شركات الشحن مترددة رغم إعلان الحوثيين وقف الهجمات في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
بعد ما يقارب عامين من الهجمات المتواصلة على السفن في البحر الأحمر، أعلن الحوثيون استعدادهم لوقف عملياتهم البحرية شريطة "استمرار وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
لكن هذا الإعلان لم يكن كافياً لطمأنة شركات الشحن العالمية، التي ما تزال مترددة في العودة إلى مسار البحر الأحمر الذي كان يشكل أحد أهم خطوط التجارة البحرية في العالم.
وذكرت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المكاتب الإعلامية لأكبر 3 شركات شحن في العالم -والتي تمثل معاً نحو نصف القدرة التشغيلية العالمية- أكدت تمسكها بسياساتها الراهنة لتجنّب المرور عبر البحر الأحمر مؤقتاً.
وقال بيتر ساند كبير محللي شركة "زينيتا" للنقل البحري إن بعض الشركات "بدأت تختبر المياه بحذر" موضحاً أن شركة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية أرسلت سفينتين كبيرتين عبر قناة السويس هذا الشهر، لكنه أضاف "حتى مع انخفاض مستوى الخطر، من غير المرجّح أن نرى عودة وشيكة إلى مستويات 2023".
وأشار أيضا إلى أن شركات النقل تواجه معضلة مالية خطيرة، إذ إن أسعار الشحن الفوري انخفضت بأكثر من 50% هذا العام. وأوضح ساند أن أي عودة مفاجئة للمسار القصير عبر البحر الأحمر ستؤدي إلى "إغراق السوق بالسعة الفائضة وانهيار الأسعار إلى مستويات أدنى".
وبحسب تقديرات "زينيتا" فإن التحويلات حول رأس الرجاء الصالح امتصت نحو مليونيْ وحدة حاوية مكافئة، أي ما يعادل بين 6 و7% من إجمالي القدرة العالمية، مما ساعد في إبقاء الأسعار مستقرة نسبياً رغم تراجع الطلب.
وتُظهر بيانات صندوق النقد الدولي وموقع "بورت ووتش" التابع لجامعة أكسفورد أن متوسط عدد السفن المارة عبر مضيق باب المندب بلغ 31 سفينة يومياً حتى الأحد الماضي، وهو المستوى نفسه المسجل منذ يناير/كانون الثاني 2024، وأقل من نصف حجم الحركة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أي قبل بدء التحويلات الواسعة لمسارات الشحن.
إعلانوفي هذا السياق، حذّر لارس ينسن الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات البحرية "فيسبوتشي مارايتايم" من التسرّع في الحديث عن عودة قريبة للملاحة عبر البحر الأحمر، قائلاً إن "الهدنة بين إسرائيل وحماس ما تزال هشة للغاية".
وأضاف في منشور عبر "لينكدإن" أن من السابق لأوانه تفسير وقف الحوثيين لهجماتهم كإشارة إلى عودة قريبة لشركات الشحن "فذلك يتطلب تغيّراً جذرياً في مستوى تقبّل المخاطر لديها مقارنة بما كان عليه قبل 8 أشهر".
عودة مشروطة بالتوازن الأمني والسياسيومن جانبه، قال ياكوب لارسن مدير الأمن والسلامة في منظمة "بيمكو" الدولية إن استقرار الهدنة في غزة سيكون العامل الحاسم في قرار العودة إلى البحر الأحمر.
وأوضح لارسن -في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني- أن "انهيار الهدنة قد يؤدي إلى استئناف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، أما إذا استقرت الهدنة واستمر وقف النار فسنشهد عودة تدريجية إلى طرق البحر الأحمر".
وبينما يراقب قطاع الشحن الدولي الموقف بحذر، توقعت "بلومبيرغ" أن أسعار الشحن العالمية قد تنخفض بنسبة تصل 25% عام 2026 حتى إذا استمر الوضع الحالي دون تغيير.
