يشهد العالم تزايدا مقلقا في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وغير الانتقالية بسبب عدة عوامل منها أنماط الحياة غير الصحية، مثل قلة الحركة والنشاط، والتدخين، والسمنة، والتوتر وضغوط الحياة عموما، ما يؤدي إلى مخاوف كبيرة وكثيرة، لها تداعياتها وأعباؤها البشرية والمادية على الدول وأنظمتها الصحية.
ومن أكثر الأمراض المزمنة «السارية أو غير الانتقالية» ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بها حول العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية، داء السكري، الذي تحتفل الأسرة الدولية بيومه العالمي في 14 نوفمبر سنويا، منذ أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007.


وقال سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة ممثل منظمة الصحة العالمية بدولة قطر في حوار خاص أجرته معها وكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن نحو 800 مليون مصاب ومشخصين بمرض السكري يتوزعون حاليا في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يضم 22 دولة منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يستأثر بأعلى معدل انتشار إقليمي للسكري وبنسبة 17.6 % في صفوف البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و79 سنة.
ونوهت إلى أن في الإقليم ذاته يوجد ما يقرب من 85 مليون شخص بالغ وبمعدل واحد من كل 6 أشخاص، متعايشين مع السكري، وتوقعت أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 92 % ليصل إلى 163 مليونا بحلول عام 2050، ما يشكل عبئا متزايدا على المدى القريب والبعيد، رغم الجهود المبذولة في مجالات التوعية والتثقيف الصحي بالمرض وتطوير الأدوية وأساليب العلاج.
ورأت الدكتورة ريانة أن ما يثير القلق هو أن لدى الإقليم أيضا أعلى نسبة من الوفيات «21.6 « بالمائة والمرتبطة بالسكري بين الأفراد في سن العمل «أقل من 60 عاما» وبالتحديد من 25 إلى 60 سنة، في وقت يظل فيه نحو ثلث حالات الإصابة بالسكري دون تشخيص، ما يسلط الضوء على الثغرات الكبيرة في الكشف عن المرض ورعاية المصابين به، الأمر الذي يحد بدوره من العيش بعمر لسنوات صحية أكثر.
وكشفت عن نطاق الإصابة بالسكري في إقليم شرق الأبيض المتوسط، وحددت في هذا السياق معدل الانتشار المجمع بين الأفراد لمضاعفات المرض الرئيسي.
وحذرت ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، من أنه في حال استمرت الأمور على هذا النحو عالميا، يصعب الوصول للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، والمتمثل في خفض الأمراض المزمنة بنسبة الثلث، أو ما يعادل 33 % حسب كل دولة.
كما لفتت إلى أنه في حال استمرت الأمور كما هي عليه الآن، فلن يتحقق من تلك الأهداف سوى نسبة 11 بالمائة فقط بحلول التاريخ المذكور، وهو معدل قالت إنه دون مستوى الطموح، ما يحتم العناية والاهتمام أكثر بطرق الوقاية والتوعية والتشخيص المبكر وبرامج الوقاية والوصول للخدمات ذات الصلة.
ونوهت ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، الإستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري في دولة قطر ومحاورها المختلفة، وبالأخص ما يعنى بالتوعية وبرامج الوقاية والتثقيف الصحي، وبتركيزها المتكامل على الوقاية، وزيادة الوعي، وتحسين جودة الرعاية الصحية، وتطوير النظم البحثية والمعلوماتية.
ولفتت في هذا الصدد إلى تخصيص قطر يوما للرياضة كل عام، وبتوفير أجهزة ممارسة النشاط الرياضي في مناطق مختلفة من البلاد، مثمنة جهود عدد من الجهات المعنية بالدولة ومنها الجمعية القطرية للسكري، وأكدت أن المنظومة الصحية في قطر متقدمة والخدمات متاحة ومتكاملة، والعلاج والتشخيص متوفران مع تشجيع مستمر لتغيير السلوكيات والتركيز على الشباب في هذا الصدد.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية تحاول تبني مبادرات واستحداث برنامج «أون لاين» مفتوح للجميع ومجانا يعنى بالتثقيف الصحي بداء السكري، مشابه لما هو في قطر، ويستهدف توعية المريض من حيث التشخيص المبكر والمتابعة وإلزام نفسه بتناول الأدوية في مواعيدها وبالمتابعة وتعليمات الطبيب المعالج.
كما ثمنت دعم دولة قطر لبرامج المنظمة الصحية، ما يسهم في تعزيز الخدمات المستهدفة وتوفير العلاج، ورأت أن من المهم على الدول ضمن برامجها لمعالجة السكري وتجنب مخاطره ومضاعفاته وتسهيل وصول المرضى أكثر للخدمات، الدخول في عمليات شراء موحد للأدوية بهدف خفض أسعارها حتى تكون في متناولهم.

قطر منظمة الصحة العالمية مكافحة السكرى

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطر منظمة الصحة العالمية الأكثر مشاهدة منظمة الصحة العالمیة إلى أن فی قطر

إقرأ أيضاً:

الوزراء: إجراءات قانونية صارمة لمكافحة التدخين وغرامات تصل لـ 20 ألف جنيه

نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء عددًا من الإنفوجرافات عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، سلط من خلالها الضوء على جهود الدولة للحد من أضرار التدخين وحماية الصحة العامة.

تأتي هذه الجهود في إطار حرص الدولة على حماية صحة المواطنين وبناء مجتمع خالٍ من التدخين، من خلال استراتيجية متكاملة تجمع بين التوعية والردع، وتشمل إطلاق حملات وطنية للتوعية بمخاطر التدخين، ومبادرات للفحص والاكتشاف المبكر لأمراض الرئة، وتتضمن هذه الجهود تطبيق إجراءات قانونية صارمة للحد من التدخين في الأماكن العامة والمنشآت الصحية، إلى جانب توفير خدمات المساعدة للإقلاع عن التدخين، في ظل التزام مصر بالاتفاقيات الدولية لمكافحة التبغ، وسعيها المستمر لتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية الناجمة عن هذه الظاهرة.

وأشارت الإنفوجرافات إلى جهود مكافحة استهلاك التبغ، والتي أسفرت عن انخفاض نسبة المدخنين من إجمالي السكان "من 15 عامًا فأكثر"، لتصل إلى 14.2% عام 2024، مقارنة بـ 17% عام 2022، و17.7% عام 2020، فضلًا عن تحسن وضع مصر في مؤشر التبغ العالمي بعدما انخفض لـ 63 درجة عام 2023، مقارنة بـ 73 درجة عام 2019.

من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية التزام مصر بتنفيذ سياسات شاملة لمكافحة التبغ، باعتبارها من الدول الموقعة على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، حيث تم اختيارها من بين 15 دولة في أبريل عام 2017، للمشاركة في المشروع العالمي "اتفاقية مكافحة التبغ 2030"، وانضمت كذلك إلى بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ في يناير 2021.

وفيما يتعلق بالإجراءات القانونية الصارمة التي تم اتخاذها لمكافحة التبغ في مصر، تم فرض قيود قانونية على التدخين في الأماكن العامة، بعدما تم إصدار قرار من وزير الصحة في يونيو 2023، بحظر التدخين في المنشآت الصحية، مع فرض غرامة تتراوح ما بين 1000 إلى 20 ألف جنيه للمسئول حال الإخلال بتنفيذ الإجراءات، وغرامة ما بين 50 إلى 100 جنيه للمدخن.

يأتي هذا القرار وفقًا لأحكام القانون 154 لسنة 2007، وتعديلاته في شأن الوقاية من أضرار التدخين، والذي يحظر التدخين في المنشآت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والنوادي ومراكز الشباب.

وشملت الإجراءات القانونية أيضًا، تشكيل لجنة عليا لمكافحة التبغ برئاسة وزير الصحة، وعضوية الوزراء المعنيين وممثلين عن المجتمع المدني، تختص اللجنة بوضع سياسات مكافحة التبغ، وتنسيق ومتابعة تنفيذ هذه السياسات.

وحول جهود الدولة لحماية الأطفال من التدخين، وتقديم خدمات المساعدة في الإقلاع عنه، تم حظر بيع السجائر ومختلف منتجات التبغ أو بطاقات شرائها للأطفال دون سن 18 عامًا، مع توقيع غرامة قدرها من 100 إلى 1000 جنيه للمخالفين، وفي حالة العودة تكون بالحبس لمدة لا تزيد عن سنة ونفس الغرامة أو بإحدى العقوبتين.

ويتم تقديم خدمات مساندة للإقلاع عن التدخين من خلال الخط الساخن "105" و"15335"، فضلًا عن تقديم خدمة استشارة أطباء الصحة النفسية عبر الخط الساخن "16328"، إلى جانب توفير نحو 28 مركزًا وعيادة بالمستشفيات على مستوى الجمهورية، لتقديم المساعدة في الإقلاع عن التدخين.

وعلى صعيد المبادرات الوطنية للتوعية بمخاطر التدخين وتقديم الفحص الطبي، أوضحت الإنفوجرافات، أنه تم إطلاق حملة "متحدون ضد التبغ" عام 2022، والتي وصلت إلى أكثر من 30 مليون شخص في أكتوبر 2025، بهدف نشر المواد التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج لمعالجة المخاطر الصحية لمنتجات التبغ.

وتم إطلاق حملة "من غيرها أحسن"، عام 2022، بهدف التوعية بمخاطر التبغ على الصحة، وتعريف طرق المساعدة للإقلاع، إلى جانب إطلاق مبادرة صحة الرئة عام 2022، والتي تستهدف الاكتشاف المبكر لأمراض الرئة مثل (الربو الشعبي والسدة الرئوية وأورام الرئة)، حيث تم من خلالها تقديم نحو 57.5 ألف خدمة توعوية وفحص طبي للمواطنين.

وفيما يخص التكلفة الاقتصادية والاجتماعية لاستهلاك التبغ في مصر، وما يترتب عليه من آثار سلبية على دخل الأسرة، فقد زاد متوسط الإنفاق السنوي على التدخين للأسر المصرية بنسبة 104.8%، ليصل إلى 12.9 ألف جنيه عام 2024، مقابل 6.3 ألف جنيه عام 2020.

وحول تقديرات منظمة الصحة العالمية، أشارت الإنفوجرافات إلى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن استخدام التبغ بلغت أكثر من 5 مليارات دولار، وتشمل التكاليف النسبية موزعة على النحو التالي: 75% وفيات مبكرة، و8% حضور غير منتج، و8% رعاية صحية، و6% فترات التدخين، و3% غياب عن العمل.

ومن المتوقع أن يحقق الاستثمار في تنفيذ تدابير مكافحة التبغ عائدًا اقتصاديًا خلال 15عامًا، إذ يحقق كل دولار يُستثمر في تطبيق حزمة شاملة من تدابير مكافحة التبغ 107 دولارات من الفوائد الاقتصادية.

طباعة شارك مدبولي مجلس الوزراء اضرار التدخين غرامة التدخين السجائر

مقالات مشابهة

  • عاجل | الصحة العالمية تعلن خلو مصر من «التراكوما»
  • الصحة: مصر تمتلك منظومة متكاملة لتسجيل ومراقبة جودة الدواء واللقاحات
  • أعراض تنذر بمرض السكري .. احذرها
  • منظمة الصحة العالمية: النظام الصحي بغزة يواجه انهيارًا كاملًا نتيجة الحصار المستمر
  • إشادة أممية بجهود مصر لمكافحة التبغ.. والوزراء: انخفاض نسب المدخنين إلى 14.2%
  • الوزراء: إجراءات قانونية صارمة لمكافحة التدخين وغرامات تصل لـ 20 ألف جنيه
  • “الصحة العالمية” تعلن إيصال 900 شاحنة مستلزمات صحية إلى غزة
  • وزير الصحة يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الكوارث والطوارئ الصحية
  • عبدالغفار يبحث مع منظمة الصحة العالمية تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الكوارث