محذرًا من اعتبارها "حلًا".. الثوابتة لـ"صفا": توفير الخيام تبسيط خطير للمشهد
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
غزة - خاص صفا
مع بدء انحسار المنخفض الأول الذي شهده قطاع غزة وتسبب بغرق آلاف الخيام وتضرر أصحابها، تنطلق مطالبات بتدخل جذري لحل الكارثة قبل المنخفضات القادمة، وتحذيرات من اعتبار "توفير الخيمة" حلًا لها.
وضرب منخفض جوي المنطقة يوم الجمعة وتسببت الأمطار الغزيرة بغرق عشرات الخيام في قطاع غزة، الأمر الذي فاقم معاناة النازحين أكثر، في ظل عدم وجود جهات قادرة على التعامل مع حالات الغرق.
ويبدأ المنخفض ظهر اليوم بالانحسار، حيث توقعت دائرة الأرصاد أن تهطل كميات من الأمطار لساعات النهار الأولى، على عدة مناطق منها قطاع غزة.
لا تمثل إنقاذًا
ويقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن "الخيام وحدها لا تمثل إنقاذاً للسكان مطلقاً، حتى لو توفرت كل الكمية المطلوبة، فإنها تبقى مجرد خطوة أولى في سلسلة طويلة من الاحتياجات الضرورية التي يجب توفيرها لضمان حماية المدنيين من الشتاء".
ويضيف في حديث لوكالة "صفا" يوم الأحد، أن الخيمة في حد ذاتها، لا توفر الدفء، ولا تمنع تسرب المياه، ولا تصمد أمام الرياح، ولا تحمي الأطفال أو المرضى أو كبار السن من موجات البرد.
ويشدد "نحن نتحدث عن بيئة تهجير قاسية للغاية، لا يمكن أن يتجاوزها السكان بالخيام فقط".
ويحذر لذلك من اعتبار الخيمة "حلاً" أو "إنقاذاً"، معتبرًا أن هذا تبسيط خطير للمشهد، لا يعكس الواقع الحقيقي على الأرض.
ويشير إلى أن قطاع غزة يحتاج بشكل عاجل وفوري إلى 300,000 خيمة وبيت متنقل كحد أدنى، لاستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين الذين حوّلهم الاحتلال إلى مشرّدين بلا مأوى.
وبحسب الثوابتة، فإن الحديث يجري عن كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها شعبنا، في ظل ظروف مأساوية تفوق قدرة البشر على الاحتمال.
ويوضح أن هذه الكارثة تأتي مع غياب شبه كامل للتدخلات الفاعلة التي كان يمكنها الحد من حجم الانهيار الإنساني القائم.
كما يقول "لقد حذرنا منذ شهور طويلة من هذا السيناريو، لكن العالم لم يتحرك، وها نحن اليوم نواجه مأساة تتفاقم مع كل ساعة ومع كل منخفض جوي".
هشاشة الخيام ومتطلبات الإيواء
وعن غرق آلاف الخيام في المنخفض، يفيد الثوابتة بأن الخيام الموجودة حالياً، وحتى التي قد تتوفر، غير كافية مطلقاً من حيث العدد أو الجودة أو القدرة على الصمود أمام ظروف الشتاء القاسية.
ويبين أن آلاف الخيام غرقت فعلياً مع أول منخفض جوي، لأن ما يتوفر اليوم هو خيام بدائية هشة، غير مصممة لمواجهة الأمطار أو الرياح أو البرد القارص.
كما يحذر "نحن أمام مشهد كارثي؛ عائلات كاملة تقف داخل مخيمات طينية غارقة، بلا حماية، بلا أرضيات عازلة، وبلا دعم لوجستي يضمن الحد الأدنى من مقومات الحياة".
وينوه إلى أن ما هو موجود الآن ليس "إيواء، بل محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة في ظروف غير إنسانية".
وأمام ذلك، فإن الثوابتة يؤكد أنه إضافة إلى الخيام، هناك سلسلة كاملة من المتطلبات الإنسانية العاجلة التي يجب توفيرها فوراً، تشمل شوادر وأغطية بلاستيكية عازلة للمياه، لضمان الحد الأدنى من الحماية ضد الأمطار.
ويوضح أن المواطنين بحاجة لوسائل تدفئة آمنة، خاصة للأطفال والمرضى وكبار السن، وأرضيات خشبية أو بلاستيكية تمنع تحوّل الخيام إلى برك من الطين، وأغطية، فرشات، ومواد عزل حراري.
ويشدد على ضرورة توفير مرافق صحية متنقلة، مع خدمات مياه وصرف صحي ملائمة، ومستلزمات إنارة وطاقة بديلة، لضمان القدرة على العيش في الحد الأدنى من الظروف الإنسانية.
وحتى هذه اللحظة، يجزم الثوابتة أن الاحتلال يمنع إدخال هذه المواد كافة، في خرق خطير للبروتوكول الإنساني الذي وقع عليه، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ما يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يدفع ثمنها المدنيون وحدهم.
ويطالب بتوفير هذه الاحتياجات كواجب قانوني وأخلاقي وإنساني على المجتمع الدولي، وهذا الواجب لا يمكن أن يخضع للتسويف والمماطلة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الثوابتة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“يونيسف”: الامطار في غزة تتسبب بفيضانات تؤثر على آلاف العائلات النازحة في الخيام
الثورة نت /..
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم السبت، أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة على قطاع غزة ، تسبب بفيضانات أثرت على آلاف العائلات النازحة التي تعيش في الخيام.
وقالت “يونيسف”، في تديونة على منصة “اكس” ، إن أمطار غزيرة “تهطل في غزة، ما تسبب بفيضانات أثّرت على آلاف العائلات التي تعيش في الخيام، فيما يستمر تساقط المطر”.
وشددت على الحاجة الآن إلى دخول جميع إمدادات “يونيسف” إلى قطاع غزة، مشيرة الى أنها وزعت حتى الآن أكثر من خمسين ألف خيمة، ومائتين وعشرين ألف قطعة من الشوادر، و تسعة وعشرين ألف طقم من الملابس الشتوية.