هل تتوافق أطراف اتفاق غزة بشأن المرحلة التالية؟
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
مع قرب اكتمال مرحلة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في إطار اتفاق وقف وقف إطلاق النار في غزة، تسود حالة من الغموض بشأن المرحلة التالية من الاتفاق، في ظل تعنت إسرائيل، التي قال مسؤولوها إن مناقشة المرحلة التالية مرهونة باكتمال تسلم جثث أسراهم في القطاع والانتهاء من دفنها وكافة الإجراءات المتعلقة بها.
وأكدت إسرائيل أنها تسلمت أمس الخميس جثة أحد أسراها في قطاع غزة، لتتبقى بذلك 3 جثث تعود لأسرى إسرائيليين في القطاع لم تُسلم بعد.
وفي ظل الغموض الراهن بشأن المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتعدد تصورات الأطراف المعنية، إذ تركز الولايات المتحدة، بحسب ما كشف المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية توماس واريك لبرنامج "ما وراء الخبر"، على مشروع قرارها في مجلس الأمن الدولي، والذي يحظى -حسبه- بدعم تركيا وقطر والسعودية ومصر والأردن وبلدان أخرى.
يذكر أن روسيا اقترحت أمس الخميس مسودة مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب في قطاع غزة، صاغته مقابل المشروع الأميركي الذي لقي معارضة موسكو وبكين، لكن بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة حثت مجلس الأمن على المضي قدما في الموافقة على النص الأميركي.
كما تحاول الولايات المتحدة أن تقنع إسرائيل بضرورة حل مشكلة مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العالقين في رفح جنوبي قطاع غزة، حيث تود واشنطن أن يخرجوا إلى غرب الخط الأصفر أو إلى دولة أخرى، ويقول الضيف الأميركي واريك إن إسرائيل لم توافق على ذلك بشكل رسمي.
والأولوية الثالثة لواشنطن -بحسب واريك- هي إيقاف العنف الجاري في الضفة الغربية، الذي قال إنه سيؤثر بشكل سلبي على مسار السلام الذي تريده واشنطن.
أما الدول العربية، فإن أولوياتها تركز، بحسب الأكاديمي والخبير بسياسات الشرق الأوسط الدكتور محجوب الزويري، على مسألة تشكيل القوة الدولية في قطاع غزة باعتبار أن ذلك سيدفع إسرائيل للتنازل عن أراضي غزة تدريجيا، كما تركز على ضرورة إدخال المساعدات بكثافة كبرى، وشكل الإدارة التي ستدير القطاع بشكل أساسي.
حسابات إسرائيلوفي المقابل، فإن أولويات إسرائيل تختلف عن أولويات العرب، حيث يقول الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى لبرنامج "ما وراء الخبر" إنها تركز على مسألة تحضير الأرضية لوجود إسرائيلي طويل الأمد في غزة وبالتحديد في شرق الخط الأصفر الذي تحتله إسرائيل، وقال إنها غير واثقة من إمكانية تحقيق بنود المرحلة الثانية، ولذلك تقوم بتدمير سريع لهذه المنطقة.
إعلانوما يهم إسرائيل أيضا في المرحلة التالية هو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وترى أن القوة الدولية المزمع تشكيلها يجب أن تعمل على نزع هذا السلاح، ويوضح مصطفى أن إسرائيل تريد شرعية وموافقة أميركية على أن يكون لها هامش من العمل العسكري في القطاع.
وحسب مصطفى، فإن إسرائيل تتخوف من أن القوة الدولية ستدخل إلى المناطق التي تسيطر عليها هي وليس تلك التي تسيطر عليها حماس.
ويقول المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية ورايك إن القوة الدولية المزمع تشكيلها يجب أن تشكل وتنشر في غزة قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المرحلة التالیة القوة الدولیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
لوموند: هكذا يقوض ترامب الجهود الدولية بشأن أزمة المناخ
لم يكتف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من المفاوضات الدولية بشأن أزمة المناخ، كما فعل خلال ولايته الأولى (2017-2021) بل أصبح يعتزم أيضا إلغاء نتائج تلك المفاوضات، مع إثارة أكبر قدر ممكن من الجدل مع الضغط على الدول الأخرى.
وقد انسحبت الولايات المتحدة من قمة رؤساء الدول بشأن أزمة المناخ، التي عُقدت يومي 6 و7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مدينة بيليم بالبرازيل، كما لن تحضر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30" (COP30) الذي انطلق الاثنين بالبرازيل ويستمر إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وترى صحيفة لوموند الفرنسية أن الغياب الأميركي عن ذلك المؤتمر جزء من الجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية لتقويض أي إجراءات قد تتخذها دول أخرى في مجال مكافحة الاحتباس الحراري.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي وقّع في مستهل ولايته الثانية أمرا تنفيذيا يهدف إلى الانسحاب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما حدث عام 2020.
يُلخّص روبرت ستافينز الأستاذ في جامعة هارفارد ومدير برنامج الاقتصاد البيئي فيها الوضع بالقول إن موقف إدارة ترامب من تغير المناخ سلبي للغاية ولا يقتصر الأمر على عدم مشاركة بلاده في الجهود الدولية، بل إنه يحاول أيضًا الضغط على دول أخرى، من خلال تهديدها بعقوبات تجارية لتقليص طموحاتها بمجال المناخ.
وقد عبر ترامب في 23 سبتمبر/أيلول الماضي عن شكوكه في تغير المناخ أمام الدول الأخرى بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال إن أزمة المناخ "أكبر عملية احتيال ارتُكبت في العالم على الإطلاق". وخاطب رؤساء الدول المجتمعين قائلا "إذا لم تنأوا بأنفسكم عن هذه الخدعة البيئية، فستفشل بلادكم".
إعلانوعلى سبيل المثال، فقد أفشلت واشنطن اتفاقية ضريبة التلوث على الشحن الهادفة لإزالة الكربون من القطاع، بعد سنوات من المفاوضات كان يفترض أن تنتهي منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن إدارة ترامب استعملت كل نفوذها لمنع التوقيع، مهددة بفرض رسوم جمركية إضافية على الدول المتحمسة لتلك الاتفاقية.
وتتبعت باميلا تشيسيك، وهي أستاذة العلوم السياسية بجامعة مانهاتن ومديرة مجلة "نشرة مفاوضات الأرض" المشاركة الأميركية في مختلف المنتديات الدولية المتعلقة بالمناخ، ولاحظت أن الولايات المتحدة تعمل بمختلف الأساليب لتقويض أي تقدم تم إحرازه في مختلف القضايا.
وحسب لوموند فإن خارطة طريق إدارة ترامب في مجال المناخ أصبحت واضحة تمامًا بهدف منع أي مبادرة تتعارض مع مصالح الصناعة الأميركية أو الوقود الأحفوري، بعد أصبحت البلاد السنوات الأخيرة أكبر منتج للنفط والغاز عالميا.
وهكذا، فقد أُلغيت معاهدة الحد من إنتاج البلاستيك في أغسطس/آب الماضي تحت الضغط الأميركي المتواصل، إذ تعدّ الولايات المتحدة ثاني أكبر منتج للبلاستيك في العالم، وهي مادة تُصنع جزئيًا من الوقود الأحفوري كالنفط والغاز.
ولا يُعزى تراجع القضايا البيئية بالولايات المتحدة إلى إدارة ترامب فحسب، بل يُغذّيه عاملان أساسيان، الأول صعود "الحلول التكنولوجية" التي تعِد بحلّ لأزمة المناخ من خلال الابتكار التكنولوجي، وهو ما تعبر عنه بعض تصريحات الملياردير إيلون ماسك.
أما السبب الثاني لهذا التراجع فهو نقص الدعم السياسي، بعد أن أصبحت الحركة البيئية تحت سلطة "لنجعل أميركا صحية مجددًا" التي أسسها روبرت كينيدي، وزير الصحة الحالي المناهض للقاحات، وفي وقت أصبح الديمقراطيون أقلّ صراحةً في التعبير عن قضايا المناخ.
كما تراجع الاهتمام بقضايا المناخ داخل المجتمع المدني الأميركي، وخير دليل على ذلك أن بيل غيتس الملياردير الذي يرأس أكبر مؤسسة خيرية في العالم، دعا نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي كبار المانحين إلى إعادة توجيه أموالهم نحو أولويات أخرى، مثل مكافحة الفقر والمرض والجوع في العالم.