الإطاحة بأكبر عصابة احتيال رقمي ببريطانيا
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
البلاد (وكالات)
أصدرت محكمة «ساوثوورك كراون» في لندن حكماً بسجن امرأة صينية لمدة 11 عاماً وثمانية أشهر، بعد إدانتها بتهم غسل الأموال وحيازة وتحويل أموال تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة. وتعد القضية من أكبر قضايا الاحتيال المالي الرقمي التي واجهتها بريطانيا؛ إذ أسفرت عن مصادرة عملات مشفرة تفوق قيمتها 5 مليارات جنيه إسترليني، في أكبر عملية من نوعها بتاريخ البلاد، وتم اعتبار المتهمة تشي مين تشيان- 47 عاماً- العقل المدبر وراء الجرائم- بحسب صحيفة إندبندنت.
بدأت خيوط القضية عندما اكتشفت السلطات البريطانية تحويلات مالية ضخمة مشبوهة مرتبطة بمحافظ بيتكوين. وقادت التحريات إلى تشي مين تشيان، وهي مواطنة صينية كانت تدير شبكة احتيالية واسعة بين عامي 2014 و2017، استهدفت أكثر من 128 ألف ضحية في الصين. واستخدمت المتهمة واجهات استثمارية مزيفة لجمع الأموال من ضحاياها، مدعية أنها تمنحهم فرصاً مضمونة للربح من تداول العملات المشفرة، قبل أن تحول المبالغ إلى بيتكوين، وتخفي أثرها عبر سلسلة من المعاملات الرقمية المعقدة.
أوضحت الشرطة البريطانية أن التحقيق استغرق سنوات من العمل التقني والتحليل الرقمي، نظراً لتعقيد آليات التتبع في عالم العملات المشفرة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية تخسر سيون أسيدون
رحل منذ أيام المناضل المغربي سيون أسيدون (1948- 2025)، المنحدر من عائلة يهودية، كانت مقيمة في مدينة آسفي قبل الانتقال إلى مدينة أكادير والدار البيضاء لاحقا، عُرف أسيدون بنضاله الشرس والمستميت تجاه القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، والمنخرط في حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل المعروفة (بي دي أس). أسيدون الذي يخاصم كل من يصنفه كيهودي مثلما علق الكاتب المغربي سليمان الريسوني (1972)، ويصف جنود الاحتلال ذوي الأصول المغربية بالدواعش. مثله مثل الكاتب الإسرائيلي شلومو ساند صاحب كتاب « كيف لم أعد يهودياً؟» الذي يقول: « أنا إسرائيلي سواء بصيرورتي اليومية أو بثقافتي الأساسية، ولا أعتز بذلك بشكل خاص حتى أنني في أحيان متقاربة جدا أخجل بإسرائيل، وخاصة في لحظات ذروة أدائها العسكري عديم الرحمة تجاه الضعفاء معدومي الحماية».
ولد سيون بمدينة آسفي بعد سنة من قرار تقسيم فلسطين، ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة أكادير وبعد اثنتي عشرة سنة نزحت عائلته إلى الدار البيضاء نتيجة للزلزال الذي تعرضت له المدينة عام 1960م، وذهب ضحيته أكثر من خمسة عشر ألف فقيد، في الدار البيضاء أنهى أسيدون دراسته الثانوية قبل التوجه إلى باريس وانخراطه في الحراك اليساري الفرنسي خاصة احتجاجات الطلبة في باريس عام 1986. ثم رجع إلى المغرب وانحاز لفكره اليساري الذي أدخله إلى السجون ودفع ثمن ذلك بإيداعه في السجن وقضى أكثر من 12 عاما في الحبس.
رفضت عائلة أسيدون الهجرة إلى إسرائيل التي عملت على مخطط التهجير لاستقطاب اليهود العرب من الدول العربية، واستخدمت في ذلك حملات الترهيب والترغيب، وكانت تستهدف الطبقات الفقيرة، أما الأسر الميسورة الحال، فقد فضّلت الهجرة إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا أو البقاء حيث وجدت مساحة من الأمان. وقد أخبرتني المخرجة اللبنانية اليهودية هيني سرور (1945) مخرجة فيلم «ساعة التحرير دقت» الذي دخل المنافسة في مهرجان (كان) السينمائي عام 1974، وكذلك فيلمها الشهير ليلى والذئاب». أخبرتني أنها رفضت الاستجابة للهجرة إلى إسرائيل، ونتيجة لذلك الرفض عاشت في باريس حالة من المقاطعة من قبل المؤسسات السينمائية الخاضعة للتمويل الصهيوني.
سقط أسيدون في حديقة منزله في شهر أغسطس الماضي ولم يتم الكشف إلى الآن عن أسباب الحادث، في الشهر ذاته رحل المناضل اليساري المغربي عزيز المنبهي (1950-2025) شقيق المناضلة سعيدة المنبهي (1952-1977) التي توفيت في السجن نتيجة إضرابها عن الطعام. وبذلك فقد المجتمع المدني المغربي هذا العام أهم الأصوات النضالية المتضامنة مع فلسطين وحقوق الشعب المغربي.
يمثل أسيدون الضمير الإنساني الحي المتعاطف مع القضايا العادلة، يتقاطع نضاله مع نضال المناضل المغربي اليهودي ابراهام السرفاتي (1926-2010) الذي رافقه في السجن خلال سنوات الجمر والرصاص التي شهدها المغرب في السبعينيات والثمانينيات، وفي عام 1982 وجّه الاثنان رسالة إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يدعوان إلى الانضمام إلى منظمة التحرير، وحدهما اليهود الذين جاهروا بالعداء للصهيونية بل شاركهم مغاربة يهود آخرون مثل إدمون عمران المالح (1917-2010) صاحب المقولة الشهيرة المتداولة عنه :«أنا مغربي يهودي لا يهودي مغربي، مناضل عربي وطني، أحمل بلدي المغرب أينما ذهبت».
نُذكّر بالمناضلين الأحرار مع القضية الفلسطينية الذين تخلوا عن الأيديولوجيات العنصرية التي تعلي شأن العرق والجذور على حساب القيم الإنسانية العادلة. سيذكر التاريخ ويُخلد أولئك الذين دفعوا الثمن في سبيل تحرير الإنسان وإقامة العدالة، وإذا خسرت فلسطين مناضلين شرفاء أمثال أسيدون والسرفاتي والمالح، فقد كسبت أصوات مناضلين أحرار من كل أنحاء العالم، يتعاطفون مع قضية فلسطين ويدافعون عن الإنسان هناك.