أعلنت ‌‏الحكومة البريطانية رفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع.

وأقرّ مجلس الأمن الدولي أمس الخميس، قرارًا يقضي برفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولًا لافتًا في الموقف الدولي تجاه دمشق بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية.

ويأتي القرار بعد أيام من تقديم الولايات المتحدة مشروعًا رسميًا إلى مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الشرع، تمهيدًا لزيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل، وفق ما ذكره تلفزيون سوريا.

ويتطلب تمرير القرار موافقة تسعة من أعضاء المجلس الخمسة عشر، شريطة ألا تستخدم أي من الدول الخمس دائمة العضوية — وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا — حق النقض (الفيتو). وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن المداولات جرت في أجواء "هادئة ولكن حساسة"، نظراً للطابع السياسي المعقد للعقوبات المفروضة على الحكومة السورية منذ اندلاع النزاع عام 2011.

ووفقًا لتقرير وكالة رويترز، فإن واشنطن ضغطت خلال الأشهر الأخيرة لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة على دمشق، معتبرة أن "تخفيف القيود على شخصيات محددة" قد يفتح الباب أمام تعاون سياسي وإنساني أوسع، خصوصًا في ملفات اللاجئين والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار المحدودة.

وبحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، قامت البعثة الأمريكية بتعميم مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن ووضعه تحت ما يُعرف بـ"إجراء الصمت"، وهو إجراء تقني يمنح الدول الأعضاء مهلة لتقديم اعتراضاتها قبل تحديد موعد التصويت الرسمي. ولم يسجل أي اعتراض خلال المهلة المقررة، ما مهد لاعتماد القرار بالإجماع.

ويرى محللون أن رفع العقوبات عن الرئيس السوري يمثل إشارة سياسية قوية إلى رغبة القوى الكبرى في اختبار انفتاح مشروط تجاه دمشق، في إطار توازنات جديدة تشهدها المنطقة. 

كما يُتوقع أن تشكل زيارة الشرع إلى واشنطن أول تواصل مباشر على هذا المستوى منذ أكثر من عقد، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات الأمريكية–السورية برعاية إقليمية ودولية.

خطوة غير مسبوقة منذ عقود .. ترامب يلتقي أحمد الشرع في البيت الأبيضالمستشار الألماني يدعو أحمد الشرع لبحث ترحيل المهاجرين السوريينبـ 150 ألف دولار.. ساعة أحمد الشرع تثير الجدل في منتدى الاستثمار طباعة شارك سوريا الحكومة البريطانية أحمد الشرع الرئيس السوري الأمم المتحدة رفع العقوبات عن الرئيس السوري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الحكومة البريطانية أحمد الشرع الرئيس السوري الأمم المتحدة رفع العقوبات عن الرئيس السوري العقوبات عن الرئیس السوری أحمد الشرع

إقرأ أيضاً:

أمريكا تطلب من الأمم المتحدة رفع العقوبات عن أحمد الشرع قبل زيارته لواشنطن

اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من شأنه أن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين.

وينص مشروع القرار، بحسب وكالة رويترز ، على رفع العقوبات أيضا عن وزير الداخلية السوري أنس خطاب، فيما لم يتضح على الفور متى قد يُطرح للتصويت، ويحتاج إقراره إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).


وأشارت رويترز إلى أن لجنة العقوبات في المجلس منحت الشرع عدة إعفاءات سفر خلال العام الحالي، ما يعني أنه قادر غالبًا على زيارة الولايات المتحدة حتى لو لم يُعتمد القرار قبل موعد لقائه بترامب، ووفق الوكالة، تأتي هذه التحركات بعد أشهر من ضغوط أمريكية داخل المجلس لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.

متى فرضت العقوبات؟
وبالعودة إلى نص العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الشرع، تبين أنه أدرج على لائحة العقوبات في تموز 2013 وفق الرقم (QDI.317)، وفرض مجلس الأمن على الشرع سابقًا عقوبات لارتباطه بتنظيم "القاعدة"، كما أدرج تنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام" بالقائمة في 14 من أيار/مايو 2014، عملًا بالفقرتين 2 و3 من القرار 2083 (2012) ككيان مرتبط بتنظيم "القاعدة"، بسبب المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها التنظيم المصنف وفق الرقم (QDe.004) وتنظيم القاعدة في العراق (QDe.115) أو التخطيط لهذه الأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، أو المشاركة في ذلك معهما أو باسمهما أو بالنيابة عنهما أو دعمًا لهما والتجنيد لحسابهما أو تقديم أي أشكال أخرى من الدعم للأعمال أو الأنشطة التي يقومان بها.

