جنيف - صفا قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركيه إن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال "كارثيًا"، مع استمرار "إسرائيل" بإعاقة وصول المساعدات بشكل كاف إلى فلسطينيي القطاع، رغم مرور أكثر من شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وقال لاركيه في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، الجمعة: إن الاتفاق سمح نظريًا بزيادة الوصول الإنساني، لكن ما تحقق على الأرض لا يزال بعيدًا عن تلبية الاحتياجات الهائلة.

وشدد على أن القيود الإسرائيلية لا تزال تعيق وصول المساعدات بشكل كافٍ إلى فلسطينيي القطاع. وأضاف "استطعنا إيصال الغذاء إلى أكثر من مليون شخص، كما نقلنا مواد الإيواء والمياه والأدوية والمستلزمات الإنسانية الأخرى، وهذا أمر إيجابي، لكنه لا يكفي". وعن إدخال المساعدات لغزة، قال لاركيه: إن "التقدم بطيء جدًا، والعراقيل ما زالت كثيرة، الوضع يشبه الركض في الرمال، لأننا نريد التحرك بسرعة أكبر مما تسمح به القيود الإسرائيلية المفروضة علينا". وأوضح أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة ليس مؤشرًا كافيًا على حجم المساعدات الفعلية. وأشار إلى أن الأمم المتحدة لا تتابع سوى الشحنات التي تدخل عبرها، في حين تبقى البيانات الخاصة بالقوافل التجارية أو غير التابعة للأمم المتحدة بيد السلطات الإسرائيلية. وأكد أن الشاحنات التي وصلت إلى غزة حتى الآن غير كافية وبعيدة عن المستوى المطلوب. وتابع "ما زالت هناك فقط نقطتا عبور في جنوب القطاع، في حين أننا بحاجة ماسة إلى فتح المعابر في الشمال حتى نتمكن من إيصال المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها هناك". وأشار إلى أن معبر رفح لا يزال مغلقًا، بينما تقتصر عمليات دخول المساعدات حاليًا على معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم. ولفت إلى أن بعض أنواع المساعدات ما زالت تخضع لقيود إسرائيلية بزعم "احتمال استخدامها لأغراض غير إنسانية"، وهو ما ترفضه الأمم المتحدة تمامًا. وبيّن لاركيه أن المنظمات غير الحكومية تواجه صعوبات في الحصول على تصاريح لإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الأخرى. وشدد على أن غياب هذه المنظمات سيجعل الاستجابة الإنسانية بغزة مستحيلة. وقال: "الوضع في غزة لا يزال كارثيًا، ولا شك في ذلك. فبعد عامين من الدمار والحرب والمرض وعرقلة المساعدات، تركت الأزمة آثارًا عميقة على الفلسطينيين". وتابع أن "المدهش هو عزيمة الفلسطينيين وقدرتهم على التمسك بالحياة رغم كل ما يمرّون به". ودعا لاركيه إلى عدم نسيان غزة، قائلًا: إن "العالم يجب أن يتذكّر معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية". وأوضح أن الأمم المتحدة تعتمد نوعين من الشاحنات في حساباتها، وهما المساعدات التي تفرغ حمولتها على الحدود، وتلك التي يجري تسليمها داخل القطاع. ولفت لاركيه أن إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة خلال الفترة ذاتها بلغ 43 ألفًا و444 طنًًا، موضحًا أن نحو 80 بالمئة منها كانت مواد غذائية. وأكد أن وقف إطلاق النار لم ينهِ الكارثة الإنسانية، وأن ما تحتاجه غزة هو تدفق مستمر وآمن للمساعدات دون قيود سياسية أو أمنية، حتى يتمكن المدنيون من البقاء على قيد الحياة بكرامة. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: مسؤول أممي غزة قيود الأمم المتحدة لا یزال

إقرأ أيضاً:

الدفاع المدني بغزة: الاحتلال لا يزال يتعنت في إدخال المعدات اللازمة لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض

أكد الرائد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة صعب جدا على الرغم من مرور أكثر من شهر على اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال الرائد بصل - في مداخلة هاتفية لقناة القاهرة الإخبارية، «إن الاحتلال لم يلتزم باتفاق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث أنه لا يزال لا يسمح بإدخال ما يلزم للمنظومة الخدماتية والمعدات اللازمة لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض وحتى احتياجات المواطن الموجود في القطاع، لذلك هناك واقع صعب وكارثي».

وأضاف أن طواقم الدفاع المدني منذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة تناشد وتطلب من المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان أن يدخل إلى طواقمها المقدرات حتى تستطيع أن تقوم بواجبها الإنساني وحماية الأرواح والممتلكات والتدخل في عمليات الانتشال والإنقاذ وإزالة مخلفات الحرب والمخاطر، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الاستجابة لتلك المطالب.

وأشار إلى أنه دون أن يكون هناك إرسال للمستلزمات والاحتياجات التي طالبنا فيها العالم أكثر من مرة لن تستطيع طواقم الدفاع المدني من القيام بدورها وسيبقى الحال على ما هو عليه.

وأوضح أنه من أكبر المناشدات التي تصلنا من قبل الأسر الفلسطينية تتعلق بقضية الجثامين الموجودة تحت الأنقاض والتي تقدر بأكثر من 10 آلاف جثمان منهم الأطفال والنساء و عوائل بأكملها مسحت من السجل المدني ونحاول بالامكانيات المتاحة لدينا أن نقوم بانتشال تلك الجثامين من تحت الأنقاض ولكننا لن نستطيع التعرف على هوية تلك الجثامين لذلك لابد من توفر الخبراء المتخصصين في فحص الحمض النووي لمعرفة هوية الجثامين.

وبين أننا قمنا بانتشال أكثر من 500 جثمان بعد اتفاق وقف إطلاق النار من داخل البنايات والشوارع وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بالعدد الكبير الموجود تحت الأنقاض، منوها بأن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه عمليات الانتشال منها نقص المعدات وسيطرة قوات الاحتلال على تلك المناطق.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية: مؤتمر غزة فرصة للمساهمة في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني

وزير الخارجية ونظيره التركي يؤكدان على ضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

الاحتلال يفتح معبر زيكيم شمال قطاع غزة لإدخال شاحنات المساعدات

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي من دارفور: حرب السودان وحشية وغير إنسانية
  • أميركا تعرب عن تفاؤلها بشأن إصدار قرار أممي حول غزة
  • مجموعة السبع قلقة من القيود على تدفق المساعدات إلى غزة
  • الدفاع المدني بغزة: الاحتلال لا يزال يتعنت في إدخال المعدات اللازمة لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض
  • تقرير: العالم لا يزال على مسار ارتفاع كارثي في ​​درجات الحرارة
  • الأمم المتحدة تبحث مع الهلال الأحمر دعم الجهود الإنسانية في غزة
  • مفوضية أممية لـعربي21: الوضع الإنساني في السودان بلغ أسوأ مراحله
  • “أوتشا” : المدنيين عرضة للسلب والتجنيد القسري والعنف.. الوضع في الفاشر لا يزال متقلبًا
  • مسؤول فلسطيني لـ«الاتحاد»: مصير آلاف المفقودين في غزة لا يزال مجهولاً