لبنان – طرحت مصر مبادرة جديدة لتأجيل نزع سلاح الفصائل اللبنانية في ظل تصاعد التوتر وتعثر الجهود الدولية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وتكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن تنسيق مصري–فرنسي مكثف، وسعي القاهرة للاعتماد على دعم خليجي محدود (من الكويت وقطر)، في محاولة لفرض واقع جديد قد يُضعف الضغط الغربي والإسرائيلي المطالب بحل فوري للملف.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في تقرير لها، إن مصر قرّرت المضي قُدمًا في جهودها كوسيط لخفض التصعيد على الجبهة اللبنانية، وتأجيل الحسم الفوري في مسألة نزع سلاح الحزب.

وأضافت الصحيفة أن مصادر مصرية مطلعة نقلت إلى صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن القاهرة “تفهم تمامًا” مواقف الفصائل اللبنانية الرافضة للمبادرة التي قدّمها رئيس الاستخبارات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، خلال زيارته إلى بيروت.

وأوضحت المصادر أن “معارضة الحزب ليست خضوعًا لضغوط إيرانية، كما يروّج البعض، بل تعبير عن رغبته في حماية المصالح اللبنانية”.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن مسؤولًا مصريًا رفيعًا أكد أن “كل الملاحظات التي قدّمها حزب الله حول الأفكار المصرية تُدرَس بعمق”، مشيرًا إلى أن القاهرة ترى أن موضوع “حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية” هو عملية معقدة وتتطلب وقتًا أطول مما يطمح إليه الآخرون.

وأضافت الصحيفة أن المسؤول المصري نفسه كشف عن تفاصيل المبادرة المعدّلة، التي تنص على “تركيز نزع السلاح في المرحلة الأولى على منطقتي جنوب الليطاني ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين”، لمنع أي انتهاكات محتملة، إلى جانب “وقف شامل لإطلاق النار”.

وأشارت “معاريف” إلى أن القاهرة “تعلّق آمالًا كبيرة على الدور الأمريكي في ممارسة ضغط فعّال على إسرائيل”، مُشيرةً إلى أن واشنطن تُعدّ “اللاعب الحاسم” في إنجاح أي تسوية مستقبلية.

وأضافت الصحيفة أن التقرير اللبناني أكّد وجود “تعديلات قادمة على المبادرة المصرية”، ترتبط بمفاوضات سرّية تجريها القاهرة مع فرنسا، تهدف إلى “دفع إسرائيل لوقف انتهاكاتها أو على الأقل تقييدها ضمن حدود معيّنة”، مقابل التزام مصري–فرنسي بـ”جدول زمني واضح للانسحاب الإسرائيلي من جميع المواقع التي ما زال جيش الدفاع يحتفظ بها في جنوب لبنان”.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المسؤولين المصريين اعترفوا صراحةً بأن هدفهم هو “تأجيل القرار الحاسم بشأن نزع سلاح الفصائل اللبنانية، إذ يرون أن “الوضع في لبنان خاص ومعقّد”، وأنه “لا يمكن معالجة مسألة السلاح دون توفير استقرار سياسي واقتصادي مسبق في البلاد”.

وأضافت الصحيفة أن القاهرة ترى أن “الحل الوسط الآن هو تجميد استخدام السلاح ضد إسرائيل”، ما يُعتبر “خطوة أولى مهمة نحو هدف حصر السلاح لاحقًا بيد الدولة فقط”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة المصرية تواجه “معارضة سعودية واضحة”، ما دفع القاهرة إلى “المضي قُدمًا بشكل منفرد، وعدم انتظار الرياض أو أبوظبي”، خصوصًا أن المملكة العربية السعودية تطالب بحل فوري وشامل لمسألة السلاح غير الشرعي.

وأوضحت “معاريف” أن مصر “تعوّل الآن على دعم كويتي وقطري”، سيتم التعبير عنه لاحقًا من خلال “استثمارات مباشرة في لبنان خلال المرحلة الأولى”، لتعزيز الشرعية الاقتصادية للمبادرة وربطها بمصالح حقيقية على الأرض.

وختمت الصحيفة العبرية بالإشارة إلى أن هذه الخطوة تُظهر أن مصر، بدعم أوروبي وجزئي خليجي، تسعى إلى لعب دور محوري في إعادة تشكيل معادلة الأمن في جنوب لبنان، في محاولة لتقديم بديل واقعي — وإن كان مؤجّلًا — للضغوط الإسرائيلية والأمريكية التي تطالب بحل فوري قد يُدخل لبنان في أزمة داخلية أعمق.