ويرى محللون أن "التوازن بين الأمن البحري والضغوط الاقتصادية" سيبقى محدداً رئيسياً لمستقبل حركة التجارة عبر البحر الأحمر الذي كان يمرّ عبره قبل الأزمة ما يزيد على 12% من التجارة العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات عبر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
اجتماع مشترك بين الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لتعزيز التعاون.. تفاصيل
عقدت الدكتورة آمال إمام، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، اجتماعًا موسعًا بالمركز العام للجمعية، مع وفد رفيع المستوى من منظمة الصحة العالمية؛ لبحث سبل التعاون المشترك في دعم القطاعات الصحية المتضررة من الأزمات العالمية، خاصة أزمتي غزة والسودان.
وخلال الاجتماع، استعرضت المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري أبرز الجهود التي يقدمها الهلال الأحمر المصري في الاستجابة لأزمة غزة، لاسيما المساعدات الشاملة والمتكاملة المقدمة للعابرين والمصابين والمرضى وأفراد أسرهم المرافقين لهم، بالتعاون مع وزارتي الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي، موضحة أن الجمعية قدمت أكثر من 86 ألف خدمة إعادة روابط أسرية، مساعدات نقدية لـ 2800 أسرة، تقديم نحو 171 ألف خدمة إغاثية، ونحو 260 ألف خدمة طبية للعابرين والمصابين والمرضى وأسرهم المرافقين.
وأضافت المديرة التنفيذية أن الهلال الأحمر المصري قام بإدخال 214 سيارة إسعاف لصالح المنظمات الصحية العاملة داخل قطاع غزة، كما نسّق إيصال أكثر من 91 ألف طن من الوقود، إلى جانب دخول 4 مستشفيات ميدانية لدعم المنظومة الصحية في القطاع.
وأشارت إلى أن الاستجابة المصرية لأزمة غزة متواصلة منذ أكثر من 760 يومًا، تم خلالها تقديم أكثر من 665 ألف طن من المساعدات الإنسانية شملت مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وإغاثية ووقود، عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، لافتة إلى أن الهلال الأحمر المصري استقبل 943 طائرة إغاثة إنسانية، 617 شحنة بحرية، ونسّق الجهود مع 59 دولة لضمان استجابة عالمية موحدة ومنسقة.
من جانبهم، أشاد وفد منظمة الصحة العالمية، برئاسة الدكتور تشيكوي إهيكويزو، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في جنيف، والدكتور نعمة عابد، ممثل المنظمة في مصر، بالجهود المتميزة التي يبذلها الهلال الأحمر المصري في الاستجابة لازمتي غزة والسودان وتقديم الخدمات الصحية والإغاثية للمتضررين. وأكد الوفد حرص المنظمة على توسيع مجالات التعاون المشترك وتعزيز الدعم الفني واللوجستي في مواجهة التحديات الصحية الناتجة عن الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم.
وضم الوفد أيضًا الدكتور ألطاف موساني، مدير إدارة العمل الإنساني وتغير المناخ بالمقر الرئيسي للمنظمة بجنيف، والدكتورة أنيت هاينتسلمان، المديرة الإقليمية بالإنابة لبرنامج الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، والسيدة حراء حاج الصافي، المسؤولة التنفيذية للمدير التنفيذي للطوارئ بجنيف، والدكتورة سلمى صديق، منسقة الطوارئ بمكتب المنظمة في مصر، وعددًا من القادة التنفيذيين بالهلال الأحمر المصري.
وعلى هامش الاجتماع، تفقد الوفد صحبة الدكتورة آمال إمام، غرفة العمليات المركزية بالهلال الأحمر المصري، واطلع على آلية عملها على مدار الساعة في متابعة الأحداث المحلية والدولية والإبلاغ عنها بجهود المتطوعين، وأشادت المنظمة بمستوى التجهيزات التقنية المتقدمة التي تجعل الغرفة مركزًا رئيسيًا للرصد والتنبؤ وإدارة الأزمات.
كما زار الوفد مركز تعبئة وتجهيز المساعدات الإنسانية، حيث تعرف على مراحل تجهيز السلال الغذائية، وشارك في تعبئة المساعدات الموجهة إلى غزة، في بادرة رمزية عبّروا من خلالها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وتركوا رسائل دعم موقّعة بأسمائهم داخل صناديق الهلال الأحمر المصري المتجهة إلى أهالي القطاع.