بعد 70 عاما من الحيرة .. فك لغز الحرارة المستحيلة للشمس| إيه الحكاية؟
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
بعد أكثر من سبعة عقود من التساؤلات حول السر الذي يجعل الهالة الشمسية أكثر سخونة بملايين الدرجات من سطح الشمس نفسه، تمكن فريق دولي من العلماء أخيرا من تقديم تفسير علمي مدعوم بالأدلة البصرية المباشرة.
لغز ظل يؤرق العلماء منذ الأربعينياتمنذ أربعينيات القرن الماضي، حير العلماء التفاوت الحراري الغريب بين سطح الشمس، الذي لا تتجاوز حرارته 5500 درجة مئوية، وبين هالتها الخارجية التي تصل إلى ملايين الدرجات المئوية.
وقد افترضت نظريات عدة أن موجات ألففين المغناطيسية قد تكون السبب وراء هذه الظاهرة، لكن غياب الأدلة المباشرة جعلها فرضية غير مؤكدة لعقود طويلة.
الاختراق العلمي الجديد جاء عبر رصد موجات ألففين الالتوائية صغيرة الحجم وهي تتحرك في جميع أنحاء الهالة الشمسية.
هذه الموجات، التي تنتقل عبر الحقول المغناطيسية للشمس وتلتف أثناء حركتها، تنقل الطاقة من السطح إلى الطبقات العليا، مما يؤدي إلى تسخين الهالة إلى درجاتها القصوى.
حتى وقت قريب، كان العلماء قد رصدوا فقط موجات ألففين كبيرة ومعزولة تحدث بالتزامن مع التوهجات الشمسية، بينما ظل وجود الموجات الصغيرة مجرد نظرية.
تلسكوب هاواي يكشف السرتمكن الباحثون من تحقيق هذا الاكتشاف بفضل الصور عالية الدقة التي التقطها تلسكوب دانيال ك. إينوي الشمسي، التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية في هاواي، وهو الأقوى من نوعه في العالم.
وقد رصد التلسكوب حركة البلازما الشمسية عبر تتبع انبعاثات الحديد فائق الحرارة، التي ظهرت بلون أزرق عند اقترابها من الأرض، وأحمر عند ابتعادها.
بعد إزالة التشويش الناتج عن الحركات التذبذبية الأخرى للبلازما، تمكن الفريق من رؤية الالتواءات المغناطيسية الدقيقة التي ظلت خفية طوال عقود.
تأثيرات تمتد إلى الأرضيشير الباحثون إلى أن هذه الموجات الصغيرة قد تلعب دورا رئيسيا في توليد القوى التي تدفع الرياح الشمسية، وتساعد الهالة على بلوغ حرارتها الشديدة.
ويؤكد العلماء أن فهم هذه العمليات سيساعد على تحسين توقعات الطقس الفضائي، وتقديم تحذيرات أدق من العواصف الجيومغناطيسية التي قد تهدد الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة على كوكبنا.
آفاق جديدة للبحثبعد هذا الاكتشاف، يخطط الفريق العلمي لمواصلة دراسة آليات انتشار موجات ألففين بدقة أكبر عبر مناطق أوسع من الهالة الشمسية، مع اختبار نماذج نظرية أخرى حول طبيعة التسخين الشمسي.
مصدر الدراسةنشرت نتائج البحث في دورية Nature Astronomy العلمية، في خطوة وصفت بأنها من أهم الاكتشافات الشمسية خلال العقود الأخيرة، إذ قد تغير الطريقة التي نفهم بها ديناميكية النجم الأقرب وهو الشمس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سطح الشمس العواصف الجيومغناطيسية
إقرأ أيضاً:
كتّاب وباحثون: الروايات التاريخية تكشف أن الحكاية البشرية واحدة
الشارقة (الاتحاد)
أكد كتّاب وباحثون أنّ السفر والروايات التاريخية وأدب الرحلات تكشف أن الحكاية البشرية واحدة مهما تعدّد الرواة والأوطان والأزمان، وتوثّق العلاقة الوثيقة بين الماضي والحاضر، وتُبقي الذاكرة حية في وجدان الشعوب، مجسّدة الهوية والتراث الإنساني عبر التاريخ.جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان «رحلات عبر الزمن» بمشاركة الكاتب والباحث الإماراتي جميِّع سالم الظنحاني، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير خلف، والروائي والمصور والرحالة الدكتور عقيل الموسوي من البحرين، والدكتورة الروائية نغوين فان كوي ماي من فيتنام، وأدارتها تسنيم أبوشاويش، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ 44 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب».
وأشار الكاتب جميِّع سالم الظنحاني إلى أن التاريخ هو القاعدة والنواة الأساسية للحاضر، مؤكداً أن حاضر الأمم المعاصرة قائم على الحضارات السابقة، إذ لا يمكن فهم الحاضر وضمان استدامته واستمراريته دون دراسة الماضي وتوثيقه، لافتاً إلى أهمية الرموز الثقافية ودورها في تجسيد قيم المجتمع وربط الأجيال ببعضها، فالرمزية ودلالاتها تحمل معاني عميقة وقيمة في الموروث الشعبي، كالمطر والظروف الجوية والطقس المرافق له، والنشاط المصاحب له من جهة التكيف والتعايش والتماشي ومواجهة التحديات والتناغم مع الطبيعة.
من جهته، قال الكاتب والباحث تيسير خلف: «إن أدب الرحلات من أهم منابع الكتابة والسرد العربي، حيث قدّم العرب تاريخياً لأدب الرحلة آلاف النصوص وغطوا جانباً لم تغطه كتب التاريخ التقليدية». وأكد أن أدب الرحلة بدأ عند العرب كنوع من استكشاف الآخر، وتطور إلى رحلات دبلوماسية واستكشافية وثقافية لتوثيق عادات الشعوب. مشيراً إلى أن المصادر الوحيدة لبعض الأمم والشعوب في العالم حالياً هي مصادر عربية مثل الشعب الروسي وشعوب الشمال. وهذا السرد المهم في الذهنية والكتابة والثقافة العربية يشكّل مادة خصبة يستفيد منها الكتّاب والقراء في جميع أنحاء العالم.
بدوره، قال الدكتور عقيل الموسوي: «إن الرحلة تشكّل جسراً بين الأزمنة والثقافات والإنسان»، موضحاً أن الروائي يسافر في الجغرافيا وفي التاريخ إلى القرون السابقة. وشدّد على أن الرحّالة لا يسافر للاستمتاع بالفنادق والمناظر الجميلة وإنما ليتعلم، وفي بعض الأحيان لا يكون الواقع كافياً في بلد معين، مما يدفع الرحالة للبحث في التاريخ لفهم واقع ذلك البلد.
من جانبها، قالت الدكتورة نغوين فان كوي ماي إنّ أعمالها تستكشف العلاقات بين الأجيال، وتأثير الحرب، مشيرة إلى أن فيتنام عانت من الغزو الأجنبي لأراضيها على مدى قرون طويلة، من المغول إلى الإمبراطوريات الصينية واليابانية المتعاقبة، إلى الاستعمار الفرنسي، والحرب الأميركية. وأكدت أن مهمتها ككاتبة هي توثيق نجاة الشعب الفيتنامية، مشيرة إلى أن روايتها «أنشودة الجبل»، التي توثِّق حياة عائلة من ثلاثينيات القرن الماضي إلى تسعينياته، استغرقت سبع سنوات بسبب البحث عن مصادر موثوقة وصعوبة العثور على أشخاص عاشوا في تلك الفترة المعقدة من التاريخ الفيتنامي، إبّان مجاعة عام 1945 التي أودت بحياة مليوني فيتنامي تحت نير الاستعمار الفرنسي والياباني.
وشهدت الندوة في ختامها حفل توقيع كتب، وقّعت خلاله الدكتورة نغوين فان كوي ماي مجموعة مختارة من كتبها لزوّار «معرض الشارقة الدولي للكتاب» 2025.