أعجبتني عبارة للأستاذ محمد البخيتي في مناظرة بقناة المحور حول العداء والعدوان السعودي المتواصل والمستمر، حين قال «الحرب مع النظام السعودي لم تعد حرب حدود بل حرب وجود»..
العداء السعودي والعدوان على اليمن هو الخيار الاستراتيجي والتاريخي للنظام السعودي وفي ظل أي حكم أو حاكم، ولهذا فهذه العبارة للأستاذ محمد البخيتي أعادتني إلى موضوع قديم نشر في يوميات الثورة وفي عهد النظام السابق واستخلصت فيه أن مواجهة هذا العداء والعدوان السعودي لا يكون إلا إذا وصلنا إلى إرادة وقدرة أن نكون أولا نكون، وغير ذلك لا يجدي مهما تعاطى نظام الأسرة السعودية بشعارات مرنة أو يمارس مرونات «حذلقة» وتكتيك.
وقبل سیر اليمن في خيار وموقف إسناد غزة ظليت أطرح أنني لست مع خيار الهدنة الممددة والممططة لأن ذلك عمل تكتيكي للنظام السعودي للتعامل مع الأوضاع وانتظار إعادة وتجديد العدوان عندما يعالج أو يتجاوز أوضاعاً معينة..
وفي إطار هذا المنظور فإني لم أكن مع ما طرح عن اتفاق وخارطة طريق طرحها النظام السعودي لحل المشكلة اليمنية لأنني على قناعة وإيمان بأن ذلك ليس إلا في إطار تكتيكات هذا النظام..
ولذلك فليس الحرب على غزة وموقف الإسناد اليمني هو الذي حال دون تطبيق هذا الاتفاق، وكل ما في الأمر هو أن النظام السعودي يبحث عن سبب للتملص من تنفيذ هذا الاتفاق..
دعوني أقول إنني من يتابع ما تسمى مفاوضات في عُمان أو في الأردن أو في مصر أو غيرها، ولكني أثق أن أهدافها ليس الوصول إلى حلول أو حلحلة، كما طرح وكما ظل يطرح، فهي مجرد لعب بالوقت وعلى الوقت، والتفاؤلات التي تشاع أو تنشر وتنتشر لا تبعث في غير الملل والضحك، لأن هذا النظام العميل للاستعمار الغربي الرأسمالي الأمريكي والمتصهين وعميل الصهيونية منذ تأسيسه لا يعنيه البتة غير إشباع عدوانيته تجاه اليمن وخلق وتأجيج الفتن والدمار والتدمير الدائم المتواصل..
ما لم تتجه إرادتنا ووعينا إلى خيار «نكون أو لا نكون» وإلى حرب تحقيق وإثبات الوجود وفق الأستاذ البخيتي فإن لا جدوى من أي عمل آخر ومن أنصاف وأرباع حلول مهما قدمت براقة أو حتى مغرية وإن قبل النظام السعودي فذلك في إطار التكتيك للتحضير لعدوان يتجدد وعدائية تتشدد..
و لهذا لا أستبعد أننا وخلال أسابيع أو أشهر قد نفاجاً بألعوبة سلام جديدة لكن الحل لن يكون إلا بطريقة «نكون أو لا نكون» أو بحرب «وجودية»، فهل نحتاج لتجارب جديدة وتجريب المجرب؟..
إذا سمعتم أن المشكلة في اليمن ستحل بالدبلوماسية أو بالمفاوضات فأرجوكم أن لا تصدقوا، لأنكم ستصدمون حينما يتأكد لكم أن ذلك مجرد وهم وسراب من تكتيكات نظام بني سعود وستكون المفاجأة هي في عدوان جديد وبأدوات وقدرات يتفنن في جديدها وتجديدها..
إن واجبنا الوطني يفرض علينا أن نحذر في ظل استخلاص متراكم من التجارب والتجريب !!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً: