باحث إسرائيلي: نتنياهو تحت دهس ترامبي غير مسبوق وواشنطن تفرض قبضتها
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
كشف الباحث الإسرائيلي شلوم ليبنر، الزميل الأول غير المقيم في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط، والذي خدم سبعة رؤساء وزراء إسرائيليين على مدى ثلاثة عقود، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات يفرض سيطرة واضحة على المشهد السياسي الإسرائيلي في مرحلة ما بعد حرب غزة، في ظل ضغوط داخلية غير مسبوقة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتراجع قدرته على المناورة.
وفي تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست"، أكد ليبنر أن اندفاع ترامب نحو إبرام اتفاق دائم في غزة قد يشكل “ضربة قاضية” للحكومة الإسرائيلية، في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط نسخة سياسية مكثفة من مشهد “تبديل الحرس”، مع اشتداد التنافس على تحديد ترتيبات ما بعد الحرب.
فراغ قيادي.. واستقالة مسؤولين كبار
وأشار ليبنر إلى أن اقتراب القتال في غزة من نهايته، خلافا لرغبة بعض حلفاء نتنياهو الذين يطالبون باستمرار العمليات، خلق فراغات كبيرة في القيادة داخل إسرائيل. فقد استقال رون ديرمر، أقرب مستشاري نتنياهو والذراع الأكثر ثقة لديه في التواصل مع إدارة ترامب، بعد أيام من إقالة مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي في 21 تشرين الأول/أكتوبر. كما يستعد رئيس ديوان نتنياهو، تساحي برافيرمان، لمغادرة منصبه متوجها إلى لندن سفيرا للاحتلال الإسرائيلي.
ويرى ليبنر أن هذا الانهيار المتتابع في الصفوف العليا لحكومة نتنياهو سيترك “فجوة تشغيلية هائلة” في لحظة حساسة لإسرائيل.
ترامب يملأ الفراغ.. ويضع نتنياهو تحت الضغط
وفي ظل هذا التراجع، يؤكد الباحث أن ترامب “تحرك بقوة لملء الفراغ”، ليصبح المتحكم الأول في مسار الترتيبات داخل غزة، مهددا في 29 تشرين الأول/أكتوبر بقوله: “إذا لم تحسن حماس التصرف، فسيتم القضاء عليها”.
ويشير التقرير إلى أن نتنياهو أصبح يعتمد اعتمادا شبه كامل على المظلة الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية، وهو ما جعله أكثر عرضة لضغوط البيت الأبيض. وقال ترامب في مقابلة ببرنامج 60 دقيقة يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر: “لقد ضغطت على نتنياهو… لم تعجبني بعض تصرفاته، وقد رأيتم ما فعلت حياله”.
وشهدت الأسابيع الأخيرة زيارات متتالية لترامب ونائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كاين، إضافة إلى المبعوثين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، بهدف ضمان امتثال نتنياهو للبرنامج الأمريكي لإنهاء المواجهة.
كما أنشأت واشنطن مركز تنسيق مدني–عسكري داخل الاحتلال الإسرائيلي يديره مئات من المسؤولين الأمريكيين لمتابعة “تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”، في خطوة يقول ليبنر إنها رسخت موقع ترامب “كحَكَم نهائي في كل ما يتعلق بغزة”.
نتنياهو متهم بالتنازل عن السيادة
ويضيف ليبنر أن نتنياهو، الذي كان يتفاخر سابقا بتنظيم العلاقات مع واشنطن قائلا: “اتركوا أمريكا لي”، أصبح الآن هدفا لاتهامات داخلية بالتفريط في سيادة إسرائيل لصالح ترامب.
ويقول إنه خلال الأسابيع الماضية دخل المسؤولون الأمريكيون لإلغاء خطط إسرائيلية انتقامية، تضمنت تقييد دخول المساعدات وتوسيع انتشار الجيش في غزة، كما أعلن ترامب لمجلة “تايم” أن ضم الضفة الغربية “لن يحدث”، محذرا: “إذا فعلت إسرائيل ذلك فستخسر كل دعمها من الولايات المتحدة”.
ملفات شائكة تضعف موقع نتنياهو
وبحسب ليبنر، فإن نتنياهو يواجه تحديات استراتيجية في التفاوض على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، إذ تشمل الملفات الأكثر حساسية: ( شكل الحكم في غزة، مستوى نزع سلاح حماس، حدود انتشار جيش الاحتلال).
ويرى الباحث أن هذه القضايا قد تضع نتنياهو في صدام مباشر مع أجندة ترامب التي تميل إلى “تقديم تنازلات واسعة مقابل تسريع الاستقرار”.
كما يثير اتجاه ترامب لإشراك تركيا وقطر في القوة الدولية المقترحة لغزة، مع تراجع دور السعودية والإمارات، استياء واسعا داخل الاحتلال الإسرائيلي. وينقل ليبنر عن مسؤول أمريكي قوله إن الإسرائيليين “أصيبوا بالغثيان” بعد الاطلاع على مسودة القرار المتعلق بهذه القوة.
نهاية سياسية تقترب؟
ويخلص ليبنر إلى أن نتنياهو، الواقع تحت حصار داخلي واحتجاجات متصاعدة وائتلاف متصدع، قد يكون قريبا من “نقطة اللاعودة”. فاندفاع ترامب نحو اتفاق دائم في غزة وربط ذلك بمسار التطبيع العربي قد يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل على المدى البعيد، لكنه قد يعني في الوقت ذاته “النهاية السياسية لحكومة نتنياهو”.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب غزة نتنياهو غزة نتنياهو ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقارير عن لقاء بين كوشنر وأبو شباب.. وواشنطن تنفي
ينتشر في قطاع غزة حالياً عدد من التشكيلات المسلحة المناهضة لحركة حماس، أبرزها المجموعات التي يقودها حسام الأسطل وياسر أبو شبّاب، إضافة إلى رامي حلّس وأشرف المنسي.
نفت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، تقريراً تداولته وسائل إعلام عن عقد ياسر أبو شبّاب، زعيم ميليشيا "القوات الشعبية" المناهضة لحركة حماس، اجتماعاً مع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قاعدة عسكرية أمريكية جنوب إسرائيل.
وأكدت الوزارة عبر حسابها الرسمي على "إكس": "هذا التقرير كاذب — لم يحدث قط".
وكان تقرير قناة "الحدث" السعودية قد أشار إلى أن اللقاء المزعوم تمحور حول الدور المُتوقَّع لميليشيا أبو شبّاب في مناطق تنسحب منها حماس، تنفيذاً لما بات يُعرف بـ"اتفاق غزة" الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وبحسب المصادر التي استندت إليها القناة، فإن النقاش ركَّز على التمركز الاستراتيجي لهذه القوات في مناطق أخلتها حماس، وتأمين خروج آمن لمقاتلي الحركة من أنفاق رفح، أحد المحاور اللوجستية الأساسية لحماس منذ سنوات.
وأضافت المصادر أن أبو شبّاب قد التقى كوشنر في ظل سريان وقف إطلاق النار، وأن قواته قد تلعب دوراً محورياً في تسهيل حركة المقاتلين عبر هذه الأنفاق، وتوجيههم إلى مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة الحركة — خطوة قد تترك تداعيات واسعة على مسار العمليات العسكرية الجارية في القطاع، فضلاً عن الانعكاسات الإقليمية المرتقبة.
Related "صفقات" مثيرة للجدل في شرق رفح.. ياسر أبو شباب يستقطب مجندين برواتب تصل إلى 5000 شيكلمحمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إسرائيل وبحث مستفيض للتطبيع مع تل أبيب"غزة الجديدة".. تقرير يكشف مشروعًا ميدانيًا لأربع ميليشيات مدعومًا من إسرائيل لإزاحة حماس مليشيات مناهضة لحماسووصل جاريد كوشنر إلى إسرائيل، الأحد، في زيارة تهدف إلى دعم تنفيذ ما بات يُعرف بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مع تركيز خاص على معالجة أزمة رفح — النقطة الأكثر تعقيداً في سيناريوهات الانسحاب والترتيبات الأمنية المقبلة.
وتنتشر في قطاع غزة حالياً عدة ميليشيات مناهضة لحركة حماس، أبرزها تلك التي يقودها حسام الأسطل وياسر أبو شبّاب، إلى جانب رامي حلّس وأشرف المنسي.
وتتزامن هذه الظاهرة مع غياب توافق فلسطيني أو دولي واضح على الرؤية المستقبلية للقطاع، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات بديلة — أبرزها صعود هذه المجموعات التي تروّج لنفسها كقوة قادرة على قيادة القطاع في مرحلة ما بعد حماس، وسط اتهامات بحصولها على دعم إسرائيلي مباشر، ورغم مواجهتها رفضاً شعبياً واسعاً وشكوكاً جدية في شرعيتها وقدرتها على إدارة شؤون القطاع.
ووفق تقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن هذه الميليشيات ــ التي تضم أيضاً رامي حلّس وأشرف المنسي ــ تعمل ضمن مشروع مشترك يحمل اسم "غزة الجديدة"، وتُقرّ ــ صراحة أو ضمنياً ــ بتلقي دعم لوجستي وعسكري من إسرائيل، يشمل الإمداد والتموضع وربما التنسيق الميداني.
وأشارت الشبكة إلى أن هذه المجموعات تتمركز حالياً في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الفعلية، وراء ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الحد الفاصل الذي حدد اتفاق وقف إطلاق النار نطاق انتشار الجيش الإسرائيلي.
وفي حديث حصري مع "سكاي نيوز" من قاعدته في جنوب القطاع، أكّد الأسطل: "لدينا مشروع رسمي — أنا، ياسر أبو شبّاب، رامي حلّس، وأشرف المنسي. نحن جميعاً من أجل 'غزة الجديدة'. وقريباً سنحقق السيطرة الكاملة على قطاع غزة ونتوحّد تحت مظلة واحدة".
وأظهرت التفاصيل التي حصلت عليها الشبكة أن السلاح الأساسي لميليشيا الأسطل يتكوّن من بنادق كلاشنيكوف يشتريها من مقاتلين سابقين في حماس عبر السوق السوداء، بينما تدخل الذخائر والمركبات عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، بعد تنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
كما كشفت "سكاي نيوز" عن قيام أبو شبّاب باستيراد مركبات إلى غزة بمساعدة جنود إسرائيليين وتاجر سيارات عربي إسرائيلي، عبر المعبر نفسه — ما يعزز من تقارير تشير إلى بنية أمنية ولوجستية متكاملة تُبنى خلف الكواليس، في ظل استمرار التعقيدات السياسية والعسكرية في القطاع.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة رفح - معبر رفح حركة حماس دونالد ترامب غزة إسرائيل
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم