إسرائيل تبحث عن الخلاص في الكنائس الأميركية والذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
القدس المحتلة- في محاولة لاحتواء التراجع غير المسبوق في شعبيتها داخل الولايات المتحدة، وخصوصا بين صفوف المسيحيين اليمينيين المحافظين، تستعد الحكومة الإسرائيلية لإطلاق حملة واسعة بتكلفة عشرات ملايين الدولارات، تتولاها شركات أميركية متخصصة في التأثير الإعلامي وصناعة الرأي العام.
وتركز الحملة على استعادة تأييد المسيحيين الإنجيليين والمحافظين، الذين كانوا تاريخيا من أكثر الفئات دعما لإسرائيل، لكن هذا الدعم تراجع بشكل ملحوظ خلال الحرب على غزة، خصوصا بين الشباب الجمهوريين الذين بدؤوا ينظرون إلى سياساتها بعين أكثر نقدا من أي وقت مضى.
وتهدف إلى تعزيز صورة تل أبيب وإعادة ترسيخ حضورها في الخطاب الديني والسياسي الأميركي، بعد أن أظهرت استطلاعات حديثة انخفاضا في تأييدها، وتحاول إسرائيل إعادة تشكيل هذا الخطاب ليس فقط عبر الإعلام التقليدي، بل أيضا من خلال الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة المنتشرة عالميا.
" نتنياهو بعد القاء كلمته في الامم المتحده خطط خصيصا للقاء مشاهير إمريكيين على مواقع التواصل
.
" نتنياهو تحدث معهم أن اسلحة الحروب التي يتم استخدامها تتغير بمرور الوقت
.
وأهم سلاح حاليا هو سلاح مواقع التواصل
.
" وتحدث عن أهم سلاح يتم شراؤه
.
ليتدخل احد المؤثرين ويتحدث عن البوتات… pic.twitter.com/tOFeFDUN0O
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) September 27, 2025
ساحات الدعايةوكشفت وثائق لصحيفة "هآرتس" أن منظمة "أصوات إسرائيل"، التابعة لوزارة الشؤون الإستراتيجية، باتت تعتبر الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في حملاتها العالمية لمواجهة ما تصفه بـ"محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل".
وتشير إلى أن المنظمة تدير غرفة عمليات رقمية متطورة تستخدم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات ضمن مشروع "ماكس" الممول من وزارة الشتات الإسرائيلية، في إطار تحول الدعاية إلى منظومة رقمية متكاملة تخوض معركة على العقول.
إعلانوأظهرت وثائق مالية أن الإنفاق الحكومي على الإعلانات الرقمية تجاوز 45 مليون دولار خلال النصف الثاني من عام 2025، موزعة بين غوغل ويوتيوب ومنصة "إكس" و"أوتبرين" (Outbrain).
كما اتسعت دائرة النفوذ لتشمل أنشطة ميدانية، إذ مولت وزارة الخارجية الإسرائيلية، خارج نظام المناقصات، جمعية أميركية لتنظيم جولات مؤثرين من اليمين المسيحي إلى تل أبيب، شملت زيارات للمستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وهضبة الجولان السوري المحتلة.
ووصفت الوزارة تلك الزيارات بأنها "رحلات إعلامية ذات قيمة إستراتيجية وسياسية"، تستهدف إعادة بناء جسور التأييد التي تصدعت بين إسرائيل والمحافظين الأميركيين الشباب.
وفي سبتمبر/أيلول 2025، التقى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، عددا من هؤلاء المؤثرين في نيويورك، ودعاهم إلى "استخدام أهم سلاح في عصرنا، وسائل التواصل الاجتماعي، لضمان وجود قاعدتنا في الولايات المتحدة".
