شاركت دولة قطر في فعاليات الاحتفال بيوم الوثيقة العربية لعام 2025، الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مقرها بالقاهرة اليوم، تحت شعار "جامعة الدول العربية: ثمانون عاما من العمل العربي المشترك"، وذلك بالتنسيق مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف أرابيكا.

مثل دولة قطر في الاحتفالية وفد برئاسة الدكتور أحمد بن عبدالله البوعينين، الأمين العام لدار الوثائق القطرية، ورئيس لجنة "ذاكرة العالم" للمنطقة العربية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

وفي كلمته خلال الاحتفال، قال الدكتور أحمد بن عبدالله البوعينين: إن الوثيقة العربية بكل أشكالها ليست مجرد ورقة أو سجل جامد، بل هي شاهد على مسيرة الإنسان العربي، وعلى فكره وإبداعه ونضاله من أجل الكرامة والوحدة والتقدم، لافتا إلى أن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية هو في جوهره احتفال بالهوية والذاكرة والوعي الجمعوي الذي يجمعنا من المحيط إلى الخليج.

وأضاف: "إنه من هذا المنطلق، فإن برنامج ذاكرة العالم العربي الذي أطلقته منظمة اليونسكو يأتي لحفظ التراث الإنساني الوثائقي وصون ما هو معرض للضياع والنسيان"، معربا عن سعادة المنطقة العربية بأن يكون لها ضمن هذا الإطار لجنة إقليمية لبرنامج ذاكرة العالم العربي، تعمل على تسجيل الوثائق والمخطوطات والمواد السمعية البصرية ذات القيمة التاريخية والحضارية الفريدة.

وتابع قوله: "مع ذلك، فإن الحقيقة التي يجب أن نقف أمامها اليوم بكل شفافية هي أن نسبة المشاركة العربية في هذا البرنامج لا تتجاوز 4% من مجموع الوثائق المسجلة عالميا، وهذه النسبة لا تعكس بأي حال حجم إسهام حضارتنا العربية في صناعة التاريخ والمعرفة الإنسانية"، مؤكدا أن التعاون العربي المشترك هو المفتاح لسد هذه الفجوة من خلال تعزيز التنسيق بين المؤسسات الوطنية المعنية بالتراث الإنساني.

وشدد الأمين العام لدار الوثائق القطرية على ضرورة دعم جهود التوثيق الرقمي والحفظ الوقائي وتبادل الخبرات وبناء القدرات في مجالات الترميم والتوثيق، وتقديم ملفات ترشيح عربية مشتركة تبرز الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع البلدان العربية، معتبرا أن الوثائق لا تحفظ الماضي فحسب، بل توجه الحاضر وتلهم المستقبل.

وقال: "إنه إذا استطعنا أن نوحد جهودنا في هذا المجال كما وحدناها في مجالات السياسة والثقافة والتاريخ والتعليم، فإننا سنسهم في حفظ ذاكرة الأمة العربية ضمن الذاكرة الإنسانية العالمية بما يليق بمكانتنا الحضارية والتاريخية"، داعيا جميع الدول العربية ومراكز الأرشيف والمكتبات الوطنية إلى العمل معا على زيادة الحضور العربي في ذاكرة العالم، لضمان أن تبقى الوثيقة العربية حية وناطقة وشاهدة على إبداع الإنسان العربي وعطائه عبر العصور.

من جانبه، هنأ السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، سعادة الدكتور أحمد بن عبدالله البوعينين على فوزه برئاسة لجنة "ذاكرة العالم" للمنطقة العربية، مشيرا إلى أهمية دور اللجنة في إثراء "سجل ذاكرة العالم" بالمساهمات الوثائقية العربية المتميزة والفريدة، التي تحفظ حقوق الأمم والشعوب العربية، وتسهم في إثراء الحضارة البشرية، والعمل على دعم الحفاظ على المخطوطات والمحفوظات والصور والخرائط القيمة في العالم العربي بكافة الأساليب التكنولوجية الحديثة، وخلق بيئة مستدامة لهذا الإرث النفيس.

