نظم فرع ثقافة القليوبية عددا من الأنشطة الثقافية والفنية ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة بالمحافظات.

واستمرارا للاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، أقام بيت ثقافة شبين القناطر، احتفالية ثقافية وفنية بالمجمع الخيري بقرية طحانوب، تضمنت عرضا فنيا لفرقة الفنون الشعبية والمزمار البلدي، قدمت خلاله باقة من الفقرات الاستعراضية  التي تجسد أصالة الفلكلور المصري بمصاحبة الأغاني التراثية.


كما أقيمت محاضرة بعنوان "أهمية المتحف المصري بعد تطويره" تحدثت خلالها أسماء العربي، أخصائي ثقافي عن الدور الحضاري والعلمي للمتحف وقيمته التاريخية، تلاها ورشة حكي عن الأهرامات، وورشة فنية للأطفال.

وفي سياق متصل، أقام بيت ثقافة سنديون احتفالية تضمنت محاضرة تحدث خلالها د. عزت شريف، مدير عام سابق بوزارة الآثار، عن أهمية المتحف المصري الكبير ودوره في حفظ التراث والآثار المصرية، والتعريف بعظمة التاريخ المصري القديم.


كما قدمت مجموعة من الفقرات الفنية بإشراف المخرج أحمد كرماني، منها اسكتش مسرحي بعنوان "ملوك وملكات المتحف المصري"، و"مصر الريادة"، إلى جانب فقرة تعريفية عن أشهر آثار محافظة الأقصر، تلاها استعراضات فنية منها "حلاوة شمسنا"، و"الصعيدي"، وإلقاء قصائد وطنية نالت إعجاب الحضور.

من ناحية أخرى، وضمن الأنشطة المنفذة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، من خلال فرع ثقافة القليوبية برئاسة الفنان ياسر فريد، أقام بيت ثقافة شبين القناطر، محاضرة توعوية بعنوان "الزيادة السكانية"، وذلك بالمدرسة التجارية للبنات، ناقشت خلالها لبنى صلاح، أخصائي ثقافي، أثر الزيادة السكانية على المجتمع، وسبل مواجهتها مشيرة إلى ضرورة نشر الوعي وتنظيم الأسرة، وتكاتف المؤسسات المجتمعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي مكتبة أكياد دجوي، أقيمت ورشة حكي للأطفال بعنوان "قيمة الصدق"، أكد خلالها الشيخ حسني عبد الفتاح، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، على أهمية التحلي بالصدق كقيمة أخلاقية سامية تنمي الثقة بالنفس.


وعلى الجانب الفني، نظم قصر ثقافة بنها، معرضا فنيا للموهوبين من رواد القصر، إشراف الفنان محمد عكاشة، إلى جانب تنفيذ مجموعة من الورش الفنية للطلاب بكل من مكتبة كفر طحلة، بيت ثقافة طوخ وقصري ثقافة الطفل ببنها وبهتيم، وذلك ضمن بروتوكول التعاون مع وزارة التربية والتعليم.

طباعة شارك فرع ثقافة القليوبية الأنشطة الثقافية والفنية الهيئة العامة لقصور الثقافة اللواء خالد اللبان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرع ثقافة القليوبية الأنشطة الثقافية والفنية الهيئة العامة لقصور الثقافة اللواء خالد اللبان ثقافة القلیوبیة المتحف المصری بیت ثقافة

إقرأ أيضاً:

المتحف المصري الكبير: أهمية الحدث ودلالته

يحق للشعوب التي لها حضارات ضاربة في عمق التاريخ أن تتباهى بحضاراتها. لكن الأهم من التباهي هو السعي إلى إحياء إرثها الحضاري، لا بهدف العيش في الماضي من خلال توجهات نكوصية ارتدادية مثلما يفعل الإسلامويون في عالمنا العربي، الذين يريدون لنا أن نعيش في الماضي بكل مظاهره وتفاصيله الشكلية؛ وإنما بهدف بعث روح الإبداع الحضاري الماضوي في الحاضر الذي نعيشه.

وحينما تتكفل الدول صاحبة الحضارات بهذه المهمة، فإنها بذلك تستجيب لإرادة شعوبها التي تحمل إرث الماضي التليد في باطنها، ولا تقوم بتغييب هذا الإرث. وفي ضوء هذا أتحدث عن المتحف المصري الكبير كمثال راهن حي على ما أقول.

قصة إنشاء المتحف الكبير ترجع إلى سنة 1992 عندما طرح الفنان فاروق حسني ـ الذي أدار وزارة الثقافة المصرية طيلة ربع قرن ـ فكرة إنشاء المتحف على الرئيس الراحل حسني مبارك، من أجل إنقاذ الآثار المصرية المخزونة في المتحف القديم، وفي غيره من الأماكن الأثرية على نحو لا يليق بعظمة تلك الآثار.

استغرقت دراسات الجدوى والتوصل إلى مصادر التمويل عقدًا كاملًا إلى أن بدأ التنفيذ الفعلي سنة 2002 بوضع حجر الأساس والشروع في البناء الذي توقف بضع سنوات بعد أحداث ثورة يناير 2011.

ولذلك فإننا لا ينبغي أن ننسى أبدًا دور فاروق حسني في إنشاء هذا المتحف الذي هو صاحب فكرته والذي أشرف على بنائه سنوات عديدة. ولقد ساهم في إنشاء هذا المتحف مؤسسات دولية متخصصة في مجالات وتفاصيل كثيرة، تنتمي إلى اليابان وإيرلندا وهولندا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا وكندا، وغيرها، فضلًا عن المؤسسات المصرية.

