البداية من الفسطاط.. د.سهير حواس تكشف عن خرائط تاريخيّة نادرة لعمارة القاهرة والتوسعات العمرانية
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
عقد صالون نفرتيتي الثقافي الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي، أمسية ثقافية ثرية استضاف خلالها الدكتورة سهير زكي حواس، أستاذ العمارة والتصميم المعماري بجامعة القاهرة، في لقاء بعنوان “ذاكرة العمارة والعمران بالقاهرة”، وسط حضور لافت من المهتمين بالتراث والمعمار، وذلك يوم الأحد الماضي داخل مركز الابداع الفني بقصر الأمير طاز بالخليفة.
في مستهل كلمتها، تناولت الدكتورة سهير حواس مفاهيم العمارة والعمران والنسيج العمراني، موضحة أن العمارة هي التعبير المادي عن فكر المجتمع وثقافته، بينما العمران هو الإطار الأشمل الذي يضم البيئة الحضرية ومكوناتها الاجتماعية والاقتصادية، أما النسيج العمراني فهو التكوين المتكامل للعناصر المعمارية والفراغات العامة التي تشكل شخصية المدينة وهويتها البصرية.
وقدمت د."حواس" عرضًا شيقًا لمجموعة من الخرائط التاريخية النادرة للقاهرة، التي يعود أقدمها إلى القرن السادس عشر، موضحة أنها قضت أكثر من ثلاثين عامًا في جمعها ودراستها وتحليلها، لتوثيق التحولات المكانية والمعمارية التي مرت بها المدينة عبر العصور. وأكدت أن تلك الخرائط تمثل سجلًا بصريًا نادرًا يكشف كيف تشكّل عمران القاهرة خطوة بخطوة، وكيف امتدت حدودها وتغيرت مع الزمن.
وتحدثت خلال اللقاء عن تطور العمران في مصر عبر العصور. مشيرة إلى أن التوسع العمراني بدأ بشكل أفقي منذ مدينة الفسطاط، أولى العواصم الإسلامية، مرورًا بالعسكر والقطائع، وصولًا إلى القاهرة الخديوية التي شهدت نقلة نوعية في التخطيط العمراني مع مطلع العصر الحديث. لتصبح نموذجًا مميزًا يجمع بين الطابع الأوروبي والهوية المصرية الأصيلة.
كما تطرقت إلى أهمية الوعي المجتمعي في الحفاظ على التراث العمراني والمعماري. مؤكدة أن حماية ذاكرة المدينة مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، وأن الحفاظ على النسيج التاريخي للعمران لا يقل أهمية عن بناء المدن الجديدة، بل يمثل امتدادًا للهوية المصرية في أبهى صورها.
وامتدادا للتعاون المشترك بين صالون نفرتيتي الثقافي وصندوق التنمية الثقافية من جهة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد ابو سعدة من جهة أخرى ، استضاف الصالون معرضا يضم لوحات مصورة عن أفضل الممارسات للحفاظ على التصميم العمراني والمعماري والذي جاء نتاج المسابقة الذي نظمها الجهاز لتعظيم مشروعات الحفاظ المختلفة وإلقاء الضوء على الأفضل والجيد منها، وذلك لخلق حالة من الحراك في نشر الوعي المجتمعي وروح الانتماء وتعزيز الهوية ودفع المبدعين نحو مشروعات الحفاظ،حيث يمثل التراث ثروة عظيمة تمثل حضارات متعاقبة في مصر. إلى جانب تطبيق اسس ومعايير التنسيق الحضاري في المباني والمناطق التراثية.
وخلال الفعالية تم الإعلان عن تفعيل مبادرة " أصدقاء صالون نفرتيتي الثقافي"،وهي الفكرة التي كانت الدكتورة "حواس" قد اقترحتها. حيث وجه الصالون الدعوة لكل عشاق الحضارة المصرية إلى الانضمام عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة في أولى تطبيقاتها والتي ستكون عبارة رحلة وسط القاهرة التاريخية بالمجان ،باصطحاب الباحث الأثري والكاتب الصحفي حسام زيدان الذي سيقوم بتقديم شرح مفصل عن مناطق الزيارة.
يُذكر أن صالون نفرتيتي الثقافي منذ انطلاق فعاليات يحاول ترسيخ مكانته كمنصة فكرية مفتوحة تهتم بكل قضايا الحضارة المصرية القديمة وتراثها الإنساني عبر حوارات نقاشية مع ضيوفه من المفكرين والمثقفين والمتخصصين والمبدعين في مختلف المجالات. وتقوم بالإشراف عليه كل من الإذاعية وفاء عبد الحميد والكاتبات الصحفيات كاميليا عتريس ومشيرة موسى وأماني عبد الحميد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صالون نفرتيتي قطاع صندوق التنمية حمدي السطوحي صالون نفرتیتی الثقافی
إقرأ أيضاً:
الصحة: لدينا خرائط دقيقة للتحديات ونتخذ الإجراءات المناسبة للتغلب عليها
أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، أن الوزارة تمتلك خرائط صحية دقيقة توضح التحديات الصحية وعوامل الخطورة حسب التنوع الجغرافي والثقافي، مما يمكنها من اتخاذ إجراءات وقائية فعالة للتغلب عليها.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان «النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي: الاستثمار في الوقاية من أمراض العصر»، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، تحت شعار «تمكين الأفراد.. تعزيز التقدم.. إتاحة الفرص»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر 2025.
أوضح الدكتور خالد عبدالغفار، أن العديد من الأمراض غير المعدية – مثل السمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول – يمكن تجنبها، مشيرًا إلى تخصيص جزء كبير من ميزانية الوزارة للوقاية وتجنب المضاعفات، مؤكدا أن الدول المتقدمة تعتمد نمط حياة صحي واستثمار وقائي مكثف.
توسيع الفحوصات الطبيةكما أشار إلى زيادة استثمار الوزارة في الرعاية الأولية والزيارات المنزلية لتوسيع الفحوصات الطبية، تقليل الضغط على المستشفيات، والعمل على خفض نسبة السكر في المشروبات المحلاة للحد من الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
أكد الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، أن الوقاية أساس تجنب الأمراض غير السارية، وأن الاستثمار في نمط الحياة الصحي استثمار في الصحة والمستقبل، موضحا أن الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، الأوعية الدموية، السكري، الأورام، والسمنة تفوق تلك الناتجة عن الأمراض السارية، ويمكن الحماية منها باتباع:
• تغذية متوازنة
• ممارسة النشاط البدني
• نوم كافٍ
• تجنب التدخين والعادات الضارة
• إدارة التوتر
• تحسين العلاقات الاجتماعية الصحية
أشار الدكتور حسام موافي، أستاذ الأمراض الباطنة والحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، إلى أن الغذاء غير الصحي كارثة على مرضى الضغط، السكر، الكوليسترول، والسمنة المفرطة، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مؤكدًا ضرورة قياس الضغط بانتظام لتجنب مخاطره.
أكد الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، أن التغذية السليمة، النشاط البدني، والحركة عوامل أساسية لتجنب أمراض القلب، السكر، الضغط، والسمنة، مشددًا على ضرورة برامج صحية وتوعوية تتوافق مع البيئة والثقافة المصرية.