حكم الوصية بمنع شخص من حضور الجنازة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوصية الشرعية لا تصح إلا في الأمور التي يملكها الإنسان في حياته، موضحًا أنه لا يجوز له أن يوصي بمنع شخص معين من حضور جنازته، لأن ذلك ليس من الأمور التي يملكها شرعًا.
وأوضح اليداك، خلال لقاء تلفزيوني، أن الله سبحانه وتعالى من رحمته بالإنسان تصدّق عليه عند وفاته بثلث ماله زيادةً في أعماله، لقوله: «إن الله تصدّق عليكم عند وفاتكم بثُلُث أموالكم زيادةً في أعمالكم».
وأشار إلى أن هذا يعني أن الإنسان له حق الوصية في ماله فقط، لأنه ملكٌ له في حياته، أما ما لا يملكه فلا تصح فيه الوصية، مؤكدًا أن إقامة العزاء أو منع أحد من الحضور إليه ليس من حق الميت، لأن هذا الأمر يتعلق بأهل الميت الأحياء، وليس بالمتوفى نفسه.
وبين أمين الفتوى أن قبول العزاء وتنظيم الجنازة هو شأنٌ خاص بأهل الميت، وليس للميت أن يتحكم فيه، لأن ملكيته انتهت بموته، والشرع لا يجيز الوصية بما لا يُملك.
وفي وقت سابق ، تطرّق الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى نفس القضية محذرًا من تنفيذ وصايا مشابهة، كأن يوصي الأب أولاده بمنع أحد الأقارب من حضور جنازته، معتبرًا أن مثل هذه الوصايا باطلة شرعًا وتتنافى مع روح الدين.
وقال عطية، في مقطع فيديو سابق نشره عبر قناته الرسمية على "يوتيوب"، إن الإسلام نهى عن الكراهية والبغضاء حتى بعد الموت، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والبغضاء فإنها الحالقة، لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين».
وأضاف: "الكره يحرق الدين، ويهدم ثواب الأعمال، وقد يمنع الإنسان من نيل رحمة الله بسبب خصومة أو ضغينة، فكيف يوصي إنسان بحرمان غيره من الصلاة عليه؟ ربما يكون هذا القريب هو الوحيد الذي تُقبل دعوته فيرحم الله بها الميت".
ونصح عطية كل من يوصي بوصايا تتعلق بالخصومات أو المنع من حضور الجنازات، قائلًا: "اتقوا الله، واشتغلوا بما ينفعكم بعد الموت، فالوصايا لا تكون إلا فيما فيه خير للميت أو نفع للناس، لا في الكراهية والقطيعة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم الوصية دار الإفتاء مبروك عطية أمين الفتوى من حضور
إقرأ أيضاً:
حكم التدخل في حياة المشاهير.. أمين الإفتاء: من حسن الإسلام ترك المرء ما لا يعنيه
أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حق الناس في إبداء الرأي وتحليل حياة الآخرين، خصوصًا المشاهير، قائلاً إن من حسن الإسلام ترك ما لا يعني الإنسان، وعدم الحكم على الآخرين جزافًا.
حكم التدخل في حياة المشاهيروأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن التدخل في حياة الناس أو إصدار أحكام على صوابهم أو خطئهم بدون معرفة دقيقة وباطنة يعد تصرفًا خاطئًا، وقد يؤدي إلى التجسس ونبش الأخبار والتلصص على الآخرين، مؤكدًا أن الإنسان لا يجب أن يجعل نفسه قاضيًا على الناس.
هل حددت الشريعة قيمة المهر؟.. أمين الإفتاء: هذا ما أوصى به الشرع
هل العين فلقت حجر الليثي والحسد سبب موته وابنه؟.. الإفتاء تحذر
هل يجوز ترك المريض النفسي إذا أصبح خطرا على أسرته؟.. أمين الإفتاء يوضح
هل قائمة المنقولات من ضمن المهر؟.. أمين الإفتاء: التوثيق يحفظ حقوق الطرفين
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن الاكتفاء بالنظر إلى حياة الشخص لنفسه ودعاء الله له بالهداية أفضل من إصدار أحكام عامة، وأن الحكم على الآخرين بدون توثيق أو معرفة حقيقية ليس جائزًا شرعًا.
ونبه أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى خطورة الانشغال المستمر بمتابعة أخبار الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذا السلوك قد يشتت الانتباه عن الاهتمام بالأسرة والحياة الواقعية، وقد ينعكس سلبًا على الأجيال القادمة التي تكبر وسط هذه البيئة الافتراضية.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء "كل إنسان مسؤول عن نفسه، وأفضل ما يمكن فعله هو التركيز على حياتنا الخاصة، وترك الآخرين ودعاء الله لهم بالهداية، فهذا من حسن الإسلام ويجنبنا الوقوع في الظلم وإثارة الفتن".