سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
تعرض المتحف الوطني في دمشق لسرقة ليلة الاثنين، طالت 6 قطع ذهبية (مسبوكات وتماثيل أثرية ومقتنيات نادرة) كانت معروضة في الجناح الكلاسيكي.
وقضت سنوات النزاع السوري منذ عام 2011 على معالم أثرية وتراث رمزي قيم، وتعرضت عشرات آلاف القطع للنهب. إلا أن متحف العاصمة بقي في منأى عن تداعياته، ونقلت إليه قطع أثرية نادرة من مناطق أخرى لحفظها.
وتم إغلاق المتحف الوطني في دمشق لفترة قصيرة بعد اكتشاف السرقة في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، حيث جرى اكتشافها عندما عثر على أحد أبواب جناح الآثار الكلاسيكية مكسورا، بحسب مصادر.
وقال مسؤول في المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية في تصريح لوكالة أسوشيتد برس إنه تمت سرقة 6 تماثيل، وإن هناك تحقيقا جاريا.
ونقلت قناة الإخبارية السورية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة عاتكة، قوله إن الجهات المختصة تقوم حاليا بعمليات تتبع وتحر دقيقة لضبط الفاعلين واستعادة المسروقات.
وأشار إلى التحقيق مع عناصر الحراسة والمعنيين بالأمر للوقوف على ملابسات الحادث وظروف وقوعه.
وكان مسؤولون في هيئة الآثار السورية قد قالوا إن اللصوص سرقوا تماثيل قديمة تعود إلى العصر الروماني من المتحف الوطني في العاصمة دمشق.
ولم تلاحظ حركة غير اعتيادية في محيط المتحف يوم الثلاثاء، وهو في الأساس يوم إغلاق أسبوعي.
ويعد الجناح الكلاسيكي من أهم الأجنحة في المتحف، ويضم قطعا نادرة من حقب عدة، بينها الهلنستية والرومانية والبيزنطية، جمعت من مواقع أثرية رئيسية في سوريا.
ومن ضمن القطع المعروضة أسرّة جنائزية ولوحات جدارية نادرة وتماثيل حجرية.
وقال العميد أسامة عاتكة، للوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا) في وقت لاحق، إن عدة تماثيل ومقتنيات نادرة قد سرقت من المتحف، وأضاف أن الحراس وأفرادا آخرين يخضعون للتحقيق.
إعلانوقال مأمون عبد الكريم، المدير السابق لمديرية الآثار والمتاحف، إن جناح المتحف الذي تم الإبلاغ عن سرقة التماثيل منه هو "جناح جميل وغني تاريخيا، ويضم قطعا أثرية تعود إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية".
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا قد أعادت فتح أبواب المتحف الوطني في الثامن من يناير/كانون الثاني 2025، بعدما أوصدتها عشية إطاحة الرئيس بشار الأسد، خشية حدوث عمليات سرقة ونهب. وأكدت إدارة المتحف حينها أنه "لم تحصل أي تعديات على المتحف".
وتعاقبت حضارات عدة على سوريا، من الكنعانيين إلى الأمويين، مرورا باليونانيين والرومان والبيزنطيين.
ولم تنج المواقع الأثرية والمتاحف من تداعيات الحرب، وتعرضت المواقع الثابتة لأضرار كبيرة، خصوصا المدينة القديمة في حلب (شمالا) وتدمر (وسط).
وفي عام 2020، ذكر تقرير نشرته مؤسسة جيردا هنكل والجمعية السورية لحماية الآثار، ومقرها باريس، أن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية نهبت من المتاحف والمواقع الأثرية منذ بداية الحرب عام 2011.
وأتاحت الفوضى التي غرقت بها سوريا في ذروة الحرب تهريب قطع أثرية يمكن نقلها، كالعملات المعدنية والتماثيل وقطع الفسيفساء، إلى أنحاء العالم، مع انتعاش سوق سوداء للآثار.
ونتج عن تهريب الآثار عائدات بملايين الدولارات استفاد منها تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل مقاتلة غيره، أو مجموعات تابعة للقوات الحكومية السابقة، فضلا عن شبكات تهريب وأفراد أقل تنظيما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المتحف الوطنی فی
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس يكشف سبب سرقة الموظفين لآثار مصر
مصر – أعلن عالم المصريات زاهي حواس أنه لا يتعاطف مع السيدة التي سرقت إسوارا من المتحف المصري بالتحرير، لكنه أوضح أن هذا لا يعني تجاهله للظروف الاجتماعية التي قد تدفع موظفًا للسرقة.
وفي لقاء خاص مع بودكاست “مع أميرة بدر” قال حواس: “أنا مش متعاطف مع اللي سرقت الإسورة، لكنني أتعاطف مع الموظف الغلبان اللي بيحافظ على كنوز مصر، ومرتبه ما يزيدش عن 4 آلاف جنيه”.
وأضاف بلهجة حازمة: “مش ممكن أجيب واحدة بتاخد 2000 أو 3000 جنيه، وأديها الكنوز دي قدامها، وهي بني آدمية وعندها ضائقة مالية”.
وأشار إلى أن أزمة تدني الرواتب ليست جديدة، بل هي تراكمات تعود لسنوات، مؤكدًا أنه أثناء توليه مسؤولية وزارة الآثار، كان يرى أن “ترميم البشر قبل الحجر” هو أولوية قصوى.
وتابع: “كنت بديهم طبيعة عمل، وأجر إضافي، ومكافآت مستمرة، وبأرسلهم برا. في عصر مهم، محدش كان يقدر يسرق، عشان عينه مليانة”.
وأكد أن هذه السياسة لم تكن رفاهية، بل استراتيجية أمنية وحضارية، لأن الموظف المُستقر ماديًا لا يُصبح فريسة للجريمة أو الاستغلال. “اللي بيحافظ على تراث الإنسانية، لازم يكون مضمون، مش مُهمل. لما تدفع له ملاليم، وتطلب منه يحمي كنوز العالم، ده مش عدالة… ده تهديد للتراث كله”.
وأكد حواس أن سرقة الإسورة — وإن كانت جريمة لا تُعذر — فتحت الباب أمام نقاش ضروري: “دي فرصة نعيد فيها تقييم وضع موظفي الآثار، ونعمل لهم كادر خاص، يناسب مسؤوليتهم، ويضمن كرامتهم، ويحمي تراثنا من الداخل قبل الخارج”.
وأشار إلى أن الموظفين في قطاع الآثار — من حراس إلى علماء ومهندسين — هم الخط الأول في حماية الهوية المصرية، لكنهم يعيشون في ظل تجاهل مؤسسي، ورواتب لا تكفي لسد احتياجات أسرهم، بينما يُعرض أمامهم ثروات لا تُقدّر بثمن. “اللي بيحافظ على الفرعون، لازم يعيش كإنسان. مش كآلة، ولا كخادم”.
المصدر: الشروق