ولفت أبو الغيط إلى أن يوم الوثيقة العربية يأتي في إطار المبادرة المهمة التي تبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في أوائل الألفية الثالثة، لإبراز أهمية الوثيقة العربية باعتبارها من الأسس الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم والشعوب، بوصفها شاهدا على التاريخ، وذاكرة للأجيال المقبلة، وللتأكيد كذلك على أن الأرشيف الوثائقي يمثل جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي العربي وأحد مقومات الهوية الوطنية للأمة العربية.

وتضمنت فعاليات الاحتفال بيوم الوثيقة العربية إقامة معرض وثائقي تاريخي تحت عنوان "جامعة الدول العربية في عيون مؤسسات الوثائق والأرشيف العربية"، وضم وثائق متميزة عن جامعة الدول العربية، إلى جانب تكريم نخبة من الشخصيات العربية على إنجازاتها وإسهاماتها في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي العربي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة الدول العربیة ذاکرة العالم العربیة فی

إقرأ أيضاً:

بوليتيكو: وثائق تكشف عن العقبات التي تواجه أمريكا لتحقيق خطة ترامب بغزة

نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا حصريا تناول الجوانب الخفية في وعود الرئيس الأمريكي المتعلقة بتحقيق السلام في غزة، موضحة أن وثائق قدمتها وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان لإسرائيل الشهر الماضي تكشف عن شكوك كبيرة داخل واشنطن بشأن فكرة نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع، رغم الخطاب المتفائل الذي تطرحه الإدارة علنا.

وبحسب التقرير، يشعر عدد من مسؤولي إدارة ترامب بالقلق من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نظرا لصعوبة تنفيذ بنوده الأساسية، وتشير وثائق خاصة حصلت عليها "بوليتيكو"، ومتداولة بين المسؤولين الأمريكيين، إلى غياب مسار واضح للمضي قدمًا في تنفيذ خطة السلام.

وعُرضت مجموعة الوثائق خلال ندوة استمرت يومين الشهر الماضي، حضرها مئات من عناصر القيادة المركزية الأمريكية وأعضاء مركز التنسيق المدني–العسكري الذي جرى تأسيسه في جنوب إسرائيل ضمن اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر.

وجاءت الندوة بناء على دعوة من الجنرال مايكل فنزل، منسّق الأمن الأمريكي للسلطة الفلسطينية والإسرائيلية، وبمشاركة ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع، ومنظمات غير حكومية، وشركات مثل "راند".

وبحسب ما عرضته الشرائح في الندوة، ظهرت مخاوف كبيرة بشأن إمكانية نشر قوة دولية للاستقرار في غزة، وعرضت إحدى الشرائح سهما يحمل علامة استفهام بين المرحلتين الأولى والثانية من خطة السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، في إشارة إلى حالة عدم اليقين، وقد حصلت "بوليتيكو" على نسخة من تلك الوثائق من أحد الحضور.

وتضمن العرض شرائح "باور بوينت" وتقارير حكومية أمريكية ووثائق استشارية من معهد توني بلير في لندن، وهو مركز أبحاث يديره رئيس الوزراء البريطاني السابق، المرشّح للعب دور في غزة ما بعد وقف إطلاق النار، وفقًا لأحد المشاركين.

وأكد مسؤول دفاعي أمريكي لم يحضر الندوة لكنه اطلع على المواد أنها تعكس قلق الإدارة حول مستقبل القطاع.

وتقدم الشرائح الستة والستون، المقسمة إلى ستة أجزاء، صورة واضحة للعقبات التي تواجه إدارة ترامب وحلفاءها الإقليميين في تحقيق "سلام دائم"، وتتناقض هذه الصورة مع الرواية المتفائلة التي يعرضها كبار المسؤولين، ومع ذلك، تظهر الوثائق التي لا تحمل تصنيفا سريا التزام الإدارة باتفاق السلام رغم تعقيداته.

وتشمل الوثائق مخططًا تنظيميا يتناول تصورا لتدخل أمريكي واسع في غزة يتجاوز الجانب الأمني، ليشمل الإشراف على إعادة الإعمار.

وتشير المجموعة الأولى من الوثائق إلى عنوان: "20 نقطة: المرحلة الثانية + التحديات والفرص الأمنية".

ووفقا لأحد المشاركين، فإن الشرائح تمثل مسودة أولية وليست المحتوى الكامل للندوة، ورفض معهد توني بلير التعليق، لكن أحد العاملين فيه قال إن وثيقتين من الوثائق المقدّمة تتضمنان تقييمات واقعية لا تعبّر عن موقف سياسي.

وترى "بوليتيكو" أن الوثائق تُظهر احتمال وقوع ترامب في نفس مأزق أسلافه الذين حاولوا التوسط في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي دون امتلاك الصبر أو الموارد الكافية، كما أن شعار ترامب "أمريكا أولًا" يجعله أكثر عرضة للانتقادات إذا بدا أن الولايات المتحدة تدخل التزامًا طويل الأمد في غزة دون نتائج ملموسة.

ونقل أحد المشاركين في الندوة قوله: "ما يعيق اتفاق السلام هو غياب خطة واضحة للتنفيذ، الجميع يتحدث من ارتفاع 40 ألف قدم، ولا أحد يناقش العمليات والتكتيكات".

ولا تتضمن الشرائح حلولا سياسية جاهزة، بل تحدد العقبات التي تواجه واشنطن وشركاءها في تحويل وقف إطلاق النار إلى اتفاق سلام دائم وخطة لإعادة الإعمار.

كما أن الجيش الأمريكي لديه تصورات أولية لدعم الانتقال، إلا أن وزارة الخارجية التي تضررت من تخفيضات المساعدات وتبدلات هيكلية لم تلعب بعد دورا رئيسيًا في بلورة الخيارات، وفقًا لمصدر أمريكي مطّلع.

وأشار ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، إلى أن الإدارة الأمريكية لديها عدد قليل من الموظفين الذين يتعاملون مع أزمات متعددة حول العالم، بينما تحتاج غزة وحدها إلى متابعة مستمرة على مدار الساعة، وقال: "هذا مشروع ضخم يحتاج اهتمامًا رفيع المستوى، وبيروقراطيين مكلّفين بمتابعة التنفيذ حتى النهاية".



ووفقًا لمسؤول أمريكي آخر، فإن الوقت قد حان لتنفيذ ما تعهدت به الإدارة خلال زيارة ترامب إلى إسرائيل، في إشارة إلى إعلانه أن وقف إطلاق النار بداية "دائمة" لإسرائيل والمنطقة، وأضاف المسؤول أن ذلك يشمل تقديم تفسير مُعلن للدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في غزة.

وبعد عامين من القتال، تبرز عقبات كبيرة أمام إنشاء قوة الاستقرار الدولية، تشمل تردد إسرائيل في الانسحاب من غزة مع استمرار حماس في إظهار قوتها، وحاجة المؤسسات الأساسية—مثل "مجلس السلام"—إلى كوادر مناسبة، إضافة إلى موقف السلطة الفلسطينية ورغبتها في لعب دور رئيسي رغم الرفض الإسرائيلي.

وتشير إحدى الوثائق إلى أن الجهة الفلسطينية التي ستتولى إدارة غزة ستحتاج إلى "دعم أمريكي ودولي طويل الأمد"، وأن قوات الأمن والشرطة قد تحتاج إلى "تمويل خارجي ومشورة لعقود".

وتظهر شريحة بعنوان "تقرير حالة غزة" من معهد بلير حجم الدمار الهائل، وتطرح أسئلة حول سرعة الانتقال ومستوى تعاون حماس، مشيرة إلى أن الحركة أعادت نشر سبعة آلاف عنصر أمني في مناطق نفوذها.

