نظمت دار الإفتاء المصرية اليوم الأربعاء، محاضرة علمية متخصصة بعنوان “الأحكام الشرعية وعلاقتها بالفتوى” ألقاها الدكتور علي عمر الفاروق، رئيس القطاع الشرعي بدار الإفتاء المصرية، وذلك ضمن فعاليات البرنامج التدريبي لطلاب الاتحاد العام للطلبة الإندونيسيين بالقاهرة، يأتي ذلك تحت رعاية د.نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

رئيس القطاع الشرعي بالإفتاء: الفتوى تمثل وظيفة علمية شرعية ذات أهمية كبرى في حياة المسلمين

في مستهل محاضرته، أكد الدكتور علي عمر الفاروق أن الفتوى تمثل وظيفة علمية شرعية ذات أهمية كبرى في حياة المسلمين، إذ تتعلق ببيان الحكم الشرعي في النوازل والمعاملات المستجدة، موضحًا أن صناعة الفتوى تتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعة الأحكام الشرعية ومراتبها وعلاقتها بالواقع المتجدد.

وأوضح أن الأحكام الشرعية تنقسم إلى ثلاثة أنواع: كلية تمثل المبادئ العامة التي تُستنبط منها القواعد الكبرى، وجزئية هي التطبيقات التفصيلية لتلك القواعد، وفردية وهي التي تُنزل على الوقائع الخاصة، وهي محل الفتوى، مشيرًا إلى أن الفتوى هي التطبيق العملي للحكم الشرعي العام على الواقعة الفردية بعد دراسة ظروفها وملابساتها بدقة

الدكتور علي عمر الفاروق: ننتهج منهج الوسطية والتوازن بين النصوص الشرعية والمصالح المعتبرة

وبيَّن أن دار الإفتاء المصرية تنتهج منهج الوسطية والتوازن بين النصوص الشرعية والمصالح المعتبرة، وفق القواعد العلمية المقررة في الفقه وأصوله، مؤكدًا أن المفتي لا يلتزم بمذهب فقهي بعينه حتى لا يضيّق على الناس، بل يختار من أقوال العلماء ما يحقق المصلحة العامة دون الخروج عن الرأي الشرعي المعتبر.

وضرب مثالًا بالحكم المتعلق بالمفقود الذي أخذ فيه المشرع المصري برأي ييسر على الناس، فحكم القاضي باعتباره ميتًا بعد مرور أربع سنوات من انقطاع أخباره، فإذا عاد المفقود ردت إليه أمواله إن كانت باقية، أما ما أنفقه الورثة فلا يُسترد لأنه اكتُسب بوجه شرعي صحيح، مبينًا أن هذا النهج يراعي رفع المشقة وتحقيق التيسير.

حكم رد الهدية من دون سبب شرعي .. الإفتاء توضحما حكم الشماتة في الموت وعواقبها؟.. الإفتاء تجيبما حكم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين؟.. الإفتاء تجيبحكم الوصية بمنع شخص من حضور الجنازة .. الإفتاء توضح

وأشار الدكتور علي عمر إلى أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، مستشهدًا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في اختلاف جوابه للشاب والشيخ في حكم القبلة في الصيام، وكذلك بما فعله ابن عباس رضي الله عنهما في فتواه حول توبة القاتل بحسب حال السائل ونية الفعل، موضحًا أن الفتوى ليست حكمًا شرعيًا عامًّا بل حكم فردي مرتبط بظروف السائل.

وأوضح أن تغير أحوال الناس له أثر مباشر في الفتوى، فمثلًا مسألة توثيق الزواج لم تكن شرطًا من قبل، لكن مع تغير الضمائر وضياع الحقوق صار التوثيق ضرورة لحفظ الحقوق، وكذلك في قضية “الشبكة” تغيرت الفتوى تبعًا لأحوال المجتمع والصراعات الأسرية، فعادت دار الإفتاء إلى الرأي الحنفي الذي يفرق بين ما قبل العقد وما بعده تحقيقًا للعدل والتوازن.

وأكد رئيس القطاع الشرعي أن المفتي لا يصدر فتواه بمعزل عن أهل التخصص، بل يستعين بالخبراء في المجالات الطبية أو الاقتصادية أو الاجتماعية إذا اقتضت المسألة، مشيرًا إلى مثال تعامل دار الإفتاء مع قضية البنوك، حيث تغير الحكم بعد أن تطور النظام المصرفي إلى كونه استثماريًا يحقق العدالة بين المودع والمؤسسة.

واختتم الدكتور علي عمر محاضرته موضحًا آلية إدارة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حيث تُعرض الأسئلة على اللجان الشفوية أولًا، ثم تُحال المسائل المتخصصة إلى لجان نوعية كالمشكلات الزوجية والمنازعات وقضايا الإلحاد، بما يعكس حرص الدار على معالجة قضايا المجتمع معالجة علمية متكاملة تجمع بين الفهم الشرعي والدراسة الواقعية.

طباعة شارك دار الإفتاء الإفتاء الأحكام الشرعية وعلاقتها بالفتوى الدكتور علي عمر الفاروق رئيس القطاع الشرعي بدار الإفتاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء دار الإفتاء المصریة الأحکام الشرعیة أن الفتوى

إقرأ أيضاً:

حكم التدخل في حياة المشاهير.. أمين الإفتاء: من حسن الإسلام ترك المرء ما لا يعنيه

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حق الناس في إبداء الرأي وتحليل حياة الآخرين، خصوصًا المشاهير، قائلاً إن من حسن الإسلام ترك ما لا يعني الإنسان، وعدم الحكم على الآخرين جزافًا.

حكم التدخل في حياة المشاهير

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن التدخل في حياة الناس أو إصدار أحكام على صوابهم أو خطئهم بدون معرفة دقيقة وباطنة يعد تصرفًا خاطئًا، وقد يؤدي إلى التجسس ونبش الأخبار والتلصص على الآخرين، مؤكدًا أن الإنسان لا يجب أن يجعل نفسه قاضيًا على الناس.

هل حددت الشريعة قيمة المهر؟.. أمين الإفتاء: هذا ما أوصى به الشرعهل العين فلقت حجر الليثي والحسد سبب موته وابنه؟.. الإفتاء تحذرهل يجوز ترك المريض النفسي إذا أصبح خطرا على أسرته؟.. أمين الإفتاء يوضحهل قائمة المنقولات من ضمن المهر؟.. أمين الإفتاء: التوثيق يحفظ حقوق الطرفين

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن الاكتفاء بالنظر إلى حياة الشخص لنفسه ودعاء الله له بالهداية أفضل من إصدار أحكام عامة، وأن الحكم على الآخرين بدون توثيق أو معرفة حقيقية ليس جائزًا شرعًا.

ونبه أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى خطورة الانشغال المستمر بمتابعة أخبار الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذا السلوك قد يشتت الانتباه عن الاهتمام بالأسرة والحياة الواقعية، وقد ينعكس سلبًا على الأجيال القادمة التي تكبر وسط هذه البيئة الافتراضية.

وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء "كل إنسان مسؤول عن نفسه، وأفضل ما يمكن فعله هو التركيز على حياتنا الخاصة، وترك الآخرين ودعاء الله لهم بالهداية، فهذا من حسن الإسلام ويجنبنا الوقوع في الظلم وإثارة الفتن".

طباعة شارك التدخل في حياة الناس أمين الفتوى في دار الإفتاء حكم التدخل في حياة المشاهير دار الإفتاء الإفتاء الدكتور علي فخر

مقالات مشابهة

  • هل نسيان سجدة في الصلاة يبطلها أم يكتفى بسجود السهو؟
  • حكم الوصية بمنع شخص من حضور الجنازة.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز للزوج الحلف بالطلاق على أي سبب؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • هل مؤخر الصداق يحق للمرأة إذا توفي زوجها؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم التدخل في حياة المشاهير.. أمين الإفتاء: من حسن الإسلام ترك المرء ما لا يعنيه
  • الإفتاء: نشر المقاطع غير الأخلاقية على وسائل التواصل «حرام شرعًا وقانونًا»
  • البحوث الإسلامية يعقد ندوة حول اللُّغة العربيَّة وأثرها في فهم النَّص الشرعي
  • «المصرف المركزي» و«الإمارات للإفتاء الشرعي» يطلقان برنامجاً للمعاملات المالية الإسلامية
  • كيف نتعامل مع الأب الظالم؟.. أمين الإفتاء: الصبر هو الطريق الأمثل