إسرائيل تفتح معبر زيكيم أمام المساعدات إلى غزة... والأمم المتحدة تحذر من تعقيدات إيصالها
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
رغم فتح الممرات الإنسانية، تبقى عملية توزيع المساعدات داخل غزة محفوفة بالمخاطر، فبحسب تقارير ميدانية صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الطرق المدمرة وأعمال النهب وانعدام الأمن تعيق وصول الإمدادات إلى السكان، خاصة في شمال القطاع حيث الكثافة السكانية والدمار الأوسع.
أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، الأربعاء، عن إعادة فتح معبر زيكيم شمال القطاع، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.
وجاء في بيان رسمي صادر عن كوغات أن القرار صدر "بناء على توجيهات من المستوى السياسي"، وأن المعبر سيخصص لدخول الشاحنات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بعد أن تخضع لعمليات تفتيش أمني دقيقة من قبل الجهات الإسرائيلية.
تشغيل دائم على غرار كرم أبو سالمووفق ما نقلته وكالة فرانس برس عن متحدث باسم كوغات، فإن معبر زيكيم سيبقى مفتوحاً بصفة دائمة، على غرار معبر كرم أبو سالم الذي يُعد الشريان الرئيسي لإدخال المساعدات إلى القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المتحدث أشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل تدفق المساعدات إلى شمال غزة، وهي المنطقة التي شهدت انقطاعاً شبه كامل في الإمدادات خلال الأشهر الماضية، وسط تحذيرات أممية من خطر المجاعة.
Related غارات إسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة.. أزمة مقاتلي حماس العالقين في رفح مستمرةغزة: صراع يومي لانتشال أكثر من عشرة آلاف جثة من تحت الأنقاضعراقيل أمام إيصال المساعدات إلى غزة.. وتقارير إسرائيلية تتحدث عن "تسوية" بشأن أنفاق رفح الأمم المتحدة: الوصول إلى الشمال ما زال معقداًمن جانبها، رحبت بعض الجهات الإنسانية بإعادة فتح المعبر، لكنها أكدت أن التحديات الميدانية ما تزال قائمة.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إنه لم يتمكن من استلام أي مساعدات منذ إغلاق المعبر في 12 سبتمبر الماضي، موضحاً أن العودة لاستخدامه قد تساهم في تحسين إيصال الغذاء والدواء، إذا ما تم الالتزام بتسهيلات حقيقية على الأرض.
غير أن منظمات الإغاثة تشير إلى أن إجراءات التفتيش الإسرائيلية الصارمة، إلى جانب القيود على أنواع المواد المسموح بدخولها، تجعل من إيصال المساعدات عملية معقدة وبطيئة، في وقت تتدهور فيه الأوضاع المعيشية داخل القطاع.
تحديات ما بعد المعبر: الخطر داخل غزةورغم فتح الممرات الإنسانية، تبقى عملية توزيع المساعدات داخل غزة محفوفة بالمخاطر، فبحسب تقارير ميدانية صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الطرق المدمرة وأعمال النهب وانعدام الأمن تعيق وصول الإمدادات إلى السكان، خاصة في شمال القطاع حيث الكثافة السكانية والدمار الأوسع.
وأوضحت أوتشا أن “فتح المعابر المباشرة إلى الشمال يشكّل عنصراً أساسياً في ضمان وصول المساعدات في الوقت المناسب، وإنقاذ الأرواح في المناطق التي تواجه خطر المجاعة”.
وكان تقرير صادر في أغسطس الماضي عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والمدعوم من الأمم المتحدة، قد حذر من أن غزة تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وهو ما اعتُمد عليه لإعلان حالة المجاعة رسمياً.
لكن إسرائيل رفضت هذا التوصيف، إذ اعتبرت كوغات أن التقرير يعتمد على بيانات “غير مكتملة وغير موثوقة”، مؤكدة أن الأوضاع “صعبة ولكنها لا ترقى إلى مستوى المجاعة” وفق تقديرها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة رفح - معبر رفح قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب دراسة الصحة إسرائيل غزة فرنسا دونالد ترامب دراسة الصحة إسرائيل غزة فرنسا رفح معبر رفح قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب دراسة الصحة إسرائيل غزة فرنسا سوريا تركيا بحث علمي جمهورية السودان سرطان الأمم المتحدة المساعدات إلى
إقرأ أيضاً:
مصير مقاتلي حماس في أنفاق رفح.. هل تفتح إعادة رفات هدار غولدن الباب أمام حلّ الملف؟
يتوجّه المبعوثان الأميركيان جاريد كوشنر وستيفن ويتكوف إلى إسرائيل لبحث أزمة مقاتلي حماس العالقين داخل أنفاق رفح في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.
تتفاقم الأزمة المتعلقة بمقاتلي حركة حماس العالقين داخل أنفاق رفح في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل والمعروفة بـ"الخط الأصفر"، وسط مزيج من الضغوط الأميركية والمواقف الإسرائيلية المتشددة ورفض واضح من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس للاستسلام أو تسليم المقاتلين أنفسهم.
هذا الملف الذي ظهر مباشرة بعد سريان وقف إطلاق النار تحوّل إلى عقدة تفاوضية حساسة تهدد التفاهمات الميدانية في جنوب قطاع غزة.
ربط أميركي بين ملف غولدن وعناصر حماس داخل الأنفاقبحسب موقع أكسيس الأميركي، الذي نشر تقريرًا في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، برز خلال الأيام الماضية ربط مباشر بين إعادة جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن وبين إمكانية إيجاد مخرج لأزمة المقاتلين العالقين في الأنفاق. ووفق الموقع، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مارست ضغوطًا على حماس لإعادة الجثمان في إطار مقترح يُقدَّم كخطوة أساسية لبلورة نموذج يمكن البناء عليه لاحقًا لنزع سلاح الحركة واحتواء الوضع في رفح.
وفي موازاة هذه المقاربة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المبعوثين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف يصلان غدًا إلى إسرائيل لبحث ملف المقاتلين المحاصرين، فضلًا عن متابعة تنفيذ خطة وقف الحرب التي تعمل عليها واشنطن بالتنسيق مع تل أبيب.
إعادة الجثة كمدخل سياسي لحل الأزمةأما القناة 12 الإسرائيلية فقد نقلت عن مسؤول أميركي رفيع أن إعادة رفات غولدن قد تمنح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو هامشًا سياسيًا أكبر للموافقة على صيغة خروج منظّمة من الأنفاق.
وبحسب القناة، فإن المقترح الأميركي يقوم على تسلسل يبدأ بإعادة الرفات، ثم تسليم المقاتلين أسلحتهم، يلي ذلك منحهم مرورًا آمنًا نحو مناطق تخضع لسيطرة حماس أو إلى دولة ثالثة، على أن تُدمَّر الأنفاق بشكل كامل بعد إتمام العملية.
وفي الاتجاه نفسه، نقلت صحيفة معاريف عن مصدر إسرائيلي أن الضغوط الأميركية باتت تُمارس بهدف الحفاظ على استقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول، في ظل مخاوف من أن يؤدي استمرار حصار المقاتلين داخل منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى تجدد الاشتباكات.
Related حماس تعلن العثور عليه.. من هو هدار غولدن الذي فشلت إسرائيل في الوصول إلى رفاته طيلة 11 عامًا؟شهرٌ على وقف إطلاق النار في غزة: تحذيرات من تفاقم شحّ الإمدادات بالقطاع واستمرار الاعتداءات في الضفةالقسام تنتشل جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن.. وكاتس يتعهد بالعمل لإعادة جميع جثث الرهائن تشدد عسكري إسرائيلي: "قتل أو استسلام"وقبل أيام، أفادت القناة 12 بأن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عبّر خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغّر عن رفضه السماح بترحيل المقاتلين المحاصرين، معتبرًا أن الأزمة يجب أن تنتهي إما بقتلهم أو باستسلامهم، ومشيرًا إلى أن مفهوم الاستسلام من وجهة نظره يعني خروجهم شبه عراة، معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، ونقلهم مباشرة إلى معسكر سديه تيمان.
وفي سياق موازٍ، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه أصدر تعليمات واضحة تقضي بتدمير ومحو شبكة أنفاق حماس حتى آخر نفق، معتبرًا أن هذا المسار هو الركيزة الأساسية لعملية تجريد غزة من السلاح، ولا سيما داخل المنطقة الصفراء التي تشكل نحو 53 في المئة من مساحة القطاع.
موقف القسام: رفض مطلق للاستسلامفي المقابل، أصدرت كتائب القسام اليوم بيانًا أكدت فيه مفهوم الاستسلام غير وارد في قاموسها، وأن الجيش الاسرائيلي يتحمّل وحده مسؤولية الالتحام مع عناصرها داخل منطقة يسيطر عليها بالكامل، مؤكدة أنها التزمت بعملية استخراج الجثث رغم ما رافقها من ظروف شديدة التعقيد، وأن استكمال العملية يحتاج إلى طواقم ومعدات إضافية. كما حمّلت القسام الوسطاء مسؤولية إيجاد صيغة تكفل استمرار وقف إطلاق النار وتمنع إسرائيل من اتخاذ ذريعة لخرقه.
وفق كل هذه المعطيات، يظهر بوضوح أن الملف يقف على مفترق حساس يجمع تشددًا إسرائيليًا، مقابل موقف من القسام يرفض الاستسلام بالمطلق، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى منع انهيار وقف إطلاق النار من خلال ربط الملفات ببعضها ومحاولة فرض تسلسل يتيح تفكيك الأزمة تدريجيًا.
وهكذا يبقى مستقبل المقاتلين المحاصرين داخل أنفاق رفح معلّقًا بين مواقف متصلبة ومبادرات أميركية تحاول حصر المخاطر وحماية الهدنة، فيما يترقب الوسطاء نتائج زيارة ويتكوف وكوشنر المقبلة لإسرائيل وما إذا كانت ستفتح ثغرة في واحد من الملفات المعقدة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة حركة حماس غزة إسرائيل
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم