جرائم لا تحصى في الفاشر على يد الدعم السريع.. بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بالسودان تكشف
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
قالت منى رشماوي، عضو بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، إن الوضع في الفاشر غاية في المأساة، مضيفة: «نحن نتحدث عن مدينة كانت محاصَرة لمدة 18 شهرًا قبل سيطرة الدعم السريع عليها، وخلال تلك الفترة عانى السكان المجاعة لأشهر طويلة، وهم اليوم منهكون ومتعبون».
وأوضحت، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد رضا، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الفترة الأخيرة شهدت عمليات قتل فظيعة خارج نطاق القانون في مناطق مختلفة بمدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك جامعة الفاشر والمستشفى السعودي، إضافة إلى حالات اغتصاب عديدة بحق النساء على أسس عرقية، متابعة: «عمليات القتل مروّعة للغاية، خصوصًا حين تطال مدنيين عُزّل منهكين وضعفاء، ويتم الاستقواء عليهم بهذه الطريقة غير المقبولة إطلاقًا».
وأشارت إلى وقوع عمليات نهب للممتلكات، واعتقالات تعسفية، وتعذيبا قاسيا، وجميعها ارتُكبت من قبل “الدعم السريع”.
وأعربت رشماوي عن قلق بالغ من عدم خروج أعداد كافية من سكان الفاشر، مشيرة إلى أن المدينة تضم «عشرات الآلاف وربما يصل العدد إلى نحو 70 ألف شخص» في مناطق لم يُعرف مصير من بقي فيها بعد التطورات الأخيرة، متسائلة: «ماذا حدث لهؤلاء؟.. ماذا حدث للناس في الفاشر؟»
وعند سؤالها عن أبرز الجرائم التي وثقتها البعثة، قالت: «لقد تحدثتُ عن عدد منها: القتل خارج نطاق القانون، القتل الجماعي، القتل على أسس عرقية، الاغتصابات، نهب الممتلكات، تدمير البنية التحتية».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لأمم المتحدة السودان الدعم السريع الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
كارثة إنسانية متزايدة في السودان وسط تصاعد المعارك وانهيار الإغاثة
شهد السودان تصاعدا حادا في المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ أعلن مصدر عسكري تنفيذ قصف جوي على مقر للدعم السريع في بلدة بليل جنوب شرقي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في حين شنت قوات الدعم هجوما على مقر الفرقة الـ22 في ولاية غرب كردفان، ودفعت بحشود كبيرة نحو المدينة للسيطرة عليها.
وفي خضم هذه التطورات أكد وزير المالية جبريل إبراهيم بعد زيارته مخيم العفاض بالولاية الشمالية عدم وجود هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم السريع، وأنه لن يكون هناك تسامح مع الجرائم التي ارتكبتها تلك القوات، متعهدا باسترداد الفاشر ودارفور وكل المناطق التي سيطرت عليها القوات المتمردة.
وعلى الصعيد الإنساني، أكد توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الوضع الإنساني في السودان ما زال في مستوى الخطر.
وأشار فليتشر عقب لقائه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدينة بورتسودان إلى استعداد الأمم المتحدة للعمل في جميع مناطق البلاد.
من جهته، أكد كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التزام المنظمة بتوسيع نطاق المساعدات لتشمل المناطق الأشد صعوبة في السودان، حسب تعبيره.
وأشار سكاو خلال لقائه البرهان إلى أن المنظمة ستعمل على دعم المزارعين المحليين وإنعاش الأسواق في الخرطوم ومناطق أخرى.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان من أن نحو 25 مليون سوداني يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، منبها إلى أن الصراع في السودان تسبب في أزمة خطيرة بمجال حقوق الإنسان وواحدة من أكبر حالات الطوارئ الإنسانية بالعالم.
وأشار المكتب إلى أن الآلاف قُتلوا وسُجلت مئات حالات العنف الجنسي وارتُكب عدد لا يُحصى من انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان، مضيفا أن نحو 12 مليون شخص نزحوا منذ أبريل/نيسان 2023، وأصبح السودان يشهد الآن أكبر أزمة نزوح في العالم.
إعلانمن ناحيتها، وصفت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الإنسانية إيفا هرنتشيروفا مدينة الفاشر بأنها تحولت إلى "مقبرة للإنسانية"، مضيفة في تصريحات للجزيرة أن 1.5 مليون سوداني نزحوا إلى تشاد.
وفي السياق ذاته، كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أمس الثلاثاء عن شهادات مروعة لنساء نازحات من الفاشر تحدثن عن عمليات قتل واغتصاب ممنهج وخطف أطفال، مؤكدة أن الاغتصاب يُستخدم سلاحا في الحرب، وأن أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة في السودان.
وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا آنا موتافاتي للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من نيروبي إن النساء تعرضن "لأهوال لا يمكن لأحد تحملها على الإطلاق"، مؤكدة أن العنف الجنسي منتشر بشكل كبير، وأن هناك "أدلة واضحة على أن الاغتصاب يُستخدم بشكل متعمد ومنهجي سلاحا في الحرب".
من جانبها، حذرت المنظمة الدولية للهجرة من قرب انهيار عمليات الإغاثة في شمال دارفور بسبب نقص التمويل والإمدادات، مشيرة إلى أن المستودعات شبه خالية وأن القوافل تواجه قيودا أمنية خطيرة، مما يهدد بوقوع "كارثة أكبر" في ظل موجة نزوح دراماتيكية تجاوزت 90 ألف شخص من الفاشر خلال أسبوعين.
وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب في بيان "إن فرقنا تستجيب، لكن غياب الأمن ونفاد الإمدادات يعنيان أننا لا نصل إلا إلى جزء من المحتاجين".