أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة ذياب بن محمد بن زايد: رفاه الإنسان الغاية الأولى لقيادتنا الرشيدة برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. إطلاق برنامج «القيادات العربية الشابة في القطاع الثالث» لتعزيز العمل التنموي

تقود دولة الإمارات حراكاً سياسياً ودبلوماسياً واسعاً في مسعى لوقف الحرب الأهلية في السودان، وذلك ضمن أجندة سياسية رفيعة المستوى تنفذها الدولة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

ويبرز الدور الإماراتي الداعم لحل الأزمة السودانية سلمياً في إطار جهود اللجنة الرباعية الدولية، والتي تتبنى مبادرة مهمة في مسار الجهود الرامية لإنهاء النزاع في السودان، عبر هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة.
وكانت معالي لانا زكي نسيبة، وزيرة دولة، قد شددت في وقت سابق على ضرورة حماية المدنيين السودانيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومن دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، مع التأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات.
قالت الباحثة في الشؤون الدولية، ميرا زايد حمزة، إن الحقائق تبقى أقوى من محاولات التشويه، وما تقوم به الإمارات من جهد حقيقي لوقف العنف في السودان يمثل ركيزة رئيسية لجهود حل الأزمة السودانية سلمياً، على الرغم من الصوت «الإخواني» المستمر في مهاجمة الدولة.
وأضافت حمزة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه منذ اندلاع الحرب في السودان، كان موقف الإمارات واضحاً وثابتاً، وتمثل في دعم الشعب السوداني وليس دعم الأطراف المتحاربة، مشيرةً إلى أن وجود الدولة ضمن الرباعية الدولية، إلى جانب السعودية والولايات المتحدة ومصر، يجسّد ثقة المجتمع الدولي في دورها الدبلوماسي المتوازن القائم على الحوار والوساطة لا على الانحياز أو التصعيد.
وأشارت إلى أن المساعدات الإماراتية لم تتوقف يوماً، من الجسور الجوية والإغاثات الطبية والغذائية، إلى إقامة المستشفيات الميدانية ورعاية المتضررين في الداخل والخارج، منوهة بأن هذا الحضور الإنساني ليس استعراضاً، بل امتداد لنهج راسخ يجعل الإنسان أولاً فوق السياسة والمصالح.
وأوضحت الباحثة في الشؤون الدولية أن محاولات البعض تكرار الاتهامات أو إلصاق الفشل بالآخرين، مجرد صوت ماضٍ يرفض الاعتراف بالواقع، مشيرة إلى أن الإمارات تمارس سياستها بشفافية وهدوء، وتواصل العمل من أجل استقرار السودان والمنطقة من دون أن تلتفت إلى المهاترات أو الحملات الدعائية.
كثفت دولة الإمارات خلال شهر نوفمبر الجاري جهودها السياسية والدبلوماسية الداعمة للحل السياسي للأزمة السودانية، وأكدت دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى فرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين ويضع حدّاً لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية.
وأعربت الإمارات عن إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروّعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف مناطق السودان المتضررة من الحرب الأهلية، بما فيها مدينة الفاشر، مؤكدةً أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق الحيوية في المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مسلحة يشكل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولجميع القيم والمبادئ الإنسانية، وأن ما شهدته البلاد من اعتداءات مروّعة يمثل جريمة بحق الإنسانية تتطلب موقفاً دولياً موحداً وحازماً.
وشدّدت وزارة الخارجية على ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن، مؤكدةً أن استغلال المعاناة الإنسانية أو المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية أمر مرفوض ومدان.
من جهتها، قالت لنا مهدي، الناشطة السودانية، إن الجميع يجب أن يسيروا على نهج الطريقة الإماراتية، من خلال المناداة بالسلم، والدعوة إلى وقف العنف ومنع استهداف المدنيين.
وأضافت مهدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه منذ اللحظة الأولى لاندلاع الصراع في السودان،  طالبت الإمارات بتطبيق الحل السلمي والسياسي وتغليب مصلحة السودان وشعبه على المصلحة الخاصة ووقف العنف ضد المدنيين وتسليم السلطة بشكل ديمقراطي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الحرب في السودان الإمارات السودان أزمة السودان الشعب السوداني المساعدات الإماراتية المساعدات الإنسانية مساعدات الإمارات المساعدات الإغاثية الأزمة السودانية الحرب الأهلیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

الإمارات .. التزام إنساني ودبلوماسي تجاه السودان

تواصل دولة الإمارات التزامها بموقفها الثابت تجاه الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، من خلال رسائل استراتيجية واضحة تجمع بين الإدانة الحازمة للانتهاكات الخطيرة، والدعوة إلى وقف فوري للحرب، والدفع نحو حل سياسي يقوده المدنيون.
وشددت الإمارات منذ الأيام الأولى للأزمة، عبر بيانات رسمية صدرت تباعاً منذ مايو 2023 وحتى أكتوبر 2025، على ضرورة حماية المدنيين، ووقف استهداف الأحياء السكنية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما يشهده السودان من جرائم وانتهاكات تُوثَّق يومياً.
وفي هذا السياق، أدانت دولة الإمارات في 9 يونيو 2024 الهجمات المشينة ضد المدنيين في مدينة الفاشر، ووصفتها بأنها «تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني»، مطالبة بفتح ممرات إنسانية وتأمين حماية عاجلة للمدنيين، كما أدانت في بيان نشرته وزارة الخارجية في 14 فبراير 2025 ما أوردته التقارير الأممية التي كشفت استخدام أسلحة كيميائية في مناطق غرب دارفور، معتبرة أن استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين يُعد جريمة حرب لا يمكن التغاضي عنها.
وأكدت الإمارات أن القصف العشوائي والإعدامات الميدانية والعنف الجنسي ومنع المساعدات الإنسانية وقطع الإمدادات عن السكان هي ممارسات يجب أن تتوقف فوراً، مع ضرورة محاسبة مرتكبيها.
وترى الإمارات أن جميع الأطراف المنخرطة في النزاع تتحمل مسؤولية مشتركة عن الفظائع المرتكبة منذ بدء الصراع، وأن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي فقط إلى إطالة أمد المعاناة وتعميق الأزمة الإنسانية، وهو الموقف الذي أعادت التأكيد عليه خلال مداخلة رسمية في مجلس حقوق الإنسان بتاريخ 3 مارس 2025، حيث دعت إلى وضع حد للانتهاكات بحق النساء والأطفال، وإلى ضمان حماية شاملة للمدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.
وتتمسك الإمارات بموقفها حيال الحرب في السودان، والذي يرى أن المسار السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة، فمنذ مشاركتها في «جدة» في مايو 2023، مروراً باجتماعات «المنامة» في يونيو 2024، وجنيف في أكتوبر 2024، وواشنطن في يوليو 2025، دعت الإمارات إلى حل سياسي شامل يضع مصلحة الشعب السوداني فوق مصالح الأطراف المتحاربة، مؤكدة ضرورة إطلاق عملية انتقالية يقودها مدنيون مستقلون، بعيداً عن القوى المسلحة والمتطرفة، بهدف تشكيل حكومة مدنية خلال 9 أشهر تملك الشرعية والقدرة على استعادة مؤسسات الدولة والحفاظ على استقرار البلاد.
ورحبت الإمارات في 12 سبتمبر 2025، بالبيان الصادر عن «الرباعية» (الإمارات، والسعودية، والولايات المتحدة، ومصر)، واعتبرته اختراقاً مهماً في مسار الأزمة ونقطة تحول نحو إعادة إطلاق العملية السياسية، معلنة دعمها للبيان وذلك في إطار التزامها بتخفيف معاناة السودانيين ووقف التصعيد، والتعاون مع المجتمع الدولي لإعادة المسار السياسي إلى مساره الصحيح.
كما شددت الإمارات على ضرورة تحقيق هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، وهي مبادرة أعلنت عنها في 5 أبريل 2025، بهدف فتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية في ظل تقارير أممية أشارت إلى حاجة 25 مليون شخص داخل السودان إلى مساعدات عاجلة، بينهم أكثر من 4.5 مليون نازح منذ بداية الحرب، معتبرة أن هذه الهدنة يجب أن تمهد لوقف دائم لإطلاق النار، بما يتيح إطلاق عملية سياسية شاملة وشفافة.
وتجاوز الدعم الإماراتي حدود البيانات الدبلوماسية ليشمل وقوفاً مباشراً إلى جانب الشعب السوداني عبر مساعدات إنسانية وتنموية ضخمة، إذ قدمت الدولة خلال الفترة من 2014 إلى 2025 ما يقارب 3.9 مليار دولار من المساعدات.
وأرسلت الإمارات خلال الفترة من مايو 2023 حتى ديسمبر 2024، أكثر من 122 طائرة شحن إلى بورتسودان ودارفور محملة بإجمالي 8300 طن من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء.
وأولت الإمارات أهمية كبرى للجانب الصحي في دعم الأشقاء السودانيين، إذ شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، كما افتتحت مستشفى في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلاً عن تقديم الدعم إلى ما يزيد على 127 منشأة صحية في 14 ولاية.
وقدمت الإمارات مساعدات مباشرة لما يزيد على 650 ألف شخص داخل السودان، بما في ذلك توفير مولدات كهرباء للمستشفيات المتضررة، وإعادة تأهيل عدد من مراكز المياه، وتوفير إمدادات غذائية لنحو 180 ألف أسرة، وفي نوفمبر 2024 أطلقت الدولة حملة طارئة لتوفير 100 ألف سلة غذائية لسكان ولايتي الجزيرة وكسلا، ضمن جسر جوي شمل 14 رحلة خلال أسبوع واحد.
وأكدت الإمارات مراراً على أن دعمها للشعب السوداني ليس مرتبطاً بظروف النزاع فقط، بل يأتي ضمن التزام إنساني طويل الأمد تجاه السودان، وشاركت الدولة في جهود إعادة الإعمار والمشاريع التنموية قبل اندلاع الحرب، بما في ذلك دعم برامج التعليم والصحة والبنية التحتية في الفترة بين 2016 و2022.
وفي مواجهة حملات التضليل الإعلامي التي رافقت النزاع السوداني منذ منتصف 2024، أعربت الإمارات عن قلقها من محاولات تشويه الحقائق وصرف الانتباه عن الجهود الإنسانية والدبلوماسية، وأكدت في بيان رسمي صادر بتاريخ 7 سبتمبر 2025، أن التضليل الإعلامي يُطيل أمد الحرب ويزيد معاناة المدنيين، داعية إلى مواجهة خطاب الكراهية والدعاية المضللة، ودعم الإعلام المسؤول الذي ينقل الحقائق، ويسهم في تعزيز مسار السلام.
وحذرت الإمارات من خطر تنامي الجماعات المتطرفة والإرهابية داخل السودان، مشيرة في اجتماع أمني دولي في يوليو 2025، إلى أن انتشار هذه الجماعات يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة، ودعت إلى تعاون دولي لمحاصرة منابع الإرهاب ومنع تمدده.
وتجسد هذه المواقف المتتابعة رؤية إماراتية واضحة تقوم على دعم الشعب السوداني، ورفض الحرب، وحماية المدنيين، والدفع نحو حلول سياسية مستدامة، كما تؤكد مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لضمان وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز المسار الانتقالي بقيادة مدنية، بما يساعد السودان على تجاوز واحدة من أكثر أزماته تعقيداً في تاريخه الحديث.

أخبار ذات صلة الإمارات والعراق.. صحوة «الأبيض» ومفاجأة «الأسود» إطلاق برنامج «مسار البطل الرياضي» لدعم جيل جديد في الإمارات المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية يكشف عن دور مصر في إنهاء الحرب الأهلية بالسودان
  • البعثة الأممية لتقصي الحقائق تطالب بوقف الحرب وحماية المدنيين في الفاشر غرب السودان
  • الإمارات في مجلس حقوق الإنسان: القوات المسلحة السودانية تروج الأكاذيب للتغطية على مسؤوليتها عن دمار السودان
  • الإمارات .. التزام إنساني ودبلوماسي تجاه السودان
  • السودان يصرخ.. مجاعة ونزوح وغياب المساعدات الإنسانية
  • المفوضية الأوروبية للشؤون الإنسانية: الكارثة السودانية لا يمكن وصفها
  • المنظمة الدولية للهجرة: نزوح نحو 100 ألف من الفاشر السودانية خلال أسابيع
  • «الهجرة الدولية»: أزمة النزوح في السودان بلغت نطاقاً هائلاً مع تراجع المساعدات
  • السودان.. تزايد الأصوات الرافضة لوقف الحرب في "محيط البرهان"