الأواني الحجرية.. تحف صخرية حية للذاكرة المحلية في جازان
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
تزخر منطقة جازان بتراث عميقٍ يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة والإنسان المبدع، لتظل شاهدة على روح الجبال وهوية جازان الأصيلة المتوارثة جيلا بعد جيل، وعلامة بارزة من علامات المنطقة الثقافية.
ومن بين ملامح هذا الإرث، تبرز الأواني الحجرية تحفًا صخرية حية للذاكرة المحلية، وواحدة من العادات المتجذرة على موائد الزمن والمطابخ الشعبية، إذ ما زالت تحتفظ بمكانتها في تقديم أشهى المأكولات التي تعبق برائحة الأجداد ونكهة الجبال.
وتُصنع هذه الأواني من الحجر الصابوني بعناية فائقة، وبمقاسات مختلفة تناسب الاستخدامات المتنوعة، مع زخارف دقيقة تعكس مهارة الصانع وذائقته الفنية.
وتُعد من المهن الصعبة التي تتطلب صبرًا وقوة وإبداعًا إذ يجمع الحرفي بين الدقة والخبرة ليحول الحجر إلى قطعة فنية هندسية تنبض بالجمال.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأواني الحجرية.. تحف صخرية تحكي عبق الزمن والهوية في جازان - واس
ويُستخرج الحجر الصخري باستخدام أدوات تقليدية مثل الأزميل والقدوم والفرس والمرزبة والسكاكين، لا سيّما من جبال قيس بمحافظة العارضة، المشهورة بأحجارها الصابونية، إذ يُنحت الحجر بدقة ليخرج على شكل أوان دائرية وبيضاوية تُعرف محليًا باسم "المغشات"، وتُستخدم في طهي الوجبات الشعبية التي تشتهر بها منطقة جازان، محافظة على حرارة الطعام ساعاتٍ طويلة.
وفي سوق الثلاثاء الأسبوعي بمحافظة صبيا أشار بائع الأواني الحجرية عبده مكي إلى أن هذه الصخور الحجرية تُصنع منها العديد من الأواني التي تتنوع بين "المغش" و"الحِسية" و"القدور" و"الفناجيل".
وأضاف: يكون للطعام نكهته الخاصة التي يفضلها الأهالي، وتجيد استخدامها الأمهات اللواتي أصبحن على معرفة وخبرة كافية بأنواعها المختلفة من خلال طهي وتقديم الطعام، لأنها تضيف نكهة خاصة على الأطعمة ومظهرًا جماليًا مناسبًا للسفرة الجيزانية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأواني الحجرية.. تحف صخرية تحكي عبق الزمن والهوية في جازان - واس
وبيّن أن هذه الأواني تحظى برواج واسع من قبل أهالي وزوار المنطقة، وتتفاوت أسعارها بحسب حجمها وما تتميز به من جودة عالية وجمال فريد وقيمة تراثية تحفظ نفحات الزمن وتخلد حكاية الأجداد.
وتظل الأواني الحجرية في جازان شاهدًا حيًا على انسجام الإنسان مع الطبيعة وبراعة الحرفيين، الذين حوّلوا الصخر إلى تحفة تنبض بالأصالة، لتروي للأجيال قصة هوية لا تذوب مع الزمن.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس جازان المملكة العربية السعودية أخبار السعودية جازان هوية جازان الجبال منطقة جازان article img ratio فی جازان
إقرأ أيضاً:
دقائق الحسم .. طوابير الانتخابات بالإسكندرية تتحدى الزمن قبل الإغلاق
مع اقتراب الساعة من نهاية اليوم الانتخابي، لم تكن اللجان في الإسكندرية مجرد أماكن للاقتراع، بل تحولت إلى مسارح للوطنية، حيث توافد المواطنين وكأنهم في سباق مع الزمن للإدلاء بأصواتهم، في مشهد يعكس عمق الوعي وأصالة الانتماء.
عزيمة لا تعرف الكسل.. طوابير الأمل حتى اللحظة الأخيرة
قبل ساعة واحدة فقط من إعلان غلق باب التصويت، استمر تدفق الناخبين بلا توقف، في مشهد نادر جمع بين حماسة الشباب وروح المسؤولية. كانت اللحظات الأخيرة من اليوم الختامي لانتخابات مجلس النواب 2025 شاهدة على إقبال لافت من جيل الشباب، الذي توافد بأعداد كبيرة أمام مقار الاقتراع، حاملين في قلوبهم إيماناً راسخاً بأن أصواتهم هي اللبنات الأولى في بناء مستقبل وطنهم.
مشهد ديمقراطي خلاب.. طوابير تمتد والتنظيم يسرّع الخطى
لم تكن الصورة مقتصرة على لجنة بعينها، بل امتدت لتشمل مختلف الدوائر الانتخابية، حيث تصدر الشباب المشهد بتواجدهم الكثيف. تحولت المداخل إلى طوابير طويلة من المواطنين، يصبرون في انتظار دورهم بروح متعاونة، بينما عمل رجال الأمن بجدٍّ لتنظيم الحركة وتيسير دخول الناخبين، مما منح العملية الانتخابية مزيداً من السلاسة والكفاءة.
آلة انتخابية ضخمة.. أرقام تكشف حجم التنظيم
تُجري الانتخابات بالإسكندرية في واحدة من أكبر العمليات الانتخابية، من خلال 5 دوائر انتخابية شاسعة، تضم تحت مظلتها 5 لجان عامة و316 مقراً انتخابياً و558 لجنة فرعية. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المسجلين في المحافظة نحو 4.5 مليون ناخب، دُعُوا جميعاً لكتابة تاريخهم بيدهم. ويتنافس على مقاعد المجلس 89 مرشحاً، في سباق محموم على 15 مقعداً فردياً و17 مقعداً مخصصاً للقائمة.
السلامة أولاً.. تأمين شامل وطاقة لا تنضب
لضمان سير العملية الانتخابية في أمان كامل، نشرت مديرية أمن الإسكندرية خطة أمنية محكمة، عززت خلالها الوجود الأمني والمروري حول جميع المقار، لتأمين المسارات وتسهيل حركة الناخبين. ولم تكن السلامة الأمنية هي الضمان الوحيد، فحرصاً على عدم تأثر العملية بأي طارئ، تم رفع درجة الاستعداد بشركة الكهرباء، والتأكد من جاهزية المولدات الاحتياطية، لتظل صناديق الاقتراع مضيئة حتى آخر لحظة.
مع بداية إغلاق آخر صناديق الاقتراع، لا تنتهي القصة، بل تبدأ رحلة جديدة. كل صوت أُدلي كان رسالة ثقة ومسؤولية، وكل ناخب شكّل جزءاً من لوحة المستقبل. الإسكندرية، بعزيمة أبنائها ونظام مؤسساتها، قدمت درساً في كيفية صنع الغد بأيدٍ واعية وقلوب عامرة بحب الوطن.