وفي يوم 27 أكتوبر الماضي وجهت المخابرات المصرية تحذيرا عاجلا للبنان، حيث حذر  السفير المصري في لبنان علاء موسى من أن الخروقات الإسرائيلية المتزايدة ضد لبنان من حيث الاتساع الجغرافي ووتيرة الاعتداءات ونوعية الأهداف، تستدعي تحركا عاجلا.

وزار وفد أمني مصري رفيع المستوى بيروت بعد تصريحات السفير المصري لنقل “تحذيرات وتهديدات”، ومشاركة الجانب اللبناني تقييم المخاطر والتنسيق للتحوط من التصعيد القادم.

وقال اللواء أسامة كبير الذي يعمل مستشارا بكلية القادة والأركان والمصرية، إن الأسابيع الماضية كانت تشير وبوضوح إلى “نية إسرائيل العودة لإشعال الصراع مع لبنان”، وذلك منذ زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي إلى لبنان توم براك، والتي حاول فيها الضغط على السلطات اللبنانية لنزع سلاح الفصائل اللبنانية بالكامل، وسحب جميع الأسلحة من الفصائل الفلسطينية داخل وخارج المخيمات.

واعتبر الخبير العسكري المصري في حديثه لـ RT Arabic تكثيف الجيش الإسرائيلي لهجماته العسكرية على الجنوب اللبناني رسالة واضحة على نية إسرائيل “منع تمرير الهدنة في قطاع غزة كما هو متفق عليه”، مؤكدا أنها محاولة إسرائيلية لإطالة أمد المرحلة الأولى من الهدنة “الهشة” ومنع المضي قدما للوصول إلى المرحلة الثانية، لأنه “إذا ذهبت الهدنة للمرحلة الثانية ستصبح هدنة صلبة”.

المصدر: معاريف

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الفصائل اللبنانیة أن القاهرة نزع سلاح إلى أن

إقرأ أيضاً:

لبنان يرفض إملاءات إسرائيل بمداهمة المنازل لحصر السلاح

بيروت.القدس"رويترز":تواصل اسرائيل انتهاكاتها لاتفاق وقف اطلاق النار في لبنان، واستهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية، بعد ظهر اليوم منطقة الضهور في خراج بلدة الحميري بجنوب لبنان.

وأعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن طائرة مسيرة إسرائيلية "استهدفت أرضا مفتوحة في منطقة الضهور خراج بلدة الحميري في قضاء صور، من دون وقوع إصابات".

وكان شخص قد قتل إثر استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية، صباح اليوم، سيارة على اوتوستراد بلدتي الصرفند-البيسارية في جنوب لبنان.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة البيسارية قضاء صيدا أدت إلى استشهاد مواطن".

وفجرت قوة إسرائيلية عند الأولى من بعد منتصف الليل، ثلاثة منازل في بلدة حولا-قضاء مرجعيون تعود لأشقاء من آل شحيمي، بحسب" الوكالة الوطنية للإعلام".

يذكر أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينها وبين لبنان، الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر 2024، ولا تزال قواتها تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وتشن بشكل شبه يومي غارات في جنوب لبنان. كما لا تزال قواتها متواجدة في خمس نقاط في جنوب لبنان.

من جهة أخرى قال ثلاثة مسؤولين أمنيين لبنانيين ومسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني ليكون أكثر صرامة في تنفيذ حصر سلاح جماعة حزب الله من خلال تفتيش ممتلكات خاصة في الجنوب بحثا عن أسلحة.

وقال المسؤولون الأمنيون اللبنانيون إن هذا الطلب طرح في الأسابيع القليلة الماضية ورفضته قيادة الجيش اللبناني خشية أن يؤدي إلى إشعال فتيل نزاعات أهلية وعرقلة استراتيجية نزع السلاح التي يرى الجيش أنها استراتيجية تتوخى الحذر لكنها فعالة.

وعبر الجيش اللبناني عن ثقته في قدرته على إعلان جنوب لبنان خاليا من أسلحة حزب الله بحلول نهاية 2025، بما يتماشى مع اتفاق الهدنة الذي أنهى حربا إسرائيلية مدمرة مع حزب الله العام الماضي رافضا الإملاءت الإسرائيلية.

وأفاد مصدران مدنيان لبنانيان مطلعان على عمليات الجيش أن تمشيطا للوديان والأحراش أدى إلى العثور على أكثر من 50 نفقا ومصادرة أكثر من 50 صاروخا موجها والمئات من قطع الأسلحة الأخرى.

لكن المسؤولين الأمنيين اللبنانيين قالوا إن خطة الجيش لم تتضمن أبدا تفتيش ممتلكات خاصة.

