شبكة اخبار العراق:
2025-11-12@08:40:06 GMT

ديمقراطية الطوائف والأعراق في عراق الشيعة

تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT

ديمقراطية الطوائف والأعراق في عراق الشيعة

آخر تحديث: 12 نونبر 2025 - 9:49 ص بقلم:علي جاسم ياسين منذ أن سُمّي ما بعد عام 2003 بـالعراق الديمقراطي، لم تكن المشكلة في الفكرة ذاتها بقدر ما كانت في البنية الاجتماعية والسياسية التي تبنّتها. فالديمقراطية، كما يُفترض، هي حكم الشعب لنفسه عبر آليات المشاركة والمساءلة والمواطنة المتساوية. غير أنّ ما جرى في العراق لم يكن انتقالا إلى حكم الشعب، بل إلى اقتسام الشعب بين طوائف وأعراق، كلٌّ منها يدّعي تمثيل الأغلبية أو الدفاع عن الحقوق التاريخية.

وهكذا تحوّل مفهوم الديمقراطية من أداة توحيد إلى وسيلة تفريق، ومن ساحة تنافس مدني إلى ميدان صراع طائفي مزمن. في عراق ما بعد السقوط، رُسمت الخريطة السياسية على أساس المكوّن لا على أساس الكفاءة أو البرامج. صار الانتماء المذهبي بطاقة العبور إلى السلطة، وغدا الولاء للطائفة أهم من الولاء للوطن. وما إن استقرّت قواعد اللعبة حتى تحوّلت الديمقراطية إلى محاصصة مقدّسة، تُوزّع فيها المناصب لا على أساس الاستحقاق، بل وفق ميزان دقيق من التوازن الطائفي والعرقي. بذلك نشأ نظام لا هو ديمقراطي خالص، ولا هو سلطوي صريح، بل خليط من الاثنين، أُضيف إليه طابع قبلي وطائفي جعل الدولة تبدو وكأنها شركة مقاولة يديرها زعماء الجماعات المتناحرة. أما في عراق الشيعة وهو التعبير الذي شاع للدلالة على الغلبة السياسية التي نالها المكوّن الشيعي بعد عام 2003 — فقد تجلّت المفارقة الكبرى. فبدل أن تتوحّد الأغلبية حول مشروع وطني جامع، تفرّقت على نفسها أحزابا ومراجع واتجاهات، يتنازعها الخارج بقدر ما ينهشها الداخل. ولئن كان يُفترض أن يكون حكم الأغلبية فرصة لبناء العدالة والمواطنة، فقد تحوّل إلى مهزلة ديمقراطية الطوائف، حيث استُبدل الاستبداد القديم بفساد جديد، ورُفع شعار الحرية لتُغطّى به العجز عن إدارة الدولة. أمّا المواطن الشيعي، الذي انتظر طويلاً أن تتحقق أحلامه بعد عقود من التهميش، فقد وجد أن دولته تُدار باسمه لكنها لا تعبّر عنه. يذهب إلى الانتخابات وهو يعلم أن النتائج محسومة بين زعامات تتقاسم الغنائم في الخفاء. فصناديق الاقتراع تُملأ بالأصوات لا بالثقة، والخطابات تُرفع باسم المذهب لا باسم الوطن. وما بين الولاء الديني والانتماء الحزبي، ضاع العراق في زحمة الشعارات. التنبؤ بالمستقبل في ظل هذا الواقع لا يحتاج إلى نبوءة، بل إلى فهمٍ واضح لمنطق التاريخ. فلا دولة يمكن أن تنهض على أساس الطائفة، ولا ديمقراطية يمكن أن تُبنى بغير مواطنة متساوية. استمرار هذا النمط من الحكم سيؤدي، عاجلا أو آجلا، إلى مزيد من الانقسام الداخلي. فحين تتحوّل السياسة إلى ساحة لتوزيع الحصص، يغيب المشروع الوطني، ويضيع الإبداع، ويتحوّل الشعب إلى جمهور متفرّج على مأساة لا تنتهي. ومع ذلك، تظل في قلب هذا المشهد العابس ومضة أمل. فجيلٌ جديد من الشباب، سئم الطائفية وملّ الوعود، بدأ يدرك أن الخلاص لن يأتي من فوق، بل من وعيٍ جمعيّ يرفض منطق المكوّنات، ويعيد تعريف الوطنية بمعناها الإنساني لا الطائفي. هؤلاء، إن أتيح لهم التعبير بحرية، قد يشكّلون النواة الأولى لعراقٍ جديد، لا يُبنى على الطوائف بل على العدالة، ولا يحكمه توازن الأعراق بل سيادة القانون والمواطنة. في النهاية، تبقى ديمقراطية الطوائف مهزلة لأنها تُفرغ الديمقراطية من معناها الحقيقي. فحين يُقاس الإنسان بانتمائه لا بفعله، وحين تُدار الدولة كغنيمة لا كمسؤولية، تصبح الانتخابات طقسا شكليا لتجديد شرعية الفساد. والعراق اليوم يقف أمام مفترق طرق: إمّا أن يعيد تعريف دولته على أساس مدني جامع، أو أن يستمر في الدوران داخل حلقة الطوائف والأعراق التي تحوّل ديمقراطيته إلى مأساة متكرّرة بأسماء مختلفة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: على أساس

إقرأ أيضاً:

مصر.. شبح التضخم يعاود الارتفاع مع زيادة أسعار الوقود

(CNN)-- شهد التضخم في مصر خلال الشهر الماضي ارتفاعًا طفيفًا على أساس سنوي، بأقل من نقطة مئوية واحدة لكل من التضخم العام والأساسي.

