأموال الموجّهة نحو الاستثمارات المستدامة، والتي تدمج مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في بنيتها، وتُعد هذه الفجوة المعرفية عائقاً مكلفاً يترتب عليه ضياع فرص اقتصادية واعدة."
وتتسق مبادئ التمويل الإسلامي انسجاماً وثيقاً مع أطر الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، إذ ترتكز كلتاهما على مفاهيم الشفافية والعدالة والنزاهة والمسؤولية البيئية، وقد شهد عام 2024 ارتفاعاً ملحوظاً في الإقبال على الصكوك المستدامة، حيث تجاوزت نسبة تغطية إصداراتها 4.3 مرات في المتوسط مقارنة بـ 3.1 مرات للصكوك التقليدية، وهو ما يعكس تنامي اهتمام المستثمرين بالأدوات المالية التي تجمع بين الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية ومتطلبات الاستدامة البيئية.
كما يستمر الابتكار الرقمي في تعزيز هذا الزخم، حيث من المتوقع بأن تُحدث الصكوك المرمّزة وتسويات البلوك تشين وأدوات الامتثال للشريعة الإسلامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحولاً نوعياً في أساليب جمع وإدارة رأس المال، من خلال خفض تكاليف الإصدار وتعزيز الحوكمة العابرة للحدود بكفاءة وشفافية أعلى.
ويُشكّل التمويل الإسلامي مدخلاً استراتيجياً إلى الممرات التجارية الرئيسة والاقتصادات التي تُعد فيها الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مطلباً أساسياً أو توجهاً متسارع النمو، ولا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وأفريقيا، كما يُعد التمويل الإسلامي ركيزة جوهرية لما يُعرف بـ "ممر التجارة بين دول الجنوب"، الذي يربط هذه المناطق بتدفقات تجارية تتجاوز قيمتها 5.7 تريليون دولار أمريكي، أي ما يقارب ربع حجم التجارة العالمية، مما يبرز أهميته المتزايدة في ظل التحولات المستمرة في مسارات التجارة والاستثمار العالمية.
كما تمثل اقتصادات الحلال وحدها فرصة سوقية تُقدّر بنحو 2,2 تريليون دولار أمريكي، وتستفيد الشركات العاملة في الأسواق ذات الأغلبية المسلمة بشكل متزايد من حلول التمويل التجاري الإسلامي وسلاسل الإمداد المتوافقة مع الشريعة، من خلال مبادرات رائدة مثل Halal360 التي أطلقها بنك ستاندرد تشارترد "صادق"، إلى جانب شبكات التمويل التجاري الإسلامي الآخذة في التوسع.