حكاية الوفد الذي سافر .. الإنفاق المناخي يكشف أخطر أدوات الهيمنة على المحافظات اليمنية المحتلة
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
في حين يكابد المواطنون في المحافظات المحتلة انقطاع الكهرباء وشحّ المياه وانقطاع الرواتب وارتفاع تكاليف الحياة إلى مستويات خانقة، تتكشّف تفاصيل فضيحة مالية عن إنفاق بالغ الضخامة على مشاركة وفد من حكومة المرتزقة في مؤتمر دولي للمناخ، حدث واحد، لكنه يعكس واقعًا كاملًا، واقع سلطة تحت الوصاية تتنقّل من مؤتمر إلى آخر، بينما يظل المواطن تحت وطأة أزمات لا تنتهي، مصادر إعلامية محلية كشفت عن إنفاق تجاوز 378 ألف دولار على مشاركة وفد يمثل حكومة المرتزقة التابعة لتحالف العدوان، مكوّن من 140 شخصًا في المؤتمر الدولي للمناخ، ورغم أن اليمن لا يُعدّ ضمن الدول المسبّبة للانبعاثات أو المعنيّة مباشرة بالالتزامات المناخية الكبرى، أثار حجم الوفد وتكاليفه تساؤلات واسعة حول مبررات المشاركة، وآليات إدارة الأموال ، والانعكاسات الاقتصادية على بلد منهك ومنهوب من دول العدوان التي هي من تدفع مرتزقتها إلى مثل هذه المشاركات فما هو السبب؟؟
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
حقائق بالأرقام لا يمكن تجاهلها
بحسب مراقبون فإن التكلفة المالية التي صرفت لتغطية تكاليف مشاركة من 140 مشاركاً في مؤتمر المناخ ، فإن أول ما يلفت الأنظار إلى أن تكلفة المشاركة بلغت 2000 دولار قيمة التذكرة للفرد الواحد، و 2000 دولار تكلفة الإقامة للفرد الواحد، أي بتكلفة إنفاق إجمالية تقدر 378 ألف دولار ، وعند تحويل المبلغ إلى العملة المحلية وفق سعر الصرف في المناطق المحتلة الخاضعة لحكومة المرتزقة، يصل المبلغ إلى نحو 607 ملايين ريال، ومن منظور اقتصادي، يعادل هذا المبلغ، رواتب أكثر من 10,000 أسرة فقيرة لشهر واحد، وكذا تشغيل محطات كهرباء محلية لفترات معتبرة، أو تمويل مشاريع مياه عاجلة لمدن تعاني من الجفاف والانقطاع.
هذه المقارنة تضع تكلفة وفد حكومة الفنادق في سياق أزمة الخدمات الحادة التي تعيشها المحافظات المحتلة، وتطرح سؤالًا مركزيًا، هل كان هذا الإنفاق يحقق عائدًا يتناسب مع أثره المحتمل؟
بلد بلا انبعاثات ومع ذلك وفد بهذا الحجم الضخم
المفارقة المدهشة التي تُظهرها البيانات البيئية اليمنية هي أن اليمن، بكل مناطقه، لا يملك أي تأثير يُذكر على المناخ العالمي، لا مصانع كبرى، ولا منشآت طاقة ضخمة منتجة للانبعاثات، وانبعاثات الكربون تكاد تكون صفرية مقارنة بالمعايير الدولية.
إذا السؤال الذي يفرض نفسه، ما الحاجة لوفد بهذا التضخم العددي والتكلفة الباهظة؟
بحسب مراقبون محليون، لم تكن المشاركة مبنية على احتياج مناخي بقدر ما كانت رحلة سفر واسعة النطاق بتمويل دول العدوان وعلى رأسها السعودية والامارات التي تهدف إلى فرض واقع الهيمنة على القرار وتعزيز النفوذ والذي لن يتأتى بالاستقرار الداخلي .
أين كان يمكن أن تذهب هذه الأموال؟
تكلفة الوفد كانت كفيلة بتمويل مشاريع خدمية حساسة والتي كان يمكن أن تنفَّذ بالمبلغ نفسه، منها مشاريع المياه والتي كان بالإمكان حفر وتجهيز آبار وتشغيل منظومات ضخ بالطاقة الشمسية لمدن تعاني من العطش، وكذلك كان يمكن إعادة تشغيل محطات متوقفة، ورفع ساعات الإضاءة في أحياء تظلم لأسابيع متواصلة، ’’607 ملايين ريال’’ كانت ستغيّر حياة آلاف الأسر التي تعيش دون راتب أو دخل يأمن معيشتها.
وبلغة بسيطة، فإن ما صُرف على وفد مؤتمر المناخ كان كفيلًا بانتشال عشرات الآلاف من ظروفهم القاسية.
دعم إقليمي وتمويل عبثي يثير التساؤلات
تكشف تقارير سياسية محلية وملفات تحليلية أن هذا الإنفاق يأتي ضمن منظومة الدعم الموجه الذي تقدّمه السعودية والإمارات للحكومة التابعة لها ، لاستخدامه في توسيع شبكة الولاءات عبر منح المناصب والامتيازات والسفر في وفود خارجية،
وبحسب محللون فإن ازدياد الرحلات والمؤتمرات الممولة ارتبط مباشرة بفترات ارتفاع الدعم المالي الخارجي، من دون أن يُترجم ذلك إلى خدمات داخل اليمن أو تحسنٍ في حياة السكان.
النتيجة التي تظهر بوضوح هي أن موارد ضخمة تُهدر خارج البلاد بينما يعيش الداخل انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق، بشكل متعمد يدير فصوله دول العدوان نفسها لتوجيهها نحو أنشطة شكلية بدلاً عن الخدمات الرئيسية
كما تذهب تحليلات سياسية إلى أنّ هذا النوع من المشاركات الخارجية الضخمة لا يهدف فقط إلى التمثيل في المحافل الدولية، بل يُستخدم كأداة سياسية من قبل السعودية والإمارات لإدارة المشهد في المناطق الخاضعة لنفوذها، بهدف تغييب القيادات التابعة لها عن متابعة ما يجري داخل المحافظات المحتلة، وإبعادهم عن أي نقاش أو مراقبة لإجراءات تخطيطية تُتخذ على الأرض، وتعزيز السيطرة على المحافظات المحتلة وتعزيز نفوذها,
المواطن هو الخاسر الأكبر
ما بين كهرباء منقطعة، ومياه شحيحة، ورواتب غائبة، وأسعار تتصاعد بلا توقف، يجد اليمني نفسه في مواجهة واقع لا يشبه أي جانب من مظاهر الإنفاق التي تكشفها الوثائق.
فبينما تُصرف مئات الآلاف من الدولارات على وفود ومؤتمرات، يبقى المواطن بلا خدمات أساسية، بلا أمان اقتصادي، وبلا أفق تحسين قريب.
وبينما تُستخدم مثل هذه المشاركات في إعادة ترتيب النفوذ داخل المناطق المحتلة أكثر مما تُستخدم لخدمة قضايا المناخ.
في النهاية، يعكس هذا الحدث نموذجًا صارخًا لطريقة إدارة الموارد والقرار السياسي في المحافظات المحتلة، ويكشف كيف يمكن لحدث واحد أن يفضح اختلالات أعمق بكثير، واقعة تحت تأثير وتوجيه سعودي إماراتي لتبقى المعاناة ويبقى نفوذها متغلغلاً وفق اعتبارات إحكام السيطرة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المحافظات المحتلة التی ت
إقرأ أيضاً:
قبائل غمر في صعدة يؤكدون الجهوزية القتالية لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار
الثورة نت /..
أكدت قبائل ومشايخ ووجهاء وأعيان مديرية غمر في محافظة صعدة الوفاء للشهداء والاستمرار في التعبئة والجهوزية العالية لأي تطورات أو جولة صراع قادمة مع العدو.
وجددّت قبائل غمر في لقاء قبلي مسلح اليوم، تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لأي خطوات قادمة، مشيرين إلى الثبات على العهد في الوفاء لأبناء غزة وكل فلسطين.
وفي اللقاء أشاد محافظ صعدة محمد جابر عوض، بمشاركة قبائل مديرية غمر في اللقاء القبلي المسلح والموسع للتأكيد على الجهوزية القتالية العالية لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة “أمريكا وإسرائيل”، وأدواتهما في المنطقة.
وثمن مواقف قبائل وأبناء المديرية في مواجهة العدوان والتصدي لكل المؤامرات، مؤكداً أهمية النفير العام والنكف القبلي لكافة القبائل والمشايخ والتجهز لأي خيارات قادمة ورفع الجاهزية على كل المستويات.
وأوضح محافظ صعدة أن ما صدر عن مجلس الأمن من قرارات تخدم الصهيونية العالمية لا تعني الشعب اليمني، ولا تخيف اليمنيين ولا يمكن أن توقف اليمن عن إسناد غزة.
وجددّ جهوزية اليمن وقواته المسلحة لأي جولات صراع مع العدو الأمريكي والإسرائيلي والسعودي، مؤكداً أن القبيلة اليمنية حاضرة لمواجهة التحديات.
وبارك محافظ صعدة الإنجاز الأمني الكبير بالقبض على شبكة تجسس تابعة للعدو الأمريكي، والإسرائيلي، والسعودي، مؤكداً الوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية باتخاذ أقسى العقوبات بحق العملاء والخونة.
ودعا إلى الوقوف ومساندة الأجهزة الأمنية في رصد تحركات الأعداء والتصدي لهم، مطالباً بإنزال أشد العقوبات بحق كل من ثبت تورطه في خيانة الوطن، ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره.
من جهته أشار شيخ مشايخ خولان بن عامر عباس مقيت، خلال اللقاء الموسع الذي حضرته قيادات المديرية ومسؤولو التعبئة، إلى أن قبائل ومشايخ ووجهاء وأبناء خولان بن عامر يقفون إلى جانب السيد القائد وجاهزون لأي تطورات وجولات صراع قادمة.
وجدد بيان اللقاء القبلي، العهد للشهداء العظماء والمضي على دربهم وحمل القضية والحفاظ على المبادئ التي ضحى الشهداء من أجلها.
وأكد استمرار التعبئة بكل أنشطتها خصوصاً دورات التعبئة العامة طوفان الأقصى العسكرية ودعم القوات المسلحة.
وأشاد البيان القبلي بدور الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في ردع الأعداء وإفشال مخططاتهم، محذرًا العملاء من مغبة التخابر مع العدو والمساس بأمن الوطن، معلناً البراءة من الخونة والعملاء.