ووفقا لوثائق مسربة كشفت عنها صحيفة "هآرتس" في تقرير لها، تخطط إحدى الشركات المتعاقدة مع تل أبيب لاستخدام تقنيات تحديد المواقع الجغرافية لرصد ملايين المسيحيين غير الملتزمين بالكنائس، ومن ثم توجيه رسائل دعائية لهم تتضمن "حججا كتابية تؤكد أهمية إسرائيل واليهود بالنسبة للإيمان المسيحي".
وتشمل الخطة أيضا إطلاق حملة رقمية متقدمة تعتمد على تتبع المستخدمين الذين يزورون الكنائس في ولايات الغرب الأميركي أثناء أوقات الصلاة، بهدف استهدافهم بإعلانات متكررة ومحتوى مصمم خصيصا لهم.
وتنوي الشركة تنظيم معرض متنقل يعرف باسم "تجربة السابع من أكتوبر"، سيجوب الكنائس والجامعات الأميركية، ويضم أدوات الواقع المعزز "في آر" (VR) التي تتيح للمشاركين "معايشة أهوال الحفل الموسيقي نوفا" كما تصفها الخطة، في محاولة لتأجيج التعاطف مع إسرائيل.
وحسب الوثائق ذاتها، ستتولى إحدى الشركات مهمة التأثير على طريقة تناول أدوات الذكاء الاصطناعي لقضايا إسرائيل، بما في ذلك محاولات "إنتاج نتائج على مستوى التأطير في محادثات (جي بي تي)، وأنظمة الخطاب القائمة على الذكاء الاصطناعي".
ويثير هذا البند مخاوف واسعة حول احتمال توظيف الذكاء الاصطناعي في الدعاية السياسية المنظمة، بما يشكل سابقة عالمية في مسار استخدام التقنية للتأثير على تشكيل الرأي العام.
بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، يتعين على الشركات الأميركية التي تعمل نيابة عن حكومات أجنبية أن تسجل نشاطها لدى وزارة القضاء الأميركية. وفي الشهرين الماضيين كشفت وثائق عن تعاقدات متعددة بين الحكومة الإسرائيلية، ومن بينها وزارتا الخارجية والسياحة، مع شركات أميركية لترويج مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة.
حكومة نتنياهو توقع عقودًا سرّية لشراء الذكاء الاصطناعي، وتوجيهه لخدمة دعايتها في أمريكا والعالم.
وفقا لصحيفة "هآرتس" فإن شركات دعاية أمريكية تُغرق الإنترنت برسائل مُبرمجة تدافع عن إسرائيل وتهاجم كل صوت ينتقدها !! pic.twitter.com/lEXVZ85PXs
— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) November 8, 2025
عقود ضخمةويقول مراسل الشؤون السيبرانية والتضليل الإعلامي في صحيفة "هآرتس" عومر بن يعقوب إن الوثائق تشير إلى أن شركة "هافاس ميديا" الألمانية، الفرع التابع لمجموعة "هافاس" العالمية، تعمل كوسيط ينقل المدفوعات وينفذ العقود مع هذه الشركات الأميركية.
إعلانوتكشف الأرقام أن "هافاس" تلقت منذ عام 2018 ما لا يقل عن 100 مليون دولار مقابل حملات ترويجية في الولايات المتحدة تهدف -من بينها- إلى تشجيع السياحة إلى إسرائيل. ويضيف أن أكبر العقود الحديثة وقعت في أغسطس/آب 2025، مع شركة "كلوك تاور إكس" (Clock Tower X)، المملوكة لبراد بارسكال، الذي قاد سابقا الحملات الرقمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
العقد الذي تبلغ قيمته 6 ملايين دولار ولمدة 4 أشهر، وُقّع مع شركة "هافاس ميديا" لصالح الحكومة الإسرائيلية لتقديم استشارات إستراتيجية وتخطيط وخدمات اتصالات ضمن حملة واسعة لمكافحة ما سمته الحكومة "معاداة السامية".