وفي كانون الثاني/يناير 2017، وبحسب اللجنة الخاصة بالعقوبات المتعلقة بـ"القاعدة"، قامت "جبهة النصرة" بإنشاء "هيئة تحرير الشام"، كـ"وسيلة لتعزيز موقعها بين فصائل الثورة السورية والمضي قدمًا في تحقيق أهدافها"، وعلى الرغم من أن ظهور "هيئة تحرير الشام" وُصف بطرق عدّة (أنه اندماج بجبهة النصرة أو تغيير لاسمها، على سبيل المثال)، واصلت بسط هيمنتها وفق بيان الأمم المتحدة المرفق بقائمة العقوبات، وبحسب القائمة التي تضم أسماء 254 شخصًا و89 كيانًا، من بينهم الشرع، فإن المخول برفع اسم من هذه الأسماء عن قائمة العقوبات وفق النص القانوني هم الدول الأعضاء في مجلس الأمن

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته الرياض في أيار/مايو الماضي، ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، فقد اكتسب قرار ترامب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق منذ سنوات، استحسانا سوريا وعربيا وحتى دوليا واسع النطاق.

ففي 23 حزيران/يونيو نشر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وثيقة رسمية على الانترنت، تلغي تصنيف هيئة تحرير الشام في سوريا، منظمة إرهابية أجنبية. ودخلت الوثيقة حيز التنفيذ يوم 8 تموز/يوليو، وفي 30 حزيران/يونيو، وقع الرئيس ترامب أمرا تنفيذيا ألغى بموجبه برنامج العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وبذلك انتهت عزلة سوريا عن النظام المالي العالمي وفُتحت أمامها أبواب التعاون الدولي لإعادة الإعمار وبناء الاقتصاد من جديد، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره التنفيذي هذا بأنه "خطوة تدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية"، مؤكدا على دعم بلاده لسوريا موحدة ومستقرة تعيش في سلام مع جيرانها.

القرار الأمريكي أكثر من هدف
وبهذا القرار تتبين ملامح استراتيجية الرئيس ترامب في المنطقة العربية، التي أمنت انتقال سوريا إلى مجال النفوذ الغربي، وقطعت الحبل السري الذي كان يربط دمشق بكل من موسكو وطهران، وقطعت أيضا بذلك الفضاء الحيوي الذي طالما تحالف ضد المصالح الغربية، لتتفرد الولايات المتحدة اليوم باحتكار قطبية أحادية تقود بها العالم، بحسب تقرير للـ"بي بي سي"، كما تهدف واشنطن أيضا، من خلال انفتاحها على الرئيس السوري أحمد الشرع وحكومته، إلى استقرار البلاد سياسيا واقتصاديا، وقطع الطريق على كل احتمالات عودة الفوضى إليها، استجابة لمصالح شركاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.


رفع عقوبات قانون قيصر 
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، دعمها إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر" من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يناقشه المشرعون الأمريكيون حاليا ضمن جدول أعمال الكونغرس، وفق ما أكدته وكالة رويترز.

وقال متحدث باسم الخارجية إن: "الولايات المتحدة على تواصل منتظم مع شركائها في المنطقة، وترحب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا بما يدعم إتاحة الفرصة لجميع السوريين في بناء دولة يسودها السلام والازدهار".

مقالات مشابهة

  • بريطانيا ترفع العقوبات عن الشرع وخطاب
  • انتصار جديد للرئيس السوري أحمد الشرع يمر عبر مجلس الأمن ويتخطى العقوبات الدولية
  • الاتحاد الأوروبي: سنرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع
  • بريطانيا ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع
  • بريطانيا ترفع العقوبات عن الشرع ووزير الداخلية السوري
  • مجلس الأمن يقر شطب اسم الرئيس السوري الشرع من قائمة العقوبات الدولية
  • مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب
  • أمريكا تطلب من الأمم المتحدة رفع العقوبات عن أحمد الشرع قبل زيارته لواشنطن
  • أمريكا تطلب من الأمم المتحدة رفع العقوبات عن الرئيس السوري