كيف بدأت الدولة البوسعيدية العظيمة؟!
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد
كان السيد أحمد بن سعيد والي صحار يسير على ناقته بصحبة خادمه مسعد قادمًا من صحار متوجهاً إلى مسقط تلبية لطلب الإمام سيف بن سلطان اليعربي لمُقابلته.
وعلى مشارف مدينة مسقط ورد إلى أحمد بن سعيد خبرٌ بأنَّ الإمام يُضمر له الشر وما استدعاه إلّا ليقتله؛ فرجع أحمد بن سعيد فورًا مسرعًا إلى معقله صحار والتي كان يُديرها بحكمةٍ.
وقد اشتهر أحمد بن سعيد آنذاك بالعدل والإنصاف والاستقامة والكرم واحترام الآخرين فأحبه الناس وأثنوا عليه وأصبحت له مكانة عالية في نفوسهم ليس في صحار وحسب؛ بل في سائر البلاد.
لكن إذا كان أحمد بن سعيد يتسم بكل هذه الصفات الطيبة فواجب على الإمام دعمه وتشجيعه وتقريبه ليكون له عونًا له في الحكم، وهذا ما اعتقده أحمد بن سعيد عندما أتى قادمًا إلى مسقط لملاقاة الإمام سيف بن سلطان اليعربي بناءً على طلبه، ولم يخطر على باله أن الإمام يريد اعتقاله ثم قتله، وهو لم يفعل سوى الخير لولايته وأهلها.
فماذا حصل ولماذا يريد الإمام قتل واليه والذي اختاره شخصياً وعيَّنه بنفسه؟
رأى الإمام في عُلو شأن أحمد بن سعيد لدى الكثير من الرعية وقربهم ومحبتهم له تنامي نفوذه، وكان هذا كافيًا ليوقظ في نفس الإمام سيف بن سلطان الغيرة والارتياب، وقد صرح لبعض خاصته قائلًا: إنَّ أحمد بن سعيد ما أقبل على الناس ولا أكرمهم إلّا ليستميلهم إليه ويصرفهم عن طاعتي فيسلب الحكم من يدي.
وهكذا صار الإمام يرى في والِيه بأنه يشكل تهديدًا مباشرًا لسلطانه وعزم على التخلص منه، وتزامنًا مع اشتداد التوتر بين الطرفين تفاقم الاضطراب في البلاد بخلافات اليعاربة فيما بينهم وتنازعهم الداخلي على الحكم؛ الأمر الذي أضعف الدولة وأصبحت هدفًا للتدخلات الخارجية وخصوصًا من قبل الفرس. وكانت صحار خط الدفاع الأخير وتمكنت صحار ومن انضم إليها بقيادة أحمد بن سعيد، من صد الهجمات الفارسية وإبعادهم عن شمال عُمان.
فازداد تقدير الناس لأحمد بن سعيد ووجدوا فيه القائد القادر على إنقاذ البلاد، بعد أن سقطت أكثر مناطق عُمان بيد الفرس ولم يبق من أئمة اليعاربة من يمثل قوة حقيقية يعتد بها؛ فاجتمعت القبائل والزعامات المحلية على مبايعة أحمد بن سعيد حاكمًا تقديرًا لشجاعته وثباته وحسن تدبيره واستطاع دحر ما تبقى من الفرس عن البلاد.
وهكذا تولى الإمام أحمد بن سعيد الحكم مؤسساً الدولة البوسعيدية والتي تم اعتماد تاريخ تأسيسها في عام 1744.
ومن بعده أتى أبناؤه السلاطين الميامين الذين كانوا أمناء على هذه الدولة وحافظوا عليها وقدموا الكثير لأجل أمنها واستقرارها وازدهارها وما زالت الدولة البوسعيدية العظيمة مُستمرة منذ 281 عاماً بحفظ الله ورعايته إلى يومنا هذا ولله الحمد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بعد تقبيل مصطفى حسني يده في برنامج «دولة التلاوة».. من هو الطالب محمد أحمد حسن؟
قدَّم الداعية الإسلامي مصطفى حسني نموذجًا راقيًا في حسن الخلق والتواضع، خلال لقائه بأحد قرّاء القرآن الكريم من ذوي البصيرة خلال برنامج دولة التلاوة، حيث ظهرت لقطات له وهو يخاطبه قائلاً: «ما تحرمنيش الشرف دا يا سيدنا»، في مشهد لقي تفاعلًا واسعًا وإشادة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من هو الطالب محمد أحمد حسن؟اصطفَّ آلاف المصلين في رحاب الجامع الأزهر، في الليلة التاسعة من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ، يؤدّون صلاتي العشاء والتراويح، يرجون رحمة الله ويبتغون فضله ورضوانه، وقد توافدوا من مختلف المحافظات، إضافة إلى الطلاب الوافدين من دول عدة، ليلتقوا في بيت من بيوت الله، تحفّهم الملائكة، وتغمرهم نفحات الشهر الكريم.