وتنص بنوده على إنتاج ما لا يقل عن 100 مادة أصلية شهريا (فيديو، وصوت، وبودكاست، وتصاميم ونصوص)، و5 آلاف نسخة مشتقة شهريا، بهدف بلوغ 50 مليون مشاهدة شهريا، مع توجيه 80% من المحتوى إلى الشباب عبر منصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
كما يتضمن العقد دمج الرسائل داخل شبكة إعلامية مسيحية محافظة "سالم ميديا"، التي تمتلك أكثر من 200 محطة إذاعية وموقع إلكتروني، كما كلف بارسكال هذا العام بإدارة إستراتيجية شبكة البث المسيحية. وتأتي هذه الحملة -حسب بن يعقوب- في ظل تحول في مواقف الجمهور الأميركي، إذ تشير تقارير رأي عامة إلى تراجع غير مسبوق في دعم إسرائيل بين 2022 و2025.
وتستعرض الوثائق ذاتها أيضا حملة منفصلة لصالح وزارة الخارجية الإسرائيلية أُوكلت إلى شركة "شو فيث باي ووركس" المملوكة للمستشار الجمهوري تشاد شنيتغر، بميزانية تتجاوز 3 ملايين دولار، دفع منها جزء عبر "هافاس"، وتركز على الكنائس والمنظمات المسيحية في غرب الولايات المتحدة لمحاولة مواجهة انخفاض الدعم والعمل على زيادة الوعي عبر استخدام الروابط والمواد الدعائية الصادرة عن الفلسطينيين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
تجنيد مشاهيروتقترح الحملة استخدام رسائل ذات طابع توراتي تؤكد "أهمية إسرائيل واليهود للمسيحيين"، وتروج لسرديات مفادها أن "الفلسطينيين اختاروا حماس"، و"يحتفلون بمذبحة 7 أكتوبر"، و"لديهم نوايا تهدد وجود إسرائيل".
كما تتضمن ما وُصف بـ"أكبر حملة تحديد جغرافي في تاريخ الولايات المتحدة"، تهدف إلى تحديد مواقع الكنائس الكبرى والكليات المسيحية في ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وكولورادو أثناء أوقات الصلاة، لتحديد هوية المصلين وتتبعهم واستهدافهم بإعلانات مخصصة. وقدر القائمون على الخطة أن الجمهور المستهدف يصل إلى نحو 8 ملايين من رواد الكنائس و4 ملايين طالب مسيحي.
وتتطرق الوثائق أيضا إلى أسماء مشاهير أُدرجت كمشاركين محتملين، من بينهم كريس برات، وجون فويت، ووالد أنجلينا جولي، وتيم تيبو، وستيفن كاري، من دون دليل قاطع على تواصل فعلي معهم حتى الآن، بحسب بن يعقوب.
كما تقترح الحملة إنتاج "مواد تعليمية للقساوسة"، إضافة إلى عرض متنقل أسمته "تجربة السابع من أكتوبر"، بمفهوم صممه "مصممو ديكورات هوليود" ويستعين بتقنيات الواقع المعزز "في آر" لعرض هجوم حماس وأحداث الحفل الغنائي نوفا، بغرض إثارة التعاطف مع إسرائيل.
ويقول بن يعقوب إن تحقيقات سابقة كشفت أن شركات "الإعلانات الاستخباراتية" طورت أدوات تسمح بعزل مناطق جغرافية واستخلاص بيانات تعريفية من الحاضرين هناك لاستهدافهم لاحقا. وهي ممارسة -برأيه- تثار حولها مخاوف بشأن انتهاك الحق في الخصوصية، إذ تشير مسودات الحملة الحالية إلى أن مثل هذه الأدوات قد تستخدم لتحديد الجمهور المسيحي وتوجيه رسائل محددة إليه.
وتكشف هذه الوثائق عن صورة معقدة لحملة دعاية منظمة على نطاق واسع تستهدف تشديد الروابط مع قطاعات محددة من الجمهور الأميركي، وتثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول حدود العمل الدعائي، وخصوصية الجمهور، ودور الوسطاء الدوليين في تسهيل وتوجيه الرسائل السياسية والثقافية عبر الحدود.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الحکومة الإسرائیلیة الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی بن یعقوب
إقرأ أيضاً:
طارق نور: الذكاء الاصطناعي أذكى من الإنسان
كتب- محمد شاكر وعمرو صالح:
قال طارق نور، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن الإبداع في المحتوى لم يعد خافيًا على أحد، لأن الابتكار لم يعد حكرًا على وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن اللعبة تغيّرت وأصبح الجمهور طرفًا رئيسيًا في صناعة المحتوى.
وأضاف "نور"، خلال كلمته في فعاليات النسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام 2025، أن منصات التواصل الاجتماعي، مثل "تيك توك"، كشفت عن جمهور مبدع لم يكن من الممكن الوصول إليه من قبل، وفي مختلف المجالات.
وتابع: "السؤال الآن: هل تستطيع الآلة أن تُبدع أكثر من الإنسان أم لا؟ خاصة في الوقت الذي نستعين فيه بالجمهور بدلًا من المراسل".
وأوضح: "إذا كنا في الماضي نبلل إصبعنا لنقلب صفحات الجريدة، فإن هذا الإصبع نفسه أصبح اليوم يقلب صفحات (فيسبوك) ومواقع التواصل الاجتماعي"، في إشارة إلى التحول الكبير في سلوك الجمهور تجاه استهلاك المحتوى الإعلامي.
وأشار "نور"، إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي بات واقعًا يوميًا يفرض نفسه، قائلاً: "كل معلومة نضعها تزيد من جودة الآلة، وعلينا أن ندرك أن الإنسان محدود، بينما الذكاء الاصطناعي يمتلك كمًّا هائلًا من المعلومات المخزنة في عقول البشر جميعًا، ولذلك فهو أذكى مني كثيرًا، وأصبح قادرًا حتى على تحليل العواطف".
وأضاف: "الخلط بين البيانات والجسم البشري خطر على الإنسانية، والرهان الحقيقي هو على من يستخدم هذه التقنيات، هل سيوظفها لصالح المجتمع والدولة أم لا؟ وهنا يأتي دور التشريعات التي يجب أن تضبط هذا المجال".
واختتم طارق نور حديثه قائلًا: "أنا مع المناعة وليس المنع. المسألة في النهاية تعود إلى الإنسان نفسه: هل يستطيع أن يمنع نفسه من الكذب؟ فاليوم يمكنه أن يصنع فيديو لشخص يبدو حقيقيًا لكنه ليس هو، والسؤال الأهم: هل سيستخدم هذه القدرات في الخير أم في الشر؟".
يُذكر أن فعاليات النسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام انطلقت صباح اليوم، وتستمر على مدار يومي 8 و9 نوفمبر 2025 في القاهرة، بمشاركة أكثر من 2500 صحفي وإعلامي من مصر والمنطقة والعالم.
وأوضحت إدارة المنتدى أن نسخة هذا العام تتضمن أكثر من 120 فعالية مبتكرة، تستعرض تجارب وتقنيات إعلامية متطورة من مختلف أنحاء العالم، ضمن 7 منصات رئيسية تغطي مختلف جوانب صناعة الإعلام.
اقرأ أيضًا:
طقس خريفي وشبورة كثيفة.. الأرصاد تعلن طقس الأيام المقبلة
لليوم الثاني.. المصريون بالخارج يواصلون التصويت بانتخابات النواب 2025
ما هي أعراض مرض الحمى القلاعية؟.. وهل يؤثر على الإنسان؟
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
طارق نور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منتدى مصر للإعلام 2025 الذكاء الاصطناعي أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
قد يعجبك
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
طارق نور: الذكاء الاصطناعي أذكى من الإنسان
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
32 22 الرطوبة: 41% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك