المسلة:
2025-11-14@17:47:01 GMT

جدل المقدس والواقعي يشطر تفسير الانتخابات العراقية

تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT

جدل المقدس والواقعي يشطر تفسير الانتخابات العراقية

14 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: الخطاب بين منبرين دينيين في العراق، أحدهما شيعي يَسِمُ الانتخابات بقداسة المدد الإلهي، والآخر سني يربط المشاركة فيها بحقوق المواطنة ومسؤولياتها، يكشف عن اهتمام كبير من قبل المؤسسات الدينية بالحدث المهم.

و وصف إمام و جمعة النجف صدر الدين القبانجي، الانتخابات التشريعية السادسة بأنها “أروع انتخابات جرت في العراق خلال التجربة السياسية الجديدة” بعد العام 2003 .

ومضى بالقول إنه “قبل كل ذلك ومع كل ذلك وبعد كل ذلك كانت يد إمامنا صاحب العصر والزمان التي أحاطت هذا المشروع”.

و يبدو أن خطبة النجف قد دفعت باتجاه تأطير الحدث الانتخابي بوصفه تتويجاً لإرادة شعبية اكتسبت ـ وفق روايتها ـ شرعيتها من الوعي الجماعي ومن دعم المرجعية، قبل أن تُختَم بإحاطة تُسند العملية السياسية إلى يد صاحب العصر والزمان، ما يضفي على المشهد هالة روحية تتجاوز لغة السياسة التقليدية.

وتشير قراءات إلى أن هذا الخطاب الشيعي يعود إلى نمط تعبوي يربط الصمود السياسي بقوة معنوية عابرة للزمن، ويستثمر الذاكرة الدينية في تثبيت الثقة بنتائج الانتخابات.

وتؤكد الأحداث الميدانية أن خطابات من هذا النوع عادة ما تخاطب المزاج الجمعي في لحظات الاستحقاق، خصوصاً حين تترافق مع جدل حول التدخلات الخارجية أو التشكيك بنزاهة العملية.

وتتحدث مصادر متابعة للشأن الانتخابي عن أن خطاب جامع أبو حنيفة قدَّم صورة نقيضة، حين وضع المشاركة في إطار عملي مباشر يربط الحق بالواجب، ويعتبر المقاطعين فاقدين لأهلية الاعتراض السياسي.

و رأى إمام جامع أبو حنيفة عبد الوهاب السامرائي، في خطبة صلاة الجمعة، أن من يقاطع الانتخابات “ليس من حقه أن يحاسب النواب”، مؤكداً أن المقاطعة تتناقض مع المطالبة بالتعيين والحقوق. وأضاف السامرائي أن “المقاطعين كمثل المريض الذي يرفض العلاج”، في إشارة إلى أن المشاركة في الانتخابات هي الطريق المؤسسي للمطالبة بالحقوق وممارسة الدور الرقابي.

وتقول التقديرات إن هذا الطرح يجد صداه داخل الأوساط السنية التي تسعى لتثبيت دورها الرقابي عبر أدوات الدولة لا عبر المواقف الاحتجاجية فقط.

وعلى صعيد آخر تبدو المفارقة جلية بين لغة تستدعي المقدس لمنح شرعية فائضة، ولغة أخرى تستدعي الواجب لإلزام الناخبين بمسؤولياتهم. ومن زاوية أخرى تركز الآراء المختلفة المرصودة على أن هذا التباين يعكس تنافساً على تعريف المواطن ودوره في صنع القرار، أكثر مما يعكس خلافاً على تفاصيل العملية نفسها.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني قفل البطاقة؟.. المفوضية توضح بعد انتهاء الانتخابات العراقية

ماذا يعني قفل البطاقة؟.. المفوضية توضح بعد انتهاء الانتخابات العراقية

مقالات مشابهة