«محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تنظم ندوة «الإمارات موطن التسامح والسلام»
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةنظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بمقرها في أبوظبي، ندوة بعنوان «دولة الإمارات موطن التسامح والسلام»، ضمن جهودها لتعزيز البحث العلمي والحوار الفكري حول القيم التي تمثل جوهر النموذج الإماراتي، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين.
كما أقيمت هذه الندوة للتأكيد على أن التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة يمثل قيمة أصيلة في فلسفة بناء الدولة، ونهجاً ثابتاً في رؤيتها للإنسان والعالم، انطلاقاً من رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن تنوع البشر واختلاف ثقافاتهم مصدر غنى للحياة الإنسانية، وأن الإيمان بقدرة الإنسان على العطاء هو أساس الاستقرار والازدهار، فكانت النتيجة نموذجاً فريداً في المنطقة والعالم، يجمع بين التنوع الثقافي والاحترام المتبادل، والعمل المشترك من أجل الخير العام.
وانطلقت أعمال الندوة بكلمة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، التي أكد من خلالها أن الإمارات أصبحت قلب العالم النابض بالسلام والتسامح تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأضاف أن ريادة الإمارات لأعمال الخير منيعة بإيمانها وملجأ للإنسان حين يضيق العالم، وحيثما وجدت الإمارات ساد الهدوء والاستقرار وحضرت الحكمة، وأن التاريخ سيكتب حماية الإمارات للدين من تهافت الخونة، بفضل ما قدمته من مشاريع وقفت ضد منهجهم المتهافت.
رؤية إسلامية وإنسانية
من جانبه، قال الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن التسامح رؤية إسلامية وإنسانية معاً، أطلقت منها الإمارات مجتمعاً متجانساً يضم تنوعاً ثقافياً مختلفاً بفضل سياستها الرشيدة المتمثلة في تبنيها لثقافة السلم والتسامح ونبذ التطرف والكراهية، ولاسيما أنها من بين الدول القليلة التي أعطت معنى جديداً للعمل الخيري الإنساني، وتمكنت بفضل مساعيها الخيرة من النهوض بالإنسان في مختلف بقاع العالم.
إلى ذلك، أشار الدكتور عارف النايض، عضو المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إلى أن مفهوم التسامح من أدق المفاهيم وأعقدها، وهو موقف معرفي وأخلاقي فعال، وهو كذلك شرط الوجود الإنساني، وقال: إن دولة الإمارات لم تكتف بالدفاع عن حرمة التسامح، بل تجاوزت ذلك إلى بناء إيجابي فعال لهذا المفهوم ضمن حدود الدولة والأمن العام والتواصل الحضاري الذي يعزز أسس السلام والاستقرار والانفتاح المحمود على العالم، لافتاً إلى أن التسامح كمفهوم قد يتحول إلى نقيضه إذا لم تكن له حدود تحافظ على هوية الإنسان وتميزه.
التجربة الإماراتية
من جهته، أكد الدكتور محمد نوح القضاة، عضو الهيئة التدريسية بالجامعة، أن نموذج دولة الإمارات في التعايش والتسامح يفتخر به أمام الآخرين، وهما ليسا تنازلاً عن الهوية أو تراجعاً عن العادات والتقاليد، وإنما هو تمسك بالثقافة الإسلامية السمحة، مقدماً أمثلة عدة على ذلك من واقع التجربة الإماراتية، مشيراً إلى المبادرات التي أطلقتها الدولة لترسيخ قيم التعايش، فضلاً عن البيئة التشريعية التي تكفل الاحترام المتبادل وحرية المعتقد، مؤكداً أن هذه التجارب رسّخت مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة في بناء مجتمع يسوده السلام والوئام. كما تحدث في ندوة «الإمارات موطن التسامح والسلام» الدكتور عمر البشير، عضو الهيئة التدريسية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مؤكداً أن معركة الإمارات تتمثل في استعادة الدين من مختطفيه من بعض المتطرفين، مشدداً على أن الجماعات المتطرفة قتلت التسامح وسعت لمحوه من الواقع.