وعلى أساس شهري ظل التضخم العام ثابتًا تقريبًا، بينما سجل التضخم الأساسي ارتفاعًا محدودًا، ما يعكس تأثير زيادة أسعار الوقود، بداية العام الدراسي، والتقلبات الموسمية في المنتجات الزراعية.

وقال الخبير المصرفي، وعضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، محمد عبد العال، إن عودة الارتفاع في معدل التضخم يعكس تأثير المرحلة الأولى من رفع أسعار الطاقة والوقود، لافتًا أن زيادة أسعار المحروقات تؤدي إلى عدة موجات لاحقة لارتفاع أسعار السلع والخدمات المرتبطة بها.

وأضاف عبد العال، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن تغير معدل التضخم يعد طفيفًا وليس اتجاهًا تصاعديًا جديدًا، بل ارتفاع عرضي مؤقت "نتيجة قرارات إدارية".

وسجّل الرقم القياسي لأسعار المستهلكين للحضر ارتفاعًا طفيفًا على أساس شهري وسنوي، فقد بلغ معدل التغير الشهري للتضخم العام 1.8%، على نحو مماثل لمستواه في سبتمبر/أيلول 2025، مقارنة بـ 1.1% في نفس الشهر من العام الماضي، وعلى أساس سنوي سجّل التضخم العام 12.5% مقابل 11.7% خلال نفس الفترة، بينما سجل التضخم الأساسي 2.0% شهريًا و12.1% سنويًا مقابل 1.5% و11.3% في الشهر السابق.

وقال عبد العال إن "الفارق بين التضخم العام والأساسي يبلغ نحو 0.4 نقطة مئوية فقط، وهو فارق محدود، مما يعني أن الضغوط السعرية تشمل أغلب السلع والخدمات وليس فقط السلع المتقلبة مثل الغذاء والطاقة"، مضيفًا أن الاتجاه العام للتضخم ما زال نزوليًا نحو مستهدفات البنك المركزي.

وعدّل البنك المركزي توقعاته لمعدل التضخم العام إلى حوالي 14% في 2025، بدلاً من 15% في توقعات سابقة، ليقترب من مستهدفه بحلول الربع الرابع بعام 2026.

واستبعد عبد العال أن يلجأ البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل لخفض التضخم، مؤكدًا أنه لن يعود إلى التشديد بعد بدء مسار التيسير النقدي، وأن اللجنة تعتمد في قراراتها على توقعات التضخم المستقبلية.

ورجّح الخبير المصرفي خفض أسعار الفائدة بمعدل 1% في الاجتماع القادم، ثم 1% إضافية الشهر المقبل، ليصل إجمالي الخفض خلال 2025 إلى نحو 200 نقطة أساس، ليكون متوافقًا مع اتجاه الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

وتبنى البنك المركزي المصري سياسة نقدية تيسيرية خلال العام الجاري، وخفض أسعار الفائدة أربع مرات بمعدل إجمالي يقارب 6% بهدف دعم النشاط الاقتصادي، حيث كان التضخم قد بلغ ذروته التاريخية عند 38% في سبتمبر/أيلول 2023، قبل أن يبدأ في التراجع تدريجيًا، مع تنفيذ حزمة إصلاح اقتصادي.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي، وليد جاب الله، إن "الارتفاع في معدل التضخم خلال أكتوبر، جاء بشكل أساسي نتيجة زيادة أسعار الوقود، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع والخدمات، خصوصًا تلك المرتبطة بالنقل".

وأضاف جاب الله، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن "بداية العام الدراسي الجديد ساهمت في زيادة معدل الإنفاق لدى الأسر المصرية، مما عزز الطلب على السلع والخدمات"، مشيرًا إلى أن "خفض أسعار الفائدة شجع على سحب جزء من السيولة من البنوك، وهو ما زاد من الطلب مقابل المعروض في السوق".

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن العوامل الموسمية، مثل بداية موسم الزراعة، أدت إلى تقلب أسعار المنتجات الزراعية، ما أضاف ضغوطًا إضافية على معدل التضخم خلال الشهر.

وأكد جاب الله أن ارتفاع التضخم الحالي "لا يشكل مصدر قلق"، وأن البنك المركزي المصري "قادر على الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية في اجتماع لجنة السياسة النقدية القادم في نوفمبر، مع إمكانية مراجعة أي خفض محتمل في اجتماع ديسمبر".

مصرالاقتصاد المصريالبنك المركزي المصرينشر الثلاثاء، 11 نوفمبر / تشرين الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الإطار الإيراني سعيد جداً على بقاءه جاثما على صدر الشعب
  • إعلامي يتهم مصر بالهجوم على سوريا.. نشأت الديهي: مصر لم تكن أبدًا ضد الدولة السورية في أي وقت
  • مصر.. شبح التضخم يعاود الارتفاع مع زيادة أسعار الوقود
  • الإطار يؤكد التزامه باحترام المدد الدستورية والاستحقاقات القادمة
  • الطوائف وواشنطن وطهران.. عناوين العراك السياسي ببغداد بعد انتهاء الانتخابات
  • الحكومة العراقية عن الانتخابات: قدمنا تجربة ديمقراطية كبيرة للعالمين العربي والإسلامي
  • الشعب الجمهوري يؤكد انتظام التصويت وإقبال المواطنين في مختلف المحافظات
  • من توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير.. الدرس الذي لا يجب أن ننساه
  • نسمات ديمقراطية في ليالي أيلول