خلال افتتاحه معرض «خارج النص».. نهيان بن مبارك: الإمارات مركز عالمي للحوار الثقافي بفضل رؤية القيادة
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تولي الثقافة والفنون اهتماماً كبيراً، وتعتبرهما ركيزة أساسية في بناء الإنسان وتعزيز الانفتاح الحضاري والتواصل الإنساني بين الشعوب.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه معرض «خارج النص»، الذي أطلقه «صالون الملتقى الأدبي» احتفالاً بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، في منزل السيدة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الصالون، بحضور نخبة من كبار الشخصيات والقامات الثقافية والفنية.
وقال معاليه «لقد نجحت دولتنا، بفضل هذه الرؤية الحكيمة، في أن تكون مركزاً عالمياً للحوار الثقافي والتلاقي الفكري، ومنارةً تشعّ بالإبداع والمعرفة والسلام».
وأشاد بالصالون والمعرض قائلاً «يسرّنا أن نحتفل اليوم بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس صالون الملتقى الأدبي، الذي يُعدّ نموذجاً ملهِماً في دعم الحركة الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، وترسيخ قيم الحوار والتفاهم بين أفراد المجتمع. إنّ هذا المعرض، الذي يُقام تحت عنوان (خارج النص)، يجسّد رؤية فنية متفرّدة تُترجم الكلمة المكتوبة إلى أعمال فنية نابضة بالحياة، ويُبرز في الوقت ذاته التكامل العميق بين الأدب والفن بوصفهما لغتين عالميتين تُعبّران عن الإنسان ومشاعره، وتوحّدان الثقافات تحت مظلة الإبداع الإنساني المشترك».
وأضاف معاليه أنّ صالون الملتقى الأدبي، منذ تأسيسه، كان ولا يزال منصّة فكرية وثقافية رائدة، تُسهم بفاعلية في تنمية الحسّ الأدبي والفني لدى المجتمع، وتُعزّز قيم القراءة والنقاش والانفتاح على الثقافات الإنسانية المتنوّعة، مؤكداً أنّ هذه المسيرة الغنية تمثل نموذجاً مشرفاً لدور المرأة الإماراتية في دعم العمل الثقافي والإبداعي، وتعزيز الحضور الحضاري لدولة الإمارات في المشهد الأدبي والفني.
وختم معاليه تصريحه قائلاً إنّ معرض «خارج النص» ليس مجرد فعالية فنية، بل هو احتفاء بالذاكرة الثقافية الإماراتية، وتأكيد على أنّ الكلمة الصادقة قادرة على أن تعبر الأجيال وتُلهم الفنون، وأنّ الإبداع في دولة الإمارات مستمرّ ومتجدد، يحمل رسالتنا في التسامح والجمال والإنسانية إلى العالم بأسره.
ويأتي المعرض، المنعقد بالتزامن مع «عام المجتمع» وفعاليات «فن أبوظبي»، ليعكس عمق تأثير الأدب في إلهام آفاق جديدة من التعبير الفني المعاصر، حيث يجمع نخبة من الفنانين الإماراتيين الذين أعادوا تقديم النصوص الأدبية المكتوبة من خلال الفنون البصرية والموسيقى والحِرف اليدوية والعروض التفاعلية، في احتفاء بالاستمرارية الثقافية التي تتجاوز حدود الصفحات الورقية لتتجسد في اللوحات والألحان والذاكرة والخيال.
وحول فكرة المعرض، قالت أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي «بوصفه عضواً في أندية اليونسكو للقراءة حول العالم، يشكل صالون الملتقى الأدبي فضاءً مجتمعياً يغذّي الفكر، ويشجّع الحوار، ملهماً جيلاً من النساء عبر الأدب. فعلى مدى ثلاثين عاماً، جمعنا شغفُ الكلمة لقراءة أعمال أدبية عظيمة، ومناقشتها من منظور نسائي واعٍ، مستشعرين أثرها العميق في إثراء عقولنا والارتقاء بأفكارنا».
