الخنجر:لا استقرار للعراق بوجود الجماعات المسلحة وغياب العدالة والقانون
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
آخر تحديث: 18 نونبر 2025 - 1:30 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال خميس الخنجر في كلمة ألقاها في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط/ MEPS 2025 بنسخته السادسة الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في مدينة دهوك.إن هذا المنتدى يأتي في لحظة حرجة تمر بها المنطقة والعالم بأسره، فالتقلبات الجيوسياسية وارتفاع منسوب التوتر الإقليمية والتحولات الاقتصادية العميقة تفرض علينا جميعا مسؤولية العمل المشترك لتخفيف المخاطر وصياغة مقاربات واقعية تعيد لمنطقتنا فرص التنمية والاستقرار.
وأضاف أن هذه الضرورة تتطلب مقاربة جديدة تقوم على ثلاثة مبادئ ثابتة لا غنى عنها، وهي: سيادة الدول، ووحدة مؤسساتها، واحتكارها لأدوات القوة القهرية، فلا أمن إقليميا يتحقق إذا بقيت بعض الدول تُدار بأدوات تدار خارج إطارها المؤسسي، أو إذا استمر تجاوز حدود الدولة لصالح جماعات مسلحة، أو محاور تتعارض مع مصلحة شعوبها.كما لفت الخنجر الى أن طرح فكرة شرق أوسط جديد بسياقها الحديث لا تأتي في سياق التحولات الاجتماعية والثقافية التي تمر بها المنطقة، بل تأتي في سياق “كولونيالي” آخر.ونوه إلى أنه “في سياق محاولة هيمنة أخرى عبر اعادة رسم خارطة الشرق الأوسط سياسيا لمصلحة إسرائيل، وليست لمصلحة المنطقة وشعوبها، إذ لا يمكن خفض التوترات الاقليمية من دون حل عادل للمشكلة الفلسطينية عبر حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي السورية واللبنانية، ومعالجة القضية الكوردية في البلدان التي يتواجدون فيها”.وشدد الخنجر على أنه “لا يمكن الحديث عن خفض التوترات الإقليمية من دون انبثاق نظام إقليمي متفق عليه يضم الجميع، يحكم الجميع مندون هيمنة، أو فرض أمر واقع من دون تدخل خارجي في الشؤون الداخلية”. وتطرق رئيس تحالف سيادة الى اوضاع العراق، قائلا، إن “للعراق موقعا فريدا في معادلة الشرق الاوسط، وهو حلقة وصل طبيعية بين المشرق والخليج، وبين العالم العربي وجواره الإسلامي الأوسع”.وأشار إلى أنه “إن استطاعت الدولة العراقية أن تعيد بناء مؤسساتها على أسس راسخة، فإن العراق سيكون عامل استقرار إقليمي بدلا من أن يبقى ساحة تتقاطع فوقها الصرعات”، مبينا أن “رؤيتنا الوطنية تنطلق من مبدأ واضح وهو أن العراق المستقر لا يكتمل الا بدولة يتساوى فيها جميع مواطنيها أمام القانون”.وتابع الخنجر بالقول إن “رؤية المكون السني تندمج داخل هذه الرؤية الوطنية العامة، فهي رؤية تدعم الدولة القوية، وتدعم سيادة القانون، واحترام الدستور، وتدعو الى شراكة متوازنة بين كل العراقيين في حاضرهم ومستقبلهم”.وخلص بالقول إلى أن “أبناء محافظتنا التي تضررت خلال السنوات الماضية لا يطالبون بمعاملة خاصة، بل يطالبون بدولة عادلة تعيد الاعمار، وتنشئ المشاريع التنموية، وتمنح الشباب فرصا حقيقة للمشاركة والانتاج، وتسمح بعودة النازحين الى مدنهم وقراهم دون قيد أو شرط، ومعرفة مصير المغيبين، والتوازن في الدولة، وإطلاق سراح السجناء الابرياء”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
لماذا يُطرَح المالكي بوصفه البديل الأنسب للمرحلة؟
18 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: ناجي الغزي
منذ عام 2003 وحتى اليوم، يعاني العراق من أزمة قيادة واضحة، تتجدد مع كل دورة انتخابية وتتعاظم عند منعطفات الدولة الكبرى. فرغم وفرة رجالات الطبقة السياسية وتعدد القوى المؤثرة، بقيت أزمة “الرجل القادر على إدارة الدولة” في كل دورة انتخابية، وهي واحدة من أعقد المشكلات البنيوية في النظام السياسي العراقي. إذ تتردد الأسماء، وتتبدل الشعارات، وتتصاعد الوعود، لكن النتيجة النهائية تبقى: غياب قيادة قادرة على اتخاذ القرار، تحمل مشروعاً واضحاً، وتمتلك القدرة على مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.
