"هندسة بقت 4 مش 5 سنين".. خبراء لـ "الفجر": لا يخل بتربوية المناهج.. ويجب تطبيق هذه الشروط
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
تغيير نظام الدراسة في كليات الهندسة أحدث حالة من الجدل في الأوساط التعليمية خلال الفترة الحالية، وذلك بعد القرارات التي اتخذها الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حول عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة.
جدل حول عدد سنوات الدراسة في كليات الهندسة.. 4 أم 5 أفضل؟
وأثيرت حالة من الجدل خلال الساعات الماضية بعدما أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، صدور القرار الوزاري باللائحة الجديدة لكلية الهندسة، والذي يمكن الطلاب من التخرج بعد 4 سنوات دراسية فقط، لتصبح بذلك هندسة القاهرة أول كلية هندسة حكومية تتيح للطالب إمكانية التخرج في 4 سنوات من خلال برامجها التخصصية الحديثة، وذلك في إطار حرص الجامعة على سد الفجوة المعرفية والتوافق مع الأنظمة التعليمية العالمية ومواكبة التطور السريع والمتلاحق في التعليم الجامعي.
وكشف الدكتور حسام عبدالفتاح، عميد كلية الهندسة في جامعة القاهرة، أن كلية الهندسة جامعة القاهرة ستعمل بنظام الساعات المعتمدة، حتى لا تقيد الطالب المتفوق بعدد الـ 5 سنوات دراسة، موضحًا أن الطالب الذي يستطيع الانتهاء من عدد الساعات المطلوبة يستطيع التخرج من الكلية في 4 سنوات فقط بدلا من 5 سنوات.
وبعد قرار رئيس جامعة القاهرة، كشفت مجموعة المعاهد الكندية CIC، عن تعديل اللوائح بمختلف معاهدها، التي من خلالها يمكن للدارسين بالمعهد العالي للهندسة، دراسة 150 ساعة، طبقًا للإطار المرجعي المعتمد من لجنة قطاع المعاهد الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، وذلك بنظام الساعات المعتمدة، بما يسمح لبعض الطلاب إمكانية الانتهاء من دراسة مقرراتهم في مدة أقل من 5 سنوات، قد تصل إلى 4 سنوات، طبقًا للمستوى الأكاديمي للطالب وقدراته في الانتهاء من المقررات، ويعد القرار هو الثاني على التوالي بعد إعلان كلية الهندسة جامعة القاهرة تطبيق النظام الجديد.
خبير تعليمي: تقليل عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة لن يخل بتربوية المناهج
وحول هذا الأمر، قال الخبير التعليمي الدكتور مجدي حمزة، إن قرارات تقليص الدراسة في كليات الهندسة أو باقي الكليات بدأت مع دعوات إيلون ماسك الذي كان ينادي بتقليص سنوات الدراسة في الجامعات، بل وصل الأمر إلى دعوته للدراسة أون لاين في بعض الكليات أو الاعتماد على الدورات التدريبية فقط خاصة بعد نجاح التجربة في فترة كورونا.
وأضاف الخبير التعليمي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه عندما يكون عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة 4 سنوات والسنة الأخيرة عبارة عن دراسة عملية لن يخل بعملية تربوية المناهج بالعكس يمكن أن تخفض المناهج لتقليص الدراسة لثلاث سنوات فقط.
واستطرد: "تقليص المناهج لتقليل عدد السنوات الدراسية لن يخل بالمنظومة التعليمية خاصة وأن هناك حشو في بعض المناهج وتقليلها لن يؤثر على المعلومة التي يتم تقديمها للطلاب وهناك بعض الكليات يمكن إيجازها في سنتين ليكون التعليم كيفي وليس كمي مما يساعد على تخريج الطلاب بشكل مناسب لسوق العمل وهناك كورسات تعليمية يأخذها الطالب لتعويض منهج عدد من السنوات وأتوقع زيادة فكرة تقليل سنوات الدراسة في الكليات المختلفة السنوات المقبلة".
أستاذ بجامعة القاهرة: لا مانع من سنوات الدراسة في بعض الكليات بشروط
ومن ناحيته، قال الأستاذ في كلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة الدكتور عاصم حجازي، إن تخفيض سنوات الدراسة في بعض الكليات إذا كان يساير الاتجاهات العالمية والمناهج الدولية والتي أثبتت فعاليتها فلا مانع من تطبيقه ولكن بشرط.
