جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-17@18:37:10 GMT

الخلط بين عُمان ومُسمّى اليمن

تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT

الخلط بين عُمان ومُسمّى اليمن

 

 

 

حمد الناصري

 

هناك خلط كبير يقع فيه أكثر كتاب المقالات والسرديات الناعمة.. ويرونها تصنيفًا تاريخيًا موثقًا، على اعتبار أنها امتدادات لجذور ثابتة دون أن يُكلفوا أنفسهم بقراءات مُعمّقة أو بحوث عن مصادر موثوقة، فيطغى عليهم الخلط لعدم دقّة التبيّن، فيذهبون إلى جعل امتداد الجزيرة العربية بترابها ورمالها وبحارها الواسعة محصوراً في جغرافية اليمن فقط.

وبعض المقولات والروايات لا يعرف مدى صحة سندها التاريخي المرتبطة بتعريفات لا وجود لها في القديم أو الحديث.. وكل ما رُوي من مسمّيات كانت تحديدًا مكانيًا وتعريفًا تقديريًا ليس إلا؛ فمثلًا القول إنَّ عُمان "سلطنة عُمان الحالية" جزء من اليمن؛ فاليمن تاريخيًا راسخ منذ الأزل ولا شكّ في ذلك.. وكذلك عُمان أزلية التكوين وقد عُرفت في الحضارات القديمة عُمان وعمُون وفي الحضارة السومرية بمجان ومزون أي وفيرة الماء.

واسم عُمان قد قيل إنِّه يعود إلى عُمان بن إبراهيم الخليل وبعضهم يرى أن اسم عُمان يعود إلى عُمان بن سبأ.. وهذا دليل واضح على أنَّ عُمان أرضًا وبحرًا منذ العهود الأولى ولها موقعها الاستراتيجي وتاريخها وحضارتها التي لا تقل شأنًا وقدمًا عن اليمن العريق.. وقد ذكرها أحد ملوك أوروبا (دونجي) بنحو 2450 قبل الميلاد.

وإذا ما قرأنا عن تاريخ ما قبل الإسلام للأستاذ المؤرخ العراقي جواد علي، نجده قد فصّل تفصيلًا دقيقًا أنه وجد في مدونة على تمثال "نرام سن" أنه أخضع مجان وتغلّب على ملكها "مانو" يعني أهل مجان هم أهل عُمان.

وبعض المؤرخين أمثال الشيخ سالم بن حمود السيابي ساروا إلى أن الآية "وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا" (الكهف: 79) هو ملك عُمان. وقد أشار في كتابه "عُمان عبر التاريخ" أن ذلك الملك هو مسدلة بن الجلندى بن كركر، وهو ملك عُماني من سلالة مالك بن فهم الأزدي.. وفي الكتب القديمة ما يُؤكد أنّ هذا الملك هو مسدلة بن الجلندى الأزدي وهو من نسْل مالك بن فهم ملك عُمان في تلك الفترة الزمنية. وتاريخ عُمان القديم يمتد إلى آلاف السنين وتعود جذورها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وإلى حضارات قديمة، وازدهرت تلك الحضارات القديمة بتجارة المعادن والنحاس مع حضارات بلاد الرافدين وتجارة اللبان مع مصر القديمة.

وكما أشرت آنفًا، أن عُمان، عُرفت بأسماء كثيرة أكثرها شُهرة "مجان" لدى السومريين و"مزون" لدى الفرس. وقد أوضح الشيخ سالم السيابي عن خلفية اسم عُمان ومراحلها، فقد أطلق على عُمان اسم نعمان وقد جاءت في أشعار العُمانيين باسم نعمان كأبي مسلم البهلاني وابن مداد وغيرهم.

إنّ تاريخ عُمان حظيَ بقوة أسانيد حضارتها وتاريخها العميق ومكانتها بين الحضارات القديمة، فحين خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم ملوك الحضارات العظيمة كان لعُمان الفخر أن تكون من ضِمن البلدان التي خصّها النبي برسالته لأهميتها ومكانتها المُؤثرة، وقد كان للعُمانيين الدور الكبير في عهد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله سلم؛ فبعضهم كانوا من صحابته صلى الله عليه وآله وسلم وشاركوا معه في الأحداث والمعارك التي خاضها لمواجهة الشرك ونشر الدين الحنيف.

ودُعاء النبي لأهل عُمان في قصة إسلام مازن بن غُضوبة يُدلل ذلك، فقد كان عبدالله بن علس الثمالي من أوائل الذين أسلموا من أهل عُمان. وفي كل العهود كانت عُمان لها الأولوية؛ إذ كانت كيانًا سياسيًا مستقلًا وحضارة قديمة قويمة تمتد إلى 5000 سنة أو يزيد، وكان تواصلها القديم مع الحضارات كحضارة بلاد الرافدين ومصر، وقد كشفت النقوش المسمارية عن تواصل دبلوماسي وثقافي ومراسلات بين ملوك عُمان وملوك تلك الحضارات في ذلك الوقت. ولعلّ الفرس ترجموا الاسم العربي إلى اللغة الفارسية أخذًا من معنى مُزن السماء أو أرض الخصب والزرع.

الخلاصة.. يُرجِّح كتاب "عُمان عبر التاريخ" أنّ الرحلة البحرية كانت في البحر العربي- قُبالة عُمان الحالية- مِمّا يدعم رواية أنّ الملك كان حاكمًا لعُمان، وللإيضاح فقد ذكرنا سلفًا اسم الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبًا، وقد ورد في بعض الروايات أنه هدد بن بدد. وذلك الرأي ما نراهُ بعيدًا، أمّا واقعة السفينة التي كانت في البحر العربي، الذي تشترك فيه الدولتان العربيتان عُمان واليمن وتُطل عليه باكستان وإيران والهند والصومال وجزر المالديف.. وعُمان اشتهرت بحضارتها البحرية وبموقعها الاستراتيجي، واشتهرت بصناعة السفن والملاحة البحرية ولها نشاط بحري تجاري واسع وساهمت في ربط الحضارات وما أسهمت به من دور ريادي في نشر الإسلام بسبب مكانتها البحرية المُؤثرة في البحار العميقة التي تلتقي مع كثير من الشعوب، ومن هذا المُنطلق فإنّ البحر الكبير الذي تشرف عليه سَلطنة عُمان الحالية، يحق لنا تسميته بالمحيط العُماني وفق قواعد المحيطات ومُسمياتها الجديدة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نظر محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس مصر القديمة بـ41 غرزة .. غدا

تنظر المحكمة المختصة، أولى جلسات محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس مصر القديمة بـ41 غرزة .

قررت جهات التحقيق المختصة بالقاهرة، إحالة المتهمة بتشويه وجه عروس مصر القديمة بـ41 غرزة الي محكمة الجنايات.

تأجيل محاكمة 29 متهما في خلية الهيكل الإداري بالهرم لجلسة 12 ينايرحبس سيدة تدير ناديا صحيا لممارسة الأعمال المنافية للآدابحبس 6 سيدات لقيامهن بممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل ماديقرار بشأن وفاة شخص فى مشاجرة بالأسلحة النارية بالقليوبيةإحالة المتهمة بتشويه وجه عروس مصر القديمة للمحاكمة الجنائية

وقالت منصورة ياسر، العروس في التحقيقات إنها ارتبطت بشاب منفصل عن زوجته السابقة، مشيرة إلى أن الأخيرة عندما علمت بخبر الخطوبة هددت خطيبها قائلة: “لو خدتها هندمك عليها وهحبسك”.

وأضافت منصورة أن المتهمة توجهت إليها يوم الواقعة أمام منزلها، واعتدت عليها بالسباب أمام المارة قبل أن تفاجئها بطعنة باستخدام شفرة حادة موس، تسببت في إصابتها بجرح عميق في الوجه.

وأكدت قائلة : تفاجأت بضربتها، ولقيت وشي بينزف دم، الناس أسعفوني ونقلوني المستشفى وخيطت 41 غرزة، مؤكدة أنها لم يكن بينها وبين طليقة خطيبها أي خلافات سابقة، لافتة إلى أن الاعتداء جاء عقب إعلان موعد كتب كتابها المقرر في 20 سبتمبر المقبل.

طباعة شارك وجه عروس تشويه وجه عروس مصر القديمة محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس

مقالات مشابهة

  • نافذة- أبرز المؤشرات التي تكشف حجم الأزمة الغذائية في اليمن
  • الخلط بين عُمان ومُسمى اليمن
  • حركة "فتح" تشارك في مؤتمر "الحوار بين الحضارات" بالصين
  • الأوقاف: مصر كانت وستظل حاضنة لفن التلاوة.. ونشعر بالفخر بنجاح المسابقة
  • حضن صنع لابنها البطولة| قصة أم هزت قلوب نادي الحضارات
  • قصة المرأة التي كانت تنظف المسجد النبوي.. أستاذ بالأزهر يوضح ثوابها
  • انهيار جزئى لمنزل فى مصر القديمة دون إصابات
  • تأجيل محاكمة المتهمة بتشويه وجه «عروس مصر القديمة»
  • نظر محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس مصر القديمة بـ41 غرزة .. غدا