بعد إنجاز المتحف الكبير، تم الاحتفاء بافتتاحه في حفل ضخم في أول نوفمبر. كان الحدث هائلًا ومثيرًا للإعجاب رغم ما شابه من بعض العيوب الفنية، خاصةً فيما يتعلق بالعروض الموسيقية التي لم تكن على مستوى الحدث، ولا ترقى إلى مستوى العرض الموسيقي في احتفالية موكب المومياوات في أثناء انتقالها إلى متحف الحضارة.

وأنا أقول ذلك باعتباري متخصصًا في مجال الجماليات، بما في ذلك جماليات الموسيقى. وكم كنت أتمنى أن يتولى الفنان الكبير فاروق حسني الإشراف ـ أو على الأقل المشاركة في الإشراف ـ على العروض الموسيقية باعتباره على ثقافة فنية وموسيقية رفيعة المستوى قلّما نجد لها مثيلًا، وهوـ كما ذكر لي ـ لم يكن ليتأخر عن هذه المهمة لو طُلِب منه ذلك. ولكن كل ذلك لا يطعن في أهمية الاحتفال وروعته في تفاصيل أخرى عديدة، ولا يطعن في أهمية الدلالة الكبرى التي يعبر عنها هذا الحدث.

وللأسف فإن الجماعات الإسلاموية (ولا أقول الإسلامية) راحت تطعن في قيمة هذه الاحتفالية وأهميتها في الدلالة على هذا الحدث العظيم؛ فذهب بعض أعضائها إلى القول بأن هذه الاحتفالية لا ضرورة لها من وجوه عديدة، ومن ذلك: القول بأن هذه الاحتفالية قد تكلفت كلفة باهظة في وقت تحتاج فيه الدولة إلى تلك الأموال التي تم إنفاقها.

بل زاد بعضهم على ذلك بالقول في استنكار: وما قيمة الاحتفال بأصنام الماضي من آل فرعون؟ وهو ما يكشف عن جهالة وعن نية سيئة في تسفيه دلالة الحدث؛ إذ راح بعضهم يتندر على قيمة التمثال المهيب لرمسيس الثاني، بل على قيمة وأهمية كل تماثيل الحضارة المصرية القديمة، وهم يستشهدون في موقفهم هذا بآيات القرآن التي تستنكر أفعال آل فرعون من دون أن يتساءلوا عن حقيقة الفرعون المقصود في القرآن: فكلمة فرعون في القرآن لا تعني كل أو أي فرعون حكم مصر، وإنما تشير إلى فرعون الخروج، وهو بالمناسبة ليس الملك العظيم رمسيس الثاني، وإنما هو على الأرجح ابنه مرنبتاح صاحب لوحة الانتصار التي ورد فيها النص الوحيد الذي قد يكون له صلة بذلك؛ إذ جاء فيه قوله: إنه الآن قد استأصل شأفة بني إسرائيل وقضى عبى ذريتهم؛ ولذلك يُعتقد أنه هو فرعون الخروج، وإن كان هذا غير مؤكد؛ إذ يُقال أيضًا أنه أحد ملوك الهكسوس الذي حكم مصر في فترة النبي موسى.

والحقيقة أن كلمة «فرعون» تعني البيت العالي، وهو أي بيت يسكنه الحاكم الملك، ولا تشير إلى حاكم بعينه.

ومن حسن الحظ أن مثل هؤلاء لا يمثلون جموع الشعب المصري الذي ظل يحفظ إرث الأجداد في باطنه، فحتى المصري العامي البسيط يحفظ هذا الإرث بطريقة مضمرة في لغته وإن كان بطريقة لا واعية؛ إذ إن اللغة العامية المصرية لا تزال تنطوي على آلاف الكلمات الهيروغليفية والمستمدة منها.

ومن هنا يمكن أن نفهم فرحة المصريين بافتتاح المتحف المصري، حتى إن حوالي مليوني مصري قد نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الذكاء الاصطناعي صورًا لهم ولأطفالهم وقد ارتدوا الأزياء الفرعونية.

والحقيقة أن أغلب من طعنوا في أهمية افتتاح المتحف المصري هم من المتأسلمين الجاهلين بالحضارة المصرية القديمة، فهم لم يقرأوا شيئًا من الموسوعات العربية عن هذه الحضارة، ومنها موسوعة سليم حسن؛ بل لم يقرأوا حتى كتاب جيمس هنري برستيد بعنوان «فجر الضمير».

فالفراعنة لم يكونوا مستبدين بل كانوا يمتثلون لأحكام الآلهة «ماعت» آلهة التوازن في الكون والعدالة والأخلاق في النفس بالنسبة إلى الحكام والمحكومين؛ وتاريخ حضارتهم العظيمة هو الذي خلد ذكراهم وجعل العالم يفتتن بإنجازاتها في مجالات العلم والفن والأخلاق؛ ويا ليتنا نتأسى بشيء من ذلك في زماننا هذا.

مقالات مشابهة

  • المتحف المصري الكبير: أهمية الحدث ودلالته
  • المتحف المصري الكبير
  • رسائل ثقافية من حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في العدد الجديد لمجلة مصر المحروسة
  • حنين الشاطر تكشف ليمنى بدراوي كواليس الوقوف أمام السيسي بافتتاح المتحف الكبير
  • عرض محاضرة وفيلم تسجيلي حول افتتاح المتحف المصري الكبير في كندا
  • الوعي الأثري بالفيوم تواصل فعاليات الاحتفال بافتتاح المتحف الكبير
  • فرقة المنيا للموسيقى العربية والفنون الشعبية تحيي احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير
  • إعلام القليوبية يعقد ندوة "المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم"
  • «إعلام القليوبية» ينظم ملتقى «المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم»