صور أقمار اصطناعية تظهر تدمير إسرائيل 1500 مبنى بعد اتفاق غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
أظهرت صور أقمار اصطناعية تدمير إسرائيل لأكثر من 1500 مبنى في قطاع غزة، منذ وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتشير الصور التي حللتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والتقط آخرها في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، استمرار أنشطة التدمير الإسرائيلية في غزة "على نطاق واسع"، بحسب تقرير للهيئة، الأربعاء.
وكشفت الصور أن الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي سويت بالأرض خلال شهر واحد من وقف إطلاق النار، وأن الدمار يتركز بشكل خاص في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس ومنطقة البيوك بالقرب من رفح.
وأكد التقرير تدمير أكثر من 1500 مبنى غير متضرر بالجرافات بعد وقف إطلاق النار.
وخلص إلى أن آلاف المباني دمرت في المناطق الواقعة خلف ما يعرف بـ "الخط الأصفر".
و"الخط الأصفر" هو الخط الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، ويشكل أكثر من نصف مساحة القطاع.
كما تشير الصور إلى تواصل عمليات الهدم أيضًا في حي الشجاعية وقرب مستشفى الإندونيسي شرق مدينة غزة.
ونقل التقرير عن "هـ أ هيللير" الخبير المساعد في "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، تأكيده أن هذا يعتبر "انتهاكًا واضحًا لوقف إطلاق النار، لكن واشنطن غير مستعدة لقبوله".
وأنهى اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، عامين من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وهذه الإبادة أسفرت عن أكثر من 69 ألفا قتيل فلسطيني، وما يزيد عن 170 ألفا جريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
شهر على "اتفاق غزة".. مستقبل ما تم إنجازه وما يجب أن يكون
غزة - خاص صفا
مرّ شهر على اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، لم يشهده فلسطينيون، وإن مرّت عليهم أيامه الثلاثين، فوقع الانفجارات وصوت الإسعافات المتجهة من وإلى المشافي، لم يتوقف.
ففي فجر يوم الخميس 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلن في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب "للسلام في قطاع غزة.
ويتكون وقف إطلاق النار الراعي له أمريكا وبوساطة مصر وتركيا وقطر، من ثلاث مراحل، شهدت المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًّا مقابل قرابة 1,900 أسير فلسطيني.
ووفق المعطيات الحالية الميدانية منها والسياسية، فإن المقاومة الفلسطينية بغزة التزمت بالاتفاق، بينما لا تتوقف "إسرائيل" عن اختلاق أحداث لاختراقه، وهي بهذا كمن يبحث عن إبرة في الرمال.
عشرات الخروقات ارتكبتها "إسرائيل"، بشهادة الراعين للاتفاق، فيما لم تنقضه المقاومة، التي وخلال ذلك بعثت رسائل تحذر الاحتلال من "شرّ الحليم إذا غضب".
خُرق بكافة المناطق
وتجاوزت عدد الخروقات التي ارتكبها الاحتلال منذ بدء سريان قرار وقف إطلاق النار أكثر من 250 خرقاً موثقاً شملت إطلاق نار مباشر تجاه المدنيين، وقتل وإصابة أكثر من 800 مدني، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وقال رئيسه إسماعيل الثوابتة لوكالة "صفا"، إن الاحتلال استمر باستهداف مناطق سكنية خلال الشهر، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى استمرار سياسة الحصار والتجويع.
وشدد على أن هذا السلوك يعكس موقف الاحتلال الواضح والقائم على تنفيذ سياسة عدوانية ممنهجة، والاستهانة بالقرارات الدولية، والإصرار على الضغط على السكان المدنيين وعرقلة جهود الإغاثة.
وأضاف أن ما جرى خلال الشهر الماضي يؤكد أن الاحتلال لم يلتزم بجوهر وقف إطلاق النار، بل تعامل معه بوصفه غطاءً لإدامة العدوان بأدوات مختلفة.
وحسب الثوابتة، فإن جميع مناطق قطاع غزة دون استثناء تعرضت لاعتداءات وخروقات بعد قرار وقف إطلاق النار، بدرجات متفاوتة.
ويوضح أن الاستهدافات متواصلة في وسط وجنوب القطاع بما في ذلك النصيرات، الزوايدة، البريج، المغازي، ورفح وخان يونس، إضافة إلى استمرار التضييق والقنص والاستهداف في مناطق متفرقة شمال القطاع.
كما يواصل الاحتلال اقتحام بعض المناطق وتنفيذ عمليات اعتقال ميدانية وتخريب ونسف للمنازل والبنية التحتية. ووفق الثوابتة، فإن هذا يعني أن وقف إطلاق النار لم يتحول إلى واقع فعلي على الأرض، وأن الاحتلال ما يزال يتعامل مع القطاع كمنطقة عدوان.
وعلى المستوى المستقبلي للاتفاق، فإن مرور شهر عليه يستحضر التساؤل، عما تم انجازه، وما المفترض أن يكون، حسب مختص بالشؤون السياسية.
ومحصلة اللاعودة وأخرى صعبة
ويقول عماد عواد لوكالة "صفا"، "باعتقادي حول ما تم إنجازه، فإنه يمكن القول بأنه لا يوجد خشية من العودة إلى حرب الإبادة كما كانت السابق".
ويضيف "مرور هذا الشهر في ظل وجود الرغبات الدولية والضغط الأمريكي والحراك الإقليمي والدولي، ساهم بشكل او بآخر إلى جعل الإبادة بشكلها السابق حلقة لن تعود".
إضافة لذلك، فإن الحرب بشكلها السابق والقتالي، كان مرهق بالنسبة لـ"إسرائيل" أيضاً، ليس بالنسبة لمستوى الدعاية الدولية والغضب الدولي والمسيرات، وإنما داخليًا على مستوى التجنيد وغيرها، حسب عواد.
ولكنه يرى أن المشكلة تكمن، فيما يجب أن يكون، موضحًا، أنه بعد شهر يمكن القول إن رؤية "ترامب"، كل بند فيها يحتاج لمفاوضات وتوضيح، وربما بعض جزئياتها هو نفسه لا يعرف آلية تخريجها والتعامل معها.
وهذا يعني بشكل أو بآخر، يقول عواد "أننا أمام مرحلة صعبة سيسودهاً الكثير من الجمود كما هو حاصل حالياً، بمعنى عدم التقدم بشكل جوهري إلى الأمام لا فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وخروج ودخول الغزيين، وإعادة الإعمار والقوة الدولية وغيرها".
ويصفها بأنها "مرحلة ستكون صعب في تجاه محاولة التوصل إلى تفاهمات في الكثير من التفاصيل تجاه هذه القضايا".
ويشير إلى النموذجين اللذين تحاول الولايات المتحدة التعامل معها، وهما غربي غزة وشرقيها، وهذا ما ربما يقودنا لحالة من التباين في التعاطي المستقبلي مع المنطقتين.
ومن وجهة نظره،فإن ما يمكن فهمه أننا أمام مرحلة شبه أنجزت وهي لا خوف من العودة للحرب، ولكن أيضًا أمام مرحلة يحاول فيها الاحتلال أن يطيل أمدها، وأخرى عدم الدخول فيها لفترة طويلة لحساباته الداخلية، من انتخابات ومحاولة لحسم القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، ومخاوفه الأمنية، أيضاً والكثير من القضايا.