تحرّكت، يوم الأربعاء، مركبات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر برفقة عناصر من كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، شرق مدينة غزة، ضمن عملية ميدانية للبحث عن بقايا جثث رهائن إسرائيليين، وسط دمار واسع خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

انطلقت العملية، التي تجري بتنسيق مباشر بين الصليب الأحمر وحركة حماس، في المنطقة المعروفة بـ"الخط الأصفر"، الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية.

وبدأت فرق ميدانية بالتنقيب في مواقع يُعتقد أنها تحوي رفات رهائن إسرائيليين، ضمن ترتيبات أمنية وإنسانية مشددة لضمان التزام المعايير الدولية خلال تنفيذ المهام.

وتواجه فرق البحث تحديات لوجستية كبيرة بسبب الدمار الواسع الذي طال المنطقة خلال الأشهر الماضية، ولم يُعرف حتى الآن ما إذا كانت العملية قد أسفرت عن نتائج ملموسة.

Related إسرائيل تفتح معبر "زيكيم" أمام المساعدات إلى غزة... والأمم المتحدة تحذر من تعقيدات إيصالهاشهرٌ على وقف إطلاق النار في غزة: حماس تسلم رفات الضابط هدار غولدن و3 غارات إسرائيلية على جنوب لبنانفيديو - بين الركام والخيام.. أطفال غزة يعودون إلى مدارسهم وسط معضلة النزوح الكبرى

ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، سلّمت حماس جثث 24 رهينة كانوا محتجزين خلال العامين الماضيين، فيما لا تزال جثث أربع رهائن أخرى في القطاع المدمّر.

ووفق المرحلة الأولى من الاتفاق، تُعيد إسرائيل مقابل كل رهينة إسرائيلي جثامين 15 فلسطينيًا، في عملية تبادل تُعدّ أساسية ضمن التفاهمات التي رعتها واشنطن.

انتشال جثامين فلسطينيين

في سياق متصل، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، عن انتشال 35 جثة لفلسطينيين مجهولي الهوية من إحدى مناطق القطاع، والتي كانت قد دُفنت على عجل خلال الحرب المدمرة التي شنّتها إسرائيل.

ووفق البيان، جرى استخراج الجثامين من ساحة عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة ونقلها إلى مستشفى الشفاء لأخذ عينات منها وحفظها، بانتظار استكمال التنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية للتعرّف إلى أصحابها.

وأضاف الدفاع المدني أن الجثامين ستُنقل بعد 48 ساعة إلى مقبرة الصليب الأحمر في مدينة دير البلح وسط القطاع.

عناصر من حماس وعمال مصريون يبحثون عن جثث رهائن، برفقة أعضاء من الصليب الأحمر الدولي شرق مدينة غزة، الأربعاء 12 نوفمبر 2025. Jehad Alshrafi/AP

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد تسلّمت الجهات المختصة جثامين 315 قتيلًا ضمن الدفعات التي سلّمها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا في إطار صفقة التبادل. وقد ذكرت إدارة لجنة الجثامين أن الفحص الأولي أظهر آثار تقييد محكم للأيدي وتغطية للعيون، إلى جانب جروح عميقة وكدمات وإصابات ناتجة عن طلقات نارية.

وتواجه الطواقم الطبية صعوبات كبيرة بسبب نقص أدوات فحص الحمض النووي اللازمة لتحديد الهويات بدقة.

وبالتوازي مع هذه التطورات، كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أمس أن أسرى فلسطينيين أفرج عنهم مؤخرًا من قطاع غزة رووا شهادات صادمة حول انتهاكات جسيمة تعرضوا لها داخل السجون الإسرائيلية، شملت الاغتصاب، والتعرية القسرية، وتصويرهم وهم عراة، فضلًا عن الاعتداء عليهم بالأدوات الحادة والكلاب.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل الصحة دراسة جمهورية السودان دونالد ترامب غزة إسرائيل الصحة دراسة جمهورية السودان حركة حماس الصليب الأحمر إسرائيل وقف إطلاق النار فلسطين جثة ـ جثث دونالد ترامب غزة إسرائيل الصحة دراسة جمهورية السودان ألمانيا تكنولوجيا فرنسا الذكاء الاصطناعي قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصلیب الأحمر

إقرأ أيضاً:

محاصرون يرفضون الاستسلام..ما قصة 200 مقاتل قسامي التي أشغلت العالم؟

تتصدر قضية المقاومين الفلسطينيين العالقين داخل الأنفاق في مدينة رفح المدمّرة جنوب قطاع غزة المشهد السياسي والأمني، بعدما أصبحت محور الجهود الدولية الساعية للانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واستخدم الاحتلال الإسرائيلي هذه القضية لإثارة أزمة جديدة ضمن مساعيه الرامية إلى إبطاء تنفيذ الاتفاق وإضافة مزيد من التعقيدات أمام جهود التهدئة.

وتحوّل مصير المقاومين المحاصرين في رفح إلى موضوع خلاف بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، بينما تتحدث تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن ضغوط تمارسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدفع الجانبين نحو حل هذه الأزمة بما يضمن استمرار وقف إطلاق النار.

وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن المقاتلين العالقين هم من عناصرها، وأنهم ما زالوا داخل مناطق خاضعة لسيطرة قوات الاحتلال في رفح، وتحديدًا ضمن ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية وفق المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، وتشمل حدوده كامل مدينة رفح.

ويقدّر الاحتلال الإسرائيلي عدد هؤلاء المقاتلين بين 150 و200 مقاتل، بينما لم تصدر عن حماس أو كتائب القسام أي بيانات تتعلق بأعدادهم. وفي التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنود الاحتياط إثر استهداف قوة عسكرية في رفح، مدّعيًا أن ذلك يشكل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

وردّ الاحتلال بسلسلة غارات عنيفة على مختلف مناطق قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من مئة فلسطيني، فيما تعرضت رفح لقصف متكرر وعمليات تدمير جديدة. وقبل ذلك بعشرة أيام، أعلن الاحتلال مقتل جنديين في المنطقة نفسها، واتخذ من الحادثة ذريعة لشن هجمات إضافية أودت بحياة نحو خمسين فلسطينيًا.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا متواصلة على الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس لإغلاق هذا الملف. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس ترامب طالبت حماس بتسليم جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، الذي قُتل في عملية للمقاومة برفح عام 2014، تمهيدًا للتوصل إلى تفاهم ينهي أزمة المقاتلين داخل الأنفاق.

وأعلنت كتائب القسام مؤخرًا أنها أعادت رفات غولدن، وهو ما أكدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد تسلم الجثة رسميًا.

ومن المتوقع أن تكون هذه المسألة على جدول محادثات المبعوثين الأميركيين جاريد كوشنر وستيفن ويتكوف مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة.

وتداولت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية عدة مقترحات لحل الأزمة، بينها السماح للمقاتلين بالخروج الآمن إلى داخل غزة مقابل تسليم سلاحهم، أو نقلهم إلى دولة ثالثة بعد مغادرتهم الأنفاق، فيما دعا بعض المسؤولين في الاحتلال إلى إجبارهم على الاستسلام أو مواجهة الموت داخل الأنفاق.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاتلين المتحصنين داخل أنفاق رفح لن يستسلموا، داعية الوسطاء إلى التحرك العاجل لإيجاد حل للأزمة التي تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار القائم.

وأوضح القيادي في الحركة إسماعيل رضوان، في تصريح لقناة الجزيرة، أن حماس أبلغت الوسطاء باستعدادها لترتيب عملية آمنة لإخراج المقاتلين من المنطقة التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي خلف "الخط الأصفر"، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي سيتحمل كامل المسؤولية عن أي تصعيد ميداني في حال اقتحامه أماكن تواجد المقاتلين.

وفي سياق متصل، حذرت كتائب القسام – الجناح العسكري لحماس – أمس الأحد الاحتلال الإسرائيلي من أي محاولة للاشتباك مع عناصرها العالقين في رفح، مؤكدة أن خيار "الاستسلام أو تسليم النفس" غير مطروح على الإطلاق في قاموس المقاومة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تركي رفيع أن بلاده لعبت دورًا محوريًا في تسهيل عملية إعادة رفات الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، الذي قُتل في عملية للمقاومة برفح عام 2014. وأضاف المسؤول أن أنقرة تواصل جهودها لتأمين ممر إنساني آمن لنحو 200 فلسطيني ما زالوا عالقين داخل أنفاق غزة، في إشارة إلى مقاتلي حماس، وذلك في إطار مساعٍ أوسع لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع تفجر الأوضاع مجددًا في القطاع.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند محاصرون يرفضون الاستسلام..ما قصة 200 مقاتل قسامي التي أشغلت العالم؟ الرد بالمثل.. الصين تعلق رسوم الموانئ على السفن الأميركية عائلة الضابط "غولدن" ترفض طلب نتنياهو لزيارتها بعد إطلاق سراحه.. هذا طعام ساركوزي خلال 20 يوما من السجن مبعوثا ترامب في إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاًترامب يُطلق عطوره الجديدة تخليدًا لترتيبه بين الرؤساء © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يقتحمون مقر الصليب الأحمر بصنعاء عقب وصول شحنة مساعدات
  • دعوات من الصليب والهلال الأحمر لحماية المدنيين بالفاشر.. مشاهد لا ينبغي أن تحدث أبدا
  • إسرائيل تسلم 15 جثماناً لفلسطينيين محتجزة لديها عبر الصليب الأحمر
  • محاصرون يرفضون الاستسلام..ما قصة 200 مقاتل قسامي التي أشغلت العالم؟
  • بالرغم من التنكيل والإختطافات المستمرة.. الصليب الأحمر يسلم سلطات الحوثيين أكثر من 35 طنا من المساعدات الطبية
  • الخطوة السرية التي تُحاك منذ أشهر: كيف تخطط تركيا لمعاقبة إسرائيل
  • الصليب الأحمر: أزمة السودان الكبرى عالميا والنازحون يفتقدون أبجديات الحياة
  • كتائب القسام تعلن رفض استسلام مقاتليها في رفح وتحمل إسرائيل مسؤولية الاشتباكات الجارية هناك
  • جيش الاحتلال يعلن تسلم رفات هدار غولدن.. أكّد هويته