وقال اثنان من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين إن إسرائيل طلبت تنفيذ مثل هذه المداهمات خلال اجتماعات للجنة "الآلية" في أكتوبر وهي لجنة تقودها الولايات المتحدة وتضم ضباطا لبنانيين وإسرائيليين لمراقبة تنفيذ الهدنة.

وبعد فترة وجيزة، صعدت إسرائيل عملياتها البرية والضربات الجوية على جنوب لبنان زاعمة استهداف محاولات حزب الله لإعادة التسلح.

وقال المسؤولون الأمنيون اللبنانيون إن هذه الضربات اعتبرت بمثابة تهديد واضح قد يؤدي إلى حملة عسكرية إسرائيلية شاملة جديدة.

وقال أحد المسؤولين "يطالبوننا بإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى منزل، ولن نفعل ذلك.. لن نقوم بالأمور على طريقتهم".

وطلبت كل المصادر عدم الكشف عن أسمائها نظرا لحساسية الأمر. وأحجم الجيش اللبناني عن التعليق بما يتسق مع سياسته الإعلامية المعتادة.

ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طلب للتعليق.

وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون إن الجيش يخشى أن يعتبر سكان الجنوب مداهمات المنازل خضوعا لإسرائيل التي احتلت جنوب لبنان لنحو عقدين من الزمن حتى عام 2000 قبل أن تدخله مرة أخرى العام الماضي.

وتخشى بيروت أيضا من أن تستمر إسرائيل في طلب المزيد، مما يجعل الضربات التصعيدية خطرا دائما ويقوض محاولات تحقيق الاستقرار في بلد يعاني من اضطرابات جيوسياسية واقتصادية، وفقا لمسؤولين أمنيين ومسؤول سياسي.

وينفي حزب الله إعادة بناء قواته في الجنوب، ولم يعرقل عمليات تمشيط الجيش اللبناني هناك ولم يطلق النار على إسرائيل منذ وقف إطلاق النار في العام الماضي. لكنه رفض مرارا نزع سلاحه بالكامل.

وأصدرت الجماعة هذا الأسبوع بيانا أكدت فيه أن لها "حقا مشروعا" في الدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل.

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن حزب الله يريد أن يظل قوة مهيمنة في لبنان.

وتحث الولايات المتحدة بيروت أيضا على إنشاء قنوات سياسية مع إسرائيل للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل نزاعهما طويل الأمد على الحدود البرية.

وقال المبعوث الأمريكي توماس برّاك في مؤتمر أمني في البحرين هذا الشهر "المساريحتاج أن يكون إلى القدس أو تل أبيب لإجراء محادثات".

واقترح على الرئيس اللبناني جوزاف عون أن يتصل بنتنياهو ويقول: دعونا نضع حدا لهذه الفوضى".

وعبرعون عن استعداده للمحادثات، دون أن يُوضح ما إذا كان سيُفكّر في التواصل المباشر.

وأشار المسؤولون إلى غزة وسوريا، حيث أضافت إسرائيل شروطا في اللحظة الأخيرة أدت إلى وقف التقدم نحو إنهاء الصراع، وقالوا إن طلبها بمداهمات المنازل يماثل تلك العقبات.وقال المسؤول السياسي اللبناني إن الصيغة ليست مهمة بقدر أهمية الالتزام.

وأضاف "سواء كان (التفاوض) مباشرا أو غير مباشر أو عبر الآلية (المقترحة) أو أي شيء آخر. فإنه بمجرد وجود التزام إسرائيلي وضمانات أمريكية، يمكننا البدء في ترتيب الأمور".

مقالات مشابهة

  • قاسم: لن نسلم السلاح.. وعلى إسرائيل أن تخرج من لبنان
  • الشيخ نعيم قاسم: أمريكا مشروع احتلال وعدوان تستخدم “إسرائيل” أداة لتحقيق أهدافها
  • تعاون بحثي وإعلامي بين “تريندز” و”النهار” اللبنانية
  • لبنان يرفض إملاءات إسرائيل بمداهمة المنازل لحصر السلاح
  • “الخطوة السرية “التي تُحاك منذ أشهر: كيف تخطط تركيا “لمعاقبة إسرائيل”
  • حلفاء أوربان يسيطرون على الصحيفة الأكثر قراءة في المجر
  • رد لبناني على الأفكار المصرية: الاتفاق قائم فلتنفّذه إسرائيل.. مصر: أي مُهَل لنزع السلاح غير منطقيّة
  • عون: إسرائيل تعرقل جهود حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية
  • “تحريك صفحات”