وأمّ المصلين برواية قُنبل عن ابن كثير المكي الشيخ محمد أحمد حسن، الطالب بمعهد أبوقير الثانوي الأزهري، الذي فقد بصره فامتلك البصيرة التي أهلته إلى أن يؤمَّ المصلين بصلاة التراويح بالجامع الأزهر في تاسع ليالي شهر رمضان الفضيل
وتقدَّم المصلين الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، والشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ونخبة من علماء وقيادات الأزهر.
وتقام صلاة التراويح بسورة الأعراف، ويؤم المصلين فيها الشيخ محمد سالم عامر، القارئ والإمام بالجامع الأزهر، قارئًا برواية الإمام الدوري عن الإمام أبي عمرو البصري، والشيخ رضا رمضان عبد الموجود، قارئًا برواية الإمام قنبل عن الإمام ابن كثير المكي، والشيخ محمد فوزي البربري، قارئًا برواية الإمام إدريس عن الإمام خلف العاشر.
أما صلاة الشفع والوتر، فيتقدم لإمامة المصلين الدكتور محمد إسماعيل عطية، المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالشرقية. ويؤم المصلين في صلاة الفجر الشيخ محمد سالم عامر.
وفي عام 2023م، تُوجت جهوده بالفوز بالمركز الأول في مسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم، وهي إحدى أهم وأقدم المسابقات التي ينظمها الأزهر الشريف سنويًا للتنافس بين طلاب الأزهر المتميزين من حفظة كتاب الله، فكانت تلك اللحظة كانت بمثابة شهادة على مثابرته، وتأكيدًا على اجتهاده وتميزه في الحفظ والتلاوة، رغم التحديات، ليصبح نموذجًا للإرادة والاجتهاد في طلب العلم.
ولم يكن فوز محمد أحمد حسن بالمركز الأول في مسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم لعام 2023 سوى بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات، إذ واصل تألقه في العام التالي ليحقق إنجازًا جديدًا بحصوله على المركز الأول في فئة أصحاب الهمم بمسابقة «تحدي القراءة العربي» لعام 2024م، متفوقًا على أكثر من 39 ألف مشارك من مختلف الدول العربية، بما يعكس إصراره على التفوق، ليس فقط في حفظ القرآن الكريم وإتقانه، بل أيضًا في ميدان المعرفة والقراءة، ليصبح نموذجًا مشرفًا للإرادة والعزيمة.
نجاحه في الثانوية الأزهريةحقق الطالب محمد أحمد حسن، ابن معهد أبو قير الثانوي الأزهري، وأحد أصحاب البصيرة، إنجازًا جديدًا بعد ظهوره في مشهد مهيب خلال شهر رمضان الماضي وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح بالجامع الأزهر الشريف، حيث أثبت أنه نموذج مضيء للتفوق والإرادة بعد أن حقق نسبة نجاح بلغت 86% في نتيجة الثانوية الأزهرية لهذا العام 2025.
محمد، الذي حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية قنبل عن ابن كثير المكي، وتوج بفوزه بمسابقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم لعام 2023، عبّر عن امتنانه قائلًا: "الحمد لله، هذه المرحلة فاصلة في حياتي، وأتمنى الالتحاق بكلية أصول الدين، فهي حلمي العلمي والدعوي".
وكان الأزهر الشريف قد قدم محمد خلال ليلة التاسع من رمضان 1446هـ كأول طالب كفيف يؤم المصلين بالجامع الأزهر، حيث نشر الجامع الأزهر عبر صفحاته الرسمية مقاطع مؤثرة لتلاوته، والتي نالت إعجاب الآلاف من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت ملايين المشاهدات، وسط إشادات كبيرة بالأزهر وطلابه.
الأول على الثانوية الأزهرية
وأعرب الطالب علي محمد علي شلتوت، ابن محافظة البحيرة، عن سعادته العارمة بعد تصدره قائمة أوائل الجمهورية في الثانوية الأزهرية - القسم العلمي للعام الدراسي 2024-2025، محققًا مجموعًا قدره 99.85%.
وأوضح في تصريح لـ“صدى البلد” أن سر تفوقه كان الثقة المطلقة في الله، قائلاً: "كنت واثقا من أول السنة أني من الأوائل.. وكان عندي يقين كبير في ربنا، ولما ظهرت النتيجة فرحت جدًا".
وأشار إلى أنه لم يختلف عن باقي الطلاب في طريقة مذاكرته، لكنه كان حريصًا على تنظيم وقته جيدًا، مضيفًا: "السنة مش صعبة، لكنها طويلة وعايزة التزام".
ورغم اعتماده على الدروس الخصوصية طوال العام، قرر في الشهر الأخير التوقف عنها تمامًا، ليمنح كل تركيزه للمذاكرة الذاتية والمراجعة الدقيقة.
واختتم بتوجيه نصيحة لزملائه: "ابعدوا عن التوتر ومتضغطوش على نفسكم.. ودايمًا خليك واثق في ربنا"، موجهًا شكره الكبير لوالديه اللذين كانا سندًا وعونًا له في كل مراحل العام الدراسي.