شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة تقترض بشكل كبير لتمويل أنشطتها
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
رفعت شركة ميتا ديونها بقيمة ثلاثين مليار دولار دفعة واحدة، وهو إجراء لم يكن معتادا في عالم شركات التكنولوجيا العملاقة، غير أنه يشيع في الأشهر الماضية بهدف تمويل التطوير السريع للذكاء الاصطناعي.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية وتيرتين مختلفتين تماما لشركة ميتا، مالكة فيسبوك. فقد انخفضت أسهمها في البورصة بقيمة 11 % من جهة، وحققت نجاحا كبيرا في إصدارها سندات وصل الطلب عليها إلى أكثر من أربعة أضعاف المبالغ المعروضة، وفق وكالة بلومبورج.
وتبلغ قيمة هذا القرض ثلاثين مليارا، ويمتدّ جزء منه على أربعين عاما. ومن المقرر أن يُستخدم في تمويل النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي الذي يُكلف ميتا، على غرار الشركات المنافسة لها، عشرات المليارات سنويا.
ولا يبدو أن هذه المبالغ تثير ذعرا في وول ستريت، وفق أنجيلو زينو المحلل في «سي أف آر أيه»، لكنها ربما تسبب «بعض القلق» الذي يفسّر حركة انخفاض أسهم ميتا في البورصة .
ويرى زينو أن رئيس ميتا مارك زاكربرج «لا يقف عند حدود في ما يتعلق بالإنفاق».
رغم ذلك، لم يتردد المستثمرون في التهافت على سندات الشركة.
ويقول المحلل في «لافر تنغلر إنفستمانت» بيرون أندرسون: «هل هناك بعض القلق حول الذكاء الاصطناعي؟ ربما، لكن العائدات مُحققة، والأرباح كبيرة جدا».
وحققت ميتا في الفصل الثالث وحده ربحا صافيا بقيمة 18.6 مليار دولار، أي أكثر من «جنرال موتورز» و«ولمارت» و«نتفليكس» و«فيزا» مجتمعة.
وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب»
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ناشرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع الروائي
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةدائماً ما يُطرح موضوع الذكاء الاصطناعي وأثر هذا الذكاء كقنية جديدة وثورة معلوماتية نوعية وإضافية، وخطيرة في الوقت ذاته، على أوجه الحياة.
ولم يكن الأدب ليخلو من هذا التأثّر، فقد أعرب عدد من الكتاب وممثلي دور النشر المشاركين في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، عن تخوّفهم وقلقهم من تدخل الذكاء الاصطناعي بالأعمال الأدبية وصياغة هذه الأعمال، بل وكل المؤلفات العلمية والثقافية بشكلٍ عام.
كما كان ثمّة تأكيد بأنّ الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الإقناع بإنجاز رواية حقيقيّة دون بصمة صاحبها، وإن كان سهّل كثيراً على الروائيين والكتاب والقراء، وبالتالي فقد دخل إلى هذه الصناعة الأدبية المميزة التي كانت تأخذ حضورها وعنفوانها من داخل الكتّاب أنفسهم، في حين أنّ من الروائيين من قالوا بأنّ مرحلة الذكاء الاصطناعي هي مرحلة مفيدة للبشرية، في حضور المعلومة والسرعة في استقدامها والحصول عليها.
يقول هشام عبدالله، مدير دار الرواق للنشر، إنّ الذكاء الاصطناعي جعل كثيراً من المؤلفات الأدبية ذات طعم آلي، لدرجة أنك تستطيع اكتشاف أنّ هذا العمل ليس فيه روح صاحبه الكاتب، اعتماداً على أنّ كتّاباً وأدباء وروائيين باتوا يذهبون إلى الذكاء، فيستلّون منه ويجمعون مادتهم، فهي مرحلة وعلينا أن نتعامل معها، وعلينا أن ندرك أنّ الكتّاب المعروفين لهم شهرتهم وأسماؤهم التي لا يمكن أن يغامروا بها عن طريق الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
وتقول رقية كنعان، من دار جبرا للنشر، إنّ الأمر مختلف في مرحلة ما قبل الذكاء الاصطناعي وما بعده بالنسبة لترويج الكتاب، فقبل الذكاء الاصطناعي كان الترويج قليلاً وفيه تراجع ملحوظ، ولذلك علينا أن نتعامل بشكل إيجابي مع هذه التطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي. لافتةً إلى «الاقتباس»، كتقنية، سابق للذكاء الاصطناعي.
وتنوّه كنعان بأنّ لمسة الأديب وروحه وإحساسه وبصمته هي الأهم، ويجب أن تكون حاضرة في أعماله، أمام سرعة اكتشاف العمل المنسوب إلى الذكاء الاصطناعي والتحقق منه في مجال الروايات، على صعوبة ذلك في الحقول الأخرى، وهو ما يستوجب تقنيات جديدة للتعامل مع هذا الأمر.
من جهتها، تقول الروائية نهى محمود إنها تشعر على المستوى الشخصي والأدبي بخوف شديد من الذكاء الاصطناعي والحياة التكنولوجية والرقمية الجديدة وانعكاسها على الأدب، فبرامج المساعدة الشخصية استولت على كثير من العقول والناس الذين باتوا يرون في هذه التطبيقات ما ينوب عنهم في مختلف أوجه الكتابة والمعرفة، فكانت حياتهم أسهل في البحث والتحليل وإيجاد الحلول.
وتدعو إلى مواجهة هذه الهجمة وأن نكون على حذر أمام منافسة الآلات والبرامج لأعمالنا الأدبية ومواهبنا التي تخرج من روحنا، على صعوبة فصل التكنولوجيا عن عالمنا الذي نعيش.
ويقول منذر الساسي، من دار المتوسطية، إنّه ليس قلقاً من الذكاء الاصطناعي في الأدب والتأليف، بل على الحياة بأجمعها، لافتاً إلى أنّ هناك فيديوهات عن طريق الذكاء الاصطناعي باتت تستعيد أطياف الموتى وتربطهم بالحاضر وما إلى ذلك، فالقلق الأدبي على الأدب لا يمثل بالنسبة له سوى 10% من القلق العام أمام واقع حياتي أشمل.
أخيراً، يرى الروائي والمترجم أحمد عبد اللطيف أننا يجب أن نخاف من تطور الذكاء الاصطناعي، باعتبار هذا الذكاء يقلّل من حضور الإنسان، بل ويُلغي دوره على الساحة. ومن وجهة نظر أخرى، فإنّ الذكاء الاصطناعي مفيد في النواحي العلمية، أمّا في الأدب والكتابة، فهو ضارّ جداً، حتى إنّ العالَم اليوم في موضوع الترجمة بدأ يضع قيوداً على الأعمال المترجمة بالذكاء الاصطناعي، باعتبار هذا يضرّ بالنص ويجعله آلياً وخالياً من حضور الإنسان، فالتطوّر ليس مفيداً في كلّ الأحيان.