خبير أمني إسرائيلي يحذر: نحن نفقد الشباب الأميركي إلى الأبد
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
حذر خبير أمني إسرائيلي من أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة تحول عميق يرى أنها أخطر من أي أزمة دبلوماسية تشهدها إسرائيل حالياً، وتتمثل في خسارتها جيلاً كاملاً من الشباب الأميركي.
وأوضح أفيشاي بن ساسون غورديس -الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب– في مقالة نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست، أن هذا التحول لا يتعلق بخلاف سياسي عابر، بل بانقطاع تاريخي بين جيلين، قد يترك إسرائيل من دون حليف شعبي في الولايات المتحدة خلال عقود قليلة قادمة.
وأكد أن مكانة إسرائيل تدهورت عالمياً بعد حربها في قطاع غزة، حتى بين حلفائها الغربيين الذين بدأ بعضهم يدعم مقاطعتها أو يقيّد صادرات السلاح إليها، في حين اعترفت دول أخرى بدولة فلسطينية.
لكن التدهور الأبرز -في رأيه- حدث داخل الولايات المتحدة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي، أن غالبية الأميركيين لا يوافقون على أداء إسرائيل في غزة، وأن النظرة السلبية تجاهها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، بل إن التعاطف مع الفلسطينيين يتفوق الآن في بعض الاستبيانات على التعاطف مع إسرائيل.
حملة العلاقات العامة لا تكفي لإنقاذ إسرائيل، "بل فقط تغيير السياسات تجاه الفلسطينيين ودمج الأقليات داخل إسرائيل يمكن أن يوقف الانهيار في صورة إسرائيل لدى الجيل الصاعد".
وقال إن هذه المشاعر "السلبية" انعكست في استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في أغسطس/آب الماضي، حيث أيّد 60% من المشاركين تقييد المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.
وأضاف أنه مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تواجه إسرائيل مهمة صعبة لإعادة بناء مكانتها الدولية.
غير أن ما يثير قلق الكاتب ليس التحوّل اللحظي في الأرقام، بل من يقود هذا التحول، وهو الجيل الأميركي الشاب، خصوصا الفئة العمرية بين 18 و34 عاماً.
فقد أظهرت الاستطلاعات، أن موقف هذه الفئة العمرية هي الأشد نقداً لإسرائيل مقارنة بالأجيال الأكبر سنّاً، وهذا الاختلاف لا يرتبط بالانتماء الحزبي؛ فالديمقراطيون والجمهوريون الشباب يميلون إلى النظرة السلبية.
إعلانوحتى بين المسيحيين الإنجيليين البيض، الذين لطالما كانوا الداعم الشعبي الأقوى لإسرائيل، فقد تراجع التأييد عند شبابهم تراجعا لافتا. ويصف الكاتب هذا التراجع بأنه "الهاوية الجيلية".
ويربط الخبير الأمني هذا التحول بثلاثة عوامل: الأول أن لحظات التكوين السياسي لهذا الجيل حدثت خلال حرب غزة، حيث ارتبطت صور الدمار في وعيهم بعبارات من قبيل "الإبادة الجماعية" و"العنف الاستعماري"، توازيا مع حركات العدالة الاجتماعية وحرية التعبير داخل الجامعات الأميركية.
ومن هذا المنطلق، أصبحت إسرائيل "رمزاً للصراع ضد الظلم" ترسّخ في وعي هذا الجيل الجديد.
والثاني أن هذا الجيل لا يحمل أي ذاكرة لمحرقة اليهود (الهولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الباردة، أو مفاوضات السلام، بل يرى كثير منهم في إسرائيل دولة تابعة تُثير المشكلات في أفضل الأحوال.
والعامل الثالث في هذا التحول يكمن -بحسب المقال- في أن مناخ العلاقات الاجتماعية يجعل الشباب الأميركي غير المهتم بالسياسة يتجنب التعبير عن دعم إسرائيل حتى لا يصبحوا منبوذين داخل مجتمعاتهم، مما يدفع كثيرين إلى الصمت حتى إن لم يكونوا معادين لها.
وفي تقدير كاتب المقال، فإن هذا التحول بدأ يترك أثره في السياسة الأميركية؛ فقد صوّت أكثر من نصف الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتقييد مبيعات السلاح لإسرائيل، في حين برز سياسيون شباب -مثل زهران ممداني عمدة نيويورك المنتخب- يتبنون مواقف صريحة مناهضة للصهيونية.
ويخلص الكاتب إلى أن حملة العلاقات العامة لا تكفي لإنقاذ إسرائيل، "بل فقط تغيير السياسات تجاه الفلسطينيين ودمج الأقليات داخل إسرائيل، فإنه يمكن أن يوقف الانهيار في صورة إسرائيل لدى الجيل الصاعد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات هذا التحول
إقرأ أيضاً:
جحيم تحت الأرض.. كشف مرعب عن سجن إسرائيلي للأسرى الفلسطينيين بلا طعام أو هواء
تحتجز إسرائيل عشرات الفلسطينيين من غزة معزولين في سجن تحت الأرض، حيث لا يرون ضوء النهار، ويُحرمون من الطعام الكافي، ويُمنعون من تلقي أخبار عائلاتهم أو العالم الخارجي.
ومن بين المعتقلين مدنيان فلسطينيان على الأقل محتجزان منذ أشهر دون تهمة أو محاكمة: ممرض محتجز بملابسه الطبية، وبائع بقالة شاب، وفقًا لمحامي اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل (PCATI) الذين يمثلون الرجلين.
جحيم سجن راكيفيت الإسرائيلينُقل الرجلان إلى مجمع راكيفيت تحت الأرض في يناير، ووصفا تعرضهما للضرب والعنف بشكل منتظم، بما يتماشى مع التعذيب الموثق جيدًا في مراكز احتجاز إسرائيلية أخرى.
افتُتح سجن راكيفيت في أوائل ثمانينيات القرن الماضي لاحتجاز عدد قليل من أخطر عناصر الجريمة المنظمة في إسرائيل، ولكنه أُغلق بعد بضع سنوات بدعوى عدم إنسانيته.
أمر وزير الأمن اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، بإعادته إلى الخدمة بعد هجمات 7 أكتوبر عام 2023.
تقع الزنازين، و"ساحة" صغيرة للتمارين الرياضية، وقاعة اجتماعات للمحامين، جميعها تحت الأرض، ما يُبقي السجناء محرومين من أي ضوء طبيعي.
صُمم السجن في البداية لاستيعاب عدد قليل من السجناء ذوي الحراسة المشددة في زنازين فردية، وكان عددهم 15 رجلاً عند إغلاقه عام 1985.
التعذيب في إسرائيلوفي الأشهر الأخيرة، سُجن حوالي 100 سجين، وفقًا للبيانات الرسمية التي حصلت عليها اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل.
بموجب وقف إطلاق النار المتفق عليه في منتصف أكتوبر ، أفرجت إسرائيل عن 250 سجينًا فلسطينيًا أدينوا في محاكم إسرائيلية، و1700 سجين فلسطيني من غزة كانوا محتجزين لأجل غير مسمى دون تهمة أو محاكمة.
وكان من بينهم التاجر الشاب المحتجز في راكيفيت ومع ذلك، كان نطاق الاعتقالات هائلاً لدرجة أنه حتى بعد الإفراج الجماعي، لا يزال ما لا يقل عن 1000 شخص آخرين محتجزين لدى إسرائيل في ظل نفس الظروف، بمن فيهم الممرضة التي تمثلها اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل.
وقالت اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل: "على الرغم من انتهاء الحرب رسميًا، لا يزال الفلسطينيون من غزة مسجونين في ظل ظروف حرب عنيفة ومتنازع عليها قانونيًا، تنتهك القانون الإنساني الدولي وتصل إلى حد التعذيب".
كان الرجلان اللذان التقيا بمحامي اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل في سبتمبر هما ممرض يبلغ من العمر 34 عامًا، اعتُقل أثناء عمله في مستشفى في ديسمبر 2023، وتاجر شاب اعتُقل في أكتوبر 2024 أثناء مروره عبر نقطة تفتيش إسرائيلية.
وقالت المحامية جنان عبدو، من اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل: "في حالات العملاء الذين زرناهم، نتحدث عن مدنيين. كان الرجل الذي تحدثت إليه شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا، وكان يعمل بائعًا للطعام. أُخذ من نقطة تفتيش على الطريق".
نخبة حماسكان بن غفير قد صرّح لوسائل إعلام إسرائيلية وعضو في البرلمان بأن سجن "راكيفيت" يُعاد تأهيله لاحتجاز مقاتلي "النخبة" - أي "النخبة" - من حماس الذين قادوا مجازر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر ، ومقاتلي القوات الخاصة لحزب الله الذين أُسروا في لبنان.
وصرح مسئولون إسرائيليون بأنه لم يُفرج عن أي فلسطيني متورط في هجمات عام 2023 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أسفر عن إعادة الأسير المراهق إلى غزة.
لم تُجب مصلحة السجون الإسرائيلية عن أسئلة حول وضع وهوية السجناء الآخرين المحتجزين في "راكيفيت"، والتي تعني "زهرة بخور مريم" باللغة العبرية.
تشير البيانات الإسرائيلية السرية إلى أن غالبية الفلسطينيين الذين أُسروا في غزة خلال الحرب كانوا مدنيين.
وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2019 بمشروعية احتجاز جثث الفلسطينيين كورقة مساومة في مفاوضات مستقبلية، واتهمتها جماعات حقوقية بفعل الشيء نفسه مع المعتقلين الأحياء من غزة.