كما تتحدث الوثائق عن وصول 600 شاحنة مساعدات فقط يوميًا، رغم الحاجة إلى أعداد أكبر بكثير، وتوضح أن "كل تأخير يصب في مصلحة حماس" لإعادة تثبيت سلطتها.

وأشارت الشرائح إلى أن إنشاء قوة الاستقرار الدولية بشكل سريع هو أمر حاسم، لكن التحديات كبيرة، بدءًا من التفويض القانوني لقواتها، وصولًا إلى قواعد الاشتباك، وتحديد مواقع انتشارها وآليات التنسيق بينها.



وقدمت الولايات المتحدة مشروعا لمجلس الأمن لضبط صلاحيات القوة، لكن دولًا عدة أبلغت واشنطن أنها لن تشارك إلا إذا حصلت القوة على تفويض أممي. وتخطط الإدارة لعقد مؤتمر دولي للمانحين بعد صدور القرار الأممي، رغم غياب جدول زمني واضح.

وقال مسؤول دفاعي: "ننتظر قرار الأمم المتحدة، وبعده سيُعقد مؤتمر المانحين وتبدأ الدول بالتعهد بقوات أمنية، هذا هو محور النقاش الآن"، كما أعرب عن مخاوفه من قدرة خطة غزة على الصمود بسبب التزامات متعددة من حكومات مختلفة.

وعرضت دول مثل إندونيسيا وأذربيجان وباكستان إرسال قوات، كما عرضت تركيا المساهمة، إلا أن إسرائيل متحفظة بشأن المشاركة التركية، كما نقل مشارك في الندوة قوله إن "إقناع دول المنطقة بإرسال قوات أمر بالغ الصعوبة".

وبحسب الوثائق، هناك دول مستعدة لتمويل الخطة لكنها لا ترغب في إرسال فرق عسكرية، كما تكشف الوثائق عن خلافات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول من سيتولى المسؤولية النهائية في غزة.

وتُظهر مخططات هيكلية مرفقة بالوثائق تصورًا لإدارة غزة، يتضمن دورًا أمريكيًا واسعًا يشمل الأمن وإعادة الإعمار الاقتصادي، لكن من غير الواضح مقدار الوقت والمال الذي ستستثمره واشنطن، رغم أن ترامب تحدث سابقا عن تحويل غزة إلى "ريفييرا أمريكية".



وقال مسؤول أمريكي مطلع على النقاشات إن هناك سؤالًا كبيرًا داخل الإدارة: "هل من الحكمة، أو المتسق مع شعار ’أمريكا أولا‘، أن تلعب الولايات المتحدة دورًا طويل الأمد في غزة؟" مضيفًا أن هذا النقاش ما يزال مفتوحا.

وأضاف المسؤول أن فريق ترامب يعتقد "أن بإمكان الولايات المتحدة تشجيع الشركاء على تحمل دور أكبر" في إدارة المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • وزير الدولة محافظ عدن يؤكد أهمية توحيد الجهود لحماية البيئة ومواجهة تغيّر المناخ
  • «أبوالغيط» يُوجّه رسالة لمؤسسات «الوثائق العربية»: الحفاظ على التراث مسئولية قومية ودرع لحماية الهوية
  • أحمد أبو الغيط يشدد على ضرورة تضافر الجهود العربية لدعم حماية الوثائق
  • أبو الغيط يشارك في الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية
  • بوليتيكو: وثائق تكشف عن العقبات التي تواجه أمريكا لتحقيق خطة ترامب بغزة
  • محاضرة لـ«الأرشيف والمكتبة الوطنية» حول أهمية صون الوثائق
  • مختصون يؤكدون أهمية تكامل الجهود في صون التراث الإماراتي
  • وزير “الموارد البشرية”: المملكة حريصة على دعم الجهود لتعزيز التنمية الإدارية في الوطن العربي
  • «يونسكو» تؤكد أهمية ربط العلم بسياسات المجتمعات لتحقيق الاستدامة والسلام