مخاوف أمريكية من قرب شراء السعودية لطائرات إف 35.. ما علاقة الصين؟
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتهاء من صفقة بيع طائرات مقاتلة متقدمة من طراز إف 35 إلى السعودية، أثار تقرير استخباراتي صادر عن البنتاغون مخاوف من أن الصين قد تحصل على تكنولوجيا الطائرة الحربية إذا تمت العملية.
وجاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولي البنتاغون الذين درسوا الصفقة أعربوا عن مخاوفهم من احتمال تعرض تقنية إف 35 للخطر من خلال التجسس الصيني أو الشراكة الأمنية الصينية مع السعودية، وفقًا لمصادر مطلعة على هذه القضايا، وقد حُددت هذه المخاطر في تقرير شامل أعدته وكالة استخبارات الدفاع، التابعة لوزارة الدفاع.
وأوضح التقرير أن "إدارة ترامب والسعودية تسعيان إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تبيع بموجبها شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية 48 طائرة من طراز إف 35 إلى السعودية بمليارات الدولارات. وكان من المتوقع أن يوافق وزير الدفاع بيت هيجسيث على الاتفاقية، قبل أن تخضع لعملية مراجعة مشتركة بين الوكالات".
وأضاف أنه "من المتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، بالرئيس ترامب في البيت الأبيض، وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن أبرز بنود جدول الأعمال هي صفقة طائرات إف 35 المحتملة واتفاقية الدفاع المشترك، وتُعدّ السعودية أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية".
كتب الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، عبر الإنترنت أنه التقى مؤخرًا بهيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط. وقال: "استعرضنا العلاقات السعودية الأمريكية، واستكشفنا سبل تعزيز تعاوننا الاستراتيجي".
وقال البيت الأبيض في بيان "لن نسبق الرئيس في المحادثات التي تجري في وقت مبكر".
كما حث الأمير محمد ومساعدوه الولايات المتحدة على المضي قدماً في المحادثات للموافقة على مساعدة المملكة العربية السعودية في تطوير برنامج نووي مدني ، وهو الجهد الذي دفع المسؤولين الأميركيين إلى مناقشة ما إذا كانت المملكة قادرة على استخدام هذه التكنولوجيا النووية لمحاولة تطوير سلاح نووي.
وأوضحت الصحيفة أن "إدارة ترامب على غرار إدارة بايدن، تسعى إلى تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك قريبًا، نظرًا لارتفاع عدد القتلى في الحرب بين إسرائيل وحماس، وسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تجاه الفلسطينيين ".
وقالت إنه "بالإضافة إلى المخاوف بشأن حصول الصين على تكنولوجيا إف-35، تُثير المبيعات المقترحة تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية ستُقوّض التفوق العسكري الإقليمي لإسرائيل. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك طائرات إف-35، وقد استخدمتها في غارات جوية على إيران فيتشرين الأول/ أكتوبر 2024 وحزيران/ يونيو 2025".
وذكرت أنه "منذ حرب عام 1973، بين العرب وإسرائيل سعى صانعو السياسات الأمريكيون إلى ضمان حفاظ إسرائيل على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة. في الإدارات السابقة، كانت هناك عملية سرية للغاية، استمرت لأشهر، بين الوكالات المعنية، لمراجعة مدى توافق مبيعات الأسلحة المقترحة في المنطقة مع هذا التفوق".
ويقول الكونجرس إن الولايات المتحدة يجب أن تضمن قدرة إسرائيل على هزيمة "أي تهديد عسكري تقليدي ذي مصداقية" مع تحمل "أدنى قدر من الأضرار والخسائر البشرية".
في عام 2020، وافقت إدارة ترامب الأولى على بيع طائرات إف 35 للإمارات، في إطار اتفاقٍ لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل بموجب "اتفاقيات أبراهام"، واعترض بعض المسؤولين الأمريكيين على هذه المبيعات نظرًا لشراكة الإمارات الوثيقة مع الصين ، ولخشيتهم من إضعاف التفوق العسكري الإسرائيلي.
علّقت إدارة بايدن الصفقة في أوائل عام 2021، لمراجعتها، خوفًا من حصول الصين على تقنية طائرات إف-٣٥ في حال وجودها في الإمارات. ثم قدّمت الولايات المتحدة للإمارات قائمة مطالب، شملت تركيب مفاتيح إيقاف في الطائرات لتمكين الحكومة الأمريكية من تعطيلها عند الضرورة. اعتبر المسؤولون الإماراتيون هذه المطالب مُرهقة للغاية، ففشلت الصفقة.
وقد أُثيرت المخاوف نفسها بشأن المملكة العربية السعودية. إذ يناقش المسؤولون الأمريكيون إمكانية وضع ضمانات على تكنولوجيا مقاتلات إف-35، مع أنه من غير الواضح ما الذي سيُضمّن في اتفاقية البيع، وما هي الاقتراحات التي يطرحها تقرير الاستخبارات الصادر عن البنتاغون، إن وُجدت.
وتربط الصين والسعودية علاقات عسكرية. يساعد الجيش الصيني الرياض في بناء صواريخ باليستية وشراء صواريخ أكثر كفاءة، بالإضافة إلى تشغيلها. وقد أعرب نواب ديمقراطيون عن هذه المخاوف في رسالة إلى الرئيس جوزيف بايدن الابن في حزيران/ يونيو 2022، قبل زيارته الأولى للمملكة.
ودأب السعوديون على شراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من الصين لسنوات، وبدأوا مؤخرًا بشراء صواريخ صينية أكثر قدرةً على الوصول إلى مسافات أبعد. كما بدأوا في اكتساب التكنولوجيا اللازمة لتصنيع مكوناتهم الخاصة، وإنشاء منشآت إنتاج، وإجراء عمليات إطلاق تجريبية، بهدف واضح هو التمكن من إنتاج صواريخهم الخاصة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
وقال جيفري لويس، الخبير في مجال مراقبة الأسلحة في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا، في مقابلة إنه رأى صورا التقطتها الأقمار الصناعية لموقع اختبار صاروخي في المملكة العربية السعودية كان نسخة أصغر من موقع صيني.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الحصول على طائرة إف 35 - الطائرة المقاتلة الرائدة في أمريكا - من شأنه أن يمنح قواتها الجوية مزايا كبيرة في التخفي ويساعد طياريها على تقييم مساحة معركة معقدة بطرق لا تستطيع أسطولها المقاتل الحالي القيام بها، كما قال جاريث جينينجز، محرر شؤون الطيران في جينز، شركة الاستخبارات الدفاعية.
باختصار، تمثل طائرة إف 35 قمة الطيران القتالي الغربي من حيث القدرات وحقوق التباهي بالهيبة، على حد قوله.
تجلّت براعة طائرات إف 35 بوضوح في حرب "إسرائيل" التي استمرت 12 يومًا مع إيران في حزيران/ يونيو وبينما لم يصف الجيش الإسرائيلي بالتفصيل دور الطائرة في ذلك الصراع، فإن قدرة إف 35 على تدمير بعض الدفاعات الجوية الإيرانية مكّنت الطائرات الإسرائيلية القديمة من "العمل فوق إيران دون أي عقاب تقريبًا، ومن المرجح أنها كانت عاملًا مساهمًا كبيرًا في نجاح إسرائيل في تلك العملية"، وفقًا للسيد جينينغز.
وتباهى ترامب بصفقاته مع السعودية الغنية بالنفط، وخاصةً فيما يتعلق بالأسلحة. عندما زار الرئيس الأمريكي المملكة في أيار/ مايو، أعلن البيت الأبيض إبرام صفقات بقيمة 600 مليار دولار مع الحكومة والشركات السعودية. وكانت أكبر صفقة مبيعات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار. إلا أن بعض المشاريع التجارية التي روّجت لها الإدارة كانت قيد التنفيذ قبل تولي السيد ترامب منصبه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية السعودية الصين الولايات المتحدة السعودية الولايات المتحدة الصين أف 35 صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة السعودیة طائرات إف 35
إقرأ أيضاً:
الكاريبي يقترب من الاشتعال.. وصول حاملة طائرات أمريكية قبالة سواحل أمريكا اللاتينية
أعلنت وزارة الحرب الأمريكية "البنتاغون" وصول مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" إلى قبالة سواحل أمريكا اللاتينية، ضمن ما تصفها الولايات المتحدة أنها عمليات لمكافحة تهريب المخدرات ما يزيد من التوتر في منطقة الكاريبي.
وقالت القيادة الجنوبية للقوات البحرية الأمريكية إن الحاملة، التي صدرت أوامر بنشرها قبل نحو ثلاثة أسابيع، دخلت نطاق عملياتها في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مؤكدة أن الهدف من المهمة هو "حماية الأمن الإقليمي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات".
ومنذ آب/ أغسطس الماضي، تحافظ واشنطن على وجود عسكري في البحر الكاريبي يشمل شتة سفن حربية، مؤكدة أنها تهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات إلى أراضيها.
وأسفرت 20 غارة جوية على سفن اشتبهت الولايات المتحدة بأنها تحمل مخدرات عن مقتل 76 شخصا على الأقل.
وفي المقابل، أعلنت فنزويلا تنفيذ انتشار عسكري "ضخم" في أنحاء البلاد ردا على ما وصفتها بـ"التهديدات الإمبريالية" الأمريكية.
وقال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز إن بلاده نشرت قوات برية وبحرية وجوية وصاروخية، إضافة إلى وحدات من المليشيا البوليفارية لتعزيز الدفاعات الوطنية.
واتهمت كراكاس واشنطن باستخدام ملف مكافحة المخدرات "ذريعة" للضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو و"تغيير النظام بالقوة"، فيما تؤكد الولايات المتحدة أن وجودها البحري في المنطقة يهدف حصرا إلى "التصدي لشبكات التهريب" التي تستهدف أراضيها.
ودعا مادورو مرات عدة إلى الحوار، لكنه يؤكد أنه مستعد للدفاع عن نفسه، عارضا باستمرار أنشطة عسكرية داخل البلاد.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع ختام قمة مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي مع الاتحاد الأوروبي في مدينة سانتا مارتا الكولومبية.
كما شدد البيان الختامي على رفض استخدام القوة أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورحب بما وصفه باتفاق المرحلة الأولى لإنهاء الحرب في غزة، منددا في الوقت نفسه بالتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.