وأضافت «وجدنا أن (خارج النص) هو أفضل طريقة نحتفي فيها بذكرى تأسيس الصالون، في نفس الشهر والمكان الذي شهد أولى جلساتنا التي استضفتها في صالون منزلي تحديداً، يضمّ المعرض أعمالاً فنية تجسد النصوص التي قرأناها، حاملاً رسالة واضحة مفادها تجذر التراث الإماراتي في هويتنا المشتركة، وأثره الخالد النابض بالحياة».
وأكدت أن «خارج النص ليس معرضاً فحسب، إنّه شهادةٌ حيّة على الحكايات والقيم والأصوات التي تُشكِّل هويّتنا في إبداعات فنية تسافر عبر الزمن»، متوجهة «بالشكر والامتنان إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لرعايته المعرض والمواهب الإبداعية، وإلى الفنانين الإماراتيين المشاركين، الذين جسدوا شعار عام المجتمع، «يداً بيد»، وجعلوا من فنّهم رسالةً مجتمعيةً، تعزز فخر الأجيال القادمة من المبدعين بإرثنا الثقافي، وتلهم خيالهم لإحيائه بأساليب مبتكرة»، كما شكرت الشركاء الداعمين وجميع من ساهم في نجاح المعرض.
ويستعرض «خارج النص» أعمال ثلاثين فناناً من أبرز الفنانين الإماراتيين، جميعها مستلهمة من الكتب والروايات التي ناقشها «الملتقى» خلال جلساته، لتترجم الإبداع اللغوي المقروء في السرد القصصي إلى إبداع الصورة المرئي في اللوحات والمنحوتات والتركيبات الفنية والفنون الرقمية.
ويشكل المعرض محطة جديدة لصالون الملتقى الأدبي، تضاف إلى سجله العامر بالفعاليات الفكرية والفنية، كما يضم مساحةً أرشيفية تستعرض أبرز إصدارات الصالون، ومجموعة منتقاة من الصور التوثيقية، يتعرف الضيوف من خلالها إلى مسيرة ممتدة من الإبداع والتواصل الثقافي في المشهد الإماراتي.
وتأتي استضافة المعرض بدعم من DHL الشريك اللوجستي وDistrict1795، أول منصّة رقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكرَّسة لتعلّم الفنون والثقافة والتراث.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: نهيان بن مبارك صالون الملتقى الأدبي معرض فني صالون الملتقى الأدبی نهیان بن مبارک خارج النص
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال الملتقى الرابع لإدارة التراث الثقافي
انطلقت اليوم، بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، أعمال الملتقى الرابع لإدارة التراث الثقافي تحت عنوان "التراث المخطوط في ضوء التشريعات القانونية والحفظ والتحول الرقمي"، والذي تنظمه "إيسيسكو" بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية ويستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري.
ويهدف الملتقى، الذي يشارك به نخبة من الخبراء والمتخصصين، إلى إبراز الجهود المؤسسية والدولية في مجالات التشريع والصيانة والرقمنة لحماية التراث الفكري المخطوط.
ونوه الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو بما تمتلكه المنظمة من خبرات في مجال صون المخطوطات وتعزيز الوعي بقضايا هذا التراث، مؤكدا ضرورة توظيف تقنيات العصر في الحفظ المادي، وتطوير التعرف الذكي على الخطوط، والاستفادة من التصوير الطيفي وتحليلاته، إلى جانب توظيف قواعد البيانات الضخمة للتعريف بتفاصيل هذا الإرث.
من جانبه، شدد الدكتور ناصر الهتلان القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية على أهمية الشراكة المؤسسية في بناء القدرات وتطوير الأطر القانونية لحماية المخطوطات، داعيا إلى مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، وتعزيز التعاون بين المكتبات ودور المحفوظات والاستثمار في البنية التحتية للرقمنة وتأهيل الكفاءات.
ويتضمن برنامج الملتقى أربع جلسات علمية تتناول حماية المخطوطات ومساطر تفعيل التشريعات القانونية، وقراءات في أسس ومضامين القوانين العربية الخاصة بالمخطوط، واستعراض تجارب خزائن ومراكز في الحفظ والصيانة، إلى جانب التحول الرقمي وصون التراث واستدامة المخطوطات في عصر الذكاء الاصطناعي.