وفي ظل هذه الأزمة المزمنة، يبرز اسم السيد “نوري المالكي” من جديد كمرشح يمتلك مواصفات “رجل المرحلة”، استناداً إلى خبرة سياسية واسعة، وتجارب إدارة عملية في أكثر الفترات حساسية من تاريخ العراق الحديث.
فالكثير من المراقبين والمحللين السياسيين يرون ان السيد المالكي: هو الخيار السياسي الأكثر اتساقاً مع تعقيدات المرحلة العراقية، حيث تعيش الدولة العراقية اليوم لحظة تاريخية شديدة الحساسية، تتداخل فيها الضغوط الاقتصادية مع التحديات الأمنية، ويتقاطع فيها الصراع السياسي الداخلي مع ارتجاج النظام الإقليمي. وفي ظل هذا المشهد المركّب، تبرز معضلة القيادة بوصفها السؤال الأكثر إلحاحاً: من يمتلك القدرة على إعادة ضبط اتجاه الدولة، وترسيم خطّ استقرار طويل الأمد، وقيادة عراق يتقدّم نحو دولة مؤسسات لا مساحة فيها للمصادفات والارتجال؟
أولًا: طبيعة أزمة القيادة في العراق
تتجسد أزمة القيادة في العراق بثلاثة أبعاد رئيسية:
1. ضعف القرار السياسي
حكومات متعددة خلال الأعوام الأخيرة واجهت عجزاً في اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالإصلاح الاقتصادي، ومكافحة الفساد، وضبط السلاح خارج اطار الدولة، وإدارة موارد الدولة، والتعامل مع الأزمات الإقليمية. وهذا الضعف ناتج عنه: الضغوطات الحزبية، والتدخلات الخارجية، وهشاشة التوافقات. وذلك بسبب غياب شخصية تمتلك القدرة على فرض إرادة الدولة.
2.غياب مشروع وطني مستقر
وجود برامج حكومية بلا رؤية بعيدة المدى جعل الدولة تتحرك في حلقة مفرغة. لا يوجد قائد يحمل “مشروع دولة” متكامل يربط الأمن بالاقتصاد، والسيادة بالتنمية، والعلاقات الخارجية بالتوازن الاستراتيجي.
3.فقدان الثقة الشعبية
الشارع العراقي فقد ثقته بغالبية القادة الجدد بسبب: التردد، وغياب الإنجازات، وتراجع الخدمات، وتوسع الفساد، والشعور بغياب رجل دولة حقيقي. هذه العوامل مجتمعة جعلت العراق في حاجة ملحّة إلى شخصية تمتلك: حزم القيادة، و وضوح الرؤية، والقدرة على إدارة الدولة، والخبرة في التعامل مع ضغط الملفات المتشابكة.
ثانيًا: لماذا المالكي بوصفه البديل الأنسب؟
طرح اسم السيد نوري المالكي ليس نتيجة فراغ في الخيارات فحسب، بل لأنه يمتلك مجموعة من السمات التي تفتقدها القيادات الحالية.
1. تجربة عملية في الظروف الاستثنائية
قاد المالكي الدولة خلال واحدة من أصعب المراحل (2006–2014)، وواجه: الحرب الطائفية، والإرهاب المنظم خارجيا وداخلياً، واستطاع إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتشكيل أجهزة أمنية، ومواجهة الميليشيات الخارجة عن الدولة. وصعود التحديات الإقليمية. هذه التجربة صنعت منه شخصية ذات “خبرة واقعية” في إدارة الأزمات الكبرى، وهو أمر نادر اليوم.
2. قدرة على اتخاذ القرار
عُرف المالكي بأنه: صاحب قرار، والقادر على فرض إرادة الدولة، ولا يخضع لضغوط خارجية بسهولة، ويميل إلى الحسم بدل التردد. وهذه صفات افتقدتها حكومات ما بعد 2014، ما جعل كثيراً من الملفات مُرَحلة أو تُترك معلّقة أو تُدار بنصف حلول.
3. مشروع “دولة القانون”
من بين القادة الذين قدموا رؤية واضحة لشكل الدولة، هو السيد المالكي، وهذا المشروع يقوم على: تقوية المركز، وفرض القانون وتقوية هيبة الدولة، وتعزيز المؤسسات، وتقييد السلاح المنفلت، وربط الأمن بالتنمية. وما زال هذا المشروع حتى اليوم يشكل قاعدة جدية في نظر أنصاره ومعارضيه على حد سواء.
4. قاعدة سياسية واجتماعية واسعة
يمتلك المالكي خبرة سياسية تنظيمية، وعلاقات اجتماعية وسياسية متشعبة داخل القوى السياسية، وامتداداً شعبياً داخل المحافظات، وله القدرة على بناء تحالفات مستمرة ومستقرة. وهذه العوامل تمنحه إمكانية إدارة حكومة متماسكة لا تعتمد على هشاشة التوافقات.
5. قراءة دقيقة للبيئة الإقليمية والدولية
العراق اليوم يقف وسط تنازع نفوذ واضح بين: الولايات المتحدة وإيران وتركيا ودول الخليج،
والفاعلين غير الدوليين. وان اغلب القوى السياسية داخل الإطار التنسيقي، مصنفة من قبل الولايات المتحدة الامريكية بأوصاف لا تنسجم مع المزاج الدولي، لذلك لا تسمح لها بقيادة الدولة العراقية، باعتبارها جزء من محور المقاومة. وهذا الاشتباك يحتاج إلى قائد مقبول دولياً واقليمياً من قلب الاطار التنسيقي ومتمرس وقدير يجيد: والتوازنات، وإدارة الضغط الخارجي والداخلي، والحفاظ على هامش مناورة، وحماية استقلال القرار العراقي. والمالكي هو القائد السياسي الوحيد الذي يمتلك هذه الخبرة المتراكمة في هذا المجال.
ثالثاً: المرحلة المقبلة تتطلب منطق الدولة لا منطق التسويات
التحديات التي يمر بها العراق: اقتصادية، خدمية، أمنية، سياسية، إدارية. لا يمكن إدارتها بمجرد حكومة توافق ضعيفة، أو رئيس وزراء تسوية لا يملك الحد الأدنى من صفات المالكي يصبح عرضة للابتزاز. البلاد تحتاج إلى رئيس وزراء يمتلك الإرادة قبل الأدوات، والخبرة قبل الشعارات، والقدرة على فرض مسار إصلاحي حقيقي. المالكي، في نظر الكثير من المراقبين، يمثل أحد الخيارات القليلة التي تجمع بين: الخبرة، والقوة، والرؤية، والقدرة على إدارة الدولة في لحظة حرجة.
الحديث عن نوري المالكي ليس مجرد نقاش حول شخصية سياسية، بل هو انعكاس لبحث أوسع عن “رجل الدولة” الغائب في العراق خلال السنوات الأخيرة. أزمة القيادة ليست أزمة أسماء، بل أزمة قدرة على إدارة مشروع وطني شامل، واقتدار على مواجهة الضغوط المتداخلة. ومهما اختلفت المواقف تجاه المالكي، يبقى السؤال الجوهري اليوم: هل تحتاج المرحلة إلى قائد قوي يمتلك خبرة الدولة، أم إلى استمرار التجارب القصيرة التي أثبتت محدوديتها؟
وفي ضوء هذه المعادلات، يعتبر المالكي كأحد الخيارات الأكثر واقعية لقيادة العراق نحو مرحلة أكثر استقراراً، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات وإعادة بناء ثقة الدولة بمواطنيها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts