انطلاق «الصيد والفروسية» والاستدامة تتصدر الفعاليات
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةانطلقت، أمس، فعاليات الدورة الـ20 من المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2023) تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، بمشاركة 1220 عارضا وعلامة تجارية يُمثّلون 65 دولة، منهم 640 عارضاً محلياً ودولياً و580 علامة تجارية عالمية في 11 قطاعاً للمعرض، وذلك على مساحة 65 ألف متر مربع.
وعمت أمس الأجواء العائلية على فعاليات المعرض الذي استقطب الجمهور من العائلات ممن اصطحبوا أطفالهم لتزامن انطلاق المعرض مع إجازة نهاية الأسبوع، حيث نجح المعرض في أن يجتذب الأطفال والناشئة من خلال ما يوفره من باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التراثية والتعليمية والترفيهية.
ويتصدّر الحدث، الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، معارض الصيد على مستوى العالم من حيث تنوع قطاعاته وعدد الزوار، ويلعب دوراً هاماً في استقطاب السياح من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والعالم عموماً، إذ زاره منذ العام 2003 نحو مليون 900 ألف زائر، فيما شهدت دورته الماضية زيارة أكثر من 120 ألف زائر من 120 جنسية.
وتحتضن العاصمة الإماراتية، من جديد الحدث الذي يجمع المؤسسات الرسمية الرائدة في الحفاظ على التراث الثقافي والموارد الطبيعية، جنباً إلى جنب مع كبريات الشركات والمُصنّعين والموزعين ومُقدّمي الخدمات ووكالات السفر ومُحترفي صناعة الصيد بمختلف أنواعه، في نسخة مميزة تشهد تطوّراً ملحوظاً على صعيد المحتوى التراثي الثقافي والتعليمي المعرفي.
ويُتيح المعرض للزوار فرصة التعرّف على ثقافة الإمارات وموروثها الأصيل من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي تُقدّمها منصّاته وفعالياته، والتي تعمل على رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية، إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحوٍ مُستدام.
وتوجّه معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعمه اللامحدود للمعرض وجهود صون التراث الثقافي، ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات راعي الحدث، للمُتابعة الدائمة لجهود تطوير دور المعرض في مجال الحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز دوره في صون البيئة والصيد المُستدام وتقديم التراث.
وأكد معاليه بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة العشرين، أنّ زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، للدورة الأولى في سبتمبر 2003، شكّلت مُنطلقاً على مدى عقدين لكافة النجاحات التي حققها المعرض في الدورات اللاحقة، ودعماً لجهود صون التراث وترسيخ مفاهيم الأصالة والاعتزاز بالهوية الوطنية.
وبالتعاون مع العديد من الجهات الرسمية والخاصة والمؤسسات المحلية والدولية المُشاركة في قطاعاته وفعالياته، يحتفي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بعام الاستدامة 2023 الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يُنظّم الحدث أنشطة وورش عمل وفعاليات تُساهم في تعزيز رسالة المعرض وتطوير المُنتجات والمبيعات واستدامة البيئة والأعمال التجارية ذات الصلة بالقطاعات الـ11.
الاستدامة
وركزت معظم الأجنحة المشاركة في المعرض على عناصر الاستدامة في الوسائل المستخدمة في الصيد ورحلات الصيد والسفاري، سيما وأن المعرض انطلق العام الحالي تحت عنوان «استدامة وتراث.. بروح مُتجدّدة» ترجمة لرؤى سمو راعي الحدث واستراتيجية دولة الإمارات في تعزيز مفهوم الاستدامة وصون التراث بروح يملؤها التجدّد والابتكار، حيث يُعزّز المعرض جهوده لإنجاز ذلك من خلال الخطط طويلة المدى التي يتبنّاها.
ويُعدّ المعرض فرصة مميزة للجمهور من مختلف الأعمار لاقتناء كل جديد في عالم الصقارة والحرف اليدوية، وأسلحة الصيد والرماية، ومُستلزمات الفروسية ورحلات التخييم والسفاري ورياضات الهواء الطلق، وبأسعار تُناسب الجميع.
وبانتظار زوار الحدث أكثر من 200 نشاط وفعالية شيّقة يعيشون من خلالها لحظات مميزة عبر التمتع بمشاهدة الاستعراضات المباشرة والنادرة للصقور والكلاب والخيول والإبل في إحدى أكثر القاعات جذباً للجمهور، وهي ساحة العروض الكبرى، فضلاً عن مواكبة العروض الموسيقية والفنّية الحيّة.
مزادات
تُعتبر مزادات الصقور والإبل وسكاكين الصيد والفنون، من أكثر الفعاليات جذباً للجمهور. كما يُقدّم معرض أبوظبي للصيد لعُشّاقه، تجربة مُحاكاة حيّة فريدة لهواة رياضة الرماية بالقوس والسهام في بيئة مثالية آمنة، إضافة لعروض الرماية بالسهم من على ظهر الخيل. وأيضاً العروض الحيّة للسلوقي (كلب الصيد العربي) والكلاب البوليسية، والاستعراضات التراثية والرياضية الشيّقة التي تُعزّز من جاذبية المعرض. وبالنسبة لجيل الشباب، تُعدّ فرص المُغامرات والأنشطة الخارجية التي يوفرها العارضون وسيلة مهمة للابتعاد عن التكنولوجيا وإعادة التواصل مع الطبيعة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض أبوظبي للصيد والفروسية حمدان بن زايد نادي صقاري الإمارات بن زاید آل نهیان
إقرأ أيضاً:
المرأة العُمانية والفروسية.. قصة إصرار وعزيمة
فاطمة سالم
منذ القدم، ارتبطت رياضة الفروسية بثقافة المجتمع العُماني ارتباطًا وثيقًا، لما تحمله من دلالات الشرف والقوة والشجاعة. فقد شكّلت الخيل جزءًا أصيلاً من حياة العُمانيين، وتجلّى هذا الارتباط في الأدب العربي؛ حيث تغنّى بها الشعراء على مر العصور، مثلما قال المتنبي: "الخيل والليل والبيداء تعرفني"؛ لتصبح الخيول رمزًا للبطولة والنبل.
وفي هذا الإطار العريق، لم تكن المرأة العُمانية غائبة عن المشهد؛ بل سطّرت حضورًا مميزًا في عالم الفروسية، خصوصًا في ظل الدعم الذي حظيت به من القيادة الرشيدة، وأخص بالذكر السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي آمن بقدرة المرأة على الإسهام في كافة الميادين، بما في ذلك الرياضات التراثية.
وقد كان السلطان قابوس مُحبًا للفروسية منذ صغره؛ إذ يقول: "منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل، فقد وُضعت على ظهر الحصان وأنا في الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل".
شغف منذ الطفولة... وبداية الرحلة
"منذ صغري وأنا أحلم بركوب الخيل واعتلاء صهوتها"، هكذا بدأت إحدى الفارسات العُمانيات حديثها عن تجربتها في عالم الفروسية. ورغم تردد والدتها في البداية خوفًا عليها، إلّا أن الدعم الذي وجدته من والدها، وإصرارها المستمر لمدة ثلاث سنوات، مهّد لها الطريق للبدء رسميًا في هذه الرياضة في 7 يونيو 2020، حين كانت في سن الرابعة عشرة، مُستغلةً عُطلتها الصيفية للتدريب والاستمرار لمدة أربعة أشهر متواصلة.
تحديات لا تُثني العزائم
لم تكن الطريق مفروشة بالورود؛ فقد واجهت الفارسة الشابة العديد من التحديات، بدءًا من الخوف المجتمعي، ووصولًا إلى إصابة خطيرة أثناء التدريب. غير أنها لم تجعل من الألم أو كلام الناس عائقًا أمام طموحها؛ بل وجدت في ذلك دافعًا للاستمرار. فتقول: "وجدتُ يد الأمل تمتد لي عبر مدربين ومجتمع داعم، علمني الصبر، وغرس في نفسي الإصرار".
ومع الوقت والتدريب، استطاعت تجاوز المرحلة الصعبة، لتعود أقوى وأكثر شغفًا، مستندةً إلى هدف واضح رسمته منذ البداية، وواصلت السعي لتحقيقه بكل عزم وإرادة.
التمكين المجتمعي.. ودور البيئة الداعمة
إنَّ قصة هذه الفارسة ليست مجرد تجربة شخصية؛ بل هي مرآة تعكس ما وصلت إليه المرأة العُمانية من تمكين في مختلف المجالات، بدعم من المجتمع والقيادة، لا سيما في المجالات التراثية كالفروسية. ولقد أثبتت المرأة العُمانية حضورها القوي في ساحات كانت يومًا ما حكرًا على الرجال؛ لتؤكد أن الإرادة لا تعرف جنسًا؛ بل طموحًا وإصرارًا.
وختامًا.. الفروسية بالنسبة للمرأة العُمانية لم تعد مجرد هواية، وإنما أصبحت ساحة تعكس شجاعتها وطموحها وقدرتها على تخطي التحديات. ومع استمرار هذا الزخم والدعم المجتمعي، فإن مستقبل الفروسية في عُمان، لا سيما بوجود فارسات مُلهمات، يُبشِّر بمزيدٍ من الإنجازات التي تليق بتاريخ هذا الوطن العريق.