وأوضح الأستاذ في كلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن أبرز تلك الشروط تدريس نفس المقررات ونفس المحتوى وعدم الاقتصار على تخفيض عدد الساعات فقط مع تغير المحتوى، بمعنى أنه إذا تم ترجيح الأخذ بنظام تعليمي معين يجب أولا التأكد من كفاءة هذا النظام وثانيا يجب أن نأخذه كما هو دون أي تعديل على مناهجه، أما إذا احتفظنا بمحتوانا ومناهجنا القديمة وخفضنا فقط عدد الساعات فالأمر حينئذ يعود إلى المتخصصين في المجال لتحديد ما إذا كانت هذه المعلومات كافية أم لا.
وأشار هناك العديد من الحقائق والمسلمات التي يجب أخذها في عين الاعتبار أثناء مناقشة الموضوعات التي تتعلق بتخفيض عدد سنوات الدراسة أو زيادتها:
أولا: أن المعتبر في تعليم الطلاب وصولهم إلى امتلاك الحد من المعلومات والمهارات التي تؤهلهم للعمل بعد ذلك في المجال.ثانيا: أنه لا يمكن إعطاء الطلاب كافة المعلومات المتعلقة بمجال تخصصهم وإنما يتعلمون أكبر قدر ممكن من هذه المعلومات وذلك لأن التطور المستمر للمجالات العلمية والعملية يأتي كل يوم بجديد وتتطور المعرفة بشكل كبير ووفقا لذلك فإن إكساب الطلاب القدرة على التعلم المستمر تحظى بنصيب وافر من الاهتمام في المناهج الحديثة.ثالثا: تحديد الضروري والمهم من هذه المعلومات التي يجب أن يمتلكها الخريج الرأي فيها لأصحاب التخصص فهم وحدهم من يمكنهم تحديد ما إذا كانت المقررات التي يدرسها الطلاب كافية لتأهيلهم للالتحاق بسوق العمل أم لا.
خبير تربوي يكشف عيوب تقليل سنوات الدراسة في كليات الهندسة
وعلى النقيض، قال الدكتور تامر شوقى الخبير التربوى واستاذ علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة عين شمس، إن تقليل سنوات الدراسة في كليات الهندسة سيساهم في عدم استيعاب الطلاب للمقرارت على نحو جيد، لأن المخ البشرى يحتاج فترات زمنية طويلة ومتباعدة لاستيعاب المعلومات وتمثيلها عقليا بشكل صحيح.
وأضاف الخبير التربوى، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن في علم النفس تكثيف إعطاء المقررات الدراسية في مدد زمنية أقل يخدم ما يسمي الذاكرة القصيرة الأمد ولا يسمح للطالب بربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة كما لا يسمح له يربطها بالواقع وممارسته لها ويصبح كل هم الطالب المذاكرة من أجل الامتحانات واجتياز المقررات المختلفة وليس التعلم الحقيقي.
وأشار استاذ علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة عين شمس إلى أن مع تطور العلوم المختلفة وتشعبها الأصح هو زيادة سنوات الدراسة وليس انقاصها حتي يستطيع الطالب دراسة فروع العلوم المختلفة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هندسة جامعة القاهرة نظام الساعات المعتمدة المعاهد الهندسية هندسة جامعة القاهرة كليات الهندسة هندسة القاهرة جامعة القاهرة کلیة الهندسة فی کلیة فی بعض
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تنظّم ورشة عمل حول معايير مسابقة أفضل كلية صديقة للبيئة
نظّمت جامعة أسيوط اليوم الأحد ورشة عمل بعنوان آليات استيفاء معايير مسابقة أفضل كلية صديقة للبيئة للعام الجامعي 2024–2025، وذلك برعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، في إطار جهود الجامعة لنشر ثقافة الوعي البيئي ودعم أهداف التنمية المستدامة
وجاء تنظيم الورشة تحت إشراف الدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبمشاركة كلٍّ من الدكتور محمد مصطفى حمد، والدكتور عمرو سعيد ضيف، منسقَي المسابقة
وشهدت الفعالية حضورًا لافتًا من عمداء ووكلاء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، بالإضافة إلى عدد من القيادات الإدارية والعاملين والطلاب من مختلف كليات الجامعة.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بالقضايا البيئية وتعمل على ترسيخ ممارسات الاستدامة داخل الحرم الجامعي، مشيرًا إلى أن مسابقة "أفضل كلية صديقة للبيئة" تُعد إحدى الآليات المحفّزة نحو خلق بيئة جامعية واعية وصديقة للبيئة، وتشجيع الكليات على تبنّي سياسات مستدامة في مختلف أنشطتها. وأضاف أن الورشة تمثل خطوة مهمة لتعريف الكليات بمعايير التقييم وتبادل الخبرات بما يسهم في الارتقاء بأداء الجامعة البيئي بشكل عام.
من جانبه، أوضح الدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس جامعة أسيوط لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن مسابقة "أفضل كلية صديقة للبيئة"، التي تم الإعلان عنها في 20 مايو الماضي، تستند إلى مجموعة من المعايير البيئية العالمية، من بينها: إدارة الموارد المائية، وبيئة العمل، والطاقة والتغير المناخي، وإدارة المخلفات، والنقل، إلى جانب مدى تأثير الكلية في مجالات التعليم والبحث العلمي، وهو ما يهدف إلى ترسيخ ثقافة الاستدامة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وأشار الدكتور عبد العليم إلى أن جامعة أسيوط تُعد من الجامعات المتقدمة في هذا المجال، حيث حصلت على المركز الثاني في النسخة الأولى من مسابقة "أفضل جامعة صديقة للبيئة" للعام الجامعي 2020/2021، كما نالت المركز الثالث في نسخة العام الجامعي 2022/2023، مما يعكس التزام الجامعة المتواصل بالمعايير البيئية والتنموية المستدامة.
وخلال فعاليات الورشة، قدّم الدكتور خالد صلاح، عميد كلية الهندسة، محاضرة تناولت معيار "الطاقة والتغيرات المناخية"، موضحًا أنه يشمل سبعة مؤشرات رئيسية، وهي: وجود برامج لترشيد استهلاك الطاقة، استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة، تبنّي سياسة لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة، نسبة المساحات الخضراء والتشجير داخل الكلية، نسبة إنتاج الطاقة المتجددة مقارنةً بإجمالي الاستهلاك، المشروعات الموجهة لمجابهة التغيرات المناخية، والأنشطة والمبادرات الهادفة إلى التكيف مع آثارها.
كما استعرض الدكتور محمود صالح إسماعيل، مدير مركز التنمية المستدامة، معيار "إدارة المياه"، والذي يتضمن عدة عناصر، منها: تطبيق آليات لترشيد الاستهلاك، وإعادة تدوير المياه لاستخدامها مجددًا، وصيانة المواسير للحد من التسريبات، إلى جانب أعمال الصيانة الدورية للصنابير وشبكات الإمداد الداخلية.
وفي السياق نفسه، تناول الدكتور محمد مصطفى حمد، الأستاذ بكلية التربية ومنسق المسابقة، عددًا من المحاور الأخرى، من بينها معيار "بيئة العمل"، الذي يشمل إجراءات التحول الرقمي وتحسين ظروف التهوية والإضاءة، ومعيار "التعليم والبحث العلمي والاستدامة"، الذي يعتمد على مدى التوعية بسياسات الاستدامة، وتضمينها في المقررات الدراسية، وتنفيذ أبحاث ومشروعات طلابية، إلى جانب تنظيم أنشطة بيئية تعزز أهداف التنمية المستدامة. كما تطرق إلى معيار "البنية التحتية وإدارة المخاطر"، والذي يشمل إجراءات الصيانة الدورية، وتطبيق إرشادات الصحة والسلامة المهنية، واعتماد مفاهيم المباني الخضراء، وتوفير وحدة متخصصة لإدارة الأزمات داخل الكلية.
واختتم الدكتور عمرو سعيد ضيف، الأستاذ بكلية العلوم ومنسق المسابقة، فعاليات الورشة بمحاضرة شاملة تناول فيها عددًا من المعايير المتقدمة، منها: "معيار النقل وأهداف التنمية المستدامة"، و"معيار إدارة المخلفات"، و"معيار الجامعة والمجتمع"، الذي يركّز على وجود سياسة وخطة واضحة للاستدامة، وإنشاء مراكز ووحدات متخصصة في البيئة والتنمية المستدامة، إلى جانب تقديم استشارات مجتمعية وبحثية تسهم في حماية البيئة وخدمة المجتمع المحلي.