حملة ممنهجة لتصوير النواب المسلمين في بريطانيا كتهديد طائفي
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
تشهد الساحة السياسية البريطانية تصاعدًا لخطاب يستهدف النواب المسلمين المستقلين الذين دخلوا البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة، من خلال حملة منظمة تهدف إلى وصمهم بـ"الطائفية" وتصوير مشاركتهم السياسية على أنها تهديد للقيم البريطانية.
ويكشف تحليل نشره موقع ميديل إيست آي عن تطور مفاجئ في استخدام مصطلح "الطائفية" داخل الخطاب السياسي والإعلامي، وتحويله إلى أداة لتجريد هؤلاء النواب من الشرعية.
بحسب الموقع، بدأ استخدام المصطلح بصيغته الجديدة في يوليو 2024، حين حذر اللورد المحافظ دين جودسون في خطاب أمام مجلس اللوردات من "صعود التطرف" و"النداءات الجماعية الطائفية"، معتبرًا أن بعض المرشحين يحاولون "ركوب النمر الطائفي".
وسرعان ما تبعته شخصيات بارزة في حزب المحافظين، من بينهم روبرت جينريك وكيمي بادينوك، اللذان وصفا النواب المسلمين الأربعة بـ"النواب الطائفيين" واتهماهم بتهديد الثقافة البريطانية.
كما ردد إعلاميون بارزون هذا الطرح، بينهم الكاتب اليميني دوغلاس موراي، الذي زعم أن انتخاب نواب مسلمين مثل أيوب خان أو عدنان حسين جاء نتيجة "تصويت طائفي"، في حين تتجاهل هذه الرواية — وفق التقرير — الحقائق المتعلقة بتنوع الناخبين وحجم التأييد الواسع الذي حصل عليه هؤلاء النواب من مختلف الفئات.
نواب يمثلون دوائر متنوعةويكشف التقرير أن النواب المستقلين — عدنان حسين، شوكت آدم، أيوب خان، وإقبال محمد — قادوا حملات انتخابية واسعة مبنية على قضايا اجتماعية واقتصادية، وليس على خطاب ديني.
ففي مدينة بلاكبيرن، على سبيل المثال، لا يتجاوز عدد المسلمين ثلث السكان، ورغم ذلك فاز النائب عدنان حسين بأغلبية مريحة نتيجة تركيزه على قضايا مثل الفقر والرعاية الصحية.
كما برز النواب الأربعة في نشاطات مجتمعية تشمل حضور فعاليات لليهود والمسيحيين والهندوس، والدفاع عن الإرث المسيحي داخل البرلمان، ودعم ترميم الكنائس — وهو ما يتنافى تمامًا مع الاتهامات بالطائفية.
قضية غزة… ورأي عام بريطاني مؤيد للتهدئةيرى التقرير أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين هو أحد الأسباب التي دفعت النخب السياسية والإعلامية اليمينية إلى مهاجمة هؤلاء النواب، رغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن غالبية البريطانيين — مسلمين وغير مسلمين — تؤيد وقف إطلاق النار في غزة.
ويشير إلى أن سياسات النواب المستقلين في ما يتعلق بغزة تنسجم مع القانون الدولي ومواقف قوى سياسية أخرى مثل حزب الخضر، وليس مع أي أجندة دينية أو "طائفية" كما تزعم الحملة اليمينية.
تشابه مع "حيلة حصان طروادة"يستعيد التقرير واقعة “حصان طروادة” عام 2014 — وهي حملة استندت إلى رسالة مفبركة اتهم عبرها مدرسون مسلمون بالسعي إلى "أسلمة المدارس البريطانية".
ويشير إلى أن الجهة نفسها التي روجت تلك القضية، وهي مركز “تغيير السياسات”، تقف خلف صياغة كثير من المصطلحات التي تستخدم اليوم لمهاجمة النواب المسلمين، في تكرار لذات الأنماط من التحريض والخوف من الإسلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بريطانيا النواب السياسات البريطانية النواب المسلمین
إقرأ أيضاً:
شهادات صادمة.. اغتصاب وانتهاكات جنسية ممنهجة ضد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
تتوالى الشهادات التي تخرج من خلف السجون الإسرائيلية، كاشفةً عن مشهد قاسٍ من العنف الممنهج والانتهاكات الجنسية التي تُمارس بحق المعتقلين الفلسطينيين.
بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أدلى عدد من المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم من قطاع غزة بشهادات مروّعة عن أشكال مختلفة من العنف الجنسي، شملت الاغتصاب، والتعرية القسرية، والتصوير وهم عراة، إضافة إلى الاعتداء بالأدوات والكلاب، في انتهاك صارخ للقوانين والمعاهدات الدولية.
ورغم أن هذه الشهادات ليست الأولى، إلا أن حجم الفظائع الموثقة هذه المرة يعيد تسليط الضوء على مدى تغوّل الانتهاكات داخل السجون الإسرائيلية، وسط دعوات إلى فتح تحقيقات دولية ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
"اغتُصبت أربع مرات على أيدي جنود إسرائيليين"من بين الحالات الموثقة، تبرز شهادة ن. أ.، وهي أم فلسطينية تبلغ من العمر 42 عاماً، اعتُقلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أثناء مرورها عبر حاجز إسرائيلي شمال قطاع غزة.
تقول ن. أ. إنها اغتُصبت أربع مرات على أيدي جنود إسرائيليين، وتعرضت للشتم والإهانة بعبارات نابية متكررة، إضافة إلى التعرية القسرية والتصوير وهي عارية، والصعق بالكهرباء والضرب المبرح على مختلف أنحاء جسدها.
تقول في شهادتها المؤلمة: "لا يمكن أن أصف ما شعرت به، تمنيت الموت في كل لحظة. بعد اغتصابي، تُركت وحدي في الغرفة، مقيدة اليدين إلى السرير، عارية لساعات طويلة، بينما كنت أسمع أصوات الجنود في الخارج يتحدثون العبرية ويضحكون".
كلب مدرّب يُستخدم للاعتداء الجنسيفي شهادة أخرى لا تقل رعباً، يروي أ. أ.، أب فلسطيني يبلغ من العمر 35 عاماً، اعتُقل في آذار/ مارس 2024 أثناء وجوده في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
خلال 19 شهراً من الاحتجاز في معتقل سدي تيمان العسكري، تعرّض للتعرية المتكررة والإهانات والتهديد بالاغتصاب له ولعائلته، قبل أن ينفذ الجنود الإسرائيليون اعتداءً جنسياً مروّعاً عليه باستخدام كلب مدرّب.
يقول أ. أ.: "نُقلت إلى قسم مجهول داخل سدي تيمان، وخلال الأسابيع الأولى من اعتقالي ومع تكرار عمليات القمع، أُخذت مع مجموعة من المعتقلين إلى ممر بعيد عن الكاميرات. جُرّدنا من ملابسنا بالكامل، وأطلق الجنود الكلاب علينا. صعدت الكلاب فوقي وتبوّلت عليّ، ثم قام كلب باغتصابي".
ويُذكر أن معتقل سدي تيمان كان محور اتهامات خطيرة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إثر توثيق انتهاكات مروّعة ارتكبها جنود داخله، من بينها اعتداء مصوّر تسبب لمعتقل بتمزق في المستقيم وثقب في الرئة.
Related إسرائيل تفتح معبر "زيكيم" أمام المساعدات إلى غزة... والأمم المتحدة تحذر من تعقيدات إيصالهافيديو - بين الركام والخيام.. أطفال غزة يعودون إلى مدارسهم وسط معضلة النزوح الكبرىعراقيل أمام إيصال المساعدات إلى غزة.. وتقارير إسرائيلية تتحدث عن "تسوية" بشأن أنفاق رفح اغتصاب بعصا خشبيةت. ق.، رجل فلسطيني يبلغ من العمر 41 عاماً، اعتُقل في كانون الأول/ ديسمبر 2023 أثناء نزوحه إلى مستشفى كمال عدوان، ليمضي بعدها 22 شهراً في السجون الإسرائيلية حيث تعرّض لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والجنسي.
يروي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه تعرّض للشتائم والتهديد المستمر بإحضار زوجته واغتصابها أمامه، قبل أن يُغتصب هو نفسه بعصا خشبية داخل زنزانته. وقال: "قام أحد الجنود باغتصابي بعنف بإدخال عصا خشبية في الشرخ، رفعها وأعاد إدخالها بقوة أكبر بينما كنت أصرخ من الألم. ثم أجبرني على فتح فمي ووضع العصا فيه لألحسها، وفقدت وعيي من شدة القهر".
الاغتصاب بالزجاجةم. أ.، شاب فلسطيني يبلغ من العمر 18 عاماً، أُعيد اعتقاله هذا العام قرب أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، بعدما كان قد أُفرج عنه سابقاً.
يروي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تفاصيل اعتداء جنسي جماعي تعرض له داخل مركز احتجاز إسرائيلي، حيث قام الجنود باغتصابه باستخدام زجاجة أُدخلت قسراً في فتحة الشرج، مشيراً إلى أن الاعتداء نفسه تكرر معه ومع ستة معتقلين آخرين.
وقال: "أمرنا الجنود أن نجثو على ركبنا أنا وستة معتقلين آخرين، ثم اغتصبونا باستخدام زجاجة كانوا يُدخلونها ويُخرجونها مراراً. حصل معي ذلك أربع مرات، وكان الإدخال والإخراج يتكرر عشر مرات في كل مرة، كنا نصرخ جميعاً من الألم والخوف".
في ضوء هذه الانتهاكات، وما تحمله من إذلال وتجريد للكرامة الإنسانية، دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف التعذيب والإخفاء القسري بحق المعتقلين الفلسطينيين، والضغط على إسرائيل للإفراج عن المحتجزين تعسفاً والكشف عن مصير المخفيين قسراً.
كما حذر المركز من خطر الإعدامات الجماعية بعد إقرار الكنيست مشروع قانون يسمح بإعدام الأسرى الفلسطينيين، مطالباً بتوفير الرعاية الطبية والنفسية للضحايا، ومؤكداً استمرار توثيق الجرائم وتقديمها للجهات الدولية المختصة لمحاسبة المسؤولين عنها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة اعتداء جنسي قطاع غزة إسرائيل جرائم جنسية سجون فلسطين
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم