مصنع إسرائيلي لحرق النفايات في قلنديا يهدد منازل وطرق
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
يهدد مشروع إسرائيلي يرمي إلى إقامة مصنع لحرق النفايات في بلدة قلنديا التي يقع جزء منها من جهة القدس المحتلة والجزء الآخر في الضفة الغربية المحتلة، هدم مبنيين تسكنهما عشرات العائلات الفلسطينية، بالإضافة إلى مصادرة نحو 150 دونما من الأراضي الزراعية لصالح هدم جدار الفصل العنصري وإعادة بنائه من جديد.
وقد أعد الرأي القانوني الذي يجيز نقل جدار الفصل العنصري، المحامي إيتاي أوفير الذين عين الأسبوع الماضي مدعيًا عامًا عسكريا خلفا ليفعات تومر يروشالمي التي استقالت من منصبها عقب قضية تسريب توثيق تعذيب بأسير فلسطيني في معتقل "سديه تيمان" واتهام عدد من الجنود الإسرائيليين فيها.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية على إقامة المصنع في أيار/ مايو الماضي، إذ من المقرر أن يجمع فيه نفايات غنية بالطاقة مثل البلاستيك والورق ومخلفات الأشجار، ليتم حرقها وإنتاج طاقة منها على أن تضخ في شبكة الكهرباء. ويعد هذا المصنع واحدا من 5 مرافق مماثلة يتوقع إقامتها في أنحاء البلاد خلال السنوات المقبلة، وذلك بتمويل من "صندوق النظافة" في وزارة حماية البيئة والذي سيشمل أيضا تفكيك جدار الفصل وتحويل مساره يصبح أقرب إلى حدود بلدية القدس، فيما أسند بناء المصنع إلى شركة "عيدن".
يشار إلى أن جدار الفصل العنصري يقسم بلدة قلنديا إلى نصفين، إذ بقيت بعض منازل البلدة في الجانب المقدسي منه، وفي العام 2011 حين اكتمل بناء الجدار قدم سكان القرية التماسا ضد مساره، وردا على الالتماس تعهدت الدولة بإنشاء بوابة في الجدار تتيح للسكان ومن بينهم من يحملون بطاقات هوية إسرائيلية، الوصول إلى القدس، وأصدرت رئيسة المحكمة العليا في حينه دوريت بينيش قرارا ينص على أن يتضمن مسار الجدار بوابة لاستخدام سكان القرية.
لكن بعد نحو عام ونصف، توقفت وحدة "حرس الحدود" الشرطية المسؤولة عن فتح البوابة، عن تشغيلها واضطر السكان إلى سلك طريق طويلة للانتقال من منازلهم إلى مركز القرية أو إلى أماكن عملهم. وعلى مر السنوات جرت مصادرات متكررة للأراضي في المنطقة لأغراض عامة، ومؤخرا استكمال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إجراءات مصادرة الأراضي اللازمة لإطلاق المشروع الجديد.
وتفتح البوابة حاليا مرتين في السنة فقط لأغراض زراعية، أما المرة الثالثة فكانت قبل أسبوعين حين زار ممثلو "دائرة أراضي إسرائيل" القرية وأبلغوا الأهالي رسميا بمخطط المصنع، فيما ألصقوا أوامر إخلاء على المبنيين المقرر هدمهما، بالإضافة إلى لافتات تحذير صفراء باللغتين العبرية والعربية كتب عليها: "الدخول إلى المنطقة ممنوع. من يدخل يتحمل المسؤولية عن نفسه والعواقب المترتبة على ذلك".
ويهدف المشروع بالأساس إلى تقليل كمية النفايات المرسلة إلى المكبات المعدة لذلك، فيما ترى إسرائيل أن المخطط معتمد في دول متقدمة، مشيرة إلى أنه إذا أقيم وفق معايير صارمة فإنه سيحدث تلوثا هوائيا أقل مقارنة بالبدائل الحالية.
وفي السياق، تعد منطقة "عطروت" الصناعية الملاصقة لقلنديا من أكثر المناطق تلوثا في إسرائيل، علمًا أنه يعيش في محيط المنطقة مئات آلاف السكان معظمهم فلسطينيون من كفر عقب وبيت حنينا في القدس، والجيب وبير نبالا الواقعتين بالجانب الفلسطيني.
ويرى أهالي قلنديا أن تلوث الهواء أقل خطورة من هدم منازلهم ومصادرة أراضيهم لصالح المشروع، ويقول وليد حمد صاحب أحد المنازل المهددة بالهدم وهو منزل كبير اكتمل بناؤه مؤخرا "لدينا أوراق طابو بملكية هذه الأرض منذ أيام الأجداد. أنا أبلغ من العمر 59 عاما وقد عملت طوال حياتي من أجل بناء هذا البيت، والآن يطلبون مني إخلاءه خلال 20 يوما".
ومن جانبها، تقول حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، إن "شهوة الحكومة للضم والتهجير لا تشبع. يبدو وكأنه لا يوجد مكان آخر في منطقة القدس لبناء المصنع فيه، غير الدونمات القليلة المتبقية لسكان قرية قلنديا بعد عمليات المصادرة العديد والجدران التي شيدت حولها. هذا يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولأبسط القيم الأخلاقية، إذ يهجر عشرات السكان الخاضعين للاحتلال من بيوتهم وأراضيهم لصالح مصنع يخدم سكان دولة الاحتلال".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كاتس يقرر إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي مطلع آذار المقبل إسرائيل تعلن فتح معبر "زيكيم" شمال قطاع غزة السماح لجميع الشركات الإسرائيلية بالمشاركة في معرض أمني بفرنسا الأكثر قراءة غزة- استلام 15 جثمانا لشهداء سلمهم الاحتلال ونقلهم إلى مستشفى ناصر كاتس : ملتزمون بإعادة جميع رفات الرهائن لبنان - شهيد بقصف إسرائيلي استهدف سيارة قضاء صور أمامهم خياران - نتنياهو يحسم الأمر بشأن خروج مقاتلي حماس من أنفاق غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: جدار الفصل
إقرأ أيضاً:
سفير الاحتلال في برلين: يهود ألمانيا يشترون منازل في إسرائيل.. لماذا؟
حذّر سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي في ألمانيا، رون بروسور، مما سماه "معاداة السامية اليسارية" في ألمانيا، معتبراً إياها الأخطر، مقارنةً بنظيرتيها اليمينية والإسلاموية، وقال في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية إن "معاداة السامية اليسارية" هي الأخطر لأنها تخفي نواياها".
وأضاف بروسور إن: "ألمانيا تعرف جيداً في المجالين السياسي والقضائي كيفية مكافحة معاداة السامية اليمينية، كما وصف السفير "معاداة السامية الإسلاموية" بأنها بالغة الخطورة لأنها تتسلل إلى النظام الديمقراطي كحصان طروادة، حسب وصفه، مشيراً، في المقابل، إلى أن التعامل معها بات ممكناً.
وأضاف بروسور أن "معاداة السامية اليسارية" تتحرك “دوماً على الحد الفاصل بين حرية الرأي والتحريض – وقد تجاوزت هذا الحد بوضوح"، وقال: "لذلك فإن معاداة السامية اليسارية هي الأخطر بالنسبة لي"، وأشار بروسور إلى أن حدود ما يمكن قوله في أوروبا آخذة في التغيّر، موضحاً أن ذلك يظهر في الجامعات والمسارح، زاعماً: "يبدو المرء متعلماً وأخلاقياً وصوابياً من الناحية السياسية، لكن الخط الأحمر بالنسبة لحرية الرأي لديه قد تم تجاوزه منذ زمن".
وذكر السفير أن إسرائيل تتعرض يومياً لما وصفه بـ"الشيطنة ونزع الشرعية"، مضيفا:" تنعكس هذه التداعيات على جميع اليهود بشكل ملموس"، وأشار إلى أن إلغاء مشاركة قائد أوركسترا إسرائيلي في مهرجان ببلجيكا، على سبيل المثال، يعد فضيحة.
Die rote Linie ist überschritten. Die Jugend der Linkspartei offenbart das wahre Gesicht des linken Antisemitismus, der sonst gut verborgen bleibt.
Mit der Rechtfertigung von Terror, dem Ignorieren von Antisemitismus und der Leugnung des Existenzrechts Israels hat die… pic.twitter.com/mNEmdNR0dp — Ambassador Ron Prosor (@Ron_Prosor) November 7, 2025
وقال بروسور إن اليهود في ألمانيا يشعرون بالخوف، مشيراً إلى أن الكثيرين منهم يشترون حالياً منازل في (إسرائيل)، كما فعل يهود من فرنسا من قبل، مضيفاً أن البعض يتصلون به ليسألوا ما إذا كان من الآمن القدوم إلى برلين، مشيراً إلى أنه يجيبهم قائلاً: "نعم، إنه آمن، لكن من الأفضل ألا تسيروا في شارع زونن آليه في حي نويكولن وأنتم ترتدون نجمة داوود، وكان الرئيس الألماني السابق يواخيم جاوك قد دعا مؤخراً إلى مواجهة أكثر حزماً لمعاداة السامية، خاصة تلك التي تأتي من أفراد منحدرين من العالم العربي أو من تيار اليسار السياسي.
وفي وقت سابق، كشفت شبكة دويتشه فيله الألمانية عن دراسة تقول إنه منذ الحرب على غزة، تغيرت حياة اليهود في ألمانيا، حيث أصبحوا يشعرون بعدم الأمان وتراجع التضامن المجتمعي والإقصاء وتزايد ما وصفته بـ"معاداة السامية"، ويتعرضون لمواقف كثيرة مريرة في الحياة اليومية.
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "إبسوس" العريقة في 6 دول بغرب أوروبا، خلصت إلى أن 82 بالمئة من المشاركين لا يعتقدون أن مكافحة معاداة السامية يجب أن تكون أولوية لحكوماتهم، كما أفاد 55 بالمئة بوجود تحوّل سلبي في نظرة مجتمعاتهم للإسرائيليين منذ بدء الحرب في غزة.