كما أكد د. عدنان إبراهيم، مستشار في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خلال مداخلته، أن الإمارات بلد التسامح والتعايش في العصر الحديث الذي يأوي إليه القاصي والداني وفيها يتجلى التدين المعتدل والوسطي الذي يتجافى مع التطرف والكراهية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات قد أصبحت نموذج الدولة العربية الإسلامية الفريد الذي نعتزّ به ونفتخر به مدنياً وحضارياً. ومن جانبه قال الدكتور عبدالله السيد ولد أباه، أستاذ الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة نواكشوط الموريتانية، إن التسامح في دولة الإمارات أصبح مفهوماً أخلاقياً، انطلاقاً من فكرها وثقافتها ومواقفها، متجاوزة بذلك السياق القانوني له.
مشروع تحويلي
قال الدكتور يوسف حميتو، عضو الهيئة التدريسية بالجامعة، إن الاستثمار في التسامح ليس مجرد سياسة دفاعية، بل هو مشروع تحويلي يعيد تشكيل العلاقة بين الدولة والمجتمع وبين الأمن والإبداع، وأضاف أن التجربة الإماراتية في تعزيز القيم تقدم إجابة عملية على أن القيم تبنى وتؤسس، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تمثل نموذجاً متقدماً لهذا الاستثمار، فهي مؤسسة مكرسة جهودها لإنتاج المعرفة حول التعايش.
واختتمت الندوة بإلقاء قصيدة شعرية باللغة العربية الفصيحة قدمها محمد الأمين جوب، طالب دكتوراه الفلسفة في اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وأحد المشاركين السابقين في برنامج «أمير الشعراء»، عبر فيها عن فخره بالنهج الإنساني والحضاري لدولة الإمارات، مستحضراً قيم التسامح والعطاء التي أرساها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومؤكداً في قصيدته «سيد العرب» مكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رمزاً للحكمة والسلام واستمراراً لمسيرة الخير والبناء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الإمارات التسامح خليفة الظاهري رضوان السيد جامعة محمد بن زاید للعلوم الإنسانیة التجربة الإماراتیة دولة الإمارات آل نهیان
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يفتتح المهرجان الوطني للتسامح في أبوظبي بعد غد
يفتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، مساء بعد غد "الجمعة"، فعاليات وبرامج وأنشطة المهرجان الوطني للتسامح والتعايش في دورته السابعة، والتي تنظمها وزارة التسامح والتعايش خلال الفترة من 14 وحتى 18 من نوفمبر الحالي بحديقة أم الإمارات في أبوظبي.
وتشارك الصين هذا العام كضيف شرف المهرجان، فيما تحرص الدورة الجديدة أن تصل أنشطتها إلى كافة فئات المجتمع الإماراتي من المواطنين والمقيمين، والأسرة والطفل، وطلاب المدارس والجامعات، وكافة المؤسسات.
ويركز المهرجان هذا العام على الأنشطة المتعلقة بعام المجتمع ويتخذ شعار "يدا بيد" كشعار رئيسي لكافة فعالياته، إضافة إلى الأنشطة المتعلقة بالرسالة العالمية للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية والتي تحمل الأهداف السامية للمهرجان إلى كافة فئات المجتمع بمختلف ثقافتها ولغاتها وعقائدها.
ويتقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مسيرة التسامح والتي تحمل عنوان "مسيرة التسامح نحو المريخ" بمشاركة عدد كبير من المفكرين والمسؤولين، وعدد من سفراء الدول لدى الإمارات إضافة إلى كافة فئات المجتمع.
كما يضم المهرجان هذا العام أكثر من 49 جناحا تستعرض ما يقدمه شركاء الوزارة من المؤسسات الحكومية والخاصة وسفارات الدول الشقيقة والصديقة من أنشطة وعروض ومقتنيات تراثية بما يجعله مناسبة عالمية ووطنية فريدة، تعزز من خلاله وزارة التسامح والتعايش قيم التعاطف والحوار والتعايش السلمي وقبول الآخر، إضافة إلى ركن الهوية الوطنية الذي يحمل عنوان "هوية منفتحة على العالم" الذي يضم معرضا للكتب من إصدارات وزارة التسامح والتعايش وصندوق الوطن إضافة إلى أنشطة معرفية ثقافية وفنية تقدم للأطفال والأسر وتركز على القيم الإماراتية الأصيلة، كما يضم "جدارية التسامح" والذي يشارك في إنجازها أكثر من 15 فنانا تشكيليا إماراتيا وعالميا وتتناول دور الفنون في تعزيز قيم التسامح.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك، في تصريح بهذه المناسبة :" إن المهرجان مناسبة وطنية سنوية نحتفل من خلالها باليوم العالمي للتسامح، عبر أنشطة ومبادرات تعزز قيم التسامح والتعايش والإخوة الإنسانية واحترام الآخر"، لافتا إلى أن المهرجان يعد فرصة للتعريف بالتجربة الإماراتية في التسامح، إضافة لاستعراض التجارب العالمية الأخرى، التي تركز على الاحتفاء والاعتزاز، بقيم التعايش والسلام والتعاون بين الجميع.
أخبار ذات صلةوأضاف أن المهرجان يركز أيضا على كل ما تمثله أقوال وأفعال القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، كنموذج إنساني ووطني وعالمي فريد في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وهو الدرب الذي يسير عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، كي تكون الإمارات النموذج والقدوة إقليميا وعالميا في تعزيز التعايش السلمي بين البشر، والدعوة لما فيه خير البشر في كل مكان.
ورحب معاليه بمشاركة جمهورية الصين الشعبية الصديقة في أنشطة المهرجان كضيف شرف لهذا العام، مؤكدا اعتزازه بمشاركة كافة الثقافات العالمية في هذا الحدث الكبير الذي يجسد صور التواصل والتعارف والحوار بين مختلف الأمم والشعوب تحت مظلة واحدة عنوانها التسامح والتعايش بين البشر، مثمنا دور شركاء وزارة التسامح والتعايش من المؤسسات المحلية والاتحادية والدولية التي تشارك في الحدث هذا العام.
وأوضح أن من أهم عوامل نجاح هذه المهرجان هو وصول رسالته إلى الجميع، سواء من خلال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة التي نعتبرها شريكا رئيسيا في كل الفعاليات التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش، أو من خلال الحضور الكثيف لكافة فئات المجتمع من الشباب والأطفال والأسر من المواطنين والمقيمين، ومن الجاليات المختلفة لمتابعة العروض الغنائية والتراثية والموسيقية والفلكلورية وغيرها من الأنشطة التي تعكس الوحدة والتلاحم المجتمع بين كافة الفئات وتجسد معاني وقيم التعايش والتسامح، والأخوة الإنسانية في أبها صورها.
وتشارك في المهرجان الوطني للتسامح هذا العام العديد من الدول التي تعرض رؤيتها للتسامح والتعايش الإنساني من خلال أجنحة خاصة بها ومنها الصين وتايلاند والفلبين وأندونيسيا والبارغواي ونيبال وكازاخستان والمالديف والأردن وفلسطين وجواتيمالا وهنغاريا وألمانيا وتيمور الشرقية وإيران وغينيا وزيمبابوي والهند، وتشارك هذه الدول بعروض فنية وفلكلورية لفرقها الفنية.
كما تشارك العديد من المؤسسات المحلية والاتحادية بأجنحة خاصة لها في المهرجان ومنها بلدية الظفرة ومجلس حكماء المسلمين ودائرة البلديات والنقل ووزارة الصحة ووقاية المجتمع ومركز الإحصاء – أبوظبي والهيئة الاتحادية للرقابة النووية وأندية التسامح وكليات التقنية العليا وجامعة الإمارات وأدنوك ومستشفى برجيل ومعبد السيخ بدبي والكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بأبوظبي ومؤسسة التنمية الأسرية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي وجناح المعرفة بهيئة أبوظبي للتراث والأرشيف والمكتبة الوطنية ومؤسسة زايد لأصحاب الهمم والبيت الإبراهيمي وموانئ أبوظبي ومسجد الشيخ زايد الكبير.
كما يشارك 12 فنانا تشكيليا في إنجاز جدارية التسامح، ومنهم الفنان التشكيلي إيهاب حذيفة، والفنانة هناء عمارة، وشيرين المتولي، والدكتورة شروق عبدالله، وجميلة السعيد، ومحاسن محمد، ورنا أبي كامل، وأميرة رمسيس ومنى الطويل، وآخرون يحملون ألوان التسامح والتعايش بمعانيها السامية على المستوى العالمي.