صدى البلد:
2025-11-17@08:15:00 GMT

هل الخطيئة تورث من جيل إلى جيل؟.. علي جمعة يوضح

تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن ربنا عز وجل يقول: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا}.

ويقول تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ * وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.

علي جمعة: الإنجاز بلا أخلاق خطر يهدد الإنسان والحضارةعلي جمعة: الذكر والتفكّر أساس بلوغ مرتبة الإحسانالغنيمة الباردة.. علي جمعة فضل هذه العبادة في فصل الشتاءعلي جمعة يكشف عن سبب شيوع الفساد والفتن بين الناس

فأنت لن تقرأ كتاب غيرك؛ اقرأ كتابك أنت.

{يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.

وتابع: إذًا المسئولية مسئولية شخصية؛ "لا يُضارُّ والدٌ بولده، ولا مولودٌ له بولده"؛ لا فعل أخيك يضرّك، ولا أنت في فعلك تضرّ أخاك. ولذلك نرى الأمثلة:

فرعون كان كافرًا، ولكن زوجته التي في بيته كانت مؤمنة.

وسيدنا نوح كان مؤمنًا ونبيًا من أولي العزم من الرسل، ولكن ابنه كان كافرًا.

وسيدنا لوط كان مؤمنًا، وامرأته كانت كافرة.

وسيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، الذي سمانا المسلمين من قبل، الحُجّةُ الأُسوةُ هو ومن اتبعوه، كان مؤمنًا بلا شك، ولكن أباه كان كافرًا.

وهكذا نرى:

الزوجة صالحة والزوج طالح، والزوج صالح والزوجة طالحة، 

والابن صالح والأب طالح، والأب صالح والابن طالح.

فكل واحد سيكون بمفرده في هذا اليوم: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا}.

إذًا: الإنسان بعمله.

وأشار إلى أن هذا يحرّر العقل البشري من الأوهام، ويحرّر العقل البشري من إلقاء المسئولية على الغير، ويُقَرِّر أن المسئولية مسئولية فردية، وأنك ستؤخذ بعملك دون سواك.

هل الخطيئة تورث من جيل إلى جيل

وبين ان هذه قضية مهمة جدًّا؛ لأنها ضد أن الخطيئة تُورَث من جيل إلى جيل، وضد أن يُؤخَذ الناس بعضهم بجريرة بعض - كما هو في بعض أذهان البشر-.

وربنا سبحانه وتعالى يقول لك: انتبه

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

انتبه؛ فكل شخص مسئول عن عمله، وهناك يوم القيامة لا يستطيع أحد من الناس أن يُنقذك مما كتبه الله عليك في الحياة الدنيا.

طباعة شارك هل الخطيئة تورث من جيل إلى جيل علي جمعة فرعون نوح لوط إبراهيم الزوجة الزوج العقل البشري الخطيئة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة فرعون نوح لوط إبراهيم الزوجة الزوج العقل البشري الخطيئة من جیل إلى جیل الخطیئة ت علی جمعة

إقرأ أيضاً:

4 أعداء يعوقون سير الإنسان إلى ربِّه.. تعرف عليهم وجاهدهم

كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن 4 أعداء يعوقون طريق الإنسان خلال سيره إلى ربِّه.

4 أعداء يعوقون طريق الإنسان خلال سيره إلى ربِّه

وقال جمعة إن الإنسانُ وهو في طريقه إلى الله، هناك أربعةُ أسبابٍ تعوق سيرَه إلى ربِّه سبحانه:

أولُها: نفسُه، والثاني: الشيطان، والثالث: الهوى، والرابع: الدنيا.

علي جمعة: قصة قارون درس للمغرورين بمالهم والإنسان مقهور بقدر الله وأمرهعلي جمعة: النبي نهى عن الجدال بغير علم ومن طلب الشهرة بعلمه أدخله الله النارعلي جمعة: طريق الله واحد ومن يبتعد عنه يقع في الحيرة والضلالعلي جمعة: النبي نهانا عن المراء والجدال بغير علم .. لهذا السبب

وأضاف أن هذه أعداء لبني آدم؛ لأنها تحاول أن تصدَّه عن سبيل الله، وتحاول أن تجذبه إليها، وتحاول أن تجعله يخرج عن الصراط المستقيم، وعن الطريق القويم، الذي هو أقصرُ طريقٍ يصل به العابدُ إلى ربِّه، فهذه الأمور الأربعة تعكِّر على الإنسان صفوَ توجُّهه إلى الله سبحانه وتعالى.

وتابع: "وفي الحقيقة إن أشدَّ هذه الأعداء هي: "النفس"؛ لأن الدنيا قد تكون وقد لا تكون، والشيطان يذهب ويجيء، والهوى يأتي ويذهب، ولكن النفس هي التي تصاحب الإنسان من الإدراك إلى الممات، ونحن نستطيع أن نميِّز سعيَها، وحجابَها، وشهوتَها عن باقي هذه الأعداء بالعود والتكرار، وهذا معنى قولهم – وهي قاعدة أيضًا –: «نفسُك أعدى أعدائك»".

فكيف نميِّز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟

فقالوا: إن وسوسة الشيطان لا تدوم، ولا تعود، ولا تتكرَّر؛ يحاول أن يوسوس في صدور الناس، فإذا لم يستجب الإنسانُ لهذه الوسوسة، وقاومها وانشغل عنها، فإنه لا يعود إليها مرةً ثانية، ويذهب ليوسوس له في شيء آخر.

فإذا وجد الإنسان من نفسه دعوةً بالكسل عن الصلاة، أو عن الذكر، أو دعوةً تدعوه إلى شيء مكروه أو محرم، ثم لم يجد في نفسه ذلك بعد هذا، فإن ذلك من وسواس الشيطان: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.

فهذه أذيةُ الشيطان، وهو ضعيفٌ، ولا سلطان له علينا، والله سبحانه وتعالى أوكله ولكنه أضعفه، وأبقاه لكنه خذله. والشيطان نستطيع أن نتقي شرَّه من أقرب طريق وبأبسط وسيلة:

فالأذان يذهب الشيطان، والذكر يذهب الشيطان، ونقرأ خواتيم سورة البقرة فتذهَبُ الشياطين وتُحصِّن المكان، ونقرأ آيةَ الكرسي فإذا بنا نحتَمي بها من الشيطان، ونذكر أذكار الصباح والمساء فإذا بنا نحصِّن أنفسَنا من الشيطان.

فالشيطان يُرَدّ من أقرب طريق، وبأسهل طريقة، وحياة الإنسان مع الذكر، ومع القرآن، ومع العبادة، ومع الطهارة، ومع الأذان، ومع الصلاة، ومع الصيام، تجعل الشيطان يفرُّ ويذهب.

ولكن المشكلة هي: مشكلة النفس؛ لأن النفس تحتاج إلى تربية، والنفس تُعيد على الإنسان دعوته إلى التقصير، ودعوته إلى الحرام، ودعوته إلى المكروه مرةً بعد أخرى. فإذا ما قاومتَها في أول مرة عادت تُلحُّ عليك في المرة الثانية.

هذه هي "النفس الأمَّارة"؛ ولذلك استعملوا معها صيغةَ المبالغة، فهي: "أمَّارة" على وزن «فعَّالة»، وصيغة المبالغة فيها تكرار، وعود، ومبالغة، وفعلٌ كثير. فالنفس لا تأمر مرة ثم تسكت، بل إنها تُلحّ مرة بعد أخرى.

وإذا ما وجدتَ إلحاحًا على شيء، لفعلِ القبيح الذي أعرف أنه قبيح، والذي أعرف أن فيه تقصيرًا، أو فيه ذنبًا، ومعصيةً، فعليَّ أن أعرف أن ذلك من نفسي، وأنه ينبغي عليَّ أن أُربِّيها.

"النفس الأمارة بالسوء" هي أصل النفوس؛ عمومُ الناس تأمرهم نفوسُهم بالسوء. فإذا ما ارتقينا إلى ما بعدها، أي إلى "النفس اللوَّامة"، وجدنا هناك نزاعًا بين الإنسان وبين نفسه؛ مرةً تأمره بالمنكر، فيحاول أن لا يستجيب، ومرةً يستجيب ثم يتوب ويرجع، ويدخل في منازعة، وفي أخذٍ وردٍّ معها، إلى أن تستقر على "النفس المُلهَمة"، وهي الدرجة الثالثة من درجات النفس.

وبعضُهم قال: إن هذا بداية الفناء، وأن النفوس ثلاثة: "أمارة، ولوامة، وملهمة".

وبعضهم قال: إننا لا نكتفي ببداية الكمال، بل علينا أن نترقَّى فوق ذلك إلى أن نصل إلى: "الراضية، والمرضية، والمطمئنة، والكاملة".

وعلى كل حال، فهذه المراحل تبدأ في عموم الناس، مسلمِهم وكافرِهم، تبدأ بالنفس الأمارة بالسوء. إلا أن هذه النفس الأمارة عندها استعداد لأن تتحول إلى نفسٍ لوامة، وهذه النفس اللوامة لديها استعداد لأن تتحول إلى النفس الملهمة؛ فالاستعداد موجود، ولكن الشائع أن نفس الإنسان من قبيل النفس الأمارة بالسوء.

طباعة شارك علي جمعة أعداء يعوقون طريق الإنسان خلال سيره إلى ربِّه الإنسان الشيطان الهوى الدنيا اعداء بني آدم وسوسة الشيطان

مقالات مشابهة

  • العقل الاِستراتيجي في سوريا.. فقه السياسة الشرعية وفكّ الاِشتباك مع العقيدة (1)
  • عندما يصمت العقل
  • د. عادل القليعي يكتب: الذكاء الاصطناعي.. وحقوق الملكية الفكرية!
  • البشري يزور معرض الشهداء في الدريهمي بالحديدة
  • علي جمعة: الذكر والتفكّر أساس بلوغ مرتبة الإحسان
  • الغنيمة الباردة.. علي جمعة فضل هذه العبادة في فصل الشتاء
  • 4 أعداء يعوقون سير الإنسان إلى ربِّه.. تعرف عليهم وجاهدهم
  • علي جمعة: علينا أن نراقب أبنائنا ونتدخَّل في حُسْنِ الصحبة
  • توضيح من المكتب الإعلامي في مشيخة العقل